استعمال دواء الثيروكسين وضبط جرعة حبوب
الغدة الدرقية هي أحد الغدد الصم التي تنتج هرمون الغدة الدرقية الثيروكسين (Thyroxine)، يلعب هرمون الثيروكسين دوراً هاماً في العمليات الرئيسية في الجسم مثل الهضم وعمل القلب والعضلات وصحة العظام وعمل الدماغ والكثير من العمليات الحيوية الأخرى.
تعرّف معنا في مقال اليوم عن أهم المعلومات حول دواء الثيروكسين وجرعات استخدامه في علاج قصور الدرق، وأبرز آثار حبوب الغدة الجانبية وتداخلاتها الدوائية.
دواء الثيروكسين أو التيروكسين Thyroxineهو دواء هرموني صنعي يأتي بشكل أقراص فموية، ويستخدم لتعويض النقص في هرمون الغدة الدرقية، حيث يحوي دواء الثيروكسين على المادة الفعالة ليفوثيروكسين (Levothyroxine) المشابهة لعمل هرمون الدرق.
يملك هرمون الدرق دوراً حيوياً هاماً في التحكّم بمستويات الطاقة وعمليات الاستقلاب الغذائي في الجسم. يُعطى دواء الثيروكسين وفق جرعة محددة وفقط ضمن وصفة طبية من قبل طبيب مختصّ بأمراض الغدد. [1]
تتعدّد استخدامات دواء الثيروكسين لعلاج الأمراض المتعلقة بالغدة الدرقية مثل: [1،2]
- يستخدم دواء الثيروكسين لخفض مستويات الهرمون المنبّه للغدة الدرقية (TSH)؛ كجزء من علاج سرطان الغدة الدرقية لدى البالغين.
- علاج قصور الغدة الدرقية عند البالغين والأطفال، وهي حالة لا تعمل فيها الغدة الدرقية بشكل طبيعي، فلا تقوم بإنتاج ما يكفي من هرمون الغدة الدرقية
- العلاج أو الوقاية من الإصابة بحالة تضخم الغدة الدرقية (داء غويتر)، والذي يحدث نتيجة أسباب مختلفة مثل اختلال التوازن الهرموني أو العلاج الإشعاعي أو الجراحة أو السرطان
- كما يستخدم دواء الثيروكسين كعلاج دائم في حال تمّ استئصال الغدة الدرقية مثل حالات سرطان الغدة الدرقية.
يأتي دواء الثيروكسين بشكل أقراص فموية بنسبة تركيز مختلفة أكثرها شيوعاً: [3]
- ثيروكسين 25 ميكروجرام.
- ثيروكسين 50 ميكروجرام.
- ثيروكسين 75 ميكروجرام.
- ثيروكسين 100 ميكروجرام.
سيختار الطبيب المعالج البدء بأقل جرعة علاجية من دواء الثيروكسين، التي تحدث التأثير العلاجي المطلوب، ثمّ يمكن أن يقوم الطبيب بتعديل الجرعة مع استمرار العلاج، وفيما يلي جرعات استخدام دواء الثيروكسين لعلاج حالة قصور الغدة الدرقية: [2]
جرعة ثيروكسين لعلاج قصور الغدّة الدرقية الأولي (الذي تمّ تشخيصه حديثاً لدى البالغين)
جرعة البدء من دواء الثيروكسين لعلاج هذه الحالة هي 1.6 ميكروجرام/ كيلوغرام؛ مثلاً قد يبدأ شخص بالغ وزنه 68 كيلوجرام بتناول دواء الثيروكسين بجرعة (100-112) ميكروجرام مرة باليوم كجرعة أوليّة، يقوم الطبيب بتعديل جرعة الثيروكسين كل 4-6 أسابيع عند الحاجة لذلك.جرعة الثيروكسين لعلاج قصور الغدّة الدرقية الأولي (الشديد طويل الأمد لدى البالغين)
جرعة البدء من دواء الثيروكسين لعلاج هذه الحالة هي 25-50 ميكروجرام مرّة واحدة في اليوم، يقوم الطبيب بتعديل جرعة الثيروكسين لهذه الحالة كل 2-4 أسابيع عند الحاجة لذلك.جرعة علاج قصور الغدّة الدرقية الثانوي والثالثي
جرعة البدء من دواء الثيروكسين لعلاج هذه الحالة هي 1.6 ميكروجرام/ كيلوغرام مرّة واحدة في اليوم، يقوم الطبيب بتعديل جرعة الثيروكسين كل 4-6 أسابيع عند الحاجة لذلك.
- تعتمد جرعة استخدام دواء التيروكسين على عوامل مختلفة متعلقّة بالشخص نفسه مثل العمر والوزن ومستويات هرمون الغدة الدرقية لديه، بالإضافة إلى مراعاة الأدوية الأخرى المستخدمة والآثار الجانبية لدواء التروكسين، والتي تؤثر بشكل مختلف بين شخص وآخر.
- يمكن أن يعمل الطبيب المختصّ على تعديل جرعة دواء الثيروكسين عند الضرورة أثناء سير العلاج كل (2-6) أسابيع بمعدّل زيادة 12.5-50 ميكروجرام، تساعد عملية ضبط الجرعة على تحقيق فائدة أكبر من الدواء والتقليل من الآثار الجانبية المرافقة.
- إذا كان المريض كبير في السنّ أو لديه أي مشاكل قلبية سابقة، سيعمل الطبيب المختصّ على وصف جرعة علاجية قليلة تتراوح بين 12.5 ميكروجرام و25 ميكروجرام في اليوم، ثمّ يمكن زيادة هذه الجرعة تدريجياً كل 6-8 أسابيع حسب الحاجة لذلك. [2]
تُؤخذ أقراص الثيروكسين في نفس التوقيت مرة واحدة في اليوم قبل (30-60) دقيقة من تناول وجبة الإفطار، ويجب الابتعاد عن تناول المشروبات الغنية بالكافئيين مثل القهوة والشاي في نفس الوقت مع دواء الثيروكسين، حيث أن الطعام والمشروبات تؤثر سلباً على امتصاص دواء الثيروكسين، ممّا يؤثر أيضاً على تأثيره وفعاليته في الجسم. [2]
متى يبدأ مفعول دواء الثيروكسين؟
يبدأ دواء الثيروكسين العمل مباشرةً بعد استخدامه، لكنّه قد يحتاج بضعة أسابيع قبل البدء بملاحظة أي تحسّن في حالتك، وذلك حتى يتم ضبط مستويات هرمون الغدة الدرقية أثناء فترة العلاج. [3]
أهم الأعراض الجانبية التي ترافق استخدام دواء الثيروكسين: [1]
- تسرّع أو عدم انتظام ضربات القلب
- ألم في الصدر، قد يمتد نحو الفك أو الكتفين
- قصر النَفَس
- الحرارة والتعرّق
- الضعف والتعب
- الأرق ومشاكل النوم
- الصداع
- العصبيّة والتوتر
- تساقط الشعر
- تشنجات الساقين وآلام العضلات
- دورات شهرية غير منتظمة لدى النساء
- اضطرابات هضمية مثل الإسهال والإقياء
- تغييرات الشهية
- فقدان الوزن
يجب على الأم الحامل المصابة بقصور الغدة الدرقية الاستمرار بتناول دواء الثيروكسين خلال فترة الحمل، إذ يعتبر استخدامه آمناً على الأم الحامل وجنينها، فهو مشابه لتركيب هرمون الغدة الدرقية الطبيعي، كما أنّ عدم تناول العلاج خلال الحمل قد يؤدي لمضاعفات خطيرة على الأم وجنينها مرتبطة بحالة قصور الدرق غير المعالَج.
كما سيطلب الطبيب المعالج من الأم الحامل إجراء اختبارات دموية منتظمة، للتأكد من أنّ الأم الحامل تتناول الجرعة المناسبة من دواء الثيروكسين طوال فترة الحمل.
استخدام دواء الثيروكسين للمرضع
يمكن للأم المرضع أن تستمرّ بتناول دواء الثيروكسين بعد الولادة وأثناء فترة الإرضاع؛ حيث يعتبر تعويض هرمون الغدة الدرقية خلال الرضاعة ضرورياً للأم التي تعاني من قصور الغدة الدرقية، لأن الجسم يحتاج لهرمون الغدة الدرقية في إنتاج حليب الرضاعة الضروري لتغذية الرضيع. كما انّ دواء الثيروكسين يعبر حليب الإرضاع بكميات ضئيلة لا تؤثر سلباً على الطفل الرضيع. [3]
تؤثر الكثير من الأدوية على امتصاص وفعالية دواء الثيروكسين، لذلك من الأفضل وضع فاصل زمني بما لا يقلّ عن 4 ساعات بين دواء الثيروكسين والأدوية التالية: [1،3]
- أملاح الكالسيوم
- المكملات الغذائية الحاوية على الحديد
- دواء أورليستات (Orlistat) المستخدم لخسارة الوزن
- دواء سوكرالفات (Sucralfate) المستخدم لعلاج قرحة المعدة
- الأدوية المثبطة لإفراز حموضة المعدة مثل أوميبرازول
- معظم الأدوية الخافضة لكولسترول الدم مثل كوليسترامين (Cholestyramine) وكوليستيبول (Colestipol)
- الأدوية المضادة لحموضة المعدة مثل دواء مالوكس ودواء جافيسكون
- معظم المتممات الغذائية والأدوية العشبية
- كما يتداخل دواء الثيروكسين مع بعض الأطعمة والمشروبات التي تقلّل من امتصاصه مثل عصير الغريب فروت والجوز والأطعمة الغنية بالألياف، لذلك يستحسن تناولها بعيداً عن وقت تناول دواء الثيروكسين.
قد يتسبّب دواء الثيروكسين بفقدان الوزن كأثر جانبي شائع لاستخدامه؛ وذلك لأن هرمون ليفوثيروكسين يلعب دوراً هاماً في عمليات الاستقلاب الغذائي، وهذا ما يؤثر بدوره على الهضم مؤدياً لخسارة الوزن، ولكن تجدر الإشارة إلى أنه لا يجب استخدام دواء الثيروكسين لعلاج السمنة وفقدان الوزن عند الأشخاص البدينين الذين لا يشكون من اضطراب في عمل الغدة الدرقية.
يمكن أن يسبب تناول دواء الثيروكسين للتخسيس بحدوث آثار جانبية سيئة للغاية ناتجة عن زيادة الجرعة، وقد يكون بعضها مهدداً للحياة مثل الغيبوبة والوفاة. [4]
في الخلاصة.. دواء الثيروكسين هو علاج معاوض (تعويضي) لهرمون الغدة الدرقية في الحالات المرضية التي لا يتم فيها إنتاج ما يكفي من هرمون الثيروكسين في الغدة الدرقية. يستخدم دواء الثيروكسين وفقاً لجرعة علاجية محددة تتبع لعوامل متعلقة بالمريض مثل الوزن و العمر وغيرها، وتتغير هذه الجرعة مع سير العلاج ليتمّ تعديلها بشكل تدريجي وفقاً لخطة الطبيب المشرف على العلاج. احرص على اتبّاع التعليمات العلاجية الخاصّة بدواء الثيروكسين، وانتبه من زيادة الجرعة دون مراجعة الطبيب تجنباً للآثار الجانبية المرافقة لتناول جرعة علاجية عالية منه