اعتذار الزوج من زوجته وأفضل طرق مصالحة الزوجة
إذا كنت طرفاً في علاقة زوجية (زوج أو زوجة) فلابد أنك أيقنت أن الأخطاء في العلاقة الزوجية لابد أن تقع، والتعامل مع هذه الأخطاء بشكل سليم من قبل الطرفين، هو ما يبقي العلاقة متينة، وقد يكون الاعتذار إحدى أساسيات الاستمرار في الزواج.
قد تترافق محاولات الاعتذار مع العديد من المشاعر التي من شأنها تقليل حماس الزوج عند تقديم الاعتذار، مثل الشعور بالخجل أو بالخزي والعار أو شعور الرجل باهتزاز صورته أمام زوجته، لكن للاعتذار الكثير من الفوائد التي قد تساعد في تخطي هذه المشاعر السلبية أهمها: [1]
- يساهم الاعتذار في إصلاح العلاقات: والسماح بالنقاش لحل المشكلة التي نتجت عن مخالفة قواعد الحياة الزوجية.
- يعيد الاعتذار اعتبار وكرامة الطرف المتضرر: من الخطأ الحاصل في الموقف وسوء الفهم في العلاقة، ويحسسه بقيمته وأهميته كطرف لا يمكن الاستغناء عنه.
- إظهار الالتزام: الاعتذار هو طريقتك لإخبار الطرف الآخر أنك تعلم قواعد علاقتكما وأن تجاوزك لها كان خطأ، وأن هذا الخطأ لن يتكرر، مما يسمح للشريك بالشعور بالأمان وأنك على علم بحدودك وأخطائك وأنك تعترف بها ولا تبررها.
- الاعتراف بالخطأ: من خلال الاعتذار يتأكد الطرف الآخر أنك لست فخوراً بما فعلته، وأن هذا الخطأ لم يجلب لك الرضا، بالتالي لن تحاول أذية الشريك مرة أخرى وأنك بالمجمل شخص لا تحب أذية الآخرين.
- تخفيف التوتر: يخفف الاعتذار من التوتر الحاصل في العلاقة، ويقلل من الضغط الحاصل بين الزوجين.
- وضع قواعد جديدة للعلاقة: يتيح الاعتذار فرصة لمناقشة قواعد جديدة مستقبلية للطرفين، تعيد جزءاً من الثقة التي ربما تكون قد اختفت أو خفت بسبب خطأ أحد الزوجين بحق الآخر، هذه القواعد الجديدة قد تشكل حماية للطرفين من التعرض للأذى مستقبلاً.
- إظهار الاهتمام والمسؤولية: يعطي انطباعاً لدى الزوجة أنك قادر على تحمل مسؤولياتك، بما فيها أخطائك وبالرغم من الخطأ الحاصل فأنت أهل للثقة.
- قد يكون الاعتذار الكلامي هو أكثر طرق الاعتذار شهرة، وهي الطريقة التي لابد منها عادة لإنهاء مشكلة ما في العلاقة الزوجية، لكنه قد يأخذ بعض الوقت حتى تعود الأمور إلى طبيعتها أحياناً، في هذه الأثناء قد تحتاج إلى بعض التصرفات التي تثبت لزوجتك بأنك صادق في اعتذارك، وهذه التصرفات من شأنها المساعدة في عودة الأمور إلى نصابها: [2،3]
- أضف المزيد من اللطف على تصرفاتك، مما يُشعر زوجتك بأنك تحس بخطئك فعلاً، وأن اعتذارك لم يكن مجرد كلام فحسب.
- اشتري هدية صغيرة ومعنوية، يفضل أن تعبر عن شيء من الحب والرومانسية عند الزوجة، وابحث عن شيء غير متوقع أيضاً.
- قم بفعل الأشياء الصغيرة التي لطالما طلبت زوجتك منك القيام بها، ولم تلبيها بسبب انشغالك أو لمجرد مماطلة واتكالية تعاني منها أحياناً! ابدأ بترتيب الفراش صباحاً مثلاً، أو بادر بأفعال تقوم بها لأول مرة، كإعداد فطور الصباح، أو التحضير لجلسة رومانسية في المساء.
- حاول تلافي الأخطاء الصغيرة التي تنبهك زوجتك عنها عادة، مهما كانت تافهة، لأن الاستمرار في تكرارها قد يزيد الأمور سوءاً، مثل الدخول إلى المنزل دون خلع حذائك المتسخ في الخارج، أو رمي جواربك المتسخة على الأرض بشكل عشوائي.
- أبعد مشاكل العمل وضغوطه عن المنزل هذه الفترة، وأظهر أنك أكثر راحة في المنزل، وأضف بعض الابتسامة والهدوء إلى صوتك عند الحديث معها.
- الإصغاء لزوجتك حين تتكلم في أمر ما وإظهار اهتمامك، ومناقشتها في الأمور المهمة بالنسبة لها، إذا عادة ما يخفف النقاش في مواضيع عابرة من حدة التوتر.
- أرسل رسائل رومانسية أو لطيفة في فترة غيابك عنها، تشعرها بأنك نادم ومهتم، وكن متواضعاً، لا شيء يمكن أن يفسد الاعتذار أكثر من الغرور والتعامل بأنفة مع شريكة حياتك، فهناك فرق بين الكبرياء المرفق بالكياسة والغرور.
- تحلى بالصبر حتى تعود المياه إلى مجاريها، فالفترة ما بعد ارتكاب الخطاء قد تكون حساسة، ويرافقها ردات فعل من الطرف المتضرر، قد تتصرف الزوجة على غير طبيعتها خلال هذه المرحلة، فكن متفهماً لأن ذلك لن يطول.
متى تعترف بخطئك وتعتذر من زوجتك؟
إتقان الاعتذار هو جزء من الزواج الناجح، وتكمن قدرة الشخص في تحمل مسؤولياته تجاه الشريك، وعادة ما يعتبر الاعتذار أكثر صعوبة بالنسبة للرجل كون الاعتذار في نظر معظمهم ذو تأثير على كبريائهم، لكن هناك العديد من الحالات التي يكون فيها الاعتراف بالخطأ وتقديم الاعتذار ضرورياً، لرأب الصدع وإصلاح العلاقة وهذه الحالات هي: [4]
- عليك الاعتذار لزوجتك عندما تتسبب في خلل أو تصرف ما، مما يؤثر على العلاقة الزوجية سلبياً، أي الأعمال والتصرفات التي تخرج عن شروط العلاقة أو الزواج بشكل عام، مثل صمتك عندما يمازح أحد أفراد أسرتك؛ زوجتك بقصد إزعاجها.
- يجب عليك الاعتذار عندما تتسبب أو تقوم بارتكاب خطأ على المستوى الشخصي المباشر مع الزوجة، قد لا يكون مرتبطاً بالعلاقة الزوجية، لكنه خطا أدى إلى خلاف شخصي مع شريكة حياتك، عندما تطلب من زوجتك مثلاً قطع علاقتها مع أخيها بسبب ميراث.
- قد تضطر أيضاً إلى الاعتذار بعد شجار ناتج عن الاختلاف بوجهات النظر فقط، وهو ليس خطأ بالمعنى الصحيح، لكن قد تتأثر النساء بهذه الأنواع من الخلافات أكثر وقد تشعر المرأة بأن الموضوع قد جرح مشاعرها مثلاً أنت ترى ممثلة قامت بالعديد من عمليات التجميل سيدة فائقة الأنوثة، لكن زوجتك تراها قبيحة وأنك تعترض على إجراء أي عمليات تجميل وتحب الجمال الطبيعي، فلماذا تعجبك نتائج التجميل الزائفة على الأخريات! في هذه الحالات قد يتوجب عليك كزوج أن تكون المبادر إلى الاعتذار.
- في بعض الأحيان قد يكون الخطأ غير مقصود، أو خارج عن إرادتك، مثل غضبك غير المبرر من كلام شقيقتها أو والدتها، لكن النساء تحاكم بعض المسائل بعاطفة أكثر، خاصة المواضيع الخلافية، قد يكون من الملائم تقديم الاعتذار المناسب، ومن ثم شرح التفاصيل، عندها تستطيع زوجتك سماعك وتفهمك أكثر.
لا يكون الاعتذار كافياً دائماً للحصول على السماح من الزوجة، قد لا تكفي كلمة أسف في كثير من الحالات، لكن قد يتطلب الأمر محاولة صادقة مع إحساسٍ عالٍ بالمسؤولية ورغبة حقيقية في تصحيح الخطأ الحاصل وإعادة الثقة من خلال عدة نقاط: [5]
- إشعار الزوجة بأنك تعني تماماً أن ما قمت به قد جرح مشاعرها، فموضوع المشاعر محوري في الخلافات عند المرأة بشكل عام، ويتوجب عليك إيصال فكرة أنك نادم حقاً عن هذا الجرح الذي تسببت به لها.
- أن تظهر لزوجتك أنك معترف بالخطأ، وأنك تتحمل مسؤولية تبعاته، هذا سيعيد إليها الشعور بالأمان وبأنك على قدر المسؤولية.
- دع زوجتك تشعر بأن لديك إرادة حقيقية في عدم تكرار ما حصل، أو أي من أخطاء مشابهة، ويفضل تقديم وعود واقعية تتضمن كلمات تدل على أن هذا الأمر لن يتكرر.
- أظهر لزوجتك أنها الشخص الأهم في حياتك وفي العلاقة، وأن هذا الخطأ مهما كان كبيراً أو صغيراً هو أمر عابر، وأنها هي الثابت والأساسي في العلاقة.
- ابحث عن طريقة لتعويض الخلل وسوء الفهم الحاصل، استمع لها وحاول تفهم رغبتها في إملاء بعض الشروط لإعادة الثقة، قد تكون هذه الشروط مرحلية، لكن في بعض الحالات قد تكون أساسية لتخطي مرحلة خلاف ما.
- كن صادقاً وعميقاً، واطلب السماح وكن متواضعاً في ذلك، قد تتطلب مواصلة العلاقة في بعض الحالات تقديم تنازلات حقيقية من قبلك.
- حاول أن يكون اعتذارك نظيفاً، هدفه هو الشريك والعلاقة، هذا ما تنتظره زوجتك منك، لا تركز على الأسباب والمبررات، لأن ذلك سوف يفتح باباً جديداً للنقاش، هذا ما يجب عليك الابتعاد عنه.
- في بعض الحالات قد يتطلب الأمر الاعتذار أكثر من مرة، أو تكراره في عدة مناسبات.
- حاول إبعاد أي نوع من أنواع اللوم عن الزوجة، في حال كان الخطأ من جانبك هذا سيكون كمن يصب الزيت على النار، كن محدداً في هذا الاعتذار الشخصي وغير مشروط ودوماً قلْ "أنا..".
- بالرغم من عدد النقاط التي يتوجب عليك أخذها بعين الاعتبار، قد يتوجب عليك أيضاً انتقاء عباراتك بحيث تكون محددة وواضحة وتصب في صلب موضوع الخلاف، قد يدخلك التشعب في الموضوع إلى أماكن هي من اختصاص عقل المرأة، وأنت ستكون الطرف الأضعف في ذلك المكان، كن واثقاً من ذلك!
- أظهر الكثير من اللطف والصدق والجدية في تصويب وتصحيح الأمور، لأن العلاقات في النهاية مبنية على الحب والثقة.
قد تختلف طرق الاعتذار باختلاف شخصية زوجتك ونمط تفكيرها، لكن هناك دائماً أمور مشتركة قد تساعد في تقديم الاعتذار، مع مراعاة بعض الخصوصية في شخصية زوجتك، وهذا أمر تكون قد اكتسبته على مدى سنوات علاقتكما ومعرفتك بها، وإليك بعض النصائح التي قد تمكنك من الاعتذار بالشكل الصحيح: [6]
قد تكون رسالة صادقة تبعثها لزوجتك بعد خلاف تسببت به، مقدمة لاعتذار لاحق (بمواجهة) مباشرة لأن ذلك أمر لابد منه، احرص على أن تكون الرسالة مباشرة وصادقة ومفعمة بالحب والحرص على الشريكة، ونضع هنا بعض الأمثلة التي يمكنك البناء عليها في رسالة اعتذار لزوجتك التي تركت المنزل مؤخراً بسبب مشكلة أنت سببها: [7]
- عزيزتي؛ أنا حقاً أسف على ما قمت به، لا يمكنني تبرير ذلك وأنا أشعر بالندم الشديد، تعلمين أنا لا يمكن أن أتعمد أذيتك، لقد تصرفت بغباء، أفهم ما تشعرين به، أتمنى لو أستطيع أن أبدل هذا الشعور، وأشعر بالأسف لأن ما تشعرين به قد يطفئ كل ما نكنه لبعضنا من الحب، وعلى كل اللحظات التي مررنا بها، تذكري دائماً أن حبنا قوي بما يكفي للتغلب على التحديات الكبيرة التي قد تعترض طريقنا.
- بالرغم مما حدث.. فحبي لكِ لا يمكن أن يتغير.. كوني على ثقة أن ذلك لا يمكن أن يتكرر، تعلمين شدة أسفي وأرجو أن تسامحيني.
- حبيبتي... أنا حقاً أسف لتصرفاتي غير اللائقة مؤخراً، لا أتصرف على طبيعتي ولا أبذل ما في وسعي من أجلك، أتفهم مشاعرك في هذه اللحظات، أرجو أن تسامحيني لقد فهمت أخيراً أنني أتحول إلى شخص آخر، وأدركت أن الهروب لن يحل مشاكلي، وأرغب فعلاً في أن أعود إلى نفسي وإليكِ، أحتاج أن تكوني إلى جانبي لنتخطى المشكلة سوياً، أتوق إلى الحديث معك، ولاستعادة لحظاتنا السعيدة، أنا لكِ مدى الحياة، زوجك المخلص.
في النهاية.. إذا كان الحب والثقة أساس العلاقة الزوجية، فلا شك أن القدرة على الاعتذار ستكون أحد متمماتها الأساسية، ولحظات ما بعد الاعتذار من أسعد الأشياء التي تحدث بين الزوج والزوجة.