سبب الضحك بدون سبب في علم النفس وكيفية علاجه
الضحك بدون سبب مسألة غريبة وغير مفهومة وقد تعرض الشخص لمواقف محرجة أو مزعجة أو مرفوضة من قبل الآخرين، فما هي أسباب حالات الضحك بدون سبب من وجهة النظر النفسية، وهل يعتبر الضحك بدون سبب مرض أو أاضطراب نفسي، وكيف يتم علاج الضحك بدون سبب، هذا ما سوف نتعرف عليه في الفقرات القادمة.
لا يعتبر الضحك بدون سبب محدد مرضاً نفسياً بالضرورة خصوصاً عندما لا يكون أمراً مستمراً وعلى شكل نوبات من الضحك اللاإرادي، بل أن الضحك العفوي والطبيعي بدون سبب واضح يمكن أن يكون علامة على الصحة النفسية الجيدة والسعادة، ومع ذلك قد يشير الضحك العفوي والمفاجئ بدون سبب إلى بعض المشاكل النفسية في حالات معينة مثل اضطرابات المزاج أو القلق أو اضطرابات التواصل الاجتماعي.
وعلاوة على ذلك، قد يشير الضحك العفوي والمفاجئ اللاإرادي إلى وجود بعض المشاكل الصحية الجسدية، مثل بعض الأمراض العصبية أو الأورام الدماغية أو الجلطات الدماغية، ومن المهم البحث عن الأسباب الجسدية المحتملة لهذا النمط من الضحك خاصة إذا كانت الحالة مستمرة أو تزداد شدتها مع الوقت.
بشكل عام، فإن الضحك العفوي والمفاجئ بدون سبب واضح لا يشير بالضرورة إلى مرض نفسي أو صحي خطير، ويمكن أن يكون شيئاً طبيعياً وصحياً، ولكن في بعض الحالات يمكن أن يشير إلى وجود مشكلة صحية أو نفسية خفية، لذا إذا كنت تشعر بالقلق بشأن هذا النمط من الضحك، فمن المستحسن التحدث إلى مقدم الرعاية الصحية الخاص بك للتحقق من السبب المحتمل. [1]
الضحك بدون سبب قد يكون نتيجة لعدة عوامل نفسية أو عضوية. يمكن تلخيص بعض الأسباب المحتملة على النحو التالي:
أول خطوة في علاج الضحك اللاإرادي هي تشخيص سبب الضحك بدون سبب، وتحديد نوعية وكثافة نوبات الضحك اللاإرادي أو القهري وتتبع المحفزات أو الأفكار أو الحالات المرتبطة بهذه النوبات، وبناء عليه يقوم المعالج المتخصص بتحديد الخطة العلاجية للضحك بدون سبب، ومن وسائل علاج الضحك بدون سبب في علم النفس:
- علاج الاضطرابات والمشاكل النفسية: من خلال استشارة الطبيب المتخصص يمكن تحديد العلاقة بين نوبات الضحك بدون سبب أو الضحك اللاإرادي وبين بعض الاضطرابات والمشاكل العقلية والنفسية، ولا بد من العمل على علاج هذه الاضطرابات أو المشاكل بالتزامن مع العلاج النفسي المركّز للضحك القهري.
- جلسات العلاج النفسي: وعادة ما يشمل العلاج المعرفي-السلوكي الذي يركز على تغيير الأفكار والسلوكيات السلبية التي تؤدي إلى الضحك بدون سبب وإعادة بناء المواقف والاستجابات.
- التدريب الذهني: الذي يركز على تحسين الوعي الذاتي وتطوير مهارات إدارة العواطف والمشاعر والتحكّم الانفعالي، من خلال مجموعة من العمليات والتمارين اليومية المتعلقة بالتركيز والألعاب الذهنية والعقلية التي تساعد بعلاج نوبات الضحك القهري.
- تغيير نمط الحياة: لا يمثل تغيير نمط الحياة علاجاً مباشراً للضحك اللاإرادي، لكن تعديل نمط النوم مثل وممارسة الرياضة وتناول الأغذية الصحية يساهم في تحسين الحالة النفسية وتخفيف الضغوط النفسية، وبالتالي المساندة في علاج حالات الضحك بدون سبب.
يعتبر الضحك عند الأطفال بدون سبب شيء شائع ومألوف ويمكن أن يكون علامة على الصحة العاطفية والنفسية الجيدة للطفل، حيث يمكن أن يكون الضحك عند الأطفال بدون سبب مجرد استجابة لتحفيز الدماغ من خلال المثيرات السمعية والبصرية التي يختبرها الطفل بشكل مختلف عن الكبار، وغالبًا ما يكون الأطفال أكثر قدرة على الفرح والانبهار من أشياء بسيطة مثل الألوان والأشكال والحركة، وأقل اهتماماً بكبت التعبير عن مشاعرهم.
كما يعتبر الضحك بالنسبة للأطفال طريقة للتواصل مع العالم من حولهم ويمكن أن يشير إلى رغبة الطفل في التفاعل الاجتماعي، وعندما يختبر الطفل الاهتمام والإعجاب المرتبط بالضحك قد يلجأ للضحك المصطنع والضحك بدون سبب للفت الانتباه، والحصول على الاستجابة المرغوبة من الآخرين.
من الجيد أن يشجع الآباء والأمهات الأطفال على الضحك والاستمتاع بالحياة، فالضحك يساعد على تخفيف التوتر والإجهاد ويحسن المزاج والعلاقات الاجتماعية، لكن أيضاً من الضروري أن يتتبع الأهل والمربون نمط الضحك عند الطفل وتناسبه مع عمر الطفل، فإذا كان الطفل يضحك بشكل مستمر بدون سبب ولا يستجيب لمحاولات التفاعل معه أو يعاني من أعراض أخرى مثل عدم النوم جيدًا أو فقدان الشهية، فمن الممكن أن يكون هناك سبب آخر وراء ذلك ويجب التحدث مع طبيب الأطفال أو مستشار الطفولة لتقييم الوضع.