الدعم النفسي لمريضة سرطان الثدي وأمور يجب تجنبها
يعاني مريض السرطان بشكل عام من حالة نفسية صعبة بسبب الأوضاع الصحية التي يمر بها وخوفه من تطور المرض لديه، وتعاني النساء المصابات بسرطان الثدي من مخاوف إضافية تتعلق بعملية استئصال الثدي والتي تؤثر عليهن نفسياً بشكل كبير إلى جانب أعراض العلاج الكيميائي مثل تساقط الشعر والآلام الشديدة، ويعتبر الدعم النفسي من أهم عناصر علاج مريض السرطان والذي يحمل مسؤوليته كل من الأطباء والأشخاص المحيطين بالمريضة.
يرتبط التشخيص بسرطان الثدي بالمخاوف والضغوطات النفسية والاجتماعية التي قد تصل إلى الاضطرابات النفسية الشديدة، وقد تدفع المخاوف الوجودية والأفكار السلبية المريضة للامتناع عن القيام ببعض الأشياء المفيدة أو القيام ببعض الأشياء التي تضر صحتها، ما ينعكس بشكل سلبي على رحلة العلاج وفرص الشفاء.
تشير الدراسات إلى أن الدعم النفسي لمريضات سرطان الثدي له دور كبير في تحسين الحالة الصحية للمريضة والتقليل من الأعراض الجانبية المصاحبة للعلاج وتحسين الحالة النفسية العامة، حيث أظهرت دراسة عام 2007 أن المريضات اللواتي حصلن على دعم نفسي من الفريق الطبي المشرف على العلاج أظهرن تحسن ملحوظ مقارنة بالمريضات اللواتي حصلن على علاج روتيني. [1]
كما أن هناك الكثير من الأفعال التي تساعد في تقديم الدعم المعنوي للمرأة المريضة بسرطان الثدي، هناك أيضاً بعض الأفعال التي يجب تجنب القيام بها أمام مريضة سرطان الثدي وفيما يلي أهم الأفعال التي يجب تجنبها:
لا توجد عبارات محددة يمكن أن تخفف من الحالة النفسية الصعبة لمريضة سرطان الثدي، حيث أن ذلك يعتمد على طبيعة الموقف الذي تذكر به العبارة والشخص الذي يقولها، ولكن يوجد بعض العبارات التي يمكن ذكرها أو ذكر ما يشابهها في المعنى ومنها:
- "أنا هنا من أجلك وفي كل وقت" غالباً ما تشعر مريضة سرطان الثدي بالعزلة والوحدة وبأن الناس يعتزلونها، لذلك أكد لها في هذه الكلمات أنك مهتم بها وأنها أولوية في حياتك فذلك يقلل من شعورها بالوحدة ويساعدها على أن تكون أقوى في مواجهة المرض.
- "إني أدعو لك في صلواتي" غالبا ما يشعر المريض بالحاجة للتقرب من الله عزّ وجلّ أثناء المحن والأمراض الصعبة، وتذكير المريضة بأنك تدعو له للشفاء يقلل من خوفها ويساعدها لتكون أقوى في مواجهة المرض، كما أن الشعور باهتمام المحيط يعد مصدراً للراحة النفسية.
- "أنت جميلة في جميع حالاتك" يعتبر الرضا عن الذات والراحة النفسية جزء من العلاج، فهذه الكلمات تزيد من ثقة مريضة سرطان الثدي بنفسها حيث يعني المظهر الخارجي الكثير لمريضة سرطان الثدي.
- "هذا الوقت سيمضي" تذكير مريضة سرطان الثدي أن ما تمر به هو وضع مؤقت ولن يستمر إلى الأبد سيشعرها بالراحة ويزيد من قوتها، لذلك يجب دائماً ذكر العبارات التي تساعد المريضة على التفكير بما يجب أن تفعله بعد الشفاء، حيث أن هذا الأمر يجعل المريضة تشعر وكأن الشفاء قادم لامحالة.
- "أنتِ أقوى مما تظنين ومما نظن" إن تقديم كلمات التشجيع والتأكيد على قوة مريضة سرطان الثدي يمكن أن يذكرها بصلابتها وقوتها وقدرتها على التحمل وتجاوز هذا المرض لذلك لا تخف من تكرار ذلك على الدوام فهذه الكلمات تسلط الضوء على قدرة المرض على تجاوز هذه الحالة الصعبة. [2]
لا يقتصر دعم مريضة سرطان الثدي على ذكر العبارات الجيدة فقط، بل يجب التأكد من تجنب العبارات السلبية التي قد تساهم في تثبيط الحالة النفسية للمريضة وتذكيرها بمرضها بشكل دائم ونذكر بعض الأمثلة عن هذه العبارات فيما يلي:
- "إنه مجرد ثدي وقد كبر أطفالك ولا تحتاجينه" تقال هذه العبارة عادةً لمريضة سرطان الثدي بهدف التخفيف عنها بأن علاج هذا النوع من السرطان بسيط وهو استئصال الثدي ويعتقد الكثير من الأشخاص أن مثل هذه العبارات قد تساعد المريضة لكن على النقيض فهذه العبارات تؤدي دوراً عكسياً، حيث أن الثدي للمرأة هو ليس مجرد عضو ينتهي عمله بعد أن يكبر الأطفال، بل هو جزء من هويتها الجنسية والنفسية وهو ما يشعرها بأنوثتها، لذلك فقدانه ليس أمراً بسيطاً كما يعتقد الكثير من الأشخاص.
- "إنه مجرد شعر وسيعود من جديد" يعتبر فقدان الشعر جزء صعباً للغاية من رحلة علاج سرطان الثدي للمرأة، حيث أن الشعر أيضاً هو من هوية المرأة الجنسية ويساهم في تكوين الصورة التي تفضلها، لذلك من الأفضل الحديث عما يمكن أن يعوض تساقط الشعر مثل استخدام الباروكات أو التغزل بالباروكة حين تستخدمها أو تجنب الحديث عن الشعر بشكل كامل.
- "أنا أعرف ما تمرين به" عادةً ما تكون المرأة بحاجة للشعور إلى من يقف بجوارها ويتضامن معها أكثر من حاجتها لمعرفة ما الذي يمكن أن يحدث الآن أو في المستقبل، لذلك من الأفضل تجنب الحديث عما يمكن أن يحدث أو أنك مررت بهذه التجربة من قبل وخاصةً إذا لم تكن مصاب بهذا المرض تحديداً.
- "صديقتي أصيبت بسرطان الثدي وهي بخير لذلك أنتِ ستكونين بخير" بالرغم من أن هذه العبارة قد تساعد في دعم المريضة نفسياً، لكنه أيضاً قد يسبب لها الشعور بأنك لا تشعر بحالتها النفسية وأنك تقلل من أهمية مرضها، الامر الذي يسبب لها الشعور بعدم الاكتراث أو اللامبالاة لحالتها الصحية لذلك من الأفضل تجنب الحديث عن عبارات المقارنة مع الأشخاص الآخرين أمامها.
- "سرطان الثدي أفضل من غيره" أيضاً تعتبر هذه العبارة من العبارات التي تقلل من أهمية المرض والظروف الصعبة التي تعاني منها المرأة المصابة بسرطان الثدي لذلك تجنب قول هذه العبارة ويفضل الحديث بدلاً عن ذلك عن طرق العلاج والشفاء من المرض مستشهداً بكلام الطبيب الإيجابي.
- "كوني إيجابية" قد تبدو هذه الكلمات بمثابة نصيحة جيدة ولكنها قد تتجاهل مشاعر وآلام المريضة فالإيجابية تكون عندما يفكر الإنسان بأشياء سيئة وليس عندما يمر بها، فالأفضل أن تجعل المريضة تعبر عن مخاوفها وقلقها وتستمع لها وتشعرها بدعمك.
- "أعرف مريضة سرطان ثدي فقدت ثديها ثم ماتت" تعتبر من أسوأ العبارات التي يمكن ذكرها أمام المريض أو ذكر أي عبارة تتضمن فشل العلاج أو التذكير بالموت، فمثل هذه العبارات تدمر الحالة المعنوية للمريضة وتسبب انهيار حالتها النفسية والصحية فيما بعد. [3]
أخيراً هناك بعض النصائح التي سنقدمها لك تفيد في التعامل مريضة سرطان الثدي:
- كن مستمعاً جيداً: كن متاحاً دائماً للاستماع للمريضة في بعض الأحيان لا يكون هناك حاجة للكلام ويكفي أن تنصت لمخاوفها وأحزانها دون مقاطعتها أو لومها على مشاعرها.
- كن مستعداً لتقلب مزاج المريضة: تعاني مريضة سرطان الثدي من حالة نفسية وعصبية صعبة مما يجعلها متقلبة المزاج ولا تستطيع السيطرة على نفسها مما قد يسبب ازعاجاً للمحيطين بها لذلك يجب أن تكون مستعدً لهذه التقلبات ومتفهماً لحالتها الجديدة.
- خلق جو من المرح: حاول اخراج المريضة من جو الاكتئاب والحزن بين فترة وأخرى من خلال خلق جو مرح بإلقاء بعض النكات أو الذهاب إلى حفلات وتجمعات الأصدقاء.
- دعها تعرف أنك على استعداد لتلقي كل مكالماتها: غالباً ما تعاني مريضة سرطان الثدي من الأرق خلال الليل نتيجة التفكير والقلق لذلك يمكن أن يكون الكلام مع أحد الأشخاص مريحاً جداً، أبلغها أنك لا تمانع من تلقي مكالمتها في أي وقت في الليل.
- الانتباه إلى مناعة المريضة: غالباً ما تكون مناعة مريضة سرطان الثدي ضعيفة لذلك كن حذراً عند الاقتراب منها إذا كنت تعاني من أمراض معدية مثل الانفلونزا لأن تأثير المرض عليها يكون أقوى. [6]