-

رهف: طفلة غزة التي فقدت كل شيء

رهف: طفلة غزة التي فقدت كل شيء
(اخر تعديل 2024-09-15 09:49:56 )

رهف: طفلة فقدت ساقيها في قصف الاحتلال

حسب تقرير أصدرته منظمة الصحة العالمية، تم إجراء حوالي 4000 عملية بتر لأطفال في قطاع غزة منذ بداية العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي. هذا الرقم المروع يكشف عن معاناة كثير من العائلات التي فقدت أطفالها أو أجزاءً من أجسادهم.

الطفلة رهف سعد، التي تبلغ من العمر أربع سنوات، تجلس في حالة من الذهول، غير قادرة على فهم ما يدور حولها. فقدت ساقيها نتيجة قصف جوي استهدف منزلها في غرب مخيم النصيرات وسط قطاع غزة. رهف، التي تُعد رمزاً للبراءة، لم ترتكب أي ذنب، لكنها عانت من تداعيات جريمة الإبادة الجماعية التي تواصلت بلا رحمة.

يقول والدها، بصوت يملأه الألم: "قصفت طائرات الاحتلال منزلنا بعد إخلاء المنطقة، وعندما اعتبرناها منطقة آمنة، عدنا لنُفاجأ بقصف المنزل مجددًا دون أي إنذار أو مبرر." لقد فقدت رهف أطرافها في تلك اللحظة الحاسمة، بالإضافة إلى جدها الذي استشهد في الحادث، مما يعكس غياب الإنسانية في تلك الأوقات الصعبة.

في لحظة القصف، لم يكن في المنزل سوى رهف وجدها، وشقيقها الذي أصيب بجروح متفاوتة، بينما دمر الاحتلال المنزل فوق رؤوسهم دون أي اعتبار لحياتهم.

منذ تلك الحادثة، تعاني رهف من صدمات نفسية شديدة بسبب فقدانها لأطرافها السفلية، مما يجعل حياتها اليومية مليئة بالتحديات.

صرخة البراءة: "وين رجليّ؟"

تتردد على لسان رهف جملة مؤلمة: "وين رجليّ يا بابا، رجليّ خربوا"، في مشهد يقطع القلوب. والدها، الذي يواجه هذه المعاناة بشجاعة، يناشد بتسهيل سفرها للخارج لتلقي العلاج اللازم، حيث أن ما تحتاجه من رعاية طبية غير متوفر في قطاع غزة.

وفي لحظات مؤلمة، عندما ترى رهف الأطفال يمشون على أقدامهم، تتعرض لنوبات من البكاء الهستيري، مما يدل على الحالة النفسية الصعبة التي تعاني منها.

كل ما يتمناه والدها هو أن يتمكن من تركيب أطراف صناعية لابنته الصغيرة في الخارج، لتعيد لها بعضاً من حياتها الطبيعية.

أرقام مروعة: 4000 عملية بتر لأطفال غزة

وفقاً لتقرير منظمة الصحة العالمية، تم تسجيل قرابة 4000 عملية بتر لأطفال في قطاع غزة منذ بداية العدوان. هذه الأرقام تعكس حجم الكارثة الإنسانية التي تعاني منها المنطقة.

كما أكدت منظمة "أطباء بلا حدود" أن الأطفال الذين فقدوا أطرافهم في غزة معرضون لخطر مضاعفات مميتة بسبب نقص العلاج والمستلزمات الطبية الضرورية. فالمستشفيات تعاني من نقص حاد في المعدات، بالإضافة إلى إغلاق الحدود، مما يمنعهم من الحصول على العلاج المناسب.
وتبقى ليلة الحلقة 31

يستمر والد رهف في البكاء متسائلاً عن الجريمة التي ارتكبت ضد ابنته، التي ستقضي بقية حياتها بدون أطراف، في وضع صحي ونفسي مأساوي. منذ بداية الإبادة، كان الأطفال هم الأهداف الرئيسية لآلة الإرهاب الإسرائيلية، حيث تم توثيق استشهاد وإصابة عشرات الآلاف منهم.