دعاء الاستخارة الصحيح وكيفية طلب الاستخارة
اتخاذ القرارات واختيار الأفضل من أكثر الأمور التي تحيّرنا، فلا ندري دائماً ما هو القرار الأمثل، لذلك نلجأ لله سبحانه ونطلب منه العون عند مواجهة المصائب والقرارات المصيرية لإيجاد الحلول واتخاذ القرار الصائب، حيث بين الله تعالى لنا حلاً واضحاً لذلك وهو صلاة ودعاء الاستخارة، فما هو دعاء الاستخارة؟ وكيفية صلاة الاستخارة؟ وماهي أفضل الأدعية المستجابة في صلاة الاستخارة؟
دعاء الاستخارة الصحيح عن النبي صلّى الله عليه وسلّم: (اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ -ويمكن أن تسمي حاجتك- خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي -عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ- فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي -عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ- فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ ).
عن جابر رضي الله عنه أن الرسول صلّى الله عليه وسلّم قال: إذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ هذا الدعاء وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ. أخرجه الْبُخَارِيُّ في الصحيح.
في أي مرحلة من الصلاة يقال دعاء الاستخارة
يقال دعاء الاستخارة بعد صلاة الاستخارة وهي ركعتان، بعد التشهد والتسليم والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم بالصلاة الإبراهيمية، وهذا بإجماع المذاهب الأربعة، كما يمكن أن يتم الدعاء بدعاء الاستخارة في السجود، وليس على الإنسان حرجٌ أن يدعو ويكرر دعاء الاستخارة بعد الصلاة أو أن يدعو الله بأدعية أخرى يطلب فيها الهدى والخيرة والتوفيق في أمره، والله أعلم.
- اللَّهُمَّ إنّي أستخيرك بعلمك: يطلب المستخير من ربه جلّ وعلا أن يختار له أصلح الأمور وما هو به أعلم، فالإنسان لا يعلم ما يحمل له الغيب والمستقبل، ثم يقول "أستقدرك بقدرتك" فالله القادر على كلّ شيء والمقتدر على اختيار الأفضل وخير الأمور.
- وأسألك من فضلك العظيم: فخير من يُسأَلُ ويتوسل العبد إليه هو الله العظيم ذو النعم والفضل الكبير والقدرة على تحقيق الأماني والمساعي، ثم يقول "فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ" فالله تعالى هو القادر على نجدة الإنسان ونصرته وتوفيقه إلى الخير وتجنيبه الضر، وليس للإنسان على مستقبله من سلطان وليس له من العلم إلّا ما علّمه إياه الله.
- اللَّهُمَّ إن كنت تعلم إن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري: ومن حكمة نبيّنا المصطفى أنّه قدّم الدين على الدنيا وقدّم المعاش على العاقبة في دعاء الاستخارة، حيث يطلب المسلم من الله أن يهديه إلى الأمر الذي فيه الخير لدينه ومعاشه وعاجل أمره وآجله، ثم يدعو: "اقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ" أي اجعله يا ربَّ العالمين من قدري ونصيبي ويسيراً عليّ وبارك لي به.
- وإن كنت تعلم إن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري: وهنا يستجير الإنسان من الشرّ بالله تعالى وهو خير نصير، فيطلب أن يبعد الله تعالى عنه الشرّ الذي يجهله العبد ويعلمه الخالق، بل أن النبي صلّى الله عليه وسلّم علمنا في دعاء الاستخارة هذا أن نخشى ميل نفسنا إلى ما فيه شرّ وضرر، فنطلب من الله عزّ وجلّ "فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ" أي أبعد الشرّ عني واجعلني أتجنبه ولا أسعى إليه.
- واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به: حيث يدعو المسلم لنفسه في دعاء الاستخارة أن يهديه الله للخير أنّى ما كان وأن يجعله من الراضين بقدره، والله أعلم بما كان خيراً للإنسان وبما كان شرّاً عليه.
- ثم يسمي حاجته: بعد دعاء الاستخارة يسمي طالب الاستخارة حاجته منه وطلبه من الله تعالى، إن كانت استخارته للزواج أو العمل أو السفر أو غيرها، فيقول مثلاً "إني قصّدت الزواج وعزمت عليه فألهمني اللَّهُمَّ الخير ودلّني عليه وأرضني به".
- اللَّهُمَّ أنت الخير ومنكَ الخير لا يسوق الخير إلَّا أنت ولا يدفع السُّوءَ إلَّا أنت، ألهمني الصَّواب بالقول والفعل ويسِّر لي حاجتي وحقِّق لي رجائي وأمري، والحمد لله حمداً كثيراً يوافي نعمه وأفضل الصلاة وأفضل التسليم على محمِّدٍ صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه.
- اللَّهُمَّ مالكُ الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك عمَّن تشاء، ارزقني الخير كلَّه ويسِّر لي هذا الأمر كما تحب وترضى.
- اللَّهُمَّ إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في حياتي فارزقني به ويسره لي، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شرٌّ لي فأبعده عني وأبعدني عنه، واكتب لي الخير حيث شئت وبارك لي فيه.
- اللَّهُمَّ أن السلام ومنك السلام تباركت وتعاليت يا ذا الجلال والإكرام، اكتب لي من الخير كلَّه عاجله وآجله، ودبّر لي فإنني لا أحسن التدبير.
- فوَّضت أمري إلى الله إنَّ الله بصير بالعباد، اللَّهُمَّ أرشدني إلى الصَّواب، وبلغني خير الدِّين والدُّنيا والآخرة.
- لا إله إلا الله العليم عالم الغيب الحكيم الخبير، القادر المقتدر على كل شيء، يا قوي يا كريم يسر لي أمري وأصلح لي شأني واجعلني أتخذ الصواب.
- أعوذ بالله من شتات العقل وزلّة اللسان والقدم وسوء السبيل والاختيار، اللّهُمَّ لا تجعلني ظالماً لنفس ولا لغيري وأنجني من الظالمين، أنت الغفور الرحيم..
- اللَّهُمَّ افتح عليَّ فتوح العارفين بحكمتك.
- بسم الله الرحمن الرحيم، توكَّلت على الله الذي لا يُعجزه أحد، توكَّلت على القاهر الذي لا يَقهره أحد، توكَّلت على الواحد الأحد الذي لم يَلِد ولم يولَد، توكَّلت على الحيِّ الذي لا يموت، توكَّلت على من بيده نواصي العباد والخير كلّه، توكّلت على العليِّ العظيم.
- اللَّهُمَّ بك أستعين وعليك أتوكّل، اللَّهُمَّ اشرح صدري لما هو خير، ويسِّر أمري يا مسهِّلَ كلِّ شديد، فكَّ كربي وذلِّل لي صعوبة أمري، واصرف عني كلَّ سوءٍ، واكتب لي الخير أينما كنت وحيث توجّهت.
- اللَّهُمَّ أسلمت نفسي إليك، وفوّضت أمري كله إليك، وألجأت ظهري رهبةً ورغبةً إليك، لا ملجأ ولا مأوى منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، ونبيّك الذي أرسلت، رضيت بقضائك وقدرك، ولا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم، اكتب لي هذا الأمر بقدرتك.
- اللَّهُمَّ إني استخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم، إن كنت تعلم أن هذا الزواج خير لي في الدنيا والآخرة فاكتبه لي ويسره بالقريب العاجل، وإن كنت تعلم أن هذا الزواج شر لي في الدنيا والآخرة فاصرفه عني واصرفني عنه، واكتب لي الخير حيث كان ورضني به.
- اللَّهُمَّ وكّلتك أمري أن تختار لي الزوج المناسب، وأن توفقني لما تحب وترضى، وأن تجعل نصيبي زوجاً صالحاً يخافك ويطلب رضاك، ويعينني على طاعتك.
- اللَّهُمَّ إنّي أسألك بأن تقضي أمري وتؤنس وحشتي تآمن روعتي وتفرِّج عني كربتي، اللَّهُمَّ ارزقني زوجاً صالحاً كي نسبّحك كثيراً ونذكرك كثيراً، فأنت العالم القادر على كلّ شيء.
- اللَّهُمَّ اغفر لي ذنبي ما تقدَّم منه وما تأخر، وحصِّن فرجي، وطهّر قلبي، وارزقني زوجاً رفيقاً لي في الدنيا والآخرة.
- اللَّهُمَّ يا مسخّر الجن والرّيح لنبيّنا سليمان، ومسخّر الطّير والحديد لنبيّنا داود، ومسخّر النّار لنبيّنا إبراهيم، اللَّهُمَّ سخّر لي زوجاً يخافك يا ربّ العالمين.
- اللَّهُمَّ يا حنّان يا منّان يا ذا الجلال والإكرام يا بديع السماوات والأرض يا حيّ يا قيّوم ارزقني زوجاً صالحاً يعينني في أمور ديني ودنياي.
صلاة الاستخارة ركعتان بنية الاستخارة، ومن السنةّ المستحبة أن تقرأ في الركعة الأولى بعد الفاتحة سورة الكافرون، وفي الركعة الثانية بعد الفاتحة سورة الإخلاص، ثم تقول دعاء الاستخارة بعد التسليم والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلّم، ومن شروط الاستخارة أن ينوي الإنسان الصلاة على نيّة الاستخارة في الأمر وأن يكون على يقينٍ أن الله تعالى سيستجيب له ويوفّقه إلى الخير.
ما هي أوقات صلاة الاستخارة الصحيحة
من أحب الأوقات لصلاة الاستخارة الثلث الأخير من الليل أي قبل صلاة الفجر، فهذا الوقت من أوقات الإجابة التي أخبرنا عنها النبي صلّى الله عليه وسلّم، وقال علماء الأزهر الشريف أن الاستخارة جائزة في كلّ وقتٍ ما عدا الوقت بين صلاة العصر والمغرب وبين صلاة الفجر إلى طلوع الشمس، وقبل الظهر بربع ساعةٍ تقريباً، إلّا من كان مضطراً فلا بأس بالاستخارة في هذه الأوقات.