هل يعود الحب بعد الخيانة وكيف ترجع
معظم الأشخاص يعتقدون أن الخيانة هي الخط الأحمر الذي لا يمكن تجاوزه في العلاقة العاطفية أو العلاقة الزوجية، لكن عندما تقع الخيانة فهي تطرح كمية هائلة من الأسئلة وتولّد الكثير من المشاعر المتضاربة التي لا يمكن التعامل معها وفقاً للافتراضات السابقة، وهناك الكثير من العوامل التي تجعل الحب يستمر بعد الخيانة أو تمنع ضحية الخيانة من المغفرة وتطرد الحب من قلبه للأبد!
من الصعب أن يرجع الحب بعد الخيانة بنفس القوة والعمق، وعلى الأقل ليس بالسرعة التي يتمناها الشريكان، مع ذلك يقول المتخصصون أن العلاقات العاطفية والزوجية يمكن أن تنجو من آثار الخيانة إذا كان الشريكان على الوعي الكافي بأسباب ما حصل وآثاره، ولديهما القدر نفسه من الإصرار لاستعادة الحب المهدور وإعادة بناء الثقة التي دمرتها الخيانة، وعادةً ما يحتاج الأمر للوقت والصبر، وقد تكون الخيانة سبباً في إعادة اكتشاف المشاعر والتقريب بين الشريكين وتقوية الحب بينهما بشكلٍ أو بآخر!
وقبل السؤال هل يعود الحب بعد الخيانة يجب التفكير إن كان الحب هو كل ما تقوم عليه هذه العلاقة! حيث إن العوامل التي تساعد الحب على الصمود أمام الخيانة في العلاقات العاطفية قبل الزواج مختلفة تماماً عن العوامل التي تتحكم باستمرار العلاقة الزوجية بعد الخيانة، وعادةً ما يكون قرار الانفصال أسهل في العلاقات العاطفية غير الرسمية، وقد لا يمنح الشريكان لبعضهما الفرصة لاستعادة الثقة والحب مجدداً، أما في الزواج فهناك دوافع أكبر لدى الشريك الخائن والضحية لمحاولة استعادة الحب والثقة بعد الخيانة.
يقول معالج الزواج والمستشار الأسري الأمريكي ديفيد كلو: "طريق التعافي من الخيانة صعب وطويل، يمكن للشركاء -الزوجين أو الحبيبين- البقاء معاً بعد الخيانة، لكن الأمر يتطلب الكثير من الجهد والعمل لإصلاح الثقة المنكسرة بينهما، وعلى الرغم أن معظم الأفراد يقولون إنهم غير قادرين على التعافي من الخيانة، لكن من يستطيع تجاوز هذه التجربة يخرج منها أقوى!".
تحتاج استعادة الحب بعد الخيانة لإرادة الشريكين معاً، وإن كانت المسؤولية الأكبر تقع على عاتق الشريك الخائن لإثبات ندمه وإخلاصه، لكن إن لم يكن الشريك الضحية مستعداً لإعطاء فرصة جديدة؛ لن تكون هناك فرصة لعودة الحب أو الثقة بعد الخيانة، وأهم خطوات استعادة الحب بعد الخيانة هي:
الثقة ليست شرطاً لازماً للحب! هذا ما يجب أن يدركه الشريكان سواء كانا زوجين أو حبيبين، فهناك الكثير من العلاقات المبنية على الحب لكنها ليست مبنية على الثقة، وبعد الخيانة تكون الأولوية لاستعادة الثقة مجدداً، ما يقود بشكلٍ أو بآخر لتجديد الحب على الرغم من جرح الخيانة!
الصورة النمطية تشير إلى أن الرجل لا يمكن أن يسامح حبيبته أو زوجته إذا خانته، لكن الحياة الواقعية تخبرنا غير ذلك، فالحب والتعلق والرغبة باستمرار العلاقة قد تجعل الرجل قادراً على المسامحة والمغفرة، قد يكون نسيان الخيانة صعباً ويتطلب وقتاً طويلاً، لكنه ليس مستحيلاً.
يعتمد نسيان الرجل لخيانة حبيبته على شخصيته وطريقة تفكيره بالدرجة الأولى، ثم على ما تقوم به حبيبته أو زوجته لإثبات ندمها على الخيانة وقدرتها على إصلاح العلاقة، ينطبق ذلك أيضاً على الحالة المعاكسة، حيث يمكن أن تسامح المرأة حبيبها على الخيانة إذا رأت منه ما يدل على الندم الحقيقي ويضمن بشكل أو بآخر عدم تكرار الخيانة.
نظرياً؛ قد تكون المرأة أكثر قدرة على التسامح مع الخيانة الزوجية بسبب الضغوطات الاجتماعية والخوف من الانفصال وتفكك الأسرة، فيما تكون أقل ميلاً للتسامح مع الخيانة في العلاقات العاطفية قبل الزواج، لأنها تبحث عن شريك مخلص يشاركها بتأسيس أسرة مستقرة.
لكن الأمر غير قابل للتعميم على أية حال، هناك رجال ونساء لا يستطيعون تقبل الخيانة سواء في العلاقات العاطفية أو الزواج، ويعتبرون أنها نهاية المطاف، على الطرف الآخر هناك أشخاص أكثر تسامحاً يضعون بعين الاعتبار الظروف والأسباب التي قد تدفع للخيانة، وكل ما يريدون التأكد منه أنهم لن يكونوا ضحايا للخيانة مجدداً.
- تكرار الخيانة هو أهم العوامل التي تقتل الحب تماماً بين الشريكين، حتى وإن استمرت العلاقة لن يكون الحب فيها حاضراً، وسيكون أقرب للاضطراب النفسي العاطفي منه للحب السوي الطبيعي!
- الاستهتار بألم الخيانة والجرح العاطفي من الأسباب التي تعطّل قدرة الشريك المخدوع على استعادة مشاعره الإيجابية تجاه شريكه.
- إخفاء بعض المعلومات والحقائق المرتبطة بالخيانة والتي يؤدي اكتشافها لانكسار الثقة مجدداً.
- التهرب من مسؤولية الخيانة وإلقاء اللوم على الآخر، حتى وإن أدى ذلك إلى المسامحة واستمرار العلاقة، لكن الدافع لن يكون الحب بل شعور الضحية بالذنب، كما أن الشريك الخائن الذي يتهرب من مسؤولية الخيانة سيكون أكثر ميلاً لتكرار خيانته!
- اللجوء للتهديد والابتزاز العاطفي بدلاً من إصلاح الموقف ومحاولة استعادة الثقة من جديد.
- التذمر من الشك والغيرة وتصرفات الشريك المخدوع، ومحاولة إظهار سلوكه وكأنه غير مبرر، مع أن الخيانة أكبر مبرر للشك!
- فتور المشاعر والملل العاطفي: تتغير المشاعر العاطفية مع الزمن سواء في العلاقات العاطفية أو في الزواج، والعلاقة الناجحة هي التي يدرك طرفاها هذه التغيرات الطبيعية للتعامل معها بالشكل المناسب، لكن عندما لا يستطيع أحد الشريكين التعامل مع الملل في العلاقة، قد يلجأ للخيانة على الرغم من وجود الحب.
- المشكلات العالقة بين الشريكين: قد تكون الخيانة مهرباً لأحد الشريكين على الرغم من وجود الحب بينهما، حيث إن تراكم المشاكل وتركها بدون حل قد لا ينزع الحب من قلب الشريك، لكنه قد يدفعه لارتكاب حماقة الخيانة!
- الشعور بالأمان من العواقب: على وجه الخصوص بالنسبة للرجال! قد يكون شعور الرجل أن الخيانة ليست ذات عواقب كارثية دافعاً قوياً للتورط في الخيانة على الرغم من الحب، يكتسب الرجل هذا الشعور من معرفته بشخصية شريكته -زوجته أو حبيبته- ورد فعلها المتوقع أو التجارب السابقة، لذلك رد فعل الشريكة على الخيانة الأولى قد يكون رادعاً أقوى من الحب.
- الشعور بالنقص والدونية: على الرغم من وجود الحب في العلاقة، قد يشعر أحد الطرفين بالنقص والدونية باستمرار، هذا الشعور سواء كان ثابتاً في شخصيته أو ناتجاً عن العلاقة نفسها؛ قد يقوده إلى الخيانة بحثاً عن تأكيد الذات، وليس لأنه لا يحب شريكه.
- إدمان الخيانة: يعاني البعض من مشاكل في الالتزام المستمر في علاقة واحدة بغض النظر عن الحب، ويسعى هذا النوع من الأشخاص -رجالاً ونساءً- إلى اكتشاف أفضل الوسائل لإخفاء الخيانة عن الشريك الذي يحبونه، وليس للتوقف عن الخيانة!
- الرجال أكثر ميلاً للخيانة مع وجود الحب: هناك عدد كبير من العوامل التي تجعل الرجل أكثر ميلاً لارتكاب الخيانة على الرغم من الحب، منها أن معظم الرجال لا يحتاجون للانجذاب العاطفي العميق بقدر ما يبحثون عن الانجذاب البصري والجنسي، فيما تحتاج المرأة لبناء روابط عاطفية قوية قبل الدخول في علاقة، وهذا ليس قابلاً للتعميم بطبيعة الحال.