الفرق بين دراسة الطب والهندسة وأيهما
يقع معظم الطلاب في حيرة عند اختيار التخصص الجامعي، ومن أكثر الاختصاصات التي توقع الطلاب بهذه الحيرة هما تخصص الطب وتخصص الهندسة بسبب ما لهما من مكانة اجتماعية ومهنية، ولكن قبل ذلك يجب على كل طالب معرفة صعوبات هذين المجالين وميزاتهم، وأي منهما الأفضل للدراسة، وماهي مجالات العمل في هذين المجالين، وما مدى تكلفة الدراسة بكل مجال، وعن المستقبل الذي ينتظر كل من يدخل بإحدى المجالين، وفي هذا المقال سوف نتطرق للإجابة عن الأسئلة التي تدور في ذهن كل طالب أو طالبة واقعين في هذه الحيرة.
لا يمكن الجزم بأن أحد هذين الاختصاصين أصعب من الآخر بشكل عام، فالأمر يعتمد على مهارات واهتمامات الفرد الشخصية، وكل اختصاص له صعوبات وتعقيدات معينة، ولكن يرجح دائماً بأن الطب من أصعب الفروع الدراسية لما يحتويه من قدر هائل جداً من المعلومات وأن ثقافة وخبرة الطبيب يجب أن لا تقتصر على فرعه فقط، بل على كافة الأفرع فهو مؤتمن على حياة أشخاص، وهنا سنتوسع بشكل أكبر في المقارنة بين كل تخصص من حيث عدة نقاط: [1-2]
- من حيث المحتوى:الطب يحتوي على كمية كبيرة من المعلومات بحاجة إلى حفظ بدقة وتركيز كبير. بينما الهندسة فهي تحتاج إلى فهم أكبر للمادة وأقل حفظ فهي تتضمن الكثير من الرياضيات والتحليل الرياضي والفيزيائي.
- النجاح بالدراسة: بالطب إذا عملت بجد وتمكنت من استدراك المفاهيم المعقدة فمن المحتمل نجاحك على الأقل، بالهندسة بسبب تطلبها إلى مستوى معين من الفهم والاضطرار لاستخدام النماذج الرياضية الموجودة ضمن المقررات الدراسية وتطبيقها في الحياة الواقعية يؤدي في بعض الأحيان إلى فشل الطلاب المجتهدين في امتحاناتهم.
- مهارات التواصل: يتوجب على طالب الطب أن يتقن فن لغة الجسد والقدرة على التحكم في العواطف بحيث أن ينقل الصورة الحقيقية لجميع المرضى، في الهندسة ليس الطالب مضطراً لتعلم هذه اللغة، فهو لا يتعامل مع الكثير من الناس فالمطلوب منهم أن يكونوا على تواصل جيد مع زملائهم للقيام بعمل جيد ومتقن.
- مدة الدراسة: في الطب تختلف بين جامعة وأخرى ودولة وأخرى، ولكن تقريباً تتراوح السنوات الدراسية بين الـ 7-6 سنوات بدون تخصص، أما التخصص فتطلب دراسته ما بين 5-3 سنوات وهو مهم جداً في مجال الطب، أما في الهندسة ما بين 5-4 سنوات بدون التخصص، أما التخصص فدراسته تتراوح ما بين 4-3 سنوات وهو غير ضروري في هذا المجال.
- التكلفة: تعتبر الأدوات واللوازم الدراسية التي يحتاجها طالب الطب أقل تكلفة من مثليتها لدى طالب الهندسة فطالب الهندسة بحاجة إلى معدات وأدوات هندسية خاصة من الممكن أن تكون غالية الثمن.
تقع الفتيات في حيرة كبيرة بين أكثر الفرعين أهمية ورغبة هما الطب والهندسة، حيث كلا الفرعين يؤمن للفتيات مستقبل مريح وحياة كريمة تمكن الفتاة من الاعتماد على ذاتها، وتجعلها تساهم في بناء المجتمع، وهنا نشرح ميزات وعيوب كل اختصاص بالنسبة للفتيات:
- مدة الدراسة: تتطلب الهندسة فقط دراسة بين الـ 5-4 سنوات، ومن ثم تتمكن الفتاة بالعمل مباشرة والكسب المادي بعمر صغير، أما في الطب تتراوح مدة الدراسة إلى 6-5 سنوات ويأتي بعدها سنوات الاختصاص ما بين 4-3 سنوات، وتعد مدة طويلة جداً بالنسبة للفتيات حيث ستتأخر لتستطيع الحصول على فرصة عمل وقد تتأخر في الزواج وتكوين عائلة.
- طبيعة العمل: تتوفر في الهندسة اختصاصات متنوعة بعضها قد يناسب الفتيات من حيث الحياة المهنية أكثر من الآخر ولكن في الغالب تعد الهندسة أكثر صعوبة بالنسبة للفتيات من حيث الحياة العملية، بينما في الطب صحيح أن العمل مؤمن بشكل فوري ولكن يتطلب خبرة ومهارة جيدة لتأسيس سمعة طيبة وجذب المرضى، بالإضافة لأن بعض التخصصات تعتبر أيضاً غير مناسبة للفتيات نظراً ما لها من تأثير على الحياة الأسرية لها وساعات العمل الطويلة.
- الحصول على وظيفة: تعبر الهندسة بشكلها العام أفضل في هذه الناحية من الطب كون مدة الدراسة أقصر نسبياً وتمكن الفتاة من الحصول على وظيفية إدارية بدوام ثابت، بينما الطب فصحيح أنه يعتبر أفضل مهنياً ولكن أكثر صعوبة من حيث النجاح المهني كونه يتطلب ساعات عمل طويلة ومدة دراسة أطول من الهندسة وبناء سمعة والتعامل مع حالات تعتبر أصعب بالنسبة للفتيات.
- الناحية المادية: بشكل عام يعتبر العمل في مجال الهندسة ضمن وظيفة في شركة أو مؤسسة وبدخل ثابت معقول أكثر إمكانية وهذا يساعد الفتاة في الاستقلال المادي، أما الطب فهو من أكثر الفروع التي تؤمن دخل مالي كبير على المدى الطويل، ولكن يتطلب عيادة خاصة وتأسيس سمعة وشهرة من خلال كسب الخبرة بالعمل.
- الناحية الدراسية: بشكل عام تعتبر دراسة الطب مناسبة أكثر للفتيات، فالطبيعة النفسية للفتاة تجعلها تتقبل مقررات الطب التي تحتاج مهارات لغوية وحفظية فدراسة الطب تستوجب حفظ الكثير من المعلومات بصيغتها المجردة من مصطلحات ومسميات طبية وغيرها، أما دراسة الهندسة فتحتج أكثر للتعامل مع التصاميم وتتطلب مهارات حسابية واحصائية لا تفضلها الفتيات عادةً، وطبعاً هذه مسألة نسبية وليست عامة على كل الفتيات.
فرعي الطب والهندسة من أبرز الفروع وأكثرها أهمية التي تساعد على توفير فرص عمل مميزة، وهما الخيار الأول الذي يشجع الأباء عليه أولادهم فلكل منهما له ميزات وهي: [3]
- الناحية الوظيفية: تفتح الهندسة أبواب واسعة من فرص العمل في العديد من المجالات والاختصاصات المتنوعة، أما الطب فهو يعد خيار وظيفي مثالي لأنه يوفر مجال واسع من فرص العمل، وهو يعد من المهن الإنسانية النبيلة والتي تحتاج إلى ضمير وشرف وأخلاق مهنية عالية.
- المكانة الاجتماعية: كل التخصصين يحظيان بمكانة اجتماعية وعلمية مرموقة بعد التخرج.
- الناحية المادية: من ناحية المكاسب فإن التفاني والاجتهاد في الدراسة والعمل يؤسس سمعة طيبة للطبيب، ويجعله مقصد لجميع المرضى لثقتهم به وهذا يزيد من ربحه المادي ويعيش عيشة كريمة، من الناحية المادية فإن العمل في مجال الهندسة بجد ومثابرة وتميز يجذب المهندس الكثير من الشركات الكبيرة بحيث توفر له مكاسب مادية كبيرة.
- روح التنافس: في الطب توجد منافسة قوية بين الطلاب في مرحلة الدراسة والتصارع للحصول على المعدلات العالية والتفوق في الدراسة، وفي مجال العمل أيضاً يوجد منافسة قوية على الساحة بين الأطباء وإبراز الخبرة لكل منهم على حدة، وفي الهندسة أيضا توجد منافسة كبيرة بين المهندسين من حيث قدرتهم الإبداعية سواء في نجاح عملهم وتميزه أو السمعة التي تساعد على استلام المشاريع للشركات الكبرى وإنجاز العمل على أكمل وجه.
- التخصصات: يحتوي الطب على اختصاصات واسعة يستطيع الطالب بعد تخرجه اختيار الاختصاص الذي يحبه وينجذب له، بالإضافة لأن الهندسة أيضاً تحتوي على عدد متنوع من التخصصات بحيث الطالب يختار الاختصاص الذي يفضله.
لكل مجال إيجابيات وسلبيات فلا يوجد مجال كامل من الإيجابيات لابد من وجود بعض العيوب والتي أحياناً من الممكن التغاضي عنها أو تحملها بسبب المقابل الإيجابي الذي يحصل عليه الشخص، وعن عيوب هذين المجالين:[5-4]
- المقررات الدراسية: دراسة الطب ضخمة جداً من حيث حجم وكمية المعلومات الموجودة، ويجب على الطالب الانضباط في الدراسة وحفظ هذه الكمية من المعلومات، أما في الهندسة فالكثير من المقررات الدراسية التي يتم تعليمها في الجامعة لا تستخدم في الحياة العملية ولكن من الواجب عليك دراستها وهي تطلب مهارات حسابية ورياضية.
- مدة الدراسة: السنوات الدراسية في الطب طويلة جداً ومتعبة وأوقات الفراغ بها قليلة وعلى الطالب تنظيم وقته حتى يستطيع الحصول على وقت فراغ، وفي الهندسة أيضاً مدة الدراسة طويلة نوعاً ما، ولكن أقصر من سنوات الدراسة في الطب.
- المسؤولية: في كلا المجالين يقع على عاتق الطالب قدرة عالية لتحمل هذه المسؤولية وبحاجة إلى وعي كبير جداً، فالطبيب يجب أن يتعامل بحذر مع أرواح الأشخاص المسؤول عنهم، وأيضاً يقع على عاتق المهندسين مسؤولية ضخمة وبالتالي ضغط كبير في العمل وتعب وإرهاق وعدم القدرة على الحصول على أوقات الفراغ.
- مستوى البطالة: فرص العمل أصبحت قليلة ومعدل نمو البطالة يرتفع بسبب وجود عدد كبير من المهندسين وعدم وجود شركات كافية لتأمين فرص العمل لهؤلاء المهندسين، أما بالنسبة للطب ففرص العمل متوفرة ولكن بحسب جهد الطبيب ومهاراته في معالجة الناس.
- ساعات العمل: في المجال الهندسي ساعات العمل طويلة بسبب وجود المشاريع الضخمة والتي تكون مرهونة بتوقيت لتسليمها لذلك يحتاج المهندس إلى العمل أكثر وبشكل شاق، بينما في مجال الطب فهناك أوقات محددة للدوام، ولكن من الممكن أن يطلب الطبيب في أي ساعة وأي وقت ويجب عليه أن يكون على أتم الجاهزية لإنقاذ الأرواح البشرية بالإضافة لأن بعض الأطباء يعملون في المؤسسات الصحية بنظام المناوبات.
سواء في تخصص الطب أو الهندسة كل منهما يتضمن عدة فروع متنوعة، ويكون مجال العمل الذي يحصل عليه الطبيب أو المهندس حسب اختصاصه، وهذه أبرز تخصصات دراسة الطب: [6-7]
- المستشفيات: غالباً ما يعمل الأطباء على اختلاف اختصاصاتهم بالكوادر الطبية للمستشفيات العامة والخاصة.
- العيادات الخاصة: بعض الأطباء يفضلون العمل في عياداتهم الخاصة بنظامهم الخاص ولكن هذا يتطلب بعض التكاليف في البداية.
- المستوصفات: وقد يعمل الطبيب في المستوصفات والمراكز الصحية سواء الحكومية أو الخيرية أو الخاصة في مناطق الأرياف أو المناطق الشعبية.
- المراكز التخصصية: بعض المراكز تختص بنوع معين من الأمراض مثل مراكز علاج السرطان أو الإيدز أو أمراض القلب وغيرها والأطباء على اختلاف اختصاصاتهم يمكنهم الحصول على وظيفة ضمن هذه المراكز.
- المؤسسات العسكري: جميع الدول تسعى لتدريب كوادر طبية وتمريضية وإنشاء مراكز صحية خاصة بالعسكريين، ويمكن للطالب أن يتطوع بأحد هذه المؤسسات والعمل بها وهي عادة تعطي بعض المزايا مثل الرتبة العسكرية أو الدخل الجيد وتختلف هذه المزايا باختلاف الدول.
يمكن ذكر أبرز وأهم تخصصات الهندسة التي تحدد مجال العمل كالآتي:
- المهندس المدني: قد يعمل في شركة مقاولات كمهندس ميداني يشرف على الأعمال، وهو المسؤول عن البنية التحتية للمدينة وإنشاء طرق وجسور والسدود والمباني، وله دور في بناء الأنفاق لعبور السيارات، والمهندس المدني يعمل في القطاعين الخاص والعام.
- المهندس الميكانيكي: يتمثل هذا النوع من التخصص في إنشاء المعدات مثل المركبات الفضائية وأجهزة الاستشعار الدقيقة وقطع غيار السيارات، وتتطلب قدرة من المهندس على حل مشكلات الآلات وتتطلب مهارة من المهندس على تحويل الفكرة إلى حقيقة، ويصمم ويطور أجهزة الاستشعار الميكانيكية والحرارية وهذا الاختصاص مطلوب مثلاً في شركات السيارات أو تجميع الآلات بأشكالها المختلفة بالإضافة لورش الصيانة في المصانع المختلفة.
- المهندس الكهربائي: يمكن أن يستلم مشاريع حول الطاقة الكهربائية والأنظمة الكهربائية، وتتضمن أيضا تصنيع قطعاً مولدات ضخمة لمحطات الطاقة، وتطوير المعدات الكهربائية ويحتاج هذا الاختصاص مؤسسات وشركات توليد الكهرباء ونقلها وتوزيعها بالإضافة أيضاً لإمكانية عمله في مجال تصميم شبكات الكهرباء للمباني بأشكلها المختلفة أو التخصص في كهرباء السيارات والآلات.
- المهندس الكيميائي: يتعاقد مع معامل الأغذية فهو له دور في المساعدة بمعالجة الأغذية وكما له دور من الناحية الطبية في صناعة الأدوية، ويقوم بترجمة ما يحصل في المختبر إلى تطبيقات عملية لإنتاج تجاري للمنتجات وتحسينها.
- مهندس الطيران: يعمل مع شركات تصنيع الطائرات ومع شركات الملاحة الجوية، حيث يقوم بتصميم الطائرات والمركبات الفضائية والصواريخ والأقمار الصناعية، واختبار هذه الاختراعات والتأكد بأنها تعمل وفق الشروط المطلوبة وصيانتها في حال وجود أي خطأ والإشراف على سلامة عملها.