هل يشفى الطفل من نقص الأكسجين وما هي خطوات العلاج؟
يعتبر نقص الأكسجين من المضاعفات الخطيرة لبعض الحالات عند الأطفال، وتسبب العديد من المخاطر التي قد تستمر معه طيلة حياته، ما يسبب قلق شديد للأهل حول هذه المخاطر وكيفية التعامل معها، فما هو نقص الأكسجين عند الأطفال؟ وهل يشفى الطفل منه؟ وكيف يتم علاجها؟ هذا ما سنتحدث عنه من خلال هذا المقال.
نقص الأوكسجين عند الأطفال (بالإنجليزية: Hypoxic Ischemic Encephalopathy) أو الاعتلال الدماغي الناتج عن نقص الأكسجة هو إصابة دماغية تنتج عن انقطاع الأكسجين عن الدماغ عند الطفل وفي الغالب تكون إصابة خطيرة، خصوصاً عندما يتعرض الطفل الوليد لنقص الأوكسجين لفترة طويلة أو ما يعرف باختناق الولادة (Birth Asphyxia).
يصيب نقص الأكسجين الأطفال والبالغين في أي عمر لكنه أكثر شيوعاً عند الولادة خصوصاً الأطفال الخدّج الذين يولدون قبل الأوان أو الأطفال الذين عانوا من نقص الأكسجة في رحم الأم، ويعتبر نقص الأكسجين من الأسباب الرئيسية لوفاة الأطفال حديثي الولادة حول العالم، كما يترك نقص الأكسجين عند الولادة آثار متفاوتة في الحدة والخطورة على الطفل حسب حجم الإصابة في خلايا الدماغ وأعضاء الجسم والتدابير الطبية المتخذة في اللحظات الأولى للولادة.
يمكن أن يشفى الطفل من نقص الأكسجين عند الولادة إذا كانت الإصابة طفيفة إلى متوسطة وتم تقديم الإسعافات اللازمة للطفل قبل أن يتسبب انقطاع الأكسجين بتلف خلايا الدماغ وتضرر الأعضاء الحيوية في الجسم، فيما تسبب حالات نقص الأوكسجين الشديدة إصابات دائمة للأطفال لا يمكن علاجها أو الشفاء منها بشكل تام، حيث تكون الأضرار التي لحقت بالدماغ والقلب والرئتين والأعضاء الحيوية مزمنة ودائمة.
يتوقف الشفاء التام من نقص الأوكسجين عند الأطفال على شدة الحالة ومدة انقطاع الأكسجة والمضاعفات بالدرجة الأولى، كما يختلف العلاج المطلوب والفترة اللازمة للشفاء التام حسب هذه الحالات، وأهم عاملين لتحديد فرص شفاء الطفل من نقص الأكسجين بشكل تام أو جزئي:
الحالات الخفيفة والمتوسطة من نقص الأكسجين عند الرضع والأطفال يمكن أن يتم علاجها بشكل تام أو على الأقل بشكل يسمح بالتعايش معها في معظم الحالات، لكن لا يمكن علاج الحالات المتقدمة والحادة بسبب التلف الكبير في خلايا المخ والأعضاء الحيوية، والذي قد يصل إلى الشلل الدماغي أو الموت السريري والغيبوبة أو الوفاة.
هل يمكن التخلص من آثار نقص الأوكسجين عند الأطفال؟ فعلياً يتم علاج نقص الأكسجين عند الأطفال فور حدوثه، وما يحتاج للعلاج لاحقاً هو مضاعفات نقص الأكسجين وآثاره على الطفل، وأهم خطوات علاج نقص الأكسجين عند الأطفال والرضع:
ويجب أن يلتزم الأهل بتوجيهات الأطباء والفريق الطبي واتباع الخطة العلاجية بشكل صارم، ويجب عليهم الاتصال بالطبيب المعالج في حالة حدوث أي تغيير في حالة الطفل أو ظهور أي أعراض جانبية جديدة.
- التشوهات الخلقية التي تسبب خللاً في مستويات الأكسجين في الدم، والتي يمكن التعايش معها في بعض الحالات لكن إهمالها يعرض المريض لخطر نقص التروية ونقص الأكسجين في أي وقت.
- أمراض الجهاز التنفسي الحادة والمزمنة، مثل الربو والالتهاب الرئوي الوخيم وبعض الفيروسات التنفسية الخطيرة مثل السارس وكوفيد-19 وعدوى السل.
- فقر الدم والذي ينتج عنه انخفاض مستوى الأكسجين في الدم عند الأطفال والبالغين، وقد يكون نقص الأكسحين في بعض هذه الحالات خفيفاً ولا يسبب مضاعفات طويلة الأمد، لكنه أيضاً قد يصل لمستويات خطيرة خصوصاً في حالات فقر الدم المنجلي وفقر الدم الانحلالي.
- التعرض لصعقة كهربائية بشدة ومدة تؤدي إلى تشنج العضلات الملساء للقصبات الهوائية، وبالتالي انقطاع التنفس ونقص الأكسجين، كما أن الصعقة الكهربائية قد تؤثر على وظائف النسج مثل القلب وبالتالي ضعف ضخ الدم المحمل بالأكسجين لباقي أنحاء الجسم.
- نقص الأكسجين في البيئة المحيطة والذي نادراً ما يقود إلى آثار طويلة الأمد وخطيرة، لكنه يؤثر على التطور النمائي للطفل، كالأطفال الذين يعيشون في بيئة مدخنين أو في أماكن سيئة التهوية.
- حالات الاختناق أو استنشاق الأبخرة السامة، حيث يسبب الاختناق المباشر بقطع الأكسجين عند الدماغ وأعضاء الجسم والذي ينتج عنه آثار خطيرة قد تصل للشلل التام والموت السرير وحتى الوفاة، كاستنشاق الدخان في الحرائق أو استنشاق الأبخرة والغازات السامة.