وجبات الطعام الدافئة: هل هي الخيار الصحي؟
في عالم التغذية، تكثر الآراء حول تأثير درجة حرارة الطعام على صحتنا. هل حقاً تناول وجبة دافئة خلال اليوم يساهم في تعزيز صحتنا؟ أم أن هناك جوانب أخرى يجب أخذها بعين الاعتبار؟ دعونا نغوص في هذا الموضوع معاً.
حكاية ليلة الحلقة 4
الكثير من الأشخاص يميلون إلى تناول الأطعمة الدافئة، خصوصاً في الأجواء الباردة. لكن هل هذا الاختيار مبني على دراسات علمية، أم أنه مجرد تقليد شائع؟ تقول مونيكا بيشوف، أخصائية التغذية في مستشفى بارم هيرتسيغه برودر في ميونيخ، إن "درجة حرارة الطعام وتوقيت تناوله ليس لهما تأثير كبير على الصحة العامة".
وتوضح بيشوف أن بعض طرق الطهي تتطلب استخدام كميات أكبر من الدهون، مما يؤدي إلى زيادة السعرات الحرارية. لذا، توصي بتناول وجبة دافئة واحدة في اليوم، بدلاً من الاعتماد عليها بشكل كامل.
هل يؤثر الطعام الدافئ على صحتك؟
تؤكد بيشوف أن الجسم لا يحتاج إلى تسخين الوجبات الدافئة قبل أن يبدأ في عملية الهضم. وهذا يعني أنه قد يستهلك طاقة أقل عند تناول الطعام الدافئ مقارنة بالطعام البارد. ولكن، لا يمكننا الجزم بأن الطعام البارد دائماً يستهلك طاقة أكثر، فمثلاً، دهن الزبدة السميكة على الخبز قد يتطلب مزيداً من الطاقة. لذا، لا يمكن تحديد أيهما أكثر صحة بشكل قاطع.
من المهم أن نتذكر أن الأمر يعتمد دائماً على مكونات الوجبة، سواء كانت باردة أو دافئة أو حتى وقت تناولها. وعندما يتعلق الأمر بالهضم، فإن الأطعمة الساخنة قد تكون أسهل على المعدة، لكن الأطعمة الباردة تحمل مزاياها أيضاً، كما تشير خبيرة التغذية إلين براندت.
ما الذي يجعل الوجبة صحية؟
لإعداد وجبة صحية، هناك بعض القواعد الأساسية التي ينصح بها أخصائيو التغذية. يجب أن يحتوي نصف الطبق على الخضروات أو السلطة، بينما يجب أن يشغل ربع الطبق البروتينات، مثل البقوليات أو الأسماك، والربع الآخر يجب أن يحتوي على الكربوهيدرات، مثل البطاطس أو المعكرونة الكاملة.
عند طهي الطعام، يُفضل استخدام دهون عالية الجودة ولكن بكميات معتدلة. كما يُنصح بالاعتماد على طرق الطهي الصحية التي تتطلب القليل من الدهون أو لا تحتاجها على الإطلاق، مثل الطهي بالبخار.
وأخيراً، تشير مونيكا بيشوف إلى أن عملية الهضم تختلف من شخص لآخر، وبالتالي لا يوجد وقت محدد في اليوم يمكن اعتباره الوقت المثالي لتناول وجبة دافئة أو باردة.