المشاكل التي تعاني منها المرأة العاملة
تواجه المرأة العاملة العديد من المشاكل التي تعرقل حياتها اليومية وهي تقدم العديد من التضحيات من أجل الاستمرار في حياتها وعملها، وصحيح أن هذه المشاكل تقل مع الوقت في ظل التطور الثقافي والفكري وتأمين أحوال جيدة للعمال، ولكن على الرغم من ذلك لم يتم التخلص منها نهائياً وبقيت بعض المعوقات والمشاكل التي سنذكرها في هذا المقال.
تكافح المرأة العاملة من أجل تخطي العقبات التي تواجهها في حياتها الخاصة والاجتماعية، فقد تتعرض لنقد من الأشخاص أو لبعض المضايقات والمعوقات التي تؤثر عليها سلباً وتسبب لها بعض المشاكل ومن هذه المشاكل: [1]
- الرفض في العمل: قد لا يتقبل صاحب العمل توظيف المرأة ظناً منه أقل كفاءة أو مسؤولية من الرجل وهذه النظرة التهميشية للمرأة سببت لها تراجعاً في ميادين العمل وصعبت عليها الطريق، كما أن بعض الأشخاص يرفضون توظيف المرأة التي لها أطفال أو مسؤوليات منزلية بسبب فكرة عدم قدرتها على الموازنة بين العمل والمسؤوليات الأخرى فقد تتقاعس وتبدأ بتقديم الأعذار.
- العادات والتقاليد: في الكثير من المجتمعات تنص العادات والتقاليد على عدم وجوب عمل المرأة أو حصولها على وظيفة، فيتم تهميشها واقتصار دورها على المنزل والتربية، كما أن حرمان المرأة من التعليم بسبب العادات والتقاليد يسبب انخفاض فرص حصولها على العمل المعتمد على الشهادات وذلك سيحول بينها وبين المشاركة في سوق العمل.
- التفريق بين الجنسين في العمل: بعض الأشخاص يفضلون توظيف الرجال والشباب على توظيف المرأة، فيتغاضى صاحب العمل عن مقاييس المهارة والخبرة والشهادة ويميل للاختيار بطريقة عنصرية أو يرى أنها تخدم عمله أكثر، كما أن المناصب القيادية غالباً ما تكون للرجال وهذا يقلل من فرص إثبات المرأة لنفسها في العمل.
- نظرة المجتمع للمرأة العاملة: تنظر بعض المجتمعات نظرة سلبية مليئة بالشكوك للمرأة العاملة، حيث أن البعض يصل إلى درجة احتقارها لأنها تعمل، فتواجه الضغوط من الأفراد المحيطين بها وقد تتعرض للأذى اللفظي أيضاً.
- طبيعة العمل: لا تناسب جميع الأعمال مع قدرات المرأة، فهنالك أعمال تكون ذات طبيعة قاسية تحتاج إلى جهد ووقت كبيرين وخاصة إذا كان للمرأة مسؤوليات منزلية أو مرتبطة بالتزامات خاصة، فيصبح العمل متعباً لها ويأخذ حيزاً كبيراً من صحتها ووقتها.
لا تقتصر معوقات عمل المرأة وصعوباته على الأسباب الاجتماعية فهذه يمكن التغلب عليها مع بعض الإرادة واستغلال الفرص، ولكن ما يؤرق راحة المرأة العاملة أكثر هو المعوقات التي تربط بأسرتها سواء الزوج أو الأبناء أو الأهل ومن هذه الصعوبات: [2]
- عدم تقبل الزوج لعمل الزوجة: بعض الرجال لا يتقبلون فكرة عمل الزوجة لأسباب عديدة منها التعصب والتمسك بالعادات والتقاليد، أو بسبب التقصير في الواجبات الزوجية لذلك تنشأ عاقبة كبيرة أمام المرأة في حال رفض زوجها العمل.
- صعوبات تربية الأطفال: الأم هي المعلمة والمربية التي تنشأ أطفالها وتؤمن لهم بيئة مناسبة للنمو والنضج، ففي حال كان الأطفال صغار قد تواجه المرأة بعض الصعوبات في الموازنة بين التربية والعمل، وخاصة في حال عدم توافر مكان ليبقى فيه الأطفال أثناء فترة العمل.
- التوازن مع الأعمال والواجبات المنزلية: سيكون من الصعب لدى بعض النساء تحمل ضغط الموازنة بين الأعمال المنزلية من تنظيف وترتيب وتجهيز الطعام وبين العمل، فذلك قد يسبب إجهاد كبير مالم تنظم وقتها وأعمالها بشكل مدروس ومريح.
- الحمل والإنجاب: تتعرض المرأة لصعوبات في العمل في حال كانت حاملاً، وخاصة إذا كان العمل مجهداً فقد يسبب الإجهاض، لذلك تعد المرأة الحامل من أكثر النساء التي تواجه مشاكلاً في العمل على الصعيد الصحي والجسدي والنفسي.
- مشاكل في الروابط الأسرية: قد لا تجد المرأة العاملة وقتاً لتشارك فيه أبنائها أو زوجها تفاصيل يومهم، حيث تكون متعبة ومنهكة بعد إنجازها لأعمالها، وهذا يضعف الروابط الأسرية، ولن تجد العائلة وقتاً لصلة الرحم ولا للزيارات الاجتماعية وذلك سيسبب مشكلة وضمور في العلاقات الاجتماعية.
تتجه النساء للعمل في الأماكن التي تناسب مكانتها في المجتمع والتي توفر لها الراحة، ولكن ليست كل النساء تحظى بمكان مريح فبعضهن يواجهن مشاكل وعقبات بسبب الزملاء أو مكان العمل، وسنذكر هذه المشاكل في هذه الفقرة: [3]
- التحرش في العمل: تواجه بعض النساء مشاكل كالتحرش والمضايقات من قبل زملاء العمل وهذا يؤثر سلباً على نفسية المرأة ويفقدها تركيزها بالعمل وقد تخاف وتفقد قدرتها على التعبير عن حقها وحريتها، فلا تجد هذه المرأة حل سوى ترك العمل فتفقد حقها وفرصتها في الحصول على الوظيفة.
- بعد مكان العمل: قد يكون مكان الوظيفة بعيداً عن منزل المرأة فتستغرق وقتاً طويلاً للوصول وتستنزف طاقتها، خاصة إذا كانت الموصلات غير مؤمنة أو مكان العمل خارج المدينة.
- عدم المساواة في الأجور: في أغلب الأعمال لا تتساوى أجور النساء مع الرجال الذي يشاركونهم نفس طبيعة العمل، وهذا يشكل عائقاً أمام النساء اللواتي من حقهن تقاضي الأجر المناسب للوظيفة التي يقمن بها.
- الإشاعات التي تطال المرأة في العمل: قد تتعرض بعض السيدات العاملات لتشويه السمعة في مكان العمل من قبل أشخاص تتملكهم الغيرة وحب الأذية، فيستغلون نقاط ضعف المرأة ليسببوا لها الأذى والضرر، ويتجهون لإطلاق الأقاويل الكاذبة التي تشوه صورتها في العمل، لذلك يجب على المرأة أن تتحلى بالصبر والقوة لتواجه مثل هذه المشاكل.
- طبيعة رئيس العمل: قد يشكل المدير مصدراً للمشاكل والإزعاج في حال فرق بين المرأة والرجل في العمل، وقد يضغط على المرأة ويسلمها أعمال صعبة وقاسية لا تناسب طبيعتها من أجل أن الوصول لرغبات أو مصالح شخصية منها، أو أن يكون غير متفهم وغير مراعٍ للأعذار التي قد تقدمها المرأة.
ذكرنا أعلاه أكثر المشاكل التي قد تواجه المرأة العاملة في جميع النواحي الأسرية والاجتماعية، وفي هذه الفقرة سنطرح حلول مناسبة لتخطي هذه المشكلات ولمساعدة المرأة على إثبات جدارتها ومن هذه الحلول نذكر: [4]
- التطور الاجتماعي والانفتاح الثقافي: من المهم تبادل الثقافات والمعارف من أجل التخلي عن التعصب والتحجر للعادات والتقاليد، فتتغير العقلية يساهم وبشكل كبير في تحسين وضع المرأة العاملة، فتتلاشى النظرة السلبية والانتقادات الجارحة مما يفسح مجالاً للمرأة للعمل بحرية.
- التنظيم بين الواجبات المنزلية والعمل: من أهم الخطوات لحل مشاكل المرأة العاملة هي معرفة كيفية إدارة الوقت لتنظيم الأعمال المنزلية فمن الممكن وضع جدول زمني، كما يمكن تسجيل الأطفال في معاهد أو نشاطات أثناء فترة العمل.
- وضع رقابة أخلاقية: يتم حل مشكلة التحرش بوضع رقابة وعقوبات على الشخص المتحرش، وبذلك ستنخفض حالات التحرش بشكل ملحوظ وستزداد ثقة المرأة بنفسها كما يجب تأهيل المرأة للتعامل مع مثل هذه الحالات للتحرر من الصمت والخوف.
- المساواة بين الرجل والمرأة في العمل: من الممكن إصدار بعض القوانين التي تدعم المرأة وتجعلها مساوية للرجل في الأجور وفي فرص العمل، وبذلك يتم دعم المرأة واعطائها فرصة في إثبات نفسها وفرصة للوصول إلى المكان المناسب لقدراتها ومهاراتها.
- عدم التعمق في العلاقات مع زملاء العمل: يجب على المرأة المتزوجة أن تحدد نطاق علاقاتها في العمل ولا تسمح لأحد من الزملاء الذكور بالاقتراب منها أو التعمق في الحديث معها، وذلك من أجل حل المشاكل مع زوجها إن وجدت فالعلاقات السطحية تجعل الرجل مرتاحاً من ناحية عمل المرأة.
كل امرأة مقبلة على العمل يجب عليها البحث في المشاكل والنظر إلى الحلول والنصائح للتمتع بعمل خالٍ من المشاكل، لأن النصائح ترسم خطة مسبقة للعمل الناجح والمبهر، لذلك في هذه الفقرة سنقدم النصائح المهمة والتي تساعد في تخطي المشاكل المحتملة: [5]
- إثبات النفس: أهم نصيحة للمرأة هي أن تكون قادرة على إثبات نفسها في ميدان العمل، لأن الشخصية القوية تجعلها رائدة في مجالها ومتميزة بين زملائها، لذلك من المهم التخلي عن الضعف والخوف والتحلي بالثقة بالنفس من أجل عمل ناجح.
- الدراسة والتعلم: من الجيد أخذ فكرة عن طبيعة العمل ودراسة الأشياء التي تفيد في تطويره، والتسجيل في المعاهد والدورات والحصول على الشهادات من أجل زيادة فرص العمل، كما أن الثقافة والمعلومات تسير بالمرأة نحو المناصب القيادية في العمل.
- الالتزام بالأخلاق: هذه النصيحة الذهبية لتخطي مشاكل التحرش ونظرة المجتمع المليئة بالشكوك، فاتباع التصرفات الأخلاقية كارتداء الملابس المحتشمة وتجنب الضحك بصوت عالٍ يخلق لك شخصية ملتزمة في العمل يبعد المتحرشين وأصحاب النوايا السيئة.
- تخصيص يوم للتسوق: من الممكن تخصيص يوم لشراء الاحتياجات الأسبوعية المنزلية كمستلزمات الطبخ أو مستلزمات الأطفال لتجنب إهمال الواجبات المنزلية ولتوفير الوقت، كما أن هذا اليوم سيكون بمثابة نزهة عائلية مع الأطفال لتوطيد العلاقات، وبذلك يمكن تخطي بعض المشاكل المنزلية.
- اكتساب الوعي والمرونة: إن امتلاك المرأة العاملة للوعي والمرونة يمكّنها من تجنب العديد من المشاكل التي تتعرض لها، فالمرأة الواعية ستجد حلاً بهدوء وتفكير للمشاكل المفاجئة التي قد تظهر لها، كما أن المرأة الواعية ستتجنب الغيرة والنميمة التي قد تحدث بين زملاء العمل ولا تعطيها وقتاً وأهمية، كما أنها ستستطيع التوفيق بين عملها ومنزلها وإرضاء الطرفين، لذلك اتبعي هذه النصيحة وكوني واعية وملتزمة ومتفهمة للوصول إلى العمل المثالي والمتكامل.