الكمالية في علم النفس أسبابها وأنواعها
يسعى العديد من الأشخاص لتحقيق الكمالية (Perfectionism) في العديد من جوانب حياتهم، فنجدهم لا يقبلون الخطأ أو الضعف في أي جانب يخصهم. لذا، إليكم مقال عن الكمالية، مفهومها وأبعادها، أسبابها والفرق بين الإتقان والسعي إلى الكمال، وأنواع الكمالية، وعلاج الشخصية الكمالية.
ما معنى الكمالية؟ مصطلح الكمالية في علم النفس يشير إلى سمة شخصية يسعى من خلالها الفرد إلى بلوغ الكمال، ووضع معايير عالية جداً للأداء، يصحبها تقييمات نقدية مبالغ فيها، ومخاوف من تقييمات الغير، ومن الأفضل تقييمها على أنها صفة متعددة الأبعاد، حيث اتفق علماء النفس على اشتمال الكمالية على العديد من الصفات الإيجابية والسلبية أيضاً.
الكمالية في اللغة تعنيالتمام، والكمالية مصدر صناعي من كمال، وهو إيمان بأن الكمال الأخلاقي والروحي يمكن أن يحققه الناس في هذه الحياة.
تدفع الكمالية الأفراد إلى محاولة تحقيق المثالية التعجيزية، إلا أنها تدفعهم أحياناً إلى الوصول إلى أهدافهم، وفي النهاية يستمدون الشعور بالسعادة من تحقيق هذه الأهداف، ولكن المشكلة تظهر في حال لم يتمكن أحدهم من تحقيق هذه الأهداف، إذ يدخل عندها حالة من الكآبة كرد فعل، لأن الضغط على النفس لتحقيق أهداف غير واقعية يدخل الفرد في حالة من الاكتئاب والحزن، وعادة ما يميل الكماليون إلى لوم أنفسهم بشدة عند الفشل في تحقيق المعايير التي وضعوها لأنفسهم.
الكمالية نموذج متعدد الأبعاد، يتكون من أبعاد ثلاثة:
لماذا يسعى بعض الأفراد إلى الكمالية؟ ما هي أسباب الكمالية عند الأفراد؟... ثمة أسباب عدة وراء هذه الحالة، ولعل أهم أسباب الكمالية يتلخص بالآتي:
للكمالية نوعان رئيسيان، ينطوي فهمهما على التمييز بين الكمالية والإتقان، وأنواع الكمالية هي:
والآن، وبعد أن عرفنا أسباب الكمالية وعلاماته، لا بد من الحديث عن طرق علاج الكمالية ونصائح للتخفيف منها:
- علينا بداية تحديد أهدافنا والتي ستدفعنا حتماً لبذل أقصى ما لدينا لتحقيقها، لا أن نفكر فيها بشكل سلبي.
- علينا أن نحاول تفويض بعض المهام للآخرين، ممن نثق بهم من حولنا وعدم القيام بأبسط الأشياء بأنفسنا.
- على الفرد تقدير نجاحاته وإنجازاته، من خلال تقييم ذلك مع أنفسنا، لا مع الآخرين.
- التوقف عن التفكير بطريقة الأقطاب، والأبيض أو الأسود.
- الابتعاد عن المفردات السلبية، كوصف الذات المستمر بالفشل، بل علينا تحديد الجانب الذي فشلنا فيه، ونقاط القوة لدينا، والعمل على إصلاح نقاط الضعف عندنا.
- اتباع أسلوب النقاش والسماع من الآخرين، دون لوم أو نصح، مما يساعد في التماس الأعذار لهم.
كل هذه الطرق قد تكون مجدية، وتساهم في علاج مشكلة الكمالية أو التخفيف منها، وإعادة السلوك إلى المسار الصحيح، وتحويلها إلى المثالية، ولكن في حال فشلنا في ذلك، فلا بد من الاستعانة بأصحاب الخبرة والأخصائيين، لطلب المشورة منهم.