طرق الادخار من الراتب ونصائح التوفير الشهري
معظم الناس يحتاجون لادخار وتوفير المال لتلبية احتياجات أساسية وأهداف متعددة في الحياة، لكن البعض قد يعانون من صعوبة في فهم الطريقة الصحيحة للادخار ويشعرون ببعض التعقيد في تطبيقها، لذا سنقدم في هذا المقال نصائح تساعد في ادخار المال من الراتب وسنتعرف على طرق الادخار الذكية وفوائد الادخار.
تحديد النفقات وتتبعها:
قم بتدوين كل شيء يتم صرفه لمدة شهر كامل ثم قسمها إلى قسمين، قسم اكتب تحته الأمور الأساسية التي لا تستطيع الاستغناء عنها، وقسم آخر صنِّف تحته الأمور الأقل أهمية التي يمكن إلغائها أو تقليلها، وهكذا تتعرف على طريقة صرفك للأموال وتأخذ فكرة أولية عن كيفية ضبطها.ترتيب أولوياتك:
رتب احتياجاتك للصرف بحسب ما هو ضروري بالنسبة لك بشكل خاص، فلو كنت طالباً جامعياً قد تكون أولوياتك مصاريف الكتب والتنقلات إلى الجامعة والاشتراكات المتعلقة بالدراسة وما إلى ذلك، أما لو كنت متزوجاً ولديك أطفال فستكون مصاريفهم ومتطلباتهم هي الأولوية، وهكذا كل شخص له أولويات مختلفة يحددها وينظمها كي يستطيع وضع خطة للادخار من راتبه.وضع ميزانية وسطية:
بحسب قوائم الأولويات والنفقات يتم تقدير الحاجة المالية اللازمة ووضع ميزانية وسطية للمبالغ التي سيتم اعتمادها للصرف، وهي من الطرق الذكية لادخار المال لأن تقييد النفس بمبلغ معين ومحدد يسهم أكثر في ضبط النفقات والمصاريف وعدم إهدارها.إلغاء المصاريف غير الضرورية:
أثناء تتبع النفقات قد تجد الكثير من الأشياء والتفاصيل التي تصرف عليها النقود بدون جدوى وبدون ضرورة، هذه الأشياء يجب أن تلغيها تماماً عندما تسعى للادخار، وخصوصاً التفاصيل الصغيرة، كالاشتراك ببعض المنصات وشراء الأدوات قليلة الاستخدام، فهي أكثر ما يجعلنا نهدر الأموال دون أن نشعر.توفير النفقات:
أو ما يدعى بالذكاء في إنفاق الأموال، حيث يتم من خلالها توفير الاحتياجات الأساسية بأقل التكاليف الممكنة، مثل تتبع الخصومات والاستفادة منها، شراء الحاجات بالكميات اللازمة فقط بدون أي زيادة، الطهي في المنزل دائماً والاستغناء عن أكل المطاعم، استخدام مصابيح الإضاءة الموفرة، فصل الأجهزة الكهربائية عند التواجد خارج المنزل أو عند عدم استخدامها، البحث عن سكن معتدل أو منخفض التكلفة، تحديد قائمة بالمشتريات قبل الذهاب للسوق وعدم الخروج عنها وما إلى ذلك.تقسيم الراتب:
أي توزيع الراتب إلى أجزاء ثابتة لكل نوع من أنواع النفقات، مثلاً قسم معين للفواتير، قسم معين لاحتياجات الطعام، قسم معين لأجار السكن، وهكذا بحيث يتم تغطية جميع المصاريف بالكامل وادخار المتبقي.تحديد هدف الادخار:
معرفة هدفك من الادخار المالي يمكنك من تحديد المبلغ الدقيق الذي تحتاج الوصول إليه والوقت اللازم لذلك ويوجهك بشكل أوضح للخطة التوفيرية اللازمة، كما يحفزك أكثر ويقوي إرادتك على الالتزام بالخطة الادخارية.التدوين والاستعانة بالأدوات الإلكترونية:
من أهم عناصر نجاح الخطة الادخارية هو التنظيم، وهذا يتطلب تدوين كل النفقات سواء قبل أو بعد تطبيق الخطة الادخارية، وتدوين كل الأفكار المقترحة لطريقة تنفيذ الخطة ومقدار المال الذي سيتم صرفه وادخاره وكل هذه التفاصيل، ويمكن الاستعانة ببعض التطبيقات والأدوات الإلكترونية المنتشرة كثيراً في يومنا هذا والتي تساعد بشكل عظيم في هذه الأمور.مراقبة ادخارك:
استمر بمراقبة وتقييم الطريقة التي تدخر بها المال، فإن لاحظت أنك تتعايش بشكل جيد ومريح وتدخر مبلغاً جيداً بنفس الوقت يمكنك الاستمرار على طريقتك وخطتك، أما إذا كنت تدخر مبلغاً شحيحاً جداً فعليك مراجعة نفقاتك وتقليلها وضبطها بشكل أكبر، وإذا كنت غير مرتاحاً بما خصصته من مال للنفقات فأيضاً يجب أن تراجع خطتك وتعيد تكوينها لتصل إلى حل أفضل.تعلم الحسابات الدقيقة:
إن أردت لعملية الادخار أن تكون صحيحة وغير متعبة عليك أن تتعلم كيف تجري الحسابات الدقيقة المتعلقة بنفقاتك ومصاريفك ومدخولك من المال بدون تجاهل أي مبالغ حتى لو كانت صغيرة وبسيطة، فهذه العملية ليست بالسهولة أو البساطة التي تبدو عليها وإنما تحتاج للمراقبة والإدارة والحساب بدقة والإصرار. [2-1]يعاني البعض من صعوبة ضبط الذات عند صرف المال المدخر، وهذا ما يصعب عليهم عملية الادخار لذا سنقدم بعض الحيل الذكية لادخار المال وتخزينه بعيداً عن متناول الأيدي:
القاعدة العامة لتقسيم الراتب (50-30-20) تقوم على توزيع الراتب بعد خصم الضرائب إلى فئات بنسب مئوية معينة لكل فئة، بحيث تكون حصة الادخار ثابتة وليست من الفائض بل من أصل الراتب، وتكون حصص المصروفات والنفقات ثابتة ومحددة مسبقاً وليست عشوائية:
- 50% من الراتب للأساسيات: وهي مجموعة الاحتياجات الأساسية لتعيش والتي لا يمكن إلغائها، مثل مستلزمات الطعام ومصاريف التنقلات والفواتير والإيجارات للمنزل والسيارة ومصاريف الرعاية الصحية وما إلى ذلك.
- 30% من الراتب للأمور الثانوية وبعض الرفاهيات: تشمل هذه المصاريف على سبيل المثال شراء بعض الأمور الجديدة كالثياب والأحذية أو الاشتراك بالنادي أو الذهاب لتناول الطعام بالخارج وغيرها من الرغبات والرفاهيات الثانوية التي نحتاجها لكن ليس بالشكل المُلِّح.
- 20% للادخار: يتضمن ذلك أي طريقة للادخار سواء بتخصيص هذه النسبة للاستثمار أو إضافتها للحساب البنكي أو تخزينها بمكان خاص ومنفصل وهكذا.
- شراء أغراض جديدة: بحيث تكون تلك الأغراض مهمة وذات قيمة ونحتاجها في حياتنا وإلا سيكون الادخار الذي تعبنا من أجله بلا قيمة، كاقتناء جوال جديد بدلاً من القديم إذا خرب، أو حاسوب محمول للاستفادة منه في العمل، أو غرض ما نحتاجه ضمن المنزل.
- اكتساب وتعلم المهارات: على سبيل المثال التسجيل بكورس معين لتعلم مهارة جديدة نستطيع العمل بها واكتساب الخبرات لإنشاء مشروعنا الخاص شيئاً فشيئاً.
- الاشتراك بالخدمات المصرفية: يمكن تحقيق بعض الأرباح الشهرية أو السنوية عن طريق وضع المال المدخر بحساب بنكي والاشتراك ببعض الخدمات المصرفية، فيكون من شأنها تقديم الأرباح لك والحفاظ على مالك بآن معاً، مثل دفتر التوفير ومشابهاته.
- البدء بالمشروع الخاص: إن وصل المقدار المدخر من المال لحدود جيدة، يمكن توظيفه في إنشاء مشروع شخصي استثماري صغير يحقق زيادة في الدخل ويحافظ على المال المدخر بنفس الوقت كي لا يصرف هباءً.
- سداد الديون: عندما تكثر ديونك وتصبح عائق عليك يمكنك الاستفادة من الخطة الادخارية التي أنشأتها وجمعت المال من خلالها لسداد المبلغ المدان والتخلص من همه ومشاكله.
- قضاء إجازة: يمكنك توظيف المال الذي ادخرته للسفر وقضاء إجازة مميزة وممتعة ترفه بها عن نفسك وتنسى عناء العمل والوظيفة وتشحن به طاقتك للعودة مجدداً للعمل والادخار.
- المساعدة في حالات الطوارئ: لن تقع في المشاكل عند التعرض لمأزق مالي مفاجئ وطارئ إن كنت تتبع خطة لادخار المال، وستجد لديك ما يكفي لحل المأزق والخروج منه.
- التأمين ضد فقدان العمل المفاجئ: الوظائف التقليدية دائماً محفوفة بالمخاطر ويمكن لأي منا أن يفقدها بشكل مفاجئ، ومن كان يصرف كل أمواله بدون تطبيق ثقافة الادخار سيجد نفسه في حال إيقافه عن العمل أمام ورطة كبيرة بدون عمل وبدون مال يغطي له مصاريفه واحتياجاته وغالباً سيلجأ للديون.
- سند بعد التقاعد: فكلما بدأت مبكراً بادخار المال من الراتب كلما أنشأت سنداً مالياً أفضل لك لفترة ما بعد التقاعد، وهذا سيتيح لك العمل بمجالك الخاص بعد التقاعد أو القيام بجولات سياحية ترفيهية أو شراء منزل والاستقرار فيه وغير ذلك.
- سداد الديون: الديون المتراكمة تسبب عبئ كبير على صاحبها وربما تورطه بالمشاكل والخلافات، لذا فإن من أفضل الطرق لسدادها هي الادخار ورد تلك الديون حتى لو على دفعات.
- تعلّم عدم الإسراف: إسراف وهدر الأموال يعرضنا للكثير من المخاطر في حياتنا كما أنه يقلل القدرة على تحمل المسؤولية ويسبب لنا عجز عن التحكم بالمال، وإن ثقافة الادخار تقينا من ذلك وتعلمنا عدم إسراف أموالنا فيما هو غير نافع وتوجهنا لتلبية جميع احاجتنا بدون تبذير للأموال.
- المساعدة بإنشاء مشروع شخصي صغير: بحيث يساعد المبلغ المدخر في إنشاء عمل خاص ومشروع فردي لجني المال بشكل أكبر من الوظيفة وتغطية أفضل لمصاريف الحياة المطلوبة خصوصاً في حال خسارة الوظيفة لسبب ما أو بعد التقاعد من العمل.
- تحقيق الأهداف والخطط: يساعد أيضاً الادخار في ضمان فرص أكبر لتنفيذ المخططات والأهداف في الحياة مهما كان شكلها، كالقدرة على الزواج مثلاً، السفر للدراسة في جامعة معينة، اقتناء غرض مرغوب به أو تحسين المعيشة بناحية ما وغير ذلك.
- تنمية مهارة التنظيم وإدارة الأموال: نتعلم من خلال تطبيق خطط الادخار الطرق والأساليب الصحيحة للتنظيم وإدارة حركة الأموال في حياتنا ونتمكن من التحكم بها بما يضمن عدم الإسراف من جهة وتلبية معظم الاحتياجات من جهة أخرى، بالإضافة لعدم حرمان النفس من الملذات والرفاهيات والحصول عليها بطرق مدروسة بعيدة عن الهدر والتبذير. [5-4]