علاج الخوف من الرفض العاطفي والتخلص من أثره
العاطفة جزء لا يمكن اهماله من شخصية الانسان، وتؤثر على حياته اليومية، وبحسب التجارب التي يمر بها الانسان في حياته فهي تختلف باختلاف شخصيته وأكثر ما نشهده هو مشكلة الخوف من الرفض العاطفي التي تشكل عائقاً كبيراً في العلاقات وتتحكم بجزء كبير مسيرة الحياة وتؤثر على التعامل مع الآخرين، وينشأ بسببها حجم كبير من المشاعر الانسانية استجابة لهذا الرفض، وفي هذا المقال سنتعرف على معنى الخوف من الرفض العاطفي وكيف نتعامل معه واثاره على النفسية.
على الرغم من أن الآلام التي يسببها الرفض العاطفي هي آلام نفسية غير مرئية إلا أنها تسبب آلام حقيقية تؤثر على الصحة بشكل عام، وتؤثر على التفكير والتصرفات، ومن آلام وآثار الرفض العاطفي نذكر:[7]
الخوف هو شعور قوي له تأثير طويل على نفسية الأشخاص، ويعاني غالبية الأشخاص من هذه الفوبيا وهناك عوامل نفسية متعددة داخل كل انسان وتختلف من شخص لآخر ينتج عنها الخوف من التعرض لرفض عاطفي، وهو شعور ملازم للإنسان وليس بالشيء البسيط ابداً، تؤثر على صحته النفسية عادة وتؤثر على تواصله مع الآخرين، ويأتي الخوف من الرفض العاطفي عادة على شكل: [1]
- شعور ملازم بالقلق: حيث يبقى الشخص في حالة توتر وقلق حول الموضوع العاطفي الذي يشغله، وفيما إذا سوف يتم قبوله أم لا، ولا يستطيع فصل هذه الأفكار عن أشغاله الأخرى ويأخذ الموضوع غالبية وقت تفكيره.
- عدم الاستقرار: حيث يبقى يراود الشخص شعور بحاجته للانتماء لشخص ما، ويلازمه شعور بأنه وحيد دائماً وغير قادر على التقرب من أحد خوفاً من رفضه وهذا ما يسبب له خيبة كبيرة فاستقراره النفسي يكون مرهون بوجود هذا الشخص.
- الانعزال الاجتماعي: وتأتي بسبب ضعف الثقة في الآخرين وخوف من التعامل معهم أو التعلق بهم، والابتعاد عن أي مناسبة اجنماعية تجمعهم بعدد من الأشخاص أو تضعهم على احتكاك مع الآخرين، فحساسيتهم العالية تجاه الرفض تضعهم ضمن دائرة مغلقة يخافون الخروج منها وتوسيعها تجنباً لأي رفض أو عدم تقبل.
- الشعور بعدم الرضى: حيث يصبح الشخص غير قادر على تقبل واقعه، ناتج عن كبته لمشاعره، ويمكن أن يصل به لشعور بأن ليس للحياة أي معنى، بالأخص اذا كان هناك جموح عاطفي فيبقى مفهوم الرضى لديه محصور ضمن صورة معينة تلازمه حتى يلقى القبول الذي يبحث عنه من الطرف الآخر.
- الاكتئاب: فالخوف من أكثر المشاعر السلبية التي تؤثر على صحة الإنسان النفسية والجسدية، وتحد من سعادته، تؤدي لحزن ملازم للشخص وانحسار السعادة لديه، والانغلاق الذي بيقى فيه كل ذلك يحبطه ويضعف من معنوياته ويبعده عن الخوض في تجارب جديدة مما يؤدي لشعور بالاكتئاب يصعب التخلص منه.
هذا يعود لكل شخص وطبيعته النفسية وشخصيته، فهناك أشخاص حساسين لا يحتملون شعور الرفض ويكون لذلك نتائج كارثية في تعاملهم مع الآخرين وهناك أشخاص تتقبل الموضوع وتتجاوزه، وتبقى على علاقة طيبة مع الشخص الآخر، وللأسرة الدور الأول في ذلك والاصدقاء والدائرة المقربة من الشخص: [2]
أسوء ما قد يمر به الإنسان هو شعور الخوف وبالذات إن كان خوفاً بالرفض من قبل من يحب، يؤدي الخوف من الرفض بالشخص للقيام بالعديد من الأفعال والسلوكيات التي تدل على أن الشخص ليس له سلوك متزن، ويبدو فاقداً للأمان والثقة بالآخرين، ومن الآثار التي قد تترتب على الخوف من الرفض العاطفي يمكن أن نذكر:[3-4]
- فقدان الثقة بالنفس: خوف الشخص من الرفض الذي قد يتعرض له والتجارب السابقة الفاشلة الناتجة عن ذلك تدنى ثقته بنفسه وتضعف إيمانه بقدراته وتهتز صورته في عين نفسه.
- فقدان الآخرين ثقتهم بك: السلوك غير السوي الذي يكون عليه الشخص وتردده في التعامل مع الآخرين، وبقاءه منعزلاً عنهم، يدفعهم للابتعاد عنه والنفور من التعامل معه وبالتالي تجنبه الدائم نتيجة فقدان ثقتهم في التعامل معه.
- خسارة فرص في الحياة: الانغلاق الذي يضع الشخص نفسه فيه وخوفه من المجازفة والمغامرة والخوض في كل جدبد، يضعه ضمن إطار مغلق يفقد من خلاله فرصه في الحياة من حيث العلاقات الاجتماعية أو العمل، وحتى مع أقرب الناس إليه لأن الخوف من الرفض يمنعك من تجربة كل جديد ولذا ستفوتك الكثير من الفرص لأنك لم تحاول.
- السلبية والعدوانية: يفقد الشخص وده تجاه الآخرين ويصبح جافاً في التعامل وذو طباع سيئة معهم، ويتعامل معهم بطريقة خالية من المشاعر وفيها نوع من السلبية وذلك تجنباً لتأثره العاطفي تجاههم وبالتالي من الممكن أن يتعرض للرفض من جديد.
- تأثيرات على صحتك: نتيجة الكبت العاطفي الذي يعيش فيه الشخص يؤثر ذلك على صحته، ويصبح دائم القلق والتفكير وهذا بدوره له تأثير نفسي سيء جداً على صحته.
مهما كنا أشخاص حساسين ونشعر بالخوف من الرفض إلا أننا جميعاً نسعى للتخلص منه وتجنبه قدر الامكان، وذلك لنعيش حياة سليمة وسوية، وعلينا أن نعمل بعقلية عملية لتساعدنا على ابعاد هذا الشعور قدر الامكان:[5-6]