أسباب اختفاء أعراض الحمل ومتى يكون خطيراً
تعاني الأم لحظة حدوث الحمل مجموعة كبيرة من التغيرات سواء على المستوى الجسدي أو على المستوى النفسي، حيث تحدث تغيرات في الهرمونات وتغيرات شكلية بشكل تدريجي في جسم المرأة، وتسمى جميعاً أعراض الحمل، وقد تختفي أعراض الحمل هذه عند المرأة الحامل لأسباب مختلفة، فماذا يعني اختفاؤها ومتى نستشعر القلق عند احتفاء أعراض الحمل، كل هذه التفاصيل سنعرفها في هذا المقال.
بشكل عام اختفاء بعض أو كل أعراض الحمل لبعض الوقت لا يشكل أمراً مثيراً للقلق في حال أن بقية الأمور تسير بشكل طبيعي عند الأم ولا توجد أي أعراض مستجدة مقلقة، حيث أنه من الطبيعي اختفاء بعض أعراض مع الوقت كالغثيان والتقيؤ، وتراجع ألم وتورم الصدر، وعدم التأثر بتغيرات المزاج والتأقلم معها، وعادةً ما تختفي بعض أعراض الحمل وتعود أو لا تعود دون أن يكون هناك أي خطر. [2]
يصبح اختفاء أعراض الحمل مثيراً للقلق في حالات معينة، كاختفاء الأعراض تماماً لمدة طويلة نسبياً، أو ظهور أعراض مستجدة غير شائعة كحدوث نزيف مهبلي أو تقلصات رحمية شديدة، وهناك أيضاً مؤشر وعلامة مهمة جداً وهي حدوث قلة في حركات الجنين في الرحم أو اختفائها تماماً.
هذه العلامات المستجدة والمترافقة مع اختفاء أعراض الحمل قد تكون دلالة على بداية حدوث الإجهاض عند الأم، ويجب التواصل مع الطبيب فور الإحساس بها.
هل أعراض الحمل تظهر وتختفي؟
أعراض الحمل كثيرة التقلب والتذبذب بين يوم وأخر، بين أسبوع وأخر، وبين شهر وأخر، حيث أنه قد تمر أيام وحتى أسبوع على سبيل المثال بدون أعراض على الإطلاق، لتعود الأعراض للظهور بعد ذلك بشكل اعتيادي أو مختلف قليلاً، بل وحتى أنه هناك حالات حمل عند بعض الأمهات مرت بدون أي أعراض شائعة تذكر، كما تختلف أعراض الحمل عند السيدة نفسها من حمل إلى آخر دون أن يكون لذلك دلالة خطيرة.
يعتبر حدوث الإجهاض من أكبر مخاوف المرأة الحامل على الإطلاق، حيث لا شيء يضاهي القلق والخوف على حياة الجنين في رحم الأم، ومن هذا المنطلق تعتبر الكثير من النساء أن أي اختفاء لعرض من أعراض الحمل أو ظهور لأعراض جديدة هو إنذار أو تحذير أو شيء يدعو للقلق وينذر بخطر على حياة الجنين فهل هذا الأمر يعتبر صحيحاً؟
في الحقيقة لا يعتبر اختفاء بعض أو كل أعراض الحمل أو ظهور أعراض جديدة أمراً مقلقاً بشكل عام عند الحامل، فالأعراض خلال الحمل عرضة لطيف كبير من التبدلات بين الاشتداد والخفة من يوم وأخر ومن أسبوع وأخر، وبالتالي فإن تغير الأعراض بشكل طفيف لا يعتبر أمراً مقلقاً خصوصاً إذا كان بالتوازي مع متابعة دورية للحامل عند الطبيب.
وباستثناء الأعراض المتعلقة بحركة الجنين التي تظهر اعتباراً من الثلث الثاني من الحمل، لا يشكل غياب أعراض الحمل الأخرى أي خطورة على الحمل ولا يعتبر مهدداً بالإجهاض، ومن أهم الأعراض التي يجب أن تتوقع الحامل غيابها أو اختلاف شدتها دون أن يكون ذلك خطيراً:
- الغثيان الصباحي.
- التقيؤ.
- الحرقان.
- المغص وألم البطن.
- ألم الظهر.
- الوحام.
- التقلبات المزاجية.
- تقلبات الشهية.
هناك حالات تظهر فيها أعراض غير مألوفة للحامل قد تكون مقلقة وتنذر ببداية حدوث الإجهاض، وبالأخص إذا ترافق ظهور هذه الأعراض مع اختفاء أعراض الحمل الاعتيادية:
- توقف حركة الجنين: توقف حركة الجنين من أكثر أعراض الحمل التي يسبب غيابها قلقاً للأم، وفعلاً يجب على الأم الحامل أن تراجع الطبيب إذا توقف شعورها بحركة الجنين لأكثر من يوم واحد، علماً أن شعور الأم بحركة الجنين يبدأ بين الشهر الرابع والشهر الخامس، وترتبط حركة الجنين بعوامل عدة مثل تناول الطعام ونشاط الأم والمثيرات الخارجية.
- النزيف المهبلي وظهور بقع الدم: يعتبر حدوث نزف من المهبل أو ظهور بقع دم على الملابس خلال فترة الحمل بالترافق مع اختفاء أعراض الحمل من العلامات المهمة والخطيرة التي تنذر بحدوث الإجهاض عند الحامل، هذا النزف قد يكون غزيراً أو خفيفاً.
لكن ليس بالضرورة أن يعني كل نزف مهبلي حدوث إجهاض، في الحقيقة هناك نسبة لا بأس بها من الحوامل يتعرضن لنزف مهبلي مؤقت خلال الحمل دون أن يكون هناك إجهاض أو خطورة على الجنين، حيث يكون مصدر النزف هو عنق الرحم مثلاً أو المهبل نفسه دون تأثر الرحم والجنين.
لكن ينبغي حكماً مع ظهور النزيف استشارة الطبيب وإجراء فحص وتفقد لتجنب أي خطورة على الأم والطفل. - التقلصات الرحمية: تعاني الكثير من النساء الحوامل من آلام تقلصية في منطقة أسفل البطن تكون ناجمة عن تقلص الرحم عادةً نتيجة استعداده للتوسع ونمو الجنين أو عن تجمع الغازات واضطراب حركة الأمعاء نتيجة الحمل، هذه التقلصات تكون خفيفة إلى متوسطة الشدة وتسبب ألماً خفيفاً بشكل عام، ويكون تواتر التقلصات قليل ومتباعد.
لكن في حال زيادة عدد هذه التقلصات وازدياد تواترها وشدتها بحيث تصب مؤلمة بشكل كبير غير المعتاد قد يعد علامة خطر لحدوث الإجهاض، ويكون الأمر أكثر خطورة إذا ترافق حدوث زيادة في التقلصات والألم مع حدوث النزف المهبلي، هنا يحتاج الأمر لاستشارة الطبيب في أقرب وقت. - نزول خثرات من الرحم والمهبل: قد لا يحدث نزف فعلي أو تمرير للدم من المهبل والرحم أثناء الإجهاض بل يتظاهر الأمر بملاحظة خثرات دموية تنزل من المهبل أو على الثياب، يجب أخذ هذا الأمر بعين الاعتبار عند ترافقه مع اختفاء أعراض الحمل.
- حدوث مخاض حقيقي: المخاض هو الحالة التي تحدث عادة عند نهاية الحمل ويكون الهدف منها حصول الولادة، وفيها تحدث تقلصات رحمية شديدة ومؤلمة لدفع الجنين خارج الرحم.
أحياناً قد يحدث الإجهاض على شكل حدوث أعراض مخاض وولادة حقيقية على الرغم من عدم اكتمال نمو الجنين في الرحم.
يمكننا القول بأن اختفاء أعراض الحمل وتبدلها ليس بالضرورة أن يعني شيئاً خطيراً على الأم والجنين، وبالتالي لا يجب القلق منه بل يكفي المراقبة المستمرة لمراحل الحمل والتنسيق مع الطبيب وإعلامه بكل جديد، وذلك لتحقيق حمل آمن وولادة طفل بصحة جيدة. [3] [4]
تقدر فترة الحمل الطبيعي بحوالي 9 أشهر تقريباً أو حوالي (38-40) أسبوعاً، ويتم تقسيم فترة الحمل عادةً إلى ثلاثة أثلاث:
- الثلث الأول من الأسبوع 1 حتى الأسبوع 12.
- الثلث الثاني من الأسبوع 13 حتى الأسبوع 26.
- الثلث الثالث من الأسبوع 27 حتى الولادة التي تحدث عادة بين الأسبوع 38 و40.
يساعد هذه التقسيم الأطباء على مراقبة الحمل وتطور الجنين في الرحم خلال المراحل المختلفة، تبدأ أعراض الحمل بالظهور عادةً منذ الأسبوع الخامس، تتنوع هذه الأعراض وتتبدل حسب كل مرحلة من مراحل الحمل، هناك أعراض تظهر في مرحلة وتختفي في مرحلة أخرى، كما أن أعراضاً تشتد، وأعراضاً قد تختفي مؤقتاً لتعود لاحقاً.
على الرغم من وجود طيف واسع مشترك من الأعراض بين كل النساء الحوامل، إلا أنه يكون لكل امرأة حامل نمطاً وتواتراً مختلفاً لشكل وشدة هذه الأعراض، وفيما يلي أبرز الأعراض العامة التي تحدث خلال فترة الحمل حسب مرحلة الحمل:
- الغثيان وخصوصاً في الصباح.
- الدوار.
- ألم وتوتر في الثدي.
- صداع.
- تقلصات في منطقة أسفل البطن.
- بداية ظهور ألم الظهر.
- النفخة وتطبل البطن.
- إحساس بالحرقة المعدية.
- الإمساك.
- تبدلات الحالة النفسية كحدوث القلق والاكتئاب.
- تغيرات في تفضيلات الطعام، كالرغبة الشديدة في أطعمة معينة وكره أطعمة أخرى.