متى يتعرف الطفل حديث الولادة على أمه؟

متى يتعرف الطفل حديث الولادة على أمه؟

إن العلاقة بين الأم وطفلها تبدأ قبل أن يرى الطفل النور. إذ يعيش الطفل في رحم الأم، حيث يستمع إلى صوتها ونبضات قلبها. لذلك، يُعتقد أن الطفل حديث الولادة يميز أمه منذ اللحظات الأولى بعد الولادة. يشعر الطفل أن هذه السيدة مألوفة بالنسبة له، ويكون صوته أكثر راحة له من أي شخص آخر في محيطه.

تتطور هذه المشاعر بين الرضيع وأمه خلال الأيام الأولى من خلال الرضاعة والتواصل المباشر. تنمو هذه العلاقة الاعتمادية تدريجياً، حيث يدرك الطفل أن هذه السيدة هي مصدر الغذاء والأمان بالنسبة له. تظهر هذه الرابطة بشكل أوضح مع تقدم الطفل في العمر وقدرته على التعبير عن مشاعره، حتى وإن لم تدرك الأم - خاصة الأمهات الجدد - وعي الطفل بها، إلا أن هذا الوعي موجود ويتطور مع نمو الطفل.

مراحل معرفة الرضيع لأمه وتطور العلاقة بينهما

يتطور إدراك الطفل لوجوه الأشخاص المحيطين به تدريجياً، وهذه المراحل تشمل:

• عناق الطفل بعد الولادة مباشرة: بالرغم من عدم تأكيد قدرة الطفل على تمييز أمه فور ولادته، تشير بعض الآراء إلى أن التلامس الجسدي المباشر بعد الولادة يعزز الرابطة بينهما. يهدأ الطفل عند الاقتراب من أمه، خصوصاً أثناء الرضاعة، بفضل تنظيم الحرارة الذي يحدث بينهما.
• معرفة الطفل لأمه في أول شهرين: في هذه الفترة، يكون إدراك الطفل للوجوه محدوداً، حيث يقتصر على مسافة 12 بوصة. يعرف الطفل أمه من خلال رائحتها وصوتها الذي سمعه أثناء الحمل، بالإضافة إلى حرارة جسدها.
• معرفة الرضيع لأمه من الشهر الثالث إلى الشهر الرابع: مع نهاية الشهر الثاني، يبدأ الطفل بتمييز أمه بشكل خاص، ومع بلوغه الشهر الرابع، تتطور قدرته على تمييز الوجوه.
• معرفة الطفل للأم في الشهر السادس: في هذه المرحلة، يصبح الطفل قادراً على تمييز الوجوه المألوفة، بما في ذلك أمه، ويشعر بالألفة مع أفراد أسرته.
• علاقة الطفل بأمه في الشهر الثامن أو التاسع: يزداد إدراك الطفل بشكل ملحوظ، حيث يتعرف على أمه من مسافة بعيدة ويتفاعل معها بالصوت والحركة.

علامات تعرف الطفل حديث الولادة على أمه

• التعرف إلى صوتها: يتفاعل الطفل مع صوت أمه، حيث يتلفت نحوها أو يهدأ عند سماع صوتها، حتى يتوقف عن البكاء أحياناً.
• الابتسام عند رؤيتها: في الفترة بين الشهر الثالث والخامس، يبدأ الطفل بالتعرف على ملامح وجه أمه ويبتسم عند رؤيتها.
• الهدوء والاسترخاء عند الاقتراب من الأم: يشعر الطفل بالأمان عندما يقترب من أمه، مما يجعله هادئاً في أحضانها.
• تحريك جسمه: يعبر الطفل عن مشاعره من خلال حركة يديه وأقدامه، مما يدل على استجابته لوجود أمه.
• البحث عن الأم بالعين: يتتبع الطفل أمه بنظراته، محاولاً مناداتها بإصدار أصوات.
• البكاء لطلب الأم: يبكي الطفل عند غياب أمه، مما يعكس شعوره بالأمان الذي توفره له.

تعزيز قدرة الطفل للتعرف على أمه

• الرضاعة الطبيعية: تعتبر الرضاعة الطبيعية تجربة مهمة تعزز رابطة الأم والطفل، حيث تساعد على حفظ الرائحة وملامح الوجه.
• قضاء الوقت مع الطفل: زيادة التفاعل مع الطفل يعزز من قدرته على التعرف على أمه.
• الاستجابة لاحتياجات الطفل: تلبية احتياجات الطفل بشكل مباشر يساعد في تعزيز الرابطة بينهما.
• التحدث مع الرضيع: التفاعل الصوتي يعزز من قدرة الطفل على التعرف على صوت أمه.
• اللمس والحمل: تعزز اللمسات الحانية الرابطة العاطفية بين الأم والطفل.
• النظر للمرآة معاً: يساعد هذا النشاط في تطوير مهارات التعرف البصري عند الطفل.

هل يشعر الرضيع بغياب أمه؟

خلال السنة الأولى من حياة الطفل، يبدأ تدريجياً في التعرف على الوجوه والأصوات، لكن قبل الشهر الثامن، لا يفتقد الأشخاص من حوله. ومع اقتراب الطفل من عمر تسعة أشهر، يبدأ بالشعور بغياب أمه، حيث يتأثر بشكل خاص بفقدان الأمان الذي توفره له.

أهم العلامات التي تدل على شعور الطفل الرضيع بغياب أمه

• البكاء المستمر: يبكي الطفل بشكل مستمر عند غياب أمه، ويتوقف عندما تعود.
• القلق وصعوبة في النوم: يشعر الطفل بالقلق، مما يؤثر على نومه.
• رفض الرضاعة الصناعية: قد يرفض الطفل الرضاعة إذا كان معتاداً على رضاعة أمه.
• زيادة حركات التوتر: يعبر الطفل عن انزعاجه من غياب أمه بحركات توتر.
• الهدوء عند عودة الأم: يعود الطفل إلى طبيعته ويهدأ عند عودة أمه.

إشاعات حول تعرف الطفل حديث الولادة على أمّه

• لا يتعرف حديث الولادة على أمّه: على الرغم من بعض الآراء، يُظهر الأبحاث أن الطفل يمكنه تمييز أمه من صوتها ورائحتها.
• يولد الطفل يعرف أمّه شكلاً: يبدأ الطفل بتمييز شكل أمه بعد عدة أشهر، وليس فور الولادة.
• يشتاق الطفل لأمّه بعمر أقل من 3 أشهر: يحتاج الطفل في هذه المرحلة إلى أمه، لكن لا يدرك غيابها بشكل حقيقي.
• لا يعرف الطفل إلّا أمّه: يمكن للطفل تمييز الأشخاص المقربين منه مع تقدم العمر.

المراجع