أدعية ليلة القدر وأفضل دعاء مستجاب في ليلة

ليلة القدر هي الليلة التي نزل فيها القرآن الكريم من شهر رمضان على سيد الخلق محمدٍ ﷺ، وهي من الليالي الفضيلة التي لا يفوت أي مسلم فيها فرصة الدعاء كونها تعتبر من الليالي التي لا يرد بها الدعاء بإذن الله، وقال تعالى عن فضل ليلة في سورة القدر: "لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)".

• من أحسن الدعاء المستجاب في ليلة القدر عن عائشة رضي الله عنها، قلتُ: يا رَسوَل اللهِ أَرأيتَ إن علمتُ أيّ ليلةٍ القدر ما أقولُ فيها؟ قال: قُولي اللهمَّ إِنَكَ عَفُو تحبُّ العَفو فَاعُف عَني" أخرجه الترمذي، وفي هذا الدعاء في ليلة القدر طلبٌ للعفو والمغفرة من الله عزّ وجل في أحب الليالي إليه وهي ليلة القدر التي نزل فيها كتابه العزيز.
• من الدعاء المستحب في ليلة القدر عن الرسول ﷺ "اللَّهُمَّ إني أسألكَ مِنَ الخيرِ كلِّه عَاجلِه وآجلِه، ما علمتُ منهُ وما لَمْ أعلم، وأعوذُ بكَ مِن الشَّرِّ كلِّهِ عاجلِه وآجلِه، ما علمتُ منهُ وما لَمْ أعلم، اللَّهُمَّ إني أسألكَ من خير ما سألكَ مِنهُ عبدكَ ونبيّكَ، وأعوذُ بِكَ مِنْ شرِّ ما عاذَ بِهِ عبدُكُ ونبيُّكَ، اللَّهُمَّ إني أسألكَ الجنَّة وما قرَّبَ إليها مِن قولٍ أو عَمل، وأعوذ بكَ مِن النَّارِ وما قرَّب إليها مِن قولٍ أو عَمل، وأسألكَ أن تجعلَ كلَّ قضاءٍ قضيتَهُ لي خيراً". قال الرسول ﷺ لعائشة أمِّ المؤمنين رضي الله عنها: عليكِ بجُمَلِ الدعاءِ وجوامعِه. وذكر لها هذا الدعاء، أخرجه ابن ماجة والبخاري في الصحيح.
• من دعاء الرسول الكريم ﷺ المستحب في ليلة القدر أن يقول الداعي: "اللَّهمَّ إنِّي عبدُك وابنُ عبدِك وابنُ أمتِك ناصيتي بيدِك ماضٍ فيَّ حكمُك عدلٌ فيَّ قضاؤُك أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سمَّيْتَ به نفسَك أو أنزلتَه في كتابِك أو علَّمتَه أحداً من خلقِك أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندك أن تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي ونورَ صدري وجلاءَ حزَني وذهابَ همِّي".
  وهو من حديث عبد الله بن مسعود أن الرسول ﷺ قال: ما أصابَ أحداً قطُّ همٌّ ولا حزَنٌ فقال -هذا الدعاء- إلّا أذهب اللهُ عزَّ وجلَّ همَّه وأبدله مكانَ حزَنِه فرحاً. وقالوا يا رسولَ اللهِ ينبغي لنا أن نتعلَّمَ هؤلاء الكلماتِ قال: أجل ينبغي لمن سمِعهنَّ أن يتعلَّمَهنَّ. أخرجه ابن حبان، ويقال أن هذا الدعاء من أحب الأدعية للرسول عليه الصلاة والسلام التي كان يكررها على مسمع الناس ليتعلموها.
• من الدعاء المستحب في ليلة القدر دعاء الرسول ﷺ عن عائشة أم المؤمنين "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ النَّارِ وَعَذَابِ النَّارِ، وَفِتْنَةِ الْقَبْرِ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ، وَشَرِّ فِتْنَةِ الْغِنَى، وَشَرِّ فِتْنَةِ الْفَقْرِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ قَلْبِي بِمَاءِ الثَّلْجِ وَالْبَرَدِ، وَنَقِّ قَلْبِي مِنْ الْخَطَايَا كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الْأَبْيَضَ مِنْ الدَّنَسِ، وَبَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْكَسَلِ وَالْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ". أخرجه البخاري في الصحيح.
• أحب الرسول ﷺ لأصحابه الدعاء في ليلة القدر بأدعية الخشوع لله تعالى ومنها دعاء سيدنا يونس في بطن الحوت حيث دعا ربه قائلاً " لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ" من سورة الأنبياء آية 87.

• من أفضل أدعية ليلة القدر المستحبة "اللَّهُمَّ إنّا نسألكَ العَفو والعافية والمعافاة الدَّائمةَ في الدِّينِ والدُّنيا والآخرة، اللَّهُمَّ اجعلنا في هَذهِ اللّيلة مِنَ الّذين نظرتَ إليهم، وغفرتَ لَهُم ورضيتَ عَنهم، اللَّهُمَّ اجعلنا في هَذهِ اللَّيلة مِنَ الَّذين تُسلِّمُ عليهم الملائكةُ"
• من أحسن الدعاء في ليلة القدر أن تقول "اللَّهُمَّ ارزقني فضلَ قيامِ ليلةِ القَدرِ، وسهِّل أموري فيهِ مِن العُسرِ إلى اليُسرِ، واقبل مَعاذِيري وارفع عني الذَّنبَ والوِزرَ" وفي هذا الدعاء مناجاة لله تعالى لتيسير الأمور المعسرة وطلب المغفرة، وهو من أفضل أدعية التيسير في ليلة القدر.
• دعاء ليلة القدر المستجاب "اللَّهُمَّ إنْ كانتْ الليلةُ ليلةَ القدرِ فاقسمْ لَنَا فيها مِنْ حظوظِ الدُّنيا وخيراتِ الآخرة واكتبنا مِن السُّعداءِ والمعتوقين وممَّن حرمتْ وجوههم عن النَّارِ".
• من أفضل الدعاء ليلة القدر أن تقول "اللَّهمَّ لَكَ الحمدُ أنتَ ربُّ السَّمواتِ والأرضِ ومن فيهنَّ، ولَكَ الحمدُ أنتَ قيُّومُ السَّمواتِ والأرضِ ومن فيهنَّ، ولَكَ الحمدُ أنتَ نور السَّمواتِ والأرضِ ومن فيهنَّ ، أنتَ الحقُّ، وقولُكَ الحقُّ، ووعدك حقٌّ، والجنَّةُ حقٌّ، والنَّارُ حقٌّ، والنَّبيُّونَ حقٌّ، ومحمَّدٌ حقٌّ، اللَّهمَّ لَكَ أسلمتُ، وبِكَ آمنتُ، وعليْكَ توَكَّلتُ، وإليْكَ أنَبتُ، وبِكَ خاصَمتُ، وإليْكَ حاكمتُ، فاغفِر لي ما قدَّمتُ وما أخَّرتُ، وما أسررتُ وما أعلَنتُ، أنتَ إلَهي لاَ إلَهَ إلَّا أنتَ".
  وهو من أدعية قيام الليل المأثورة عن النبي ﷺ أخرجه البخاري في الصحيح ومسلم باختلاف يسير من حديث عبد الله ابن عبّاس رضي الله عنه.
• من الأدعية المستحبة في ليلة القدر دعاء الوتر "اللَّهُمَّ اهدِنا فيمَن هدَيتَ، وعافِنا فيمَن عافيت وتولَّنا فيمَن تولَّيت، وباركْ لنا فيما أعطيت، وقِنا شرَّ ما قضيت، إنك تَقضي ولا يُقضى عليكَ، إنّه لا يَذِلُّ مَن والَيت، ولا يَعزُّ مَن عاديت، تباركت ربَّنا وتعالَيت" وهو حديثٌ عن عبد الله ابن علي رضي الله عنهما أن الرسول ﷺ علّمه هذا الدعاء، أخرجه ابن داوود في الصحيح والترمذي والنسائي وغيرهم.
• من أجمل أدعية ليلة القدر المشهورة "في هِذهِ الليلةِ المباركة اللَّهُمَّ نستودعك أدعيةً فاضتْ بِها قلوبنا فاستجبْ يا رَحيم، اللَّهُمَّ إني أعوذُ بِكَ مِنْ فواجعِ الأقدارِ ومِنْ فقدِ الأهلِ ومِنْ حزنِ القلب وحرقةِ الشعور، اللَّهُمَّ إني استودعتك نفسي وأهلي ومَن أحبُّ فاجعلنا في ودائعكَ فودائعكَ لا تَضيع".
• ومن أدرك ليلة القدر فليقل" اللَّهُمَّ بحقّ هذه الليلة المباركة، اختِم لنا بخاتمة السّعادة أجمعين، وارزقنا اللهم روحاً، وريحاناً، وجنَّة نعيمٍ".

لماذا دعاء ليلة القدر مستجاب؟

• منزلة ليلة القدر العظيمة في الإسلام: من فضل ليلة القدر أنها من الليالي التي يستجاب فيها الدعاء، فهي الليلة التي نزل فيها القرآن الكريم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر في قوله تعالى "إنّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ" الآية 1 من سورة القدر.
• ليلة خير ألف شهر: تعتبر ليلة القدر من الليالي العظيمة التي يستجاب فيها الدعاء وقيام ليلتها والعمل فيها لأنها خير من ألف شهر وهذا لقوله تعالى "لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْر" الآية 3 من سورة القدر.
• نزول الملائكة في ليلة القدر: في هذه الليلة العظيمة تنزل الملائكة وجبريل عليه السلام لمشاركة عباد الله المؤمنين في قيام ليلتهم ويدعون لهم بالمغفرة حتى مطلع الفجر، قال تعالى"تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ، سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْر" سورة القدر آية 4-5، ولذلك تعتبر هذه الليلة من الليالي الخاصة التي يستجاب فيها الدعاء بإذن الله.
• يستجاب فيها طلب المغفرة: ليلة القدر من الليالي التي يستجاب فيها طلب العفو والمغفرة حيث تغفر فيها الذنوب دون شك هي ليلة القدر لعظيم قدرها، فقد روي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن الرسول الكريم ﷺ قال: "مَن قامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيماناً واحْتِساباً غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ" صحيح البخاري. وفي ضوء هذا الحديث رسالة واضحة بأن ليلة القدر هي الليلة التي يستجاب فيها طلب المغفرة، فهي فرصة لكل عاصٍ ليتوب إلى الله تعالى.

آداب الدعاء في ليلية القدر وشروط الاستجابة

• أن يبدأ الدعاء بالصلاة على النبي والحمد والشكر لله على نعمه وأن يختم الدعاء بالصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام.
• رفع اليدين أثناء الدعاء والإلحاح من أهم الأسباب لاستجابة الدعاء في ليلة القدر.
• الثقة بالله عز وجل والإيمان بقضاء الله وأن ما حصل أو سيحصل هو من اختيار الله فهو الأفضل له فلا يجب أن تتزعزع ثقة العبد بربه عند عدم إجابة الدعاء فالله يعلم ما لا تعلمون ويجب الوثوق دائماً بقول الله عز وجل "عسى أن تَكرَهُوا شيئاً وهُو خَيرٌ لَكُم" سورة البقرة الآية 216.
• من شروط استجابة الدعاء في ليلة القدر ألا يكون الدعاء بالأشياء التي حسمها الله مثل الخلود في الحياة، وألّا يخلوا الدعاء من الحمد على النعمة، والإيمان بالقضاء والقدر.
• من أهم شروط استجابة الدعاء في ليلة القدر الفضيلة أن يكون الداعي مؤمناً ذا قلب طاهر وخاشع لله ولا يأكل مالاً حرام أو يقوم بمعصية الله، وإن كان فيه شيء من ذلك فليلة القدر فرصته للتوبة والإنابة.
• لا يجوز الدعاء في ليلة القدر بالإثم أو الدعاء على شخص ما بالشرِّ والهلاك أو قطع صلة الرحم.
• أن يدعو العبد في ليلة القدر بالطريقة التي يحبها وينشرح لها قلبه فلا يوجد ما يجبره على قول دعاء ما، وأي دعاء نابع من القلب بصدق فيه خيرٌ للداعِ والأمة يستجيب له الله بإذنه تعالى.

• متى تكون ليلة القدر؟ تبدأ ليلة القدر من العشر الأواخر في شهر رمضان، عن عبد الله بن عباس عن النبي ﷺ قال: التَمِسوهَا في العَشرِ الأَواخرِ مِن رمضانَ في تاسعةٍ تبقى أو سابعةٍ تبقى أو خامسةٍ تبقى" رواه البخاري في الصحيح.
  وفي تفسير الحديث الشريف أن ليلة القدر إحدى الليالي الوترية من العشر الأواخر في رمضان، فهي أحد ليالي الواحد والعشرون أو الثالث والعشرون أو الخامسة والعشرون أو السابعة والعشرون أو التاسعة والعشرون من شهر رمضان المبارك.
  وفي ترك ليلة القدر غير محددةٍ بدقّة فضيلة وحكمة، حيث يريد الله تعالى أن يزيد المؤمن من عبادته ودعائه في العشر الأواخر من رمضان ليترقب هذه الليلة العظيمة بخشوع وتضرع وثقة بالله عز وجل باستجابة دعائه.
• غياب شعاع للشمس: من خلال ترقب علامات ليلة القدر ذكر ابي ابن كعب أخبرهم الرسول ﷺ "أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ فِي صَبِيحَةِ يَوْمِهَا بَيْضَاءَ لا شُعَاعَ لَهَا" رواه مسلم، وبتفسير الحديث يقال أن الشمس بعد ليلة القدر تشرق دون شعاع صافية مشرقة.
• لا حارة ولا باردة: من علامات ليلة القدر أيضاً هو الطقس فهي ليلة صافية، عن جابر بن عبد الله عن الرسول ﷺ أنه قال: إنِّي كُنتُ أُريتُ ليلةَ القدرِ، ثمَّ نسِّيتُها، وَهيَ في العَشرِ الأواخرِ مِن ليلَتِها، وَهيَ ليلةٌ طَلقةٌ بلجةٌ، لا حارَّةٌ ولا باردةٌ، وفي روايةٍ أخرى، زاد" كأنَّ فيها قَمراً يفضَحُ كواكبَها، وقالا: لا يخرجُ شيطانُها حتّى يُضيءَ فجرُها" صحيح ابن خزيمة، وفي تفسير الحديث طلقة بلجة بمعنى مشرقة ساطع فيها ضوء القمر صافية ساكنة خالية من الغيوم.
• سماء صافية بلا غيوم ولا رياح: من علامات ليلة القدر أنها ليلة هادئة لا وجود للرياح فيها سماءها صافية خالية من الغيوم والنجوم فلا يوجد بسماء هذه الليلة أي من النجوم، يغمرها الكثير من السكينة والسلام والطمأنينة التي تفرض الخشوع على قلوب المؤمنين فقد روي في حديث إسناده ضعيف حيث روي عن واثلة بن الأثقع الليثي أبو فسيلة" ليلةُ القدرَ ليلةٌ بلجةٌ لا حارةٌ ولا باردةٌ ولا سَحابَ فيها ولا مطرَ ولا ريحَ لا يُرمى فيها بنجمٍ ومِن عَلامةِ يَومِها تَطلع الشمس لا شعاع لها" أخرجه الطبراني.

أحدث أسئلة أدعية وأذكار