لماذا يكرهني الجميع وكيف أتخلص من هذا الشعور؟
من أصعب الأمور التي قد يواجهها الإنسان في حياته هي أن يشعر بأنه منبوذ ومكروه من قبل الآخرين، سواء كان ذلك شيء حقيقي أو أنه مجرد شعور ليس لها علاقة بالواقع. فلماذا يكرهني الآخرون؟ وكيف أتخلص من هذا الشعور؟
إن كنت متأكداً بأن الآخرين يكرهونك ولا يكنون لك الحب والاحترام، فقد يكون هذا الشيء يعود لعدة أمور منها:
- أي تصرف يؤذي الناس: فإن صدر عنك تصرف يؤذي الشخص الذي تتعامل معه أو يؤذي الناس بشكل عام فبالتأكيد لن يحبونك؛ كأن تتكلم على الناس في ظهرهم أو تتكبر عليهم أو لا تحترمهم.
- أن تكون ناجحاً: إذا كنت ناجحًا فمن المؤكد أن الكثير من الناس سوف يحبونك، لكن في المقابل سيكون هناك من يكرهك ويغار منك أو يعتقد أنك لا تستحق هذا أو يتهمك بأن هناك سر ما وراء لمعانك هذا كأن تكون قد لجأت لوسائل غير مشروعة لتصل إلى هنا. كما يكره الكثير من الناس الأغنياء والجميلين كذلك.
- أن تكون فاشلاً: فهم يكرهون الفاشلين كذلك أو على الأقل يبتعدون عنهم ولا يحبون صحبتهم، وربما يكون إخفاقك في بعض التجارب سبباً لشعورك أن الناس تكرهك حتى وإن لم يكن ذلك واقعياً فعلاً.
- ربما تفرض نفسك عليهم: من الأسباب التي تجعل الناس تنفر منك أن تحاول فرض نفسك عليهم أو الإلحاح بالتواجد معهم في الخروجات واللقاءات حتى وإن كانت هذه اللقاءات خاصة، حاول أن تتجنب الحضور إن لم تكن مدعواً وأن تتجنب طلب الدعوة بشكل مباشر.
- لأنك تتدخل في شؤونهم: واحدة من أسوأ التصرفات والتي تجعل الناس تكرهك وتنفر منك أن تكون كثير التدخل في شؤونهم الخاصة، أن تسألهم عن خصوصيات حياتهم أو عن معتقداتهم وديانتهم، أو أن تحاول تقديم النصح والإرشاد في أمور خاصة دون أن يطلبوا منك ذلك.
- أن تكون سلبياً وكثير الشكوى: فالناس يحبون الشخص المتفائل الفرح الذي ينشر البهجة أينما ذهب أو على الأقل لا يكون سلبياً؛ فالسلبية معدية وكثرة الشكوى تحبط الناس وتجعلهم يكرهون صحبتك.
- أن تعتقد أنك دائماً على حق: فعندما تكون منغلقاً هكذا وتعتقد أنك دائماً على صواب وأن الآخرين هم المخطؤون، وترفض الاستماع للرأي الآخر فلن يحب أحد صحبتك.
- بعض التصرفات على مواقع التواصل الاجتماعي: مثل أن تكون مؤثراً ويكون لديك عدد كبير من المتابعين، أو أن يكون لديك عدد قليل جداً من الأصدقاء فيعتقدون أنك متكبر، أو أن تنشر الكثير من صورك وأخبارك ومعلوماتك، أو أن تكون مثالياً جداً أو العكس.
- الكره من شدة الحب: فأحياناً قد يتحول الحب الكبير أو العشق إلى كره وانتقام، كأن تكره الزوجة زوجها بعد أن خانها.
- لأنك لا تحب نفسك كما يجب: هذه حقيقة! فعندما لا تمنح نفسك الحب الذي تستحقه ولا تتعامل مع ذاتك بطريقة لائقة؛ غالباً ما يتولد لديك شعور أن الآخرين أيضاً لن يمنحوك الحب ولن يتعاملوا معك بطريقة لائقة. [1,2,3]
هناك العديد من الأسباب المحتملة التي تجعل الشخص يشعر بكره الناس له، حتى لو كان هذا مجرد شعور يراوده فقط، من هذه الأسباب:
- الشعور بالكآبة: فقد يؤدي الاكتئاب والحزن الشديد إلى السوداوية، ويجعلنا نشعر أننا لوحدنا وأن لا أحد يحبنا أو يهتم لأمرنا، كما يجعلنا حساسون كثيراً؛ فقد نفسر تصرف الصديق الذي لم يتصل بنا وقت حزننا بأنه ناجح عن كرهه لنا وأننا قد كنا مخدوعين به، مع أنه قد يكون مشغولاً أو لديه أسبابه.
- العلاقات المؤذية: فعندما تعاني من علاقات مؤذية وسامة وتتكرر معاناتك مع هؤلاء الأشخاص، قد يصل بك الأمر لأن تعتقد أن جميع الناس مؤذيين أو أنهم جميعهم يكرهونك ولا يحبون لك الخير.
- القلق الدائم: فيسبب القلق والتوتر السودوية كذلك، ويجعلنا وكأن في داخلنا وسواساً بأننا منبوذين من قبل الآخرين.
- تدني احترام الذات: فعندما يتصف شخص بهذه الصفة أي أنه لا يستطيع أن يحب نفسه، فلن يستطيع غالباً أن يستقبل الحب والمشاعر الإيجابية من الآخرين، فيشعر بأنهم يكرهونه.
- التعرض التنمر: فتؤثر التجارب السلبية على نظرتنا لأنفسنا وعلى علاقاتنا، فنشعر بأننا غير محبوبين إن تعرضنا للتنمر من قبل.
- التعود على الحكم المطلق: فعندما نتربى على أن في العالم إما الأبيض أو الأسود فقد نعتقد أن الشخص يكرهنا إن لم يكن يحبنا، دون أن نعترف بالمنطقة التي في الوسط وهي أن مشاعره محايدة وعادية تجاهنا. [4]
لا أحد منا يود أن يعيش بين أشخاص يكنون له مشاعر سيئة، وللتخلص من هذا الشعور ننصحك بما يلي:
قد يجد الشخص الذي يعتقد بأن كل من حوله يكرهه صعوبة في إدارة هذا الشعور أو التخلص منه، سواء كان شعوره هذا صحيح أم أنه مجرد شعور داخلي ليس إلا. يمكن أن يؤدي ذلك إلى:
- تدني القيمة الذاتية: وخاصة إذا كانت شخصية الشخص ضعيفة وغير واثق بنفسه، ما يجعل حبه لذاته وتقبله لها متوقف على تقبل وحب واحترام الآخرين له.
- العزلة: فعندما يشعر الشخص بأنه متواجد ضمن أشخاص لا يحبونه ولا يشتركون معه بشيء، فهذا يؤثر على علاقته معهم ويحولها لعلاقات سامة، ما يبعده عن الناس شيئاً فشيئاً.
- التراجع في الأداء: فإن كان طالباً تراه يتراجع دراسياً، وإن كان يعمل تراه يتراجع على الصعيد المهني؛ فتنخفض الإنتاجية بشكل عام.
- التوتر والقلق: فإن كنت تعاني من هذا الشعور فستقلق بشأن مظهرك وتصرفاتك وبشأن أي أمر يخصك، لأنك تتوقع أن يحلل الآخرون كل تصرفاتك ويعلقون عليها، وأنك مهما فعلت فلن ترضيهم لتصل مرحلة من القلق ويليها اليأس.
- كن ودوداً: فالابتسامة الصادقة عند اللقاء وكلمات المجاملة الاجتماعية وغيرها من طرق التعبير عن الود؛ ستساعدك على كسر الحاجز مع الآخرين واكتساب محبتهم واحترامهم.
- لا تتدخل بما لا يعنيك: فلا تسأل أحداً عن خصوصياته ولا تقدم النصائح ما لم يطلب منك ذلك، ولا تحاول أن تعرف أكثر ممّا يقال لك وإن كان الفضول يسيطر عليك، وتجنب أيضاً تحليل شخصيات الآخرين على الملأ أو إطلاق الأحكام عليهم.
- لا تفرض نفسك على أحد: حاول ألّا تضع نفسك في موضع الإحراج وتجنب الإلحاح بالتواصل والاتصال، واترك الفرصة للآخرين ليتواصلوا معك إن أرادوا.
- لا تخض في مواضيع حساسة: الدين والسياسة والرياضة والعادات والتقاليد وغيرها من المواضيع التي قد تجعلك مكروهاً، هذا النوع من القضايا الحساسة يحتاج إلى علاقة عميقة مع الآخر وإلّا سيكون سبباً في التوتر والنفور.
- قدم المساعدة: عندما يطلب منك ذلك وتكون قادراً لا تتردد في تقديم المساعدة، وحاول أن تطمئن على الأشخاص الذين يمرون بظروف استثنائية دون أن تفرض نفسك عليهم أو تكون سبباً آخر للتوتر.
- أحب نفسك: كما قلنا فإن حبّك لذاتك هو العامل الأهم للتخلص من شعور أن الآخرين يكرهونك، فالطبيعي أن تكون محاطاً بأشخاص يحبونك وآخرين يكرهونك، لكن عندما تحب نفسك سيكون تركيزك على من يحبك أيضاً.
من المستحيل أن يحبك جميع الناس، لكن هذا لا يعني أنه بالضرورة هناك من يكرهك ويكن لك مشاعر سلبية؛ فالحياة ليست عبارة عن أبيض وأسود فقط، فهناك من لا يحبك لكنه لا يكرهك. وحتى لو كان لك من يكرهك فعلاً فهذا أمر طبيعي ويجب ألا يؤثر عليك سلباً.