حسد الآخرين والشعور بالغيرة قد يحفز الفرد للعمل واتخاذ خطوات مفيدة في حياته، لكن عدم الانتباه إلى هذه المشاعر والتعامل معها بشكل جدي وصحي قد يطورها لتصبح سامة وتؤدي إلى خسارة العلاقات والصداقات بشكل كبير، قد يكون من الصعب فهم سبب الحسد والتعامل معه، لذلك يجب الانتباه إلى بعض العلامات والصفات التي تدل على أن صديقك يحسدك.
كيف تعرف أن صديقك يحسدك؟ لا حرج في أن يرغب صديقك بالحصول على نفس الأشياء الجميلة التي تملكها طالما أن ذلك لا يؤذيك، سواء كانت ممتلكات أو فرص مهنية أو علاقات جيدة، في الواقع.. هناك الكثير من الناس يشعرون بمستوى معين من الحسد عند نجاح أصدقائهم، لكن هذه المشاعر عادة ما تمر بعد فترة قصيرة، لأن دعم الصديق والسعادة لما ناله تتفوق على هذه مشاعر الحسد، حتى لو كانت الرغبة بامتلاك هذه الأشياء لا تزال موجودة.
ومع ذلك، في بعض الأحيان قد تتفاقم هذه المشاعر، وقد تبدأ بملاحظة تغيير في سلوك صديقك، فيما يلي علامات حسد الصديق لتعرف إن كان صديقك يحسدك: [1]
يتمنى أن تزول عنك النعمة: ما يميز الحسد عن الغيرة أن الحاسد يتمنى زوال النعمة عن المحسود، فهو لن يرتاح إن حصل على ما لديك فحسب، بل يتمنى زوال ما لديك أيضاً! وليس بالضرورة أن يحسدك على ما هو أهلٌ للحسد فعلاً.يستقبل أخبارك السارة بالسلبية: عند إخبار أصدقائك عن حدوث شيء جديد جيد معك، بدلاً من تهنئتك أو دعمك، فالصديق الحسود يشير إلى الجوانب السلبية المحتملة فقط ويركز عليها، فلا يقول إلا الأشياء السلبية التي قد تحبطك.يحاول في كثير من الأحيان التفوق عليك: إذا كنت تشارك شيئاً إيجابياً من حياتك، فقد يستجيب الصديق الحسود من خلال مشاركة شيء مشابه، أكبر أو أفضل، بمعنى آخر، قد تلاحظ نمطاً من السلوك حيث لا يقلدك فحسب، بل يحاول ملاحقتك خطوة خطوة في كل أفعالك، مثل تكرار شراء الأشياء التي تشتريها.يجعلك تشعر بالسوء تجاه نفسك: الصديق الحسود يمكن أن يجعلك سريعاً تشعر بالذنب أو السوء بشأن إنجاز أو نجاح، بغض النظر عن مدى شعورك بالرضا حيال ذلك في الأصل، قد يفعل ذلك عن قصد أو عن غير قصد فهو يعرف بكل التفاصيل الإيجابية والسلبية التي توصلت من خلالها إلى هذا الإنجاز أو النجاح.يقوم بتسخيف إنجازك: قد يصرّ الصديق الحسود أيضاً على أنك محظوظ، ويجعلك تشعر كما لو أنك لا تستحق نجاحاتك أو أن الحظ هو سبب الإنجاز الذي حققته فقط.يتدخل في أشياء لا تعنيه: بسبب طبيعته الحاسدة ستلاحظ أن الصديق الحسود يتدخل بكل شيء ويحاول أن يعرف أدق التفاصيل عن حياتك أو حياة الآخرين، إنه يبحث باستمرار عن الأشياء التي تملكونها ولا يملكها هو.ربما نحن نحب تلبية احتياجاتنا أكثر من محبتنا للصديق، لذلك قد يكون سبب الحسد هو عدم قدرتنا الحصول على الأمور التي يملكها الأصدقاء، ولكن في النهاية يبقى الحسد طريقة ونظرة سلبية في التعامل مع الحياة ولن يفيد في شيء، فيما يلي أبرز صفات الصديق الحسود: [2]
انعدام الأمن وقلة احترام الذات: في الغالب فإن الصديق الحسود يفتقر إلى الإحساس بتقدير الذات، أو يشعر بالدونية مع الآخرين، كما أنه قد يشعر بعدم الأمان بشأن قدراته الخاصة.لا يقدم الدعم: الشخص الذي يشعر بالحسد مما حققه صديقه سواء كان ترقية أو علاقة جديدة أو حتى مجرد شقة أفضل، ربما لن يقدم الكثير من الدعم له، وقد يصل به الأمر إلى قول أشياء مؤذية، سواء بقصد أو غير قصد، مما قد يؤثر عليك بشكل سلبي ويثبط نشاطك عن متابعة أهدافك.يحاول تقليد الشخص الذي يحسده: حتى في أصغر الأمور مثل شراء الثياب وطريقة اللباس وأسلوب الحياة.النميمة والاغتياب: غالباً ما يتكلم الصديق الحسود من خلف ظهرك ويحاول أن يقلل من إنجازاتك ومهاراتك أمام الآخرين.المبالغة في إظهار نجاحه: يبالغ الصديق الحسود في ردّ فعله تجاه أحد نجاحاته أمامك خاصة في المجالات التي لا تكون جيداً فيها بما فيه الكفاية.الكراهية المفاجئة: قد يصل الأمر في صديقك الحسود إلى عدم القدرة على المراوغة أكثر ويبدأ بإظهار الكراهية لك بشكل مفاجئ وواضح.تتعدد أسباب الحسد بين الأصدقاء، ولكن كلها تتركز حول طريقة تفكير الشخص الحسود وتعامله مع أصدقائه، ولعل أبرزها هي الأمور التالية: [3]
المستوى المادي: يؤثر الاختلاف في المكانة المالية على الصداقات طوال العمر، فإذا كنت تملك المال خاصة عند إمكانية توفير الكثير منه، في حين أن صديقك يعيش بشكل شهري اعتماداً على راتبه فقط، فقد يثير ذلك الحسد بداخله، هذه المقارنات الاجتماعية تحصل دائماً وهي أرض خصبة لنمو الحسد فيها.الحالة الاجتماعية: إذا كانت علاقاتك العاطفية مستقرة وجيدة، ولكن بالمقابل يعاني صديقك من صعوبة إيجاد شريك رومنسي، فقد يؤدي ذلك إلى إثارة مشاعر حسد عميقة تجاهك، ينخرط الصديق الحاسد في مقارنة اجتماعية متكررة، وهذا أمر مدمر لتقدير الذات، فقد يتساءل باستمرار عن عدم تمكنه من الحصول على علاقة مستقرة بالمقابل أنك تستطيع دائما فعل ذلك، ويبدأ بسؤال أسئلة مثل: هل لأنك أفضل مظهراً؟ أو وظيفتك أفضل؟ هل تجيد المغازلة بشكل أفضل منه؟ وغيرها من الأسئلة التي تنقص من ثقته بنفسه.الخصوبة والأطفال: يمكن أن تكون الخصوبة محفر كبير للحسد بين الأصدقاء، فحمل صديقتك قد يثير الحسد لديكِ إذا لم تكوني قادرة على الحمل.المظهر البدني: خاصة خلال سنوات البلوغ المبكرة، مثل العشرينات من العمر، ولكنه سبب للحسد خلال كل فترات العمر، غالباً ما يضخم الأفراد الذين يعانون من تدني احترام الذات من عيوبهم في هذا المجال ويميلون إلى حسد الأصدقاء الجذابين، خاصة في الدوائر الاجتماعية التي يكون فيها المظهر ذو قيمة عالية ويتم إجراء الجراحات التجميلية بشكل روتيني.الوزن: إذا لم تكن تعاني من الوزن على الإطلاق، فقد لا تفهم مقدار تأثير الوزن الزائد على تقدير الشخص لذاته، ففي حين أن بعض الرجال والنساء الذين يعانون من زيادة الوزن لا يتركون وزنهم يؤثر عليهم كثيراً، هناك أشخاص يعانون من زيادة الوزن ويشعرون أنه يؤثر سلباً على معظم حياتهم اليومية بالتالي يكون دافعاً لحسد الآخرين لديهم.النجاح المهني (خاصة في نفس المهنة): لا يحسدك صديقك عادة على النجاح المهني، إلا إذا كان هذه النجاح مرتبط بزيادة المال، ومع ذلك، فإن وجود صديق أكثر نجاحاً في نفس المهنة يمكن أن يؤدي إلى الحسد والغيرة المهنية بشكل جدي.وسائل التواصل الاجتماعي: يمكن أن تسبب مشاعر قوية من الحسد، هذا أمر منطقي، حيث يختار الأفراد صوراً لأنفسهم في لحظات سعيدة من حياتهم فعند مشاهدة الأصدقاء لهذا يشعرون بالحسد تجاههم.قد يكون من الصعب التعامل مع الصديق الحسود لما قد يضيفه من سلبية إلى حياتك، خاصة إذا كان الحسد شديداً لدرجة أنه حول الصداقة إلى علاقة سامة أنت بغنى عنها، فيما يلي طرق التعامل مع الصديق الحسود: [1،3]
التركيز على إيجابياته: السلبية المصاحبة لحسد صديقك قد يرافقها الخوف من أن تتغير أنت أو الصداقة بينكما، فعلى الرغم من أن سلوك صديقك قد يحبطك، حاول التركيز على ما تقدره فيه وعلى الإيجابيات والصداقة التي تشاركها معه.قدّر ظروفه الاستثنائية: ضع في اعتبارك الأشياء من وجهة نظره خاصة إذا كنت تعلم أن تعامل مع تحديات صعبة في حياته مؤخراً، فمرور صديقك بانتكاسة في نفس المجال الذي حققت فيه أنت نجاح قد يكون سبب كافياً للحسد، يجب أن تقدر مشاعره أنت وتضع نفسك مكانه أيضاً، وربما يكون صديقك في مزاج سيء، والأشخاص الذين يعانون دائماً من مزاج سيئ كثيراً ما يحاولون جعل الآخرين يشعرون بأنهم لا شيء، وقد لا يكون الحسد هو القصد.المبادرة الإيجابية: حاول تركيز المحادثات على الأشياء التي يقدرها صديقك، وأشر بدورك إلى الأشياء التي تقدرها عنهم وهنئ إنجازاتهم، فقط تأكد من أنك تفعل ذلك بأمانة وصدق بعيداً عن التملق.تجنب مشاركتهم كل أخبارك: لا حرج في الرغبة بمشاركة أخبارك السارة، ويجب ألا تشعر أنه يتعين عليك الاحتفاظ بالإنجازات عن أصدقائك، ولكن إذا اشتريت سيارة جديدة أو بدأت وظيفة جيدة، فيمكن أن يكون حديثك عن هذا الأمر بشكل مبالغ به مثيراً لضيق الأصدقاء.الحديث عن الحسد بعقل منفتح: الطريقة التي تبدأ بها المحادثة يمكن أن تحدث فرقاً كبيراً، بدلاً من اتهام صديقك بأنه حسود مباشرة، ركز على معرفة أسباب بعض السلوكيات أو التعليقات السلبية التي يفعلها مؤخراً، خاصة التي تقلقك.حاول مساعدته في هذا الموقف (الحسد): وتحدث معه عن سبب هذا الشعور، قد تكون مخطئاً في شيء ما معه في الماضي وهو يحاول بشكل ما أن يرد إليك الموقف بما يشبه الانتقام! في كثير من الأحيان، يمكن أن يساعدك التحدث إلى صديقك في التغلب على الحسد معاً، ولكن إذا لم يتغير سلوكه بعد المحادثة، فيمكن أن تختار أن تبتعد عنه لبعض الوقت أو حتى إنهاء الصداقة.خذ استراحة من صديقك الحاسد: إذا كانت الصداقة ترهبك أو تستنزفك عاطفياً، فمن الحكمة التراجع، على الأقل مؤقتاً، والابتعاد لبعض الوقت، إذا لاحظت أن:- معظم محادثاتك مع صديقك تتميز بملاحظات تافهة أو سلوكيات غير سارة.
- يجعلك صدقك تشعر بالضيق تجاه نفسك باستمرار.
- غالباً ما يحاول صديقك الحسود إحداث الخلافات والمشاكل بينكما.
الابتعاد وإنهاء الصداقة: إذا لم تفلح كل الطرق السابقة، من الجيد أن تبتعد عن صديقك الحسود، لأنه بالنهاية الأشخاص الذين يحسدونك ليسوا أصدقاء حقيقيين لك.الحسد قد يدمر علاقاتك مع أصدقائك ولن يوصلك لأي هدف، فمن المفيد اتباع سلوكيات معينة قد تساعدك في التخلص منه، أو حتى الاستفادة من الحسد في تجاوز ومعالجة الأسباب، من خلال: [4]
- الاعتراف بالحسد: على الرغم من أن الاعتراف بأننا نعاني من مشاعر الحسد أمر صعب جداً ومحبط لأنه يعني الاعتراف بضعفنا وانعدام الأمان لدينا، لكن معرفة المشكلة هي الخطوة الأهم للتعامل معها.
- استبدل الحسد بالتعاطف: هل حسدت شخص على أمر ما ليبدو لك لاحقاً أنه يعاني كثيراً من جانب آخر، تذكر ذلك لا أحد يملك كل شيء وحتى وإن كان يبدو لك ذلك.
- استخدم الحسد كوقود: دع الحسد يغذي عملية تحسين الذات لديك عندما يكون ذلك مناسباً، عندما يكون سبب الحسد أشياء لا يمكننا تغييرها، مثل طفولة صعبة أو حدث صادم أو بعض الحالات الصحية والإعاقات، فمن المرجح أن يؤدي استخدام الحسد للتحفيز إلى تعميق الإحباط ولوم الذات، ولكن في بعض الأحيان ينبهنا الحسد إلى الأشياء التي نريدها في الحياة والتي يمكن تحقيقها، إذا كنا على استعداد لإجراء تغييرات معينة.
- الامتنان: الحسد هو حساب نِعَم صديقك بدلاً من النِعَم التي تملكها، الامتنان لما لديك هو العامل الأهم في تجنب الحسد لذلك لا تنسى أن تشكر وتمتن لما تمتلكه في حياتك مهما كان بسيطاً.
- اختبر أصدقاءك بعناية: اقضي وقتك مع أشخاص ممتنين لما لديهم ويشعرون بالسعاد لنجاح أصدقائهم.
- لا تقارن نفسك بالآخرين: توقف عن مقارنة حياتك بحياة الآخرين، واحتفل بإنجازات أصدقائك.
في النهاية.. من الجيد التمييز بين الصديق الذي يحاول أن ينبهك للأمور السلبية في الحياة في محاولة منه لمساعدتك، وبين الصديق الذي يحب أن يضع العوائق في طريقك ويحبطك بطريقة أو بأخرى، تذكر أن الحسد والغيرة كلاهما طبيعيان، قد يكون صديقك مدركاً لسلوكه ولكنه لا يعرف كيف يدير مشاعره بشكل مختلف، غالباً ما يكون الحديث عن المشكلة أفضل من التظاهر بعدم وجودها.
المصادر و المراجعaddremove
أحدث أسئلة الصداقة