ما هي أركان الإسلام الخمسة وما هي فضائلها؟
تعتبر أركان الإسلام أحد أهم الأسس الدينية التي يتعرف عليها المسلم منذ صغره ويتشرّبها كأولى أصول الدين والإيمان، في هذا المقال سوف نتحدث عن أركان الإسلام الخمسة ومعناها وأفضالها، وكيفية شرح أركان الإسلام للأطفال.
أركان الإسلام هي القواعد والأسس التي يتم بها الإسلام ولا يتم دونها، وأركان الإسلام خمسة وردت في الحديث النبوي الشريف "بُنيّ الإسلامُ على خمسٍ: شَهادةِ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللَّهِ، وإقامِ الصَّلاةِ، وإيتاءِ الزَّكاةِ، وصَومِ رمضانَ، وحجِّ البيتِ لمنِ استطاعَ إليهِ سبيلًا" صحيح البخاري.
وورد ذكر أركان الإسلام أيضاً في حديث أركان الإيمان مضاف إليها الغسل من الجنابة، وذلك أن جبريل عليه السلام جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلّم وأصحابه على هيئة إنسان، وسأله: "يا رسولَ اللهِ ما الإسلامُ؟ قال: شهادةُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللهِ، وإقامُ الصَّلاةِ، وإيتاءُ الزَّكاةِ، وحجُّ البيتِ، وصيامُ رمضانَ، والغسلُ من الجنابةِ . قال: فإذا فعَلْتُ ذلك فأنا مسلمٌ. قال: نَعَم". عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ورواه مسلم في الصحيح.
أركان الإسلام الخمسة هي:
الشّهادتان:
نطق الشهادتين أول وأعظم أركان الإسلام والشهدتان أصل الدين، وهما قول أشهد أن لا إله إلَّا الله وأشهد أن محمداً رسول الله، قولاً مقروناً بالإيمان بمعنى هاتين الشهادتين والتسليم والاستسلام، ولا حرج بنطق الشهادتين بغير العربية ما دام الإيمان بهما قائماً صحيحاً، ومن الناحية اللغوية تعتبر الشهادة اعتقاد صادق ومُسلَّم بما يشهد به العبد بكل إيمان وصدق وثقة بالله.الصلاة:
الصلاة عماد الدين هي الركن الثاني من أركان الإسلام، قال تعالى: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ" سورة البقرة 43. والصلاة التي تصحح أعمال العبد الدنيوية، حيث تقربه من ربه وتجعله يخشى ويخجل أن يقع في المعاصي ويذهب بعدها للقاء ربه والذنوب على كتفيه، لذلك تعتبر من الأركان التي تطهر العبد من الذنوب وفُرضت على المسلمين خمس صلوات في اليوم هي صلاة الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء، وتعتبر الصلاة من العبادات التي تعين العبد على الشدائد وتجعله صابراً مؤمناً بقضاء الله واختياره، قال تعالى: (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ). سورة العنكبوت 45.الصيام:
يعتبر الصيام ثالث أركان الإسلام، وهو فرضٌ على كلّ مسلم في شهر رمضان المبارك، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) سورة البقرة 183. والصوم في اللغة يأتي بمعنى الإمساك عن الشيء، والصوم شرعاً هو التوقف عن الطعام والشراب منذ طلوع الشمس وحتى غروبها ويشترط فيه النية الصادقة، والصيام من العبادات التي تعمل على تدريب النفس على الصبر وتهذيبها وكفها عن المعاصي، فالصبر من الإيمان ويعتبر بمثابة الروح في الجسد وقد كتب الله عز وجل على عباده صيام شهر رمضان تهذيباً للنفس وتذكيراً لهم بالفقراء.الزكاة:
الركن الرابع من أركان الإسلام هو الزكاة، فرضه الله تعالى على عباده ميسوري الحال وفيه تطهيرٌ للنفس من البخل والتكبر، والزكاة في اللغة هي النمو والزيادة، أما كمصطلح شرعي تعني الزكاة دفع المال بمقدارٍ معين حدده الشرع الإسلامي، قال تعالى: (فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) سورة المجادلة آية 13.الحج:
الركن الخامس من أركان الإسلام هو الحجّ إلى بيت الله الحرام، فرضه الله تعالى على سائر عباده المسلمين القادرين على تأديته، وفي اللغة الحج يأتي بمعنى القصد والزيارة، أما في الدين والشرع فالحجّ هو الذهاب إلى بيت الله الحرام في مكّة المكرمة بأيام معينة تحت شروط معينة لتأدية مناسك الحج. قال تعالى: (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّه) سورة البقرة آية 196.فضيلة الشهادتين:
الشهادتان هما الإقرار بوجود الله عزِّ وجلَّ وتوحيده وعدم الإشراك به، والتسليم والاستسلام له، والإقرار بنبوّة سيدنا محمّدٍ صلى الله عليه وسلّم خاتم الأنبياء والمرسلين وما جاء به في رسالة الإسلام، وكلّ مؤمن توفاه الله وهو على يقين بمعنى الشهادتين مطبقاً لهذا المعنى، دخل الجنة. قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "من ماتَ وَهوَ يعلمُ أن لا إلَهَ إلّا اللَّهُ دخلَ الجنَّةَ". رواه عثمان بن عفان وأخرجه مسلم في الصحيح.فضيلة الصلاة:
الصلاة عماد الدين والركن الثاني من أركان الإسلام بعد نطق الشهادتين، والصلاة أولى العبادات وأهمها، ومن أفضال الصلاة:- الصلاة هي أول ما يحاسب عليه العبد بين يدي ربه، والصلاة تنجي صاحبها العذاب وتركها خسران ومذلة، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قوله "إن أولَ ما يحاسبُ به العبدُ بصلاتِه، فإن صَلَحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدتْ فقد خاب وخسِرَ" أخرجه الألباني.
- ترفع الصلاة درجات المؤمن وتدخله الجنة، خاصة في حال كان المؤمن يواظب على الصلاة مع الجماعة، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنهى قال: "مَن تَطَهَّرَ في بَيتِهِ، ثُمَّ مَشى إلى بَيتٍ مَن بُيُوتِ اللهِ لِيَقْضِيَ فَرِيضَةً مِن فَرائِضِ اللهِ، كانَتْ خَطْوَتاهُ إحْداهُما تَحُطُّ خَطِيئَةً، والأُخْرى تَرْفَعُ دَرَجَةً" أخرجه مسلم.
- من أفضال الصلاة أنها تعبر عن اللجوء والتضرع إلى الله تعالى في كل الأوقات لتدبير الأمور.
- تقرب العبد من ربه فمن المعروف أن الصلاة هي صلة الوصل بين العبد وربه وفيها إظهار العبد عبوديته وخشوعه للخالق وتسليمه واستسلامه له. قال تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ) سورة المؤمنون 1-2.
- تحقيق السلام الروحي والطمأنينة الداخلية والتي تعني أن هذا الشخص في حماية الرحمن بكل لحظة فيتوكل على الله ولا يخاف مما سيحدث معه.
- تساعد الصلاة المسلم على ضبط سلوكه، فالعبد الذي يصلي دائماً يخجل من ربه أن يقوم بمعصية ويعود لمقابلة ربه مرة أخرى في الصلاة، لذلك يتجنب أي إثم يحول بينه وبين ربه، وجاء في سورة العنكبوت قول الله تعالى: (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ) سورة العنكبوت آية 45.
فضيلة الصوم:
- تهذيب النفس عن شهوات الدنيا ففيه يمتنع العبد بإرادته عن جميع الشهوات الدنيا وهذا يؤدي إلى تهذيب نفسه والتحكم بشهواته الدنيوية مقابل الأجر والثواب.
- يعتبر الصيام كفارة لذنوب العبد وخطاياه لقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قوله: ""فِتْنَةُ الرَّجُلِ في أهْلِهِ ومالِهِ، ونَفْسِهِ ووَلَدِهِ، وجارِهِ؛ يُكَفِّرُها الصِّيامُ والصَّلاةُ والصَّدَقَةُ، والأمْرُ بالمَعروفِ والنَّهْىُ عَنِ المُنْكَرِ" عن حذيفة بن اليمان وورد في صحيح مسلم
- يشفع الصوم لصاحبه يوم القيامة، عن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: "الصِّيامُ والقُرآنِ يَشفعانِ للعبدِ؛ يقولُ الصِّيامُ: ربِّ إنِّي مَنعْتُهُ الطَّعامَ والشَّهواتِ بالنَّهارِ؛ فشفِّعني فيه، ويقولُ القرآنُ: مَنعْتُه النَّومَ باللَّيلِ؛ فشفِّعْني فيه، فيُشَفَّعانِ" صحيح مسلم.
- الصيام يؤدي لدخول أصحابه من باب الريان في الجنة حيث روى سهل بن سعد عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قوله: "إن في الجنة باباً يقال له: الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحدٌ غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون لا يدخل منه أحدٌ غيرهم، فإذا دخل آخرهم أغلق، فلم يدخل منه أحد" صحيح ابن حبان.
- الإحساس بالفقراء يأتي في مقدمة فضائل الصيام، فالغاية من منع العبد عن الطعام والشراب بإرادته لكي يشعر بنعمة الله عليه وأن هنالك فقراء جائعون لا يملكون ما يسدون به جوعهم وعليه مساعدتهم.
فضيلة الزكاة:
- من يقوم بتأدية الزكاة خارجة من نفسه بطيب نفس ذاق طعم الإيمان، فقد روي عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: "ثلاثٌ من فعلهنَّ فقد طَعِمَ طَعمِ الإيمانِ: مَنّ عَبَدَ اللهَ وحدَه وعلِم أن لا إلهَ إلّا اللهُ وأعطى زكاةَ مالِه طيِّبةٌ بها نفسُه رافدةٌ عليه كلَّ عامٍ"، رواه عبد الله بن معاوية أخرجه أبو داوود.
- تآلف الزكاة بين قلوب المسلمين حيث تساوي فيما بينهم، وعند تطبيقها بما أمر الله به لا يبقى هنالك جائع في بلاد المسلمين.
- من واظب على دفع زكاة ماله وأدى الفرائض وأقام أركان الإسلام بكافة شروطها يدخل الجنة، قال صلى الله عليه وسلّم: "خمسٌ من جاء بهنَّ مع إيمانٍ دخل الجنَّةَ من حافظ على الصَّلواتِ الخمسِ على وضوئِهنَّ وركوعِهنَّ وسجودِهنَّ ومواقيتِهنَّ وصَامَ رمضانَ وحجَّ البيتَ إن استطاعَ إليهِ سبيلاً وأعطى الزَّكاةَ طيِّبةً بها نفسُه" عن أبي الدرداء الألباني.
- تبارك الزكاة للعبد في المال وتحميه، وهي من أسباب الرزق وازدهاره.
فضيلة الحج:
- من يقوم بواجب الحج يرجع كما ولدته أمه خالياً من جميع ذنوبه، قال النبي صلى الله عليه وسلّم: "من حجَّ فلم يرفُثْ ولم يفسُقْ رجَع كما ولَدَتْه أمُّه" رواه أبو هريرة رضي الله عنه وورد في صحيح بخاري.
- يعادل الحجّ الجهادَ في سبيل الله تعالى، عن عائشة أم المؤمنين "قُلتُ يا رَسولَ اللَّهِ، ألا نَغْزُو ونُجاهِدُ معكُمْ؟ فَقالَ: لَكُنَّ أحْسَنَ الجِهادِ وأَجْمَلَهُ الحَجُّ، حَجٌّ مَبْرُورٌ" صحيح بخاري.