تجلس على مكتبك، تعمل بحماس متشوقاً لإنهاء الملف الأخير في قائمة مهامك، لتجد تكليفاً إضافياً من المدير، يصيبك الإحباط والارتباك، خاصة إذا لم يكن لديك بالفعل الوقت الكافي لإنجازه، فتضطر للبقاء وقت إضافي، أو إنجاز بقية مهامك على عجلة وبدون تركيز، وأنت تعلم أنه لا خيارات لديك؛ لكنك بالفعل تمتلك خياراً مهماً، وهو الرفض وقول كلمة "لا".
عندما تتعرض لإهانة مباشرة وشخصية قل لا وارفض هذه المعاملة رفضاً قاطعاً، وتذكر أن قبول الإهانة في مكان العمل من المدير أو غيره لمرة واحدة يعني استمرار الإهانة ما دمت في هذا المكان.إذا كانت المهمة الموكلة إليك لا تتوافق مع أهداف وظيفتك ومسؤولياتها وتحمّلك أعمالاً ليست من تخصصك ارفض وقل لا، أو تأكّد أن تضع قبولك لهذه المهام في إطارها الصحيح كعمل إضافي أو مساعدة غير ملزمة في المرات القادمة.قل لا في العمل للمهام المجانية، لا تقبل بالعمل الإضافي أو المهام الإضافية مجاناً ما دمت ترى أنها نوع من الاستغلال، في نهاية الأمر وجودك في الشركة يهدف إلى تيسير العمل لتحقق أنت دخلاً مالياً وتحقق الشركة نجاحاً وأرباحاً مالية أيضاً، وعندما تشعر أن الإدارة تستغل انتماءك أو شغفك بالعمل لتوفير المال يجب عليك أن ترفض العمل مجاناً، قم بعمل مجاني فقط عندما تشعر أن الشركة تقدر عملك الإضافي غير المأجور وأنّك تحب أن تخدم المؤسسة بهذه الطريقة.قل لا في العمل عندما يطلب منك الرد على رسائل البريد الإلكتروني ووسائل التواصل الخاصة بالعمل على مدار الـ 24 ساعة، فكل منّا لديه حياة شخصية واجتماعية بعيدة عن العمل، لذلك من غير المنطقي أن تكون متاحاً طيلة الوقت لصالح العمل.إذا طلب مديرك مهمة تتعارض مع وضعك وقيمتك كموظف في الشركة ارفض ذلك وقل لا، فجزء من واجبات الإدارة الحفاظ على مسؤوليات الموظفين ضمن نظام واضح ومراعاة أوضاعهم قبل تكليفهم بالمهام.إذا حدد مديرك مواعيد نهائية غير واقعية لتسليم العمل اعترض وقل لا، فهنالك فرق بين أن تطلب من الموظف بذل قصارى جهده، وبأن تطلب منه المستحيل والموافقة على أشياء لا يمكن القيام بها.قل لا عندما يغرقك مديرك بالمهام الإضافية، فأنت لست بحاجة إلى تراكم الأعمال لديك والتأثير على جودة العمل الذي تقدمه، ويجب أن يكون العمل منظّم على سلّم أولويات وإلّا ستغرق بين المهام والمهام الإضافية.إذا كانت المهمة المسندة إليك غير فعالة وذات أهمية لا تذكر عليك أن تقول لا، فهذه المهام تهدر وقتك الذي هو جزء من وقت الشركة أيضاً، ويمكنك إنجاز مهام أكثر فعالية خلاله.قل لا لحضور الاجتماعات غير المجدية، فقد وجدت دراسة نشرتها مجلة هارفارد بيزنس ريفيو أن 71٪ من الموظفين يرون أن غالبية الاجتماعات التي حضروها غير منتجة وغير فعالة، أخبر مديرك أن لديك ما هو أهم من اجتماع غير فعّال.عندما تشعر أن الإدارة تريد إهدار حقوقك كن حازماً وقل لا، فإذا شعرت أن الإدارة تريد إهدار حقك بالتأمين أو طبيعة العمل أو غيرها من الأمور القانونية من خلال التوقيع على عقود عمل فارغة أو تنازلات أو غيرها، عليك أن تكون حازماً وترفض وتلجأ للقضاء إذا لزم الأمر. تحضير الرد الملائم: إذا قررت أن ترفض وتقول لا لمديرك، بادر بتحضير ردود مناسبة ولائقة مع أسباب منطقية ومفهومة تمنعك من تنفيذ هذا الأمر، لذلك فكر بعمق ورتب ملاحظاتك وكن ذكياً في سردها، وتجنب رفض المهمة وأنت غاضب من المدير أو وهو غاضب منك.قل لا لمديرك بينك وبينه: عندما ترفض طلب المدير أمام الموظفين فالأمر لن يكون بعد الآن قبول المهمة أو رفضها، بل سيتعلق بهيبة المدير وسلطته ما سيجعله أكثر تعنتاً، احرص دائماً على مخاطبة مديرك بشكل مباشر أو من خلال الطرق الرسمية لرفض المهمة وقول لا بطريقة لبقة.اختر التعبيرات اللفظية والإيماءات: التفكير في اللغة المستخدمة سيحسم معركتك في قول لا للمدير مبكراً، فعليك اختيار لغة محايدة وعدم أخذ الأمر على محمل شخصي، وتذكر أنه لا يجب أن تفقد هدوئك وأن يكون حديثك بنبرة ثابتة وواثقة، وإليك السرّ: "إذا شعر المدير أنك خائف من قول لا سيضغط عليك أكثر، وإذا شعر أنك غاضب سيتحداك، إذا شعر أنك واثق مما تفعله وواثق أن رفضك مقبول سلفاً سيكون أكثر استعداداً لقبوله!".اختر الوقت المناسب: قبل أن تقول لا لمديرك راقب الظروف جيداً، إذا كان غاضباً أو مشغولاً جداً أو متوتراً اتركه ليهدأ، إذا كنت أنت متوتراً وغاضباً امنح نفسك بعض الوقت لتهدأ.لا تماطل بالرفض: إذا كنت تنوي رفض العمل الموكل إليك فلا تنتظر طويلاً، أسرع في تحديد موعد مع مديرك لإخباره، مع أهمية اختيار الوقت المناسب لتقول لا للمدير لكن عليك ألّا تتأخّر كثيراً لأن ذلك سيضعف موقفك وقد يحرم المدير من فرصة استغلال موظف غيرك!لا تقل لا للمدير وتسكت: يجب أن يفهم المدير من رفضك لمهمة أو لقرار إداري أن المشكلة ليست شخصية وليست من باب التمرد أو العصيان، لذلك عليك أن تفسر بشكل موضوعي سبب رفضك، لا أن تقول لا أريد وتسكت، أو ترفض وتنسحب، واحرص على التعبير عن موقفك بدقة وسرعة في جمل محددة دون الدوران حول المشكلة، فلا تضيع وقتك بالحديث عن المشكلة حتى لا يفقد المدير تعاطفه معك.قدم حلولاً بديلة: ليس بالضروري أن تقول لمديرك "لا أستطيع" وإنما يمكنك تقديم حلول وبدائل أخرى، سواء بترتيب المهمة من جديد أو اقتراح اسم زميل آخر أو اقتراح تأجيل، فهو مؤشر إيجابي بأنك تفكر في مصلحة الشركة أيضاً ومهتم بسير العمل على أفضل وجه.ضع نفسك مكان مديرك: تفهم أولويات الشركة ودوافع المدير قبل أن ترفض، سيساعدك ذلك على صياغة الرد أو الرفض بطريقة مناسبة، فإذا كان عدم قيامك بمهمة ما سيضع العمل في مأزق، ستحتاج إلى تحضير حجّة مقنعة جداً وخطّة بديلة لحماية الشركة.اطلب المساعدة: اطلب من مديرك المساعدة وإعادة ترتيب أولوياتك المكلف بها، لأن الأمر خارج عن إرادتك ويكلفك فوق طاقتك خاصة مع ضغط العمل الحالي، وأنك تسعى إلى أن تكون على أعلى قدر ممكن من الإنتاجية.لا تهدد مديرك: عندما تقول لا في العمل لا يجب أن تهدد أو تتوعد أو تضع شروطاً، يجب أن يعرف مديرك أن رفضك يتعلق بطبيعة المهمة أو القرار وتوافقها مع مهامك ومسؤولياتك، فلا تقل له مثلاً "لن أفعل ذلك ولو طردتني" أو "إذا أجبرتني سأقدم استقالتي" بل تأكد أن الرفض هو نقاش وليس قرار، وإذا كان الأمر بالنسبة لك فعلاً قد يصل للاستقالة فعليك أن تبذل جهداً في ثني المدير عن قراره قبل أن تبدأ بالتهديد والتفاوض في نقطة حرجة. - لأن قول لا من حقك! وعليك أن تتمسك بحقوقك في العمل وتدافع عن حدود مسؤولياتك وطبيعة وظيفتك، وعن وقتك الذي تبذله وتستقطعه من حياتك.
- يجب أن تقول لا لمديرك لأن قول نعم مرة يعني قول نعم كل مرة، عندما يعتاد المدير أنك الموظف الذي لا يقول "لا" أبداً؛ سيلجأ لك في كل مرة يرفض فيها غيرك استغلاله أو الضغط عليه، هذا جيد إن كنت تدرك كيفية استغلال الموقف، لكنه كارثي إن لم تكن لديك طموحات معينة تريد تحقيقها من خلال كونك الموظف الذي يقبل كل شيء.
- عليك أن تقول لا أحياناً كي لا تنهار، فهناك الكثير من الضغوطات التي يعاني منها الموظفون ولا تدركها الإدارة بشكل جيد، وقد يتفاجأ مديرك عندما تبرر له أسباب رفضك بسرد كمية المهام التي تقوم بها كل يوم!
- من الأسباب التي تدفعك لقول لا في العمل أن ذلك سيساعدك على أداء عملك بشكل ترضى عنه، فقبول المهام والقرارات وهي في غير محلها أو تشكّل ضغطاً عليك يعني أنّك لن تكون قادراً على أدائها بشكل جيد ولن تتمكن من تحقيق أهدافك في العمل.
- قل لا في العمل كي لا تقول لا في أماكن أخرى يجب عليك أن تقول فيها نعم! فالضغط في العمل وتحمّل هذه الأعباء سيجعلك عصبياً مع أسرتك ومحيطك الاجتماعي، وقد تضطر لرفض الكثير من طلبات الآخرين بقضاء الوقت معك لأنك لا تستطيع رفض طلبات مديرك، وسينتقل سخطك وغضبك من مديرك إلى حياتك الشخصية. مفاضلة صعبة لكنها أساسية!
لا تقل لا في العمل إن لم تمتلك رفاهية القبول! هذه القاعدة الأساسية لرفض قرارات الإدارة أو المهام الموكلة إليك، فإذا لم يكن قبولك مهماً أصلاً... لا مكان للرفض، فكّر إن كان القرار أو التكليف وصل إليك كمحاولة لتوريطك أو استغلالك أو لحل مشكلة أم أنه أمر لا يمكن رفضه أصلاً.إذا كنت غير قادرٍ على الرفض بطريقة صحيحة بحيث لا تعرض نفسك للمشاكل عليك عندها القبول ريثما تكتسب مهارة الرفض ودبلوماسية التعامل مع المدير.إذا كان الطلب متعلقاً بمصلحة الشركة العليا وهناك مبررات موضوعية عند المدير لتكليفك به، عندها عليك القبول مع التأكيد على أنك تفعل ذلك من أجل المصلحة العامة، وإذا شعرت في أي لحظة أنك تتعرض للاستغلال وتحمل فوق طاقتك كن مستعداً لقول لا.قل نعم عندما تكون الإدارة عنيدة ومتعسفة وليس لديك خيارات كثيرة في حال تطورت المشكلة وتعقدت، تأكد أنك في موقف قوة قبل أن تقول لا لمديرك.لا تقل لا في العمل عندما يكون الأمر لا يستحق الرفض، بعض المهام الصغيرة أو التكليفات أو حتى القرارات قد لا تستحق الرفض أصلاً، عليك تقييم الوضع بهدوء وموضوعية.لا تقل لا في العمل على مسؤولياتك الأصيلة، قد يبدو ذلك بديهياً لكن الكثير من الموظفين لا يهتمون بتحديد المسؤوليات بشكل دقيق، ما يجعلهم يرفضون أحياناً أعمالاً وتكليفات من أصل مهامهم، وهذا سيكون صراعاً غير مجدٍ وليس في مصلحة الموظف ولا العمل. أكبر مخاوف الموظفين هو الدخول في صراع مع الإدارة قد يؤثر على راحتهم في مكان العمل وقد يهددهم استقرارهم الوظيفي، ويعلم المدراء ورؤساء العمل جيداً بوجود هذه المخاوف ما يجعلهم يرمون بالمهام لاختبار درجة خوف الموظف من هذا الصراع، وفي كثير من الأحيان قد يفاضل الموظف بين قول لا للمدير وبين تأمين أسباب العيش لأسرته، فيقبل بكل ما يطلب منه خوفاً من انقطاع رزقه أو تعرضه للتعسف والمضايقة من قبل الإدارة.
من جهة أخرى قد يعتقد الموظفون أن قول لا للمدير أو رفض المهام أو القرارات قد يشكك في ولائهم وإخلاصهم في العمل، بل أن البعض قد يوافق على طلبات تعجيزية وقرارات مدمرة من باب التملق للمدير وطمعاً بالترقية أو الزيادة أو المكافأة، لكن المشكلة أن المدراء يميزون جيداً الموظف الذي يقبل طمعاً وتملقاً، وغالباً لن يحصل على شيء سوى المزيد من المهام، وعندما يتعلق الأمر بالمكافآت والترقية يبحث المدير الذكي في أغلب الأحيان عن الأكثر كفاءة وحكمة وفاعلية وليس عن الأكثر تقبلاً للأوامر فقط.
المصادر و المراجعaddremove
أحدث أسئلة مفاتيح السعادة في العمل
