دور الأصدقاء في اختيار السلوك الشخصي
يقال أن "الصاحب ساحب" ويقال أيضاً "قل لي من تصاحب أقل لك من أنت"... فيتأثر الشخص بأصحابه إلى درجة كبيرة جداً، ويكون لهم تأثير أحياناً يضاهي تأثير الأهل أو الشريك، وحتى أكبر من تأثير الشخص نفسه على نفسه وسلوكياته ورغباته وأسلوب حياته.
في هذه المقالة سوف نستعرض دور الأصحاب في اختيار السلوك الشخصي، ومدى تأثير أصدقاءك عليك، وما هي الأمور التي تحدد مدى تأثرك بهم.
وجدت الدراسات أن الإنسان عندما يصل لعمر 15-25 تقريباً؛ وهي المرحلة التي يكوّن فيها الشخص أصدقاء يبقون معه لوقت طويل فإنهم يؤثرون على نمط حياته. [2]
هذه النقاط سوف توضح لك دور الأصحاب في اختيار السلوك الشخصي للشخص: [3،4]
والآن وبعد أن عرفت دور الأصحاب في اختيار السلوك الشخصي للشخص، قد تتساءل عن كيفية تأثير الصاحب على صاحبه بكل هذه الدرجة!
يتأثر الصاحب بصاحبه عن طريق التقليد المباشرله عن قصد لإعجابه بما يفعل وما يقول فيتأثر به وخاصة إن كان معجباً به لدرجة كبيرة أو يقضي أوقات كثيرة معه. كما قد يقلده عن غير قصد؛ وذلك لأن الإنسان يتأثر بطبعه بمن حوله ممن يختلط بهم باستمرار لأن العقل الباطن يخزن البيانات الواردة له والتي يجمعها من هنا وهناك ومن ثم يتبناها حتى لو كنت لا تحب هذه العادة أو التصرف؛ فقد تكتسب صفة السلبية من صديقك رغم أنك تكرهها وتحذره منها باستمرار.
من الطرق التي يتبعها الصاحب لتعزيز دوره في التأثير على سلوكك الشخصي هي التشجيع كأن يشجعك على ممارسة الرياضة معه، والتذكير كأن يذكرك بزيارة أقاربك وصلة رحمك، وقد يكرر ما يريده ويعيده لك مراراً وتكراراً، كما قد يكفي وجوده معك وقضائه معك وقتاً طويلاً للتأثير على سلوكك الشخصي. [4]
يختلف تأثير الأصحاب على بعضهم البعض، ويعتمد ذلك على عدة أمور وعوامل منها:
ماذا نفعل لو اكتشفنا أننا نتأثر سلبياً بأصحابنا
لو اكتشفت أن صاحبك يؤثر عليك سلبياً، ويكسبك أمور سيئة لا ترغبها، فعليك أولاً أن تستشعر هذا التأثير؛ فاجلس مع نفسك وحاول أن تجد ما هي الأمور التي تغيرت فيها –سواء للأفضل أم للأسوأ- بعد هذه الصداقة، كما من الجيد أن تعرف كيف أثرت أنت في صاحبك عن طريق تذكره كيف كان وكيف أصبح بعد صداقتكما، ويمكنك أن تساله أيضاً. ولو وجدت أن هناك تأثيرات سلبية كاكتسابك لعادة أكل الطعام غير الصحي مثلاً فحاول أن تكلم صاحبك بالموضوع وأن تشرح له خطورة ذلك، وأن تساعده في ترك هذه العادة بأن تكون أنت المؤثر وليس المتأثر. ولكن إن لم يردع واستمر في هذه العادة، فعلى الأقل اضمن عدم تأثرك بها؛ فقلل من خروجاتك معه لتناول الطعام أو سيطر على نفسك واستمر أنت بطلب طبقك الصحي.
أما إن كان له تأثير خطير عليك ولم تستطع حماية نفسك منه أو حتى إن كانت صحبته تؤثر عليك وعلى سمعتك أمام الناس، كأن يكون متعاطٍ للمخدرات مثلاً فحاول أن تغيره وتنصحه وإن لم يستجب فعليك بترك صداقته فوراً لأنه إن لم ينقل إليه السلوك السيء فسينقل له على الأقل السمعة السيئة.
والآن وبعد أن عرفت دور الأصحاب في اختيار السلوك الشخصي... لا بد لك أن تسعى لأن تكتسب أصدقاء جدد، وأن تختارهم بعناية لأن الأمر يستحق المزيد من الوقت والجهد:
- حاول أن تكون اجتماعياً أكثر: فشارك في المناسبات، وتعرف على أشخاص جدد وتمش في المنتزه أو الحديقة القريبة منك لتتعرف على أشخاص هناك، وخذ كورسات تتعلق بمواهبك وأمور تحبها لتتعرف على أشخاص يشاركونك نفس الهوايات والاهتمامات كصف الرقص في النادي الرياضي.
- تعرّف إلى أصدقائك الافتراضيين: إن كان لديك أصدقاء على مواقع التواصل الاجتماعي فصاحبهم في الواقع، فقد تكتشف أن لديك أصدقاء افتراضيين لكنهم يشاركونك في الأفكار والمبادئ وأمور أخرى، حاول أن تتعرف عليهم وتقابلهم فعلياً.
- حاول أن تبحث عن أصدقاءك القدامى: تذكر إن كان لديك أصحاب حقيقيين في مراحل عمرية سابقة، واعثر عليهم وعد لصحبتهم.
- تطوع: فالتطوع هو من أفضل الطرق التي تساعدك على التعرف على أصحاب حقيقيين، فمن يحمل داخله روح التطوع والعطاء سيكون صاحباً جيداً ولديه الكثير من الصفات الحسنة التي قد ينقلها لك بالعدوى.
بالخلاصة... عليك أن تكون واعياً لتستشعر تأثير الأصحاب عليك لتحدد إن كنت تود اكتساب السلوك الذي ينقلونه لك أم لا؛ وإن وجدت أن أصحابك يؤثرون سلبياً على سلوكك الشخصي فعليك أن تنتبه جيداً؛ فليس من السهل التخلص من عادة سلبية قد اكتسبتها أو أن تخسر عادة إيجابية قد بذلت الكثير من الوقت والجهد لاكتسابها.