نصائح للأمهات في تربية الأبناء وأهم قواعد
من أهم النصائح التربوية للأمهات أن تحافظ الأمُّ على السياق التربوي، وألّا تنظر للعملية التربوية بشكلٍ مجزّأ، فتربية الأبناء تشمل جوانب التغذية والرعاية الجسدية والتعليم والتأديب وتنمية المهارات الاجتماعية والفردية... وغيرها الكثير من جوانب العملية التربوية، التي يجب أن تشكّل معاً سياقاً تربوياً متناسقاً ومتوازناً، يؤدي بدوره لتربية صحيحة وفعّالة.
تعرفي في الفقرات التالية إلى أهم النصائح التربوية للأمهات ونصائح تربية الطفل للأمهات الجدد، واكتشفي بعض أهم قواعد التربية الصحيحة والأخطاء التي يجب تجنبها في تربية الأبناء.
ضعي قواعد واضحة للأبناء:
أولى النصائح التربوية للأمهات هي وضع القواعد للأبناء بشكلٍ واضحٍ ومحدد، تشير الدراسات إلى أن الأطفال أكثر ميلاً ممّا نعتقد للالتزام بالقواعد، لكن يجب على الأمهات والآباء أن يضعوا قواعد واضحة ومستقرة، مع توضيح عواقب مخالفتها أو ثواب الالتزام بها بشكلٍ صريح، والتزام الأبوين أيضاً بالقواعد نفسها!كوني قدوة حسنة لأبنائكِ:
من أهم القواعد التربوية التي يجب أن تدركها الأمهات أن التربية ليست مجرد تلقين للقواعد أو نهي عن السلوكيات غير المرغوبة، فالأمُّ هي المعلم الأول لأبنائها، والأطفال يكتسبون معظم سلوكياتهم من خلال تقليد ما يرونه في البيت أو خارجه، لذلك عليكِ مراقبة سلوككِ وطريقة تصرفك وتعاملك مع الآخرين ومع طفلك، وتأكدي أن يكون أسلوبك في الحياة اليومية جديراً بالتقليد والاتّباع.استمعي لطفلكِ جيداً:
الاستماع والانصات من أهم نصائح الخبراء للأمهات في تربية الأبناء، فكل ما يقوله الطفل يجب أن يكون موضع اهتمام من الأمِّ، ذلك سيبني جسراً متيناً من الثقة بين الأم وطفلها، كما سيشعر الطفل بالاهتمام الحب من خلال استماع والدته لما يقوله.كوني حازمة ولا تكوني قاسية:
الحزم من قواعد التربية الرئيسية، ولا يمكن للأمهات أن يربين الأبناء تربيةً صالحةً وصحيحة بالتراخي والتسامح المطلق، لكن هناك فرقٌ كبيرٌ بين الحزم والقسوة، فاستعمال العقوبات البدنية والنفسية القاسية يؤدي لإفساد علاقة الطفل بوالديه من جهة، ويؤدي لنفور الطفل من السلوكيات التي تحاول الأم تعليمه إياها وتعاقبه لأجلها من جهة أخرى.شجعي طفلك ليعتمد على نفسه:
يقول الدكتور عبد الرحمن ذاكر إن التربية هي عملية قطع الحبل السري بالتدريج، وأهم نصيحة للأمهات في تربية الأبناء أن يعملن على تسهيل خروج الطفل من الرعاية والحماية الأسرية لمواجهة العالم، من خلال تعزيز مهارات الاعتماد على الذات عند الطفل في عمر مبكر، ومساعدته على التخلص من التعلق الشديد والارتباط الوثيق بأسرته ووالديه، دون أن يؤثر ذلك على الروابط العاطفية، وعلى شعور الطفل بالأمان والحماية.شاهدي فيديو الدكتور عبد الرحمن ذاكر عن معنى الطفولة والهدف الحقيقي من التربية من خلال النقر على هذا الرابط.
حافظي على التوازن بين الثواب والعقاب:
الثواب والعقاب من أهم الأساليب التربوية التي تساعد على إكساب الطفل السلوكيات المرغوبة وتشجيعه على ترك السلوكيات المرفوضة، لكن الحفاظ على التوازن بين الثواب والعقاب في تربية الأطفال هو الأهم، فالمبالغة بالعقاب من القسوّة، والمبالغة بالثواب تفسد الطفل، وانفراد الأهل في الثواب دون العقاب أو العكس يفسد العملية التربوية بأكملها.اغرسي القيم الأخلاقية عند أبنائك من الصغر:
القيم الأخلاقية التي يكتسبها الطفل في الصغر غالباً ما تكون الأكثر رسوخاً في شخصيته، لا تؤجلي تعليم طفلك القيم الأخلاقية الأساسية مثل الصدق والأمانة والاحترام، وابدئي بتبسيط المبادئ الأخلاقية والأساسية لطفلك بمجرد أن يبدأ بالتفاعل معكِ بالشكل المطلوب.راقبي استخدام طفلك للإنترنت:
أفضل نصيحة تربوية للأمِّ في عصرنا الحالي أن تهتم بما يراه الطفل ويختبره على شبكة الانترنت، وأن تجد التوازن بين الرقابة الأبوية الحميدة والحماية، دون أن تحرم الطفل من الاتصال بالعالم الرقمي الذي أصبح هو العالم الحقيقي اليوم! تأكدي أنكِ تراقبين ما يشاهده طفلك والألعاب التي يلعب بها والأشخاص الذين يتواصل معهم عبر الإنترنت، لكن دون أن تكون هذه الرقابة مزعجةً أو فجّة.اهتمي بالسياق التربوي:
يقوم مفهوم السياق التربوي على الموائمة بين جوانب تربية الأبناء المختلفة بحيث تؤدي العملية التربوية الهدف المطلوب منها بأفضل شكل ممكن، ومن النصائح التربوية القيّمة للأمهات أن يمنحن السياق التربوي اهتماماً استثنائياً، وذلك أن نجاح النصائح والقواعد التربوية الأخرى يعتمد فعلياً على تنفيذها في سياق تربوي ملائم!اقرئي أكثر عن السياق التربوي وأهميته في تربية الأبناء من خلال النقر هنا.
كوني الداعم الأول لأطفالكِ:
في رحلته لاختبار العالم يحتاج الطفل لدعمكِ! كوني الداعم الأول لأبنائك وساعديهم على اكتشاف شغفهم ونقاط القوة في شخصيتهم، وتجنبي التقليل منهم أو من مشاعرهم مهما كان الظرف.التحديات التي تواجه الأمهات الجدد هي أكثر وأكبر بلا شك مقارنةً بتجربة الأمومة الثانية، فالأمُّ الجديدة لا تريد فقط الحصول على نصائح تربوية تساعدها في تربية ابنها أو بنتها، ولكن أيضاً بحاجة لإرشادات ونصائح للتعامل مع مشاعرها المتضاربة والانقلاب الكبير في روتين حياتها وعلاقاتها الاجتماعية والشخصية!
أهم النصائح التربوية للأمهات الجدد:
- تقبّلي أن الحياة تتغير مع وجود الأطفال، ولا تحاولي كبت مشاعركِ مهما كانت غريبة أو صادمة بالنسبة لكِ، عبّري عن شعوركِ بالضيق أو العجز لأشخاص تثقين بهم، وحاولي فهم ما تحتاجه منك الحياة الجديدة بوجود طفلٍ معكِ.
- ابدئي بوضع خطة تربوية باكراً، إذا كنتِ تسألين متى تبدأ تربية الطفل! فيجب أن تعلمي أن تربية الطفل تبدأ من اليوم الأول في حياته، لا تنتظري حتى يحبو طفلك أو يمشي أو يتكلم، بل ابدئي بوضع الخطة التربوية باكراً، وستندهشين أن طفلك يستجيب لك بشكل أفضل بكثير مما كنتِ تعتقدين.
- اهتمي بتغذية الطفل وصحته، فالتغذية والرعاية الصحية للطفل جزء لا يتجزأ من التربية، وتأثير التغذية على نمو الطفل وتطور مهاراته كبير جداً خصوصاً في مرحلة الطفولة المبكرة.
- حافظي على التواصل العاطفي مع طفلك، فالأطفال يحتاجون دائماً للشعور بالدفء والأمان والحنان، تأكدي أن تمنحي طفلك حقّه من التواصل الجسدي من خلال العناق واللمس، وحقه من التواصل البصري بالنظرات الحانية المعبرة، وكذلك التواصل اللفظي.
- راقبي تطور طفلك الحركي والذهني والاجتماعي، فأهم دور للأم الجديدة مع طفلها أن تكون قادرةً على فهم التطورات الطبيعية التي يجب أن يمرّ بها في كل مرحلة عمرية، والانتباه باكراً لأي مشكلة تعوق نموه وتطوره الطبيعي، سواء من الناحية الجسدية أو الذهنية أو الاجتماعية.
- لا تجاملي الناس على حساب طفلك، ولا تجربي كل ما يقترحه عليك الآخرون من نصائح تربوية أو غذائية.
- اهتمي بنفسكِ أيضاً، فتجربة الأمومة لأول مرة تجربة استثنائية وفيها الكثير من التحديات والضغوطات، ويجب أن تحافظي على مساحة شخصية تساعدك على تفريع الطاقة السلبية واستعادة التركيز في مهامك.
- لا تخجلي من طلب المشورة والنصيحة، لكن تأكّدي من استشارة أشخاص موثوقين ومتخصصين.
تجنبي المساومة والمبالغة في المكافآت:
قد تكون هذه أهم نصيحة تربوية للأمهات، فالمساومة تعلّم الطفل المساومة! وعندما تنتهج الأم أسلوب المساومة مع الطفل، وتربط قيامه ببعض المهام أو الواجبات بمكافآت لا يستحقها، سيتعلم الطفل هذه الطريقة، وسيرفض أداء واجباته الأساسية إن لم يحصل على مقابل، كما أن المكافآت التحفيزية تفقد قيمتها عندما تتحول لصفقة متكررة يديرها الطفل وترضخ لها الأم.أوقفي المقارنة بين طفلك وأطفال آخرين:
يتفق خبراء التربية أن المقارنة بين الأطفال من أكثر أخطاء التربية شيوعاً، وليست أفضل طريقة لتعديل سلوك الطفل، بل على العكس تماماً، قد تؤدي المقارنة بين الطفل وأقرانه إلى انخفاض ثقة الطفل بنفسه وشعوره بالذنب لأنه يخيّب أمل والديه باستمرار، وقد تستمر هذه الأزمات النفسية والاجتماعية مع الطفل طيلة حياته!لا تهددي طفلك بشيءٍ لن تفعليه!
فالتهديد دون تنفيذ يكسب الطفل نوعاً من اللامبالاة والاستهتار بسلطة الأبوين عليه، كما أن الأطفال أذكياء جداً، ويستطيعون فهم سلوك الوالدين وأنماطه، ثم يستغلون ذلك في فعل ما يريدونه دون عواقب.لا تعاقبي طفلك أمام الآخرين:
من الأخطاء التربوية التي قد تقع بها الأمّ أن تعاقب طفلها أو تهينه أمام الآخرين، تذكري دائماً أن الهدف من العقاب هو تعديل السلوك، لكن دون أن يسبب العقاب مشكلة نفسية لطفلك قد ترافقه طيلة حياته.تجنبي التعامل مع طفلك بنديّة:
الأطفال يغضبون ويصرخون وقد يقولون كلاماً جارحاً ويتصرفون بجحود وعنجهية، لكن الأمّ يجب ألّا تجعل تصرفات الأطفال غير المسؤولة صراعاً نديّاً تفترض فيه أن وعي الطفل يوازي وعي والديه، من حقكِ أن تغضبي وتشعري بالضيق والانزعاج، لكن لا يجب أن يشعر طفلك أنكِ تخليتِ عن دور الأم للحظة ودخلتِ معه في شجارٍ أو نزاعٍ نديّ.تربية الأبناء عملية متكاملة:
لا يكفي أن تحددي السلوكيات التي تريدين لطفلك أن يكتسبها، أهم قواعد التربية أن تكون شاملة لكل جوانب حياة الطفل، ليست مجموعة من المطالب أو الأماني، بقدر ما هي أسلوب حياة تحاولين من خلاله تجهيز طفلك للخروج إلى العالم إنساناً صالحاً وناجحاً ومتزناً.العدالة ضرورية في التربية:
تقول خبيرة التربية آن ليندرز إن الأطفال يدركون العدالة أكثر ممّا نتخيل، لذلك على الأمهات أن يكنّ عادلات في تربية الأبناء، وأن يتبعن أسلوباً في العقاب متناسباً بالشدة والقدر مع نوع السلوك المرفوض أو الذنب الذي ارتكبه الطفل، وفي نفس الوقت أن يشعر الطفل بقيمة فعله للصواب من خلال الثواب والثناء.التربية عملية تشاركية:
القاعدة التربوية الأهم لكل الأمهات هي التشاركية في التربية مع الأب، فالتربية لا يمكن أن تكون من طرف واحد، والتضارب في الأساليب التربوية بين الأبوين يفسد أهداف التربية ويشتت الطفل، لذلك يجب أن تحاول الأم أن تصل مع الأب إلى أكبر قدر ممكن من التفاهم والنقاط المشتركة فيما يتعلق بتربية الأبناء.التربية ليست عملية استنساخ للأبوين!
ولا يجب أن يكون هدف التربية هو تحويل الأطفال إلى نسخة من الأبوين أو حتى تعويض ما لم يستطيعا تحقيقه من خلال دفع أطفالهم لتحقيقه، فالتربية تقوم على منح الطفل الأدوات التي تساعده على إدارة حياته بشكل جيد في المستقبل، واختيار مساره في الحياة باستخدام تلك الأدوات.لا تمنحي طفلك كل شيء بسهولة:
جميع الأمهات يتمنين أن يمنحن أطفالهن كلّ ما يحتاجون إليه، لكن ذلك يفسد الطفل ويضعف شخصيته ويفصله عن واقع الحياة، يجب أن يعرف الطفل أن الحصول على كلّ شيء من المحال، وأنه مطالبٌ دائماً ببذل الجهد لتحقيق ما يريده، هذا أيضاً يحافظ على قيمة الإنجازات الصغيرة التي يقوم بها الطفل.احذري من الحماية المفرطة:
التوازن في الحماية من قواعد تربية الأبناء الأساسية، لا تبالغي بحماية طفلك وتذكري أن دورك هو تجهيز طفلك لمواجهة العالم بمفرده، حاولي أن تقاومي غريزة الحماية، واتركي مساحة لطفلك ليجرب ويتعرف على العالم بطريقته.التلقين لا يفيد:
إدراك هذه القاعدة التربوية سيوفّر على الأمّ والأبناء الكثير من الجهد الضائع، الطفل لا يتعلّم بالتلقين والتوجيه المباشر، بل يتعلّم بالتجريب والمشاهدة والتقليد، لذلك من الأفضل أن يرى التجسيد العملي للمفاهيم التي تريدين غرسها عنده، فالتلقين والتحفيظ دون فهم المعنى واختباره؛ يفرغ القيّم والمبادئ من معناها.- الاستماع والتواصل الفعّال من مهارات الأمومة الأساسية، وتبدأ الحاجة لهذه المهارة من الأيام الأولى في حياة الطفل، حيث تدرك الأم الجديدة أن بكاء طفلها الرضيع له معنى، وكل نوع من البكاء يشير إلى حاجة من حاجات الطفل، ويجب أن تستمر الأم بالسعي لفهم لغة أطفالها والتواصل معهم بالطريقة الأنسب، حتى تصل بهم إلى الرشد والبلوغ.
- التأثير العاطفي هو ميزة ومهارة مهمة يجب أن تفهمها وتدركها كلّ الأمّهات، لأن التواصل العاطفي هو أقوى أشكال التواصل مع الطفل، وسيظل الأطفال يتأثرون بالاتصال العاطفي أكثر من أي اتصالٍ آخر حتى الخروج من المراهقة.
- الصبر على الأبناء، وهي أهم المهارات أو الصفات التي يجب أن تهتم بها الأمّ، فالتربية عملية مرهقة، وقد تشعر الأمّ في لحظة أن جهدها يضيع دون فائدة، لكن الاستسلام لا يجب أن يكون خياراً في تربية الأطفال!
- العناية بالذات أيضاً من مهارات الأمومة الأساسية التي لا يمكن أن تقوم العملية التربية من غيرها، فالأمّ يجب أن تكون مدركةً لخطورة إهمال نفسها وانهماكها التام في شؤون الرعاية والتربية، فكما أن هناك احتراقاً وظيفياً يبدأ بالتفاني وينتهي بالإهمال القسري، هناك احتراقٌ تربوي يوصل الأمّ إلى حالة مزاجية سيئة، تعوق أداء مهامها التربوية والأسرية الأساسية.
لتعرفي أكثر عن ضرورة الأنانية الإيجابية في الأمومة والتربية شاهدي فيديو الخبيرة لانا قاعتي عن أنانية الأم الحميدة من خلال النقر هنا. - نقل المعرفة والتجربة، والمهارة التربوية هنا أن تدرك الأم الجوانب الإيجابية والمفيدة من تجربتها الشخصية في الحياة ومن معارفها وتربيتها وثقافتها، ثم تنقلها لأبنائها بطريقةٍ مناسبة، وفي نفس الوقت أن تحدد التجارب التي عاشتها ولا تريد أن تأثر على تربية أبنائها.