-

الميسوفونيا: اضطراب الصوت المزعج

الميسوفونيا: اضطراب الصوت المزعج
(اخر تعديل 2025-06-11 01:01:26 )

هل شعرت يومًا بالانزعاج الشديد بسبب صوت مضغ الطعام أو نقر الأقلام؟ إذا كان الأمر كذلك، فقد تكون واحدًا من العديد من الأشخاص الذين يعانون من حالة تعرف باسم "الميسوفونيا". تعد هذه الحالة واحدة من أكثر الاضطرابات غموضًا، رغم أنها لا تزال "ظاهرة غير مبلغ عنها بالشكل الكافي" كما يصفها الباحثون.

ما هي الميسوفونيا؟

الميسوفونيا، التي تم اعتماد مصطلحها في عام 2001، تصف حالة مزمنة يشعر المصابون بها بردود فعل سلبية شديدة تجاه أصوات معينة، مما يؤثر على حياتهم اليومية وتفاعلاتهم الاجتماعية. تشير التقديرات إلى أن ما بين 5% إلى 20% من السكان قد يعانون من هذه الحالة، ولكن قد تكون النسبة أعلى بكثير حيث يتم وصف هذا الاضطراب بأنه "ظاهرة غير مبلغ عنها بشكلٍ كبير".

الأسباب الوراثية للميسوفونيا

كشفت دراسة حديثة أجراها فريق من المركز الطبي بجامعة أمستردام، والتي نشرت في صحيفة "نيويورك تايمز"، عن أسرار وراثية وراء هذا الاضطراب. شملت الدراسة تحليل بيانات حوالي 80 ألف شخص، وتوصلت إلى نتائج مثيرة تربط الميسوفونيا بعدد من الحالات النفسية والعصبية. ووجدت الدراسة تداخلًا جينيًا بين الميسوفونيا واضطرابات مثل الاكتئاب، القلق، وطنين الأذن المزمن.
زهور الدم الحلقة 511

ردود الفعل على الأصوات

أوضح الأستاذ المساعد ديرك سميت، قائد الفريق البحثي، أن "الجينات المرتبطة بالميسوفونيا تتقاطع مع جينات سمة الشخصية التهيجية". يعاني الأفراد المصابون من نوبات غضب شديدة عند سماع الأصوات المحفزة، مما يؤدي إلى سلوكيات تجنب ومشاعر بالذنب. ومن الاكتشافات المثيرة للجدل في هذه الدراسة هو الارتباط السلبي غير المتوقع بين الميسوفونيا واضطراب طيف التوحد، مما يتطلب مزيدًا من البحث لفهم هذه الظاهرة بشكل أفضل.

الدراسة ونتائجها

اعتمدت الدراسة على تحليل 44 سمة ومرضًا مختلفًا، بما في ذلك الحالات النفسية والسمعية وسمات الشخصية. وقد رصدت علاقة قوية بين موضع جيني محدد والحساسية المفرطة تجاه أصوات المضغ. ومع ذلك، حذر الباحثون من بعض القيود، مثل الاعتماد على تشخيص ذاتي للمشاركين بدلاً من تشخيص طبي رسمي.

دواعي الاهتمام والبحث المستمر

تفتح هذه النتائج آفاقًا جديدة لفهم أعمق لأحد أكثر الاضطرابات غموضًا، مما يبرز الحاجة الملحة لتطوير أساليب تشخيص وعلاج أكثر دقة. يجب أن نعمل على زيادة الوعي حول هذه الحالة التي يمكن أن تعكر صفو الحياة اليومية وتؤثر سلبًا على العلاقات الاجتماعية.

إذا كنت تعاني من الميسوفونيا، فلا تتردد في البحث عن الدعم. ففهم حالتك هو الخطوة الأولى نحو تحسين جودة حياتك.