-

إدمان السكر عند الأطفال وطرق العلاج

إدمان السكر عند الأطفال وطرق العلاج
(اخر تعديل 2024-11-25 05:07:37 )

إدمان السكر عند الأطفال

يُعتبر إدمان السكر عند الأطفال ظاهرة متزايدة، حيث يتمثل في الاعتماد المفرط على المواد السكرية، مما يؤدي إلى ظهور سلوكيات غير طبيعية عند الحرمان أو المنع. ويعزى ذلك إلى تأثير السكر على نظام المكافأة في الدماغ، حيث يُنتج الدوبامين، مما يسبب شعورًا بالسعادة والمتعة عند تناول السكريات.

يشير إدمان السكر عند الأطفال إلى الاعتماد على المشروبات والأطعمة السكرية، وفقدان السيطرة على الكميات التي يجب تناولها، مع تجاهل التأثيرات السلبية البدنية والعقلية للسكريات حتى لو أدركها الطفل.

على الرغم من عدم الاعتراف رسميًا بإدمان السكر كنوع من أنواع الإدمان المشخص سريريًا، فإن العديد من الأطفال يظهرون سلوكيات تشبه الإدمان عندما يُحرمون من الحلويات، حيث يُعانون من نوبات انسحاب.

أظهرت الدراسات أن السكريات تسبب أعراض انسحاب، حيث أن الاستهلاك المفرط لها يُحدث تغييرات في مستقبلات الدوبامين، وتأثيرات مشابهة لتلك الناتجة عن تعاطي المخدرات.

أعراض إدمان الطفل على السكر وحلوى الأطفال

  • استهلاك كميات كبيرة من الحلويات: يُعتبر الطلب المتزايد على الحلويات من أبرز الأعراض، حيث يحتاج الطفل إلى كمية أكبر للوصول إلى نفس التأثير.
  • فرط الحركة والنشاط: يؤدي تناول السكر إلى زيادة إفراز الدوبامين مما يُسبب نشاطًا مفرطًا.
  • فقدان الطاقة بسرعة: على الرغم من الشعور بالنشاط بعد تناول السكر، إلا أن التأثير يزول سريعًا، مما يُسبب خمولًا لاحقًا.
  • الرغبة بالسكر في المواقف المثيرة للتوتر: يُصبح الطفل شديد الرغبة في تناول السكر بعد التعرض لمواقف مقلقة.
  • الصراخ والبكاء عند حرمانه من الحلويات: يُظهر الطفل نوبات من الغضب عند منعه من تناول السكر، لفقدانه شعور المتعة.
  • تصرفات غير لائقة عند الحرمان: قد يقوم الطفل بتصرفات غير لائقة مثل السقوط على الأرض والصراخ لشراء الحلويات.

سبب إدمان تناول السكريات عند الأطفال

لا يقتصر إدمان السكر عند الأطفال على الحلويات فقط، بل يمتد ليشمل الكربوهيدرات البسيطة مثل الدقيق المكرر. ومن الأسباب المرتبطة بأسلوب الحياة:

  • الشعور بارتباط السكر بالنشاط والحيوية: يحتاج الأطفال للسكريات كمصدر سريع للطاقة، مما يجعلهم عرضة للإفراط في تناولها.
  • السكر يسبب إطلاق هرمون السعادة: يسبب ارتفاع مستوى السكر في الدم إفراز الدوبامين، مما يُعزز الرغبة في تناول المزيد.
  • ارتباط السكر بالحالة العاطفية: يُستخدم السكر كوسيلة لتعديل الحالة المزاجية، مما يزيد من الاعتماد عليه.
  • عادات الطعام السيئة: تؤدي العادات الغذائية الخاطئة التي يتبعها الأهل إلى إدمان الطفل على السكر.
  • نمط الحياة السيء: استخدام الحلويات كمكافأة أو كوسيلة لتخفيف الضغوط يؤدي إلى زيادة الاعتماد على السكر.
  • استجابات الأهل الخاطئة: مجاراة الأهل لرغبات الطفل في تناول السكر تُزيد من احتمال إدمانه.
  • سهولة الوصول للحلوى: توفر الحلوى بشكل دائم يجعل الطفل أكثر عرضة للإدمان.

كيفية التخلص من إدمان السكر عند الأطفال

يتطلب علاج إدمان السكر عند الأطفال اتباع نظام غذائي منخفض السكر، مع مراعاة الحالة النفسية والسلوكية للطفل. إليك بعض الخطوات الأساسية:
العبقري مدبلج الحلقة 46

  • النظام الغذائي المتوازن: يجب تعويد الطفل على نظام غذائي صحي ومتوازن، مع تقليل كميات السكر تدريجيًا.
  • ممارسة التمارين الرياضية: تُساعد التمارين في تحسين المزاج وتقليل الرغبة في تناول السكريات.
  • عدم استخدام الحلوى كمكافأة: يجب تجنب استخدام الحلويات كمكافآت لتقليل الاعتماد عليها.
  • إعداد وجبات الطعام معًا: يساعد إشراك الطفل في إعداد الطعام على تقبل الوجبات الصحية.
  • صنع حلويات منزلية صحية: يُفضل إعداد الحلويات في المنزل لتحديد كمية السكر.
  • الإكثار من شرب المياه: يُنصح بشرب كميات كافية من الماء لتقليل الرغبة في تناول السكر.

دراسات حول إدمان السكر عند الأطفال

يُعتبر موضوع إدمان السكر لدى الأطفال موضوعًا مقلقًا، وقد أُجريت العديد من الدراسات للتحقق من هذه الظاهرة. ومن أبرز النتائج:

  • دراسة أجريت عام 2008 تُظهر أن السكر يُطلق مواد أفيونية في الدماغ، مما يُشير إلى إمكانية إدمانه.
  • في عام 2013، وُجد أن استهلاك السكر يُسبب إدمانًا أكبر من بعض المواد المخدرة.
  • دراسة أخرى تشير إلى أن بعض الأطعمة مثل بسكويت الأوريو تُحفز مناطق المتعة في الدماغ أكثر من الكوكائين.
  • رغم ذلك، توجد بعض التقارير التي تُشير إلى أن الأدلة حول إدمان السكر محدودة، وتحتاج إلى مزيد من البحث.

أعراض انسحاب السكر عند الأطفال!

قد يُعاني الأطفال من أعراض انسحاب عند حرمانهم من السكر، على الرغم من أنها أقل حدة من الأعراض المرتبطة بإدمان المخدرات. ومن الأعراض الشائعة:

  • الخمول والتعب: يتراجع مستوى النشاط بسبب قلة الدوبامين، مما يُسبب خمولًا.
  • التقلبات المزاجية: قد يظهر على الطفل هيجان وغضب عند حرمانه من السكر.
  • قلق وتوتر: يمكن أن يُسبب الانسحاب شعورًا بالقلق والتوتر.
  • الرغبة في تناول الكربوهيدرات: قد تزداد رغبة الطفل في تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات.

هل يجب حرمان الطفل من السكريات نهائياً؟

من المهم عدم حرمان الطفل من السكريات بشكل كامل، حيث أن السكريات تُعتبر ضرورية لنمو الطفل. بدلاً من ذلك، يجب تعديل النظام الغذائي واستبدال الحلوى بمصادر سكريات أكثر أماناً مثل الفاكهة والعسل. يمكن استخدام أساليب مثل تأجيل تناول الحلويات لوقت لاحق كوسيلة للتخفيف من الرغبة في تناول السكريات.