وسواس الحمل وأثره على الفتيات

وسواس الحمل يُعتبر أحد أشكال اضطراب الوسواس القهري (Obsessive-Compulsive Disorder – OCD)، حيث يتجلى في أفكار متكررة ومزعجة تدور حول إمكانية حدوث الحمل، حتى في غياب أي أدلة طبية أو واقعية تدعم هذا التفكير. هذا الوسواس قد يترافق مع سلوكيات قهرية مثل تكرار فحص الحمل، مراقبة الأعراض الجسدية المرتبطة بالحمل، والبحث المستمر عن معلومات تتعلق باحتمالات الحمل.

وفقًا للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5)، يُصنف وسواس الحمل ضمن اضطراب الوسواس القهري، وتحديداً في فئة الوساوس الجسدية أو الصحية. وقد يصيب هذا الوسواس الفتيات المتزوجات وغير المتزوجات، لكنه يكون أكثر شيوعًا بين الفتيات غير المتزوجات حيث تتداخل المخاوف الشخصية مع المخاوف الاجتماعية.
الغزال الحلقة 3

القلق من حدوث حمل قد يكون طبيعيًا إذا كان رد فعل مؤقتًا لموقف معين، مثل علاقة سطحية، ويختفي عند زوال السبب، مثل ظهور نتيجة سلبية لفحص الحمل، دون أن يؤثر على جودة الحياة اليومية.

لكن عندما يتحول وسواس الحمل إلى حالة غير طبيعية، قد يكون ذلك نتيجة لحالة وسواس أو رهاب، حيث يستمر التفكير لفترات طويلة (عدة شهور أو أكثر)، ويتكرر بشكل قهري، مما يؤثر سلبًا على النوم والتركيز والعلاقات. في هذه الحالات، لا يختفي الوسواس حتى مع وجود أدلة طبية تنفي الحمل، مما يؤدي إلى إعاقة حياة الفتاة أو السيدة، ويسبب لها أفكار ومخاوف غير منطقية مثل الخوف من الحمل من المرحاض أو السرير، مما قد يؤثر على حالتها النفسية والعاطفية وطريقة تعاطيها مع الجنس الآخر.

• أفكار مستمرة ومزعجة عن الحمل: إذا كنت تعانين من وسواس الحمل، ستجدين نفسك تفكرين باستمرار "هل يمكن أن أكون حاملًا؟" حتى في غياب أي سبب منطقي لذلك، حيث تتخيلين أعراض الحمل (غثيان، صداع، ألم في البطن) وتربطينها بشكل غير منطقي.
• تكرار فحص الحمل: قد تلجأ الفتاة أو المرأة المتزوجة إلى إجراء اختبارات الحمل بشكل متكرر، حتى مع ظهور نتائج سلبية دائماً، وقد تشعر بالحاجة للذهاب إلى طبيب النساء لإجراء فحوصات إضافية.
• تفقد الجسم بشكل مفرط: تركز الفتاة التي تعاني من وسواس الحمل على أي تغيير بسيط في جسمها، مثل لون الإفرازات أو شكل البطن أو تأخر الدورة الشهرية حتى لو بيوم واحد.
• البحث القهري على الإنترنت: تلجأ الفتاة إلى قضاء ساعات في البحث عن معلومات طبية حول إمكانية حدوث الحمل بدون علاقة، مما يعزز من قلقها.
• تجنب العلاقات والمواقف الاجتماعية: قد تتجنب الفتاة أو المرأة المتزوجة أي تواصل مع الجنس الآخر، بما في ذلك أفراد العائلة، بل قد ترفض فكرة الزواج لتجنب الحمل.
• قلق وتوتر دائم: تعيش الفتاة أو المرأة حالة من القلق المستمر حيث يصبح الحمل هاجسًا يخيفها مجرد التفكير فيه، ما يزيد من تعقيد حالتها النفسية.

• فهم طبيعة التفكير الوسواسي: تذكري أن الوسواس هو مجرد فكرة وليست حقيقة. عندما تفكرين في الحمل، فهذا لا يعني بالضرورة أنك حامل. الوسواس يضخم بعض الأفكار، وتجاهل الفكرة هو أولى خطوات التحرر منها.
• تطبيق مبدأ التحدي المعرفي للفكرة الوسواسية: عند ظهور فكرة "هل يمكن أن أكون حاملًا؟"، اسألي نفسك عن الأدلة الواقعية. قيسي عدد مرات إجراء اختبارات الحمل وظهور النتائج السلبية، اكتبِي إجاباتك في دفتر لتوضيح الحقيقة بشكل منطقي.
• توقفي عن البحث المفرط والتأكد القهري: لا تكرري فحص الحمل بلا سبب طبي، ولا تراقبي جسمك بشكل مفرط، حيث تزيد هذه السلوكيات من القلق.
• مارسي تمارين إدارة القلق: يمكن أن تساعد تمارين التنفس العميق والاسترخاء في استبعاد الأفكار الوسواسية.
• استخدمي تقنية تأجيل التفكير: قولي لنفسك "سأسمح لنفسي بالتفكير في هذا الموضوع بعد ساعة". غالبًا ما ستجدين أن القلق قد خف أو زال تمامًا.
• ركزي على أنشطة بديلة ممتعة: الانشغال بهوايات تحبينها يقلل من التوتر، مثل القراءة أو الرسم أو ممارسة الرياضة.
• استشيري مختص نفسي إذا استمر الوسواس: يمكن لأخصائي العلاج المعرفي السلوكي مساعدتك في التعامل مع هذه الأفكار والتغلب عليها، وفي بعض الحالات، قد يصف علاج دوائي بإشرافه.

• الاستعداد الوراثي والبيولوجي: الفتيات اللواتي لديهن تاريخ عائلي مع الوسواس القهري أو القلق يكن أكثر عرضة لوسواس الحمل.
• التنشئة والتجارب السابقة: التربية الصارمة أو البيئة التي تبالغ في التحذير من الوصمة الاجتماعية قد تؤدي إلى خوف من الحمل.
• نقص المعلومات والتثقيف الجنسي: الفتيات اللواتي يتلقين معلومات مغلوطة عن الحمل قد يُصبن بالوسواس بسبب تصورات خاطئة.
• القلق العام واضطراب التحكم في التوقعات: الأشخاص الذين يعانون من اضطراب القلق المعمم غالبًا ما يحولون أفكارهم القلقة إلى وساوس.
• الخوف من فقدان السيطرة: الحمل يمثل فقداناً للسيطرة على الجسد والحياة، مما قد يُثير الوسواس لدى النساء اللواتي يحتجن إلى التحكم الكامل.

• وسواس الحمل للعزباء: قلق مفرط من حدوث الحمل رغم عدم وجود علاقة جنسية فعلية، وغالبًا ما يكون نتيجة نقص الوعي الجنسي أو القلق الاجتماعي.
• وسواس الحمل بدون علاقة: قد يصيب المرأة دون علاقة جنسية، يرتبط بسوء الفهم البيولوجي والقلق النفسي.
• وسواس الحمل من المرحاض: لا يمكن حدوث الحمل من استخدام المرحاض، لكن الكثير من النساء يعانين من هذا النوع من الوسواس.
• وسواس الحمل من السرير: خوف غير منطقي من حدوث الحمل بسبب تلامس مع أسطح ملوثة.
• وسواس الحمل بعد علاقة سطحية: قلق يتولد بعد تلامس جسدي خارجي لا يؤدي إلى الحمل.
• وسواس الحمل للمتزوجات: قلق مفرط من حدوث الحمل في أوقات غير مناسبة أو رغم استخدام وسائل منع الحمل.