-

أسباب عدم اندماج الطفل مع أقرانه وكيفية التعامل معه

أسباب عدم اندماج الطفل مع أقرانه وكيفية التعامل معه
(اخر تعديل 2024-09-09 11:09:39 )

هل عدم قدرة الطفل على الاندماج مع أقرانه تعني أنه مريض أو مضطرب؟! ليس بالضرورة، هناك الكثير من العوامل والأسباب التي تجعل الطفل غير قادرٍ على الاندماج مع أقرانه بسهولة، حيث تبدأ أسباب صعوبة الاندماج الاجتماعي عند الطفل من الفروق الفردية وسمات الشخصية، مروراً بالحرمان الاجتماعي والتأخر المعرفي والنمائي البسيط والذي يمكن تداركه، وصولاً إلى وجود اضطرابات عصبية وعقلية قد تأثر على قدرة الطفل على الاندماج مع أقرانه ومحيطه، وعلى كل حال لا بد من الاستعانة بالأخصائيين لتحديد وتشخيص حالة الطفل بالشكل المناسب.

للتعامل مع طفلك الذي لا يستطيع الاندماج مع أقرانه في المدرسة أو النادي أو حتى مع أخوته، لا بد أولاً من مراقبة بعض العلامات التي تدل على أنه غير قادر على الاندماج فعلاً، وأهم هذه العلامات:

  • لا يقبل اللعب وفق قواعد الآخرين: من العلامات التي تدل على عدم قدرة الطفل على الاندماج مع أقرانه أن يكون غير متقبّلٍ للعب مع أقرانه إن لم تكن اللعبة وفق قواعده وشروطه، هو على وجه العموم يميل للعب منفرداً، لكنه إذا لعب مع الآخرين لن يقبل لعبة يقترحها طفل آخر وسيكون عدوانياً تجاه تغيير قواعد اللعبة أو تغيير اللعبة نفسها.
  • لا يميل لمشاركة أشيائه: إذا كان طفلك يغضب بشدة ويصبح عدوانياً عندما يلعب طفل آخر بألعابه أو يستعير منه شيئاً، ويريد أن يلعب وحده حتى بالألعاب المشتركة في المدرسة أو النادي أو الحديقة، فهذه أيضاً من علامات صعوبات الاندماج عند الأطفال.
  • أداؤه سيء في المنافسة: من علامات عدم قدرة الطفل على الاندماج مع أقرانه أن يكون سلوكه وأداؤه سيئاً في المنافسة في الرياضة والألعاب على سبيل المثال، حيث يظهر طفلك إحباطاً ومعاناةً شديدةً للخسارة، ولا يستطيع تقبّل التعاون مع الفريق، وقد يحاول الانسحاب من اللعبة من خلال تعطيل دوره فيه أو سماح لأحد آخر بأخذ مكانه أو دوره.
  • يبدو طيباً أكثر من اللازم: من مؤشرات صعوبة الاندماج عند الطفل أن يكون طيباً أو ساذجاً! حيث لا يستطيع فهم دوافع ونوايا الأطفال الآخرين عند التعامل معهم ومن السهل أن يستغلوه أو يخدعوه.
  • لا يستطيع فهم القواعد الاجتماعية التفاعلية: من علامات عدم قدرة الطفل على الاندماج بأقرانه أنه لا يستطيع تفسير وفهم القواعد الاجتماعية التفاعلية والتي تطلب منه رد فعل، فقد لا يجيد الرد على الآخرين عندما يسلمون عليه إلّا إذا نبهته لذلك.
  • يظهر نمطاً من التعلق والتبعية: على الرغم أن معارضة الأطفال الآخرين من علامات صعوبة الاندماج، لكن أيضاً إذا كان طفلك يلعب دور التابع في علاقته مع أقرانه ويميل للانصياع لهم، فهذا أيضاً يدل على عدم قدرته على الاندماج بهم بطريقة سويّة وصحية.
  • تركيزه على عالمه الخاص: الطفل الذي يعاني من صعوبة الاندماج مع أقرانه يميل عادةً للتركيز على أفكاره وكيف يرى هو الأمور، وإهمال آراء الآخرين أو تفضيلاتهم أو كيف يتعاملون هم مع الأمر نفسه.
  • تتركز أسباب عدم قدرة الطفل على الاندماج مع أقرانه حول الصعوبات الاجتماعية والاضطرابات الشائعة بين الأطفال التي تؤثر على فهمهم للتفاعلات الاجتماعية وإدارتها، مع ذلك فإن عدم قدرة طفلك على الاندماج مع أقرانه لا تعني بالضرورة أنه مصابٌ باضطراب أو مشكلة نفسية، بل قد ترتبط صعوبات الاندماج بظروفٍ بيئية وذاتية كثيرة:

  • نقص أو تأخر في المهارات الاجتماعية:

    تأخر المهارات الاجتماعية من أهم أسباب عدم قدرة الطفل على الاندماج مع أقرانه، حيث يبدأ الطفل باكتساب المهارات الاجتماعية من الشهور الأولى في عمره، وتتطور مهاراته وتزداد مع تقدمه في العمر بناء على تجرته الخاصة في محيطه الاجتماعي، لكن بعض العوامل قد تؤثر على تطور المهارات الاجتماعية وتسبب عدم قدرة الطفل على الاندماج بأقرانه، مثل الحرمان الاجتماعي أو تأخر النطق أو الأبوة المفرطة بالحماية، أو الاضطرابات العصبية والمشاكل النفسية التي تؤثر على مهارات الطفل الاجتماعية.
  • مشاكل الانتباه والتركيز:

    قد يعود سبب عدم قدرة الطفل على الاندماج بأقرانه إلى مشكلة في الانتباه والتركيز تمنعه من فهم الآخرين بشكل جيد ومن التركيز على التفاعلات الاجتماعية وتؤثر على قدرته بالاندماج في المدرسة أو مع الأطفال الآخرين عموماً.
  • التأخُّر النمائي:

    تشير التأخيرات النمائية إلى عدم إظهار الطفل مستويات التطور والنمو المتوقعة من الأطفال في عمره، وعدم اكتسابه للمهارات التي يجب أن يكتسبها من هم في مثل سنه، وتشمل التأخر في الكلام واللغة والمهارات الحركية مثل المشي، إضافة إلى التأخر بفهم التفاعلات الاجتماعية واللعب وصعوبات التعلم.
  • الاضطرابات العصبية والعقلية:

    الأطفال المصابون بالتوحد أو أحد اضطرابات طيف التوحد يواجهون صعوبة بالاندماج الاجتماعي بدرجاتٍ متفاوتة حسب الحالة، وتعتبر الصعوبات الاجتماعية من علامات الإنذار المبكرة للتوحد، وقد تكون علامة على اضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه.
    ولا بد من وضع هذه العلامة -صعوبة الاندماج- في إطار العلامات الأخرى التي قد تشير إلى وجود اضطراب، ولا بد من طلب المساعدة التخصصية وتجنب التشخيص غير الدقيق من الأهل أو غير المختصين.
  • تأخر التطور المعرفي:

    قد يكون لدى طفلك تأخر أو نقص في قدراته المعرفية يجعله أبطأ من أقرانه في تنمية المهارات الاجتماعية، والتأخر في التطور المعرفي قد يكون نتيجة الحرمان الاجتماعي أو مشاكل أخرى مثل صعوبة التركيز ونقص الانتباه، وقد يرتبط أحياناً بمشاكل حيوية مثل مشاكل السمع والرؤية.
  • الظروف البيئية:

    وتشمل الظروف البيئية ظروف البيت والمدرسة ومكان التقاء الطفل بأقرانه، على سبيل المثال قد لا يستطيع الطفل الاندماج بأقرانه عندما يدخل إلى الروضة أو المدرسة في وقت متأخر عن بداية العام الدراسي، فيجد أن الأطفال قادرين على التواصل مع بعضهم والمدرسين يعرفونهم بشكل جيد، فيشعر أنه معزول عنهم ولا يستطيع اختراق هذه البيئة والاندماج بها.
  • انعكاسات التربية:

    إذا كان أسلوب التربية الذي يتعرض له الطفل يقلل من قيمته أو يشعره بنقص الأهمية ويدمر ثقته بنفسه، فهذا أيضاً من الأسباب المحتملة التي تجعل الطفل غير قادرٍ على الاندماج مع أقرانه، غالباً ما يشعر الطفل بعدم الاستحقاق والخوف والخجل من التعامل مع الآخرين، ولا يكون قادراً على رد الإساءة أو الدفاع عن نفسه ما يجعله يعزل نفسه عن الآخرين.
  • سمات الشخصية والفروقات الفردية:

    على الرغم أن صعوبة الاندماج الاجتماعي مشكلة حقيقية تحتاج إلى حل، لكن قد تكون شخصية طفلك ليست شخصية اجتماعية، قد يحتاج طفلك إلى وقت أطول من الأطفال الآخرين لبناء علاقات مع أقرانه، قد لا يشعر بالراحة مع أشخاص يقابلهم لأول مرة لكنه سيقدر على بناء صداقات عميقة ووثيقة عندما يعتاد عليهم ويتعرف إليهم عن قرب، وعلى الرغم أن الفروقات الفردية قد تكون تبريراً مريحاً؛ لكن يجب أن تهتمي وتراقبي مستوى تقدم طفلك الاجتماعي.
  • تواصلي مع المعلمين والمشرفين:

    أولى خطوات دمج الطفل مع أقرانه في الروضة أو المدرسة أن تتواصلي مع المعلمين والمشرفين والمتخصصين في المدرسة، حيث يساعد ذلك في تحديد مشاكل الطفل وإيجاد الحلول والأساليب المناسبة لحل هذه المشاكل وصولاً إلى دمجه مع أقرانه، بما لا يتعارض مع رأي الأخصائي الذي يتابع حالة الطفل خارج المدرسة إن وجد.
  • راقبي طفلك من بعيد:

    من الأخطاء التي قد تقعين بها عند محاولة دمج طفلك بالأطفال الآخرين أن تشعريه بالرقابة الدائمة أو أن تدخلي بينه وبين الأطفال الآخرين لحل المشاكل والشجارات قبل أن تبدأ حتى! حاولي أن تراقبي طفلك من بعيد دون أن يشعر بذلك على مدار الوقت، واتركيه يواجه أقرانه ويحاول حل مشاكله معهم، ولا تتدخلي إلّا للضرورة.
  • اسمحي لطفلك أن يعبّر عن نفسه في البيت:

    قد تكون مشكلة عدم قدرة الطفل على الاندماج مع أقرانه امتداداً لعدم شعوره بالاستقلالية في البيت، حتى الأطفال الصغار بعمر سنتين يشعرون برغبة للحصول على مساحة خاصة وعلى درجة من الاستقلالية، حاولي فتح المجال أمام طفلك لاتخاذ بعض القرارات التي تناسب سنه، والتعبير عن مشاعره وأفكاره بشيء من الحرية، سيساعده ذلك في تحقيق الاندماج الاجتماعي وتقوية شخصيته والتعامل مع الآخرين بشكل أفضل.
  • اعملي على تنمية مهارات طفلك الاجتماعية:

    تنمية مهارات الطفل الاجتماعية هي حجر الأساس في مساعدته على التعامل مع الأطفال الآخرين والاندماج بأقرانه في المدرسة أو النادي أو أي مكان آخر، حاول أن تشاركي طفلك بعض الأنشطة مثل الرسم والتلوين وتمثيل السناريوهات والتخيّل، وأظهري له كيف يبدو التفاعل الاجتماعي في مواقف معينة، وحاولي العمل مع طفلك على تنمية حس المشاركة لديه من خلال ألعاب جماعية لكن صغيرة.
  • أرسلي طفلك إلى البيئات المناسبة للتفاعل الاجتماعي:

    دعي طفلك ينضم إلى نادي رياضي أو اجتماعي يساعده على التواجد في بيئة مختلفة قليلاً عن بيئة المدرسة، والتعرف على أشخاص جدد ومختلفين تجمعه بهم علاقة مختلفة أيضاً عمّا اعتاد عليه، هذه الآلية تعزز من احتمالات أن يجد الطفل البيئة المناسبة للاندماج الاجتماعي وتنمية مهاراته الاجتماعية.
  • لا تضغطي طفلك ولا تجبيره على التفاعل:

    قد تعتقدين أن الضغط على الطفل للتفاعل مع الأطفال الآخرين أو إجباره على اللعب معهم يساعده على تخطي صعوبات الاندماج، لكن للأسف ذلك ليس دقيقاً، عليكِ أن تتجنبي الضغط على طفلك بشدة وأن تحاولي وضعه في بيئة مناسبة وعفوية قدر الممكن ليتمكن من بناء خبراته وتطوير مهاراته بشكلٍ طبيعي.
  • ابحثي عن أنشطة جماعية صغيرة أو متوسطة:

    من أهم قواعد مساعدة الطفل على الاندماج ألّا تعرضيه لجماعات كبيرة يشعر فيها أنه تائه ولا يستطيع التواصل أو التصرف، حاولي أن تضعيه في أنشطة جماعية ثنائية في البداية بحيث يكون هناك مساحة للتواصل مع الطفل الآخر، ثم نقله إلى نشاط جماعي أكبر قليلاً، وبدلاً من تسجيله في فريق كرة القدم، جربي إرساله لتدريب التنس أو السباحة.
  • ساعدي طفلك على تطوير صداقاته:

    عندما تشعرين أن طفلك بدأ بالفعل ببناء علاقات اجتماعية مع أقرانه في المدرسة أو من الجيران، ساعديه على تطوير هذه العلاقات من خلال توسيع فرص التواصل مع أصدقائه المحتملين، قد تنظمين حفلة صغيرة في البيت أو تقومين بدعوة والدة أحد أقرانه الذي يشعر أنه مقرب له.
  • لا تترددي بطلب الاستشارة:

    يحتاج دمج الطفل مع أقرانه في كثير من الحالات إلى رأي متخصص تربوي، وفي حالات أخرى قد يحتاج إلى طلب استشارة من طبيب متخصص باضطرابات الأطفال النمائية والاجتماعية للحصول على تشخيص دقيق تبنى عليه خطة علاجية مناسبة.
  • من استشارات مجتمع حِلّوها؛ سيدة تشكو من عدم قدرة طفلتها على الاندماج مع الأطفال في الروضة أو اللعب معهم، وتقول أن طفلتها ذات الأربع سنين ونصف استجابات لها بسهولة عندما كانت صغيرة للفطام وخلع الحفاضة والتدريب على الحمام، وما زالت هادئة ومطيعة، لكنها لا تميل للعب مع الأطفال في المنتزه أو في الروضة، وحتى أخوها الصغير لا تميل لمشاركته أو اللعب معه مع أنها لا تضربه ولا تغار منه.

    لتعرفي إجابة الخبراء في موقع حِلّوها وتفاعل القراء من الاستشارة يمكن زيارة القصة من خلال النقر على هذا الرابط.

    المصادر و المراجعaddremove

  • "الطفل غير المتفاعل مع الأقران" منشور في cadey.co، تمت مراجعته في 15/5/2023.
  • "أسباب وعواقب الاستبعاد الاجتماعي ورفض الأقران بين الأطفال والمراهقين" منشور في ncbi.nlm.nih.gov، تمت مراجعته في 15/5/2023.
  • "هذا ما يجب فعله عندما يتم رفض الطفل من أقرانه" منشور في sleepingshouldbeeasy.com، تمت مراجعته في 15/5/2023.
  • أحدث أسئلة تربية الطفل