أعراض الضغط العصبي وطرق تفريغ التوتر
الضغط العصبي والشعور بالتوتر هو رد فعل طبيعي للجسم عند المرور بظرف غير عادي بالنسبة للشخص ويختلف نوع ردود الأفعال بين الجسدي أو النفسي أو حتى العاطفي، وقد ينتهي التوتر العصبي بعد عدة ساعات، وفي مواقف أخرى قد يصبح مزمن ويصعب السيطرة عليه.
فما هو الضغط العصبي؟ وما هي أعراضه الجسدية والنفسية؟ وكيف يمكن تفريغ هذا الضغط والحد منه لعدم تطور الحالة؟ هذا ما سنتعرف عليه من خلال المقال التالي.
الضغط العصبي هو شعور يحدث عندما يتعرض الشخص لظرف ما يجعل دماغه يخرج عن الروتين المعتاد عليه، ويكون بحاجة لبذل جهد أكبر، فالضغط العصبي هو استجابة الجسم لضغط نفسي أو جسدي أو عاطفي يحفز سلسلة من الاستجابات الهرمونية والفيزيولوجية، التي تساعد الجسم وتؤهله للتعامل بشكل صحيح مع هذا الضغط.
ويعتبر التوتر هو استجابة طبيعية للضغط العصبي الحاصل وهو أمر مؤقت سرعان ما يزول ويتم السيطرة عليه إلا في حالات قليلة تستمر فيها الأعراض لفترات أطول.
ويعتبر أي أمر خارج عن سيطرة الشخص هو سبب لحدوث الضغط العصبي، فلا يقتصر حدوث الضغط العصبي على أسباب خاصة يمكن تعدادها، وإنما أي حدث خارج عن السيطرة، فمثلاً قد يتعرض الشخص لذكريات مؤلمة تجعله يدخل بتوتر شديد، أو قد يتعرض لصدمة كوفاة أحد الأقارب، أو قد يأتي الامتحان دون أن يكون قد حضر له بشكل مناسب، أو أنه قد ينتظر قرار مصيري في حياته، أو أنه تم تكليفه بعمل إضافي ومجبر على إنجازه بوقت محدد، وغيرها العديد من الأسباب. [5،1،2]
عندما يتعرض الشخص لضغط عصبي تظهر عليه العديد من الأعراض النفسية بعضها يمكن السيطرة عليه بشكل طبيعي، والبعض الآخر قد يتطور ويصبح مزمن ويصعب السيطرة عليه وقد يحتاج استشارة طبية نفسية مثل: [1،3،5]
- الانفعال والقلق: عند التعرض لضغط عصبي بشكل مفاجئ يظهر على الشخص علامات القلق والانفعال وردود الفعل السريعة التي تكون خاطئة في بعض الأحيان، دون أن يشعر الشخص بأنه قام بخطأ ما فغالباً لا يكون واعٍ لما يقول خلال لحظات الانفعال.
- صعوبة في النوم: عند التعرض للضغط العصبي يدخل الجسم بحالة شبيهة بحالة الطوارئ، والفرق هنا أن الهرمونات هي التي تستنفر من أجل حل المشكلة التي تعرض لها الشخص، وينتج عنها صعوبة في النوم، فقد لا يستطيع الشخص النوم ليلاً ومع ذلك يستيقظ في الصباح الباكر دون القدرة على استعادة النوم مجدداً مهما كان جسده متعباً.
- نوبات من الهلع: أحد أعراض الضغط العصبي النفسية أيضاً هي تعرض الشخص لنوبات من الهلع والحزن وقد يبدأ بالبكاء ويفقد السيطرة على أعصابه، وقد يحصل العكس تماماً فعند حدوث الصدمة قد يعجز الشخص عن التعبير عما أصابه، فيصمت دون القدرة على إعطاء أي رد فعل.
- صعوبة في التركيز: من أعراض الضغط العصبي أيضاً عدم قدرة الشخص على التركيز في أمر معين فقد يخطأ بأشياء بديهية في عمله، أو دراسته، وقد تسقط الأشياء من يديه دون أن ينتبه، والعديد من العلامات الأخرى التي تدل على عدم التركيز.
- الاكتئاب: تتمثل الأعراض في الحالات المزمنة للضغط العصبي على شكل اكتئاب، والتي يكون فيها الشخص غير قادر على مواجهة المشكلات والتخلص منها مما يجعله يدخل في مرحلة من الاكتئاب والتي تحتاج في بعض الأحيان إلى استشارة نفسية.
بالتزامن مع الأعراض النفسية يكون هنالك أعراض جسدية للضغط العصبي تشير إلى أن الشخص بدأ يدخل في مرحلة من التوتر وعند رؤية هذه الأعراض يجب التخفيف من حدة التوتر، وتشمل الأعراض الجسدية: [3 ،4،5]
- تسرع قلب وتنفس: عند الدخول في حالة من التوتر بعد التعرض لموقف ما أو صدمة ما، يبدأ الجسم بإفراز هرمونات التوتر مثل الأدرينالين والكورتيزول، وينتج عن نشاط هذه الهرمونات أعراض جسدية مثل تسرع القلب، وتسرع التنفس، وتسرع النبض، والتعرق أيضاً، بالإضافة إلى توهج الوجه واحمراره.
- ارتفاع ضغط الدم: من أعراض الضغط العصبي الجسدية أيضاً ارتفاع ضغط الدم، لذلك دائماً ما ينصح الأطباء المختصين بأمراض القلب مرضى الضغط بشكل خاص بالابتعاد عن التوتر والعصبية.
- صداع أو دوار: قد يحدث مع المريض عند الشعور بالضغط العصبي صداع أو دوار، وقد يضطر للتوقف عن العمل أو الدراسة، بينما يستعيد الجسم قوته وتركيزه.
- اضطرابات هضمية: يعاني العديد من الأشخاص من اضطرابات هضمية عند التعرض لضغط عصبي مفاجئ خاصة لدى المرضى الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي، حيث يشعر الشخص بالنفخة أو الغثيان، وقد يترافق مع نوبات من الإسهال أو الإمساك.
- تغيرات في الشهية: عند الشعور بالتوتر الناتج عن الضغط العصبي لا يستطيع الشخص أن يتناول طعامه بشكل طبيعي نتيجة التوتر الذي يعيشه، فيعاني من عدة اضطرابات مثل النفور من الطعام بشكل نهائي، ويشعر بالألم في معدته في حال أجبر نفسه على الطعام، والبعض الآخر تفتح شهيته على الطعام بشكل مبالغ فيه بمحاولة منه لنسيان ما حصل.
- تشنج عضلي: بعض الأشخاص قد يعانون من تشنج عضلي عند التعرض لضغط عصبي نفسي حيث يدخل الشخص في مرحلة من التوتر يكون فيها غير قادر على الاسترخاء إطلاقاً ولكن سرعان ما يتخلص من هذا التشنج بعد عدة أيام.
إن التعرض للضغط النفسي بشكل مستمر دون القدرة على الحد منه، ينتج عنه آثار جانبية متعددة نذكر منها: [3، 4]
- التدخين: قد يلجأ بعض الأشخاص للتدخين من أجل تفريغ التوتر والتخلص من الضغط العصبي، وقد لا يستطيع التحكم بكمية السجائر التي يدخنها نتيجة الحالة النفسية التي يعيشها، وتعتبر هذه أحد الآثار السلبية المزمنة للضغط العصبي.
- تعاطي المخدرات أو الكحول: ينتج عن الضغط العصبي أيضاً آثار سلبية مثل التعاطي، وغالباً ما يحدث عندما يكون السبب وراء التعاطي هو رغبة الشخص بالنسيان، فيلجأ للكحول أو المخدرات ويظن أن الأمر بيده وقادر على التخلي عنه في أي وقت، ولكن قد يصل للإدمان دون القدرة على التراجع دون تدخل طبي.
- لعب القمار: أحد الآثار السلبية أيضاً للضغط العصبي هو لجوء بعض الأشخاص للعب القمار وهنا يلجأ الشخص الذي يكون بحاجة للمال، ونتج الضغط العصبي لديه عن أسباب اقتصادية.
- اضطرابات في الرغبة الجنسية: قد ينتج أيضاً عن الضغط العصبي اضطرابات في الرغبة الجنسية، نتيجة الخلل الهرموني الذي يحدث عند التوتر، ويمكن التغلب على هذا الأمر عند استعادة التوازن النفسي والاسترخاء.
- اضطرابات أكل: من الآثار الشائعة عند الشعور بالضغط العصبي هو الهروب نحو الطعام ولكن بشكل مبالغ فيه قد يصل لمرحلة الدخول في اضطرابات الطعام لدى بعض الأشخاص.
يتعرض كل شخص في حياته اليومية للضغط العصبي سواءً في العمل، أو في الدراسة، أو في أي مكان، لذلك يجب تفهم هذا الأمر، ومحاولة السيطرة عليه دون أن يعطي آثار سلبية على الشخص نفسه، فمثلاً يمكن تفريغ الضغط النفسي عن طريق: [3،4،5]