حبيبي يطلب مني صور لي ماذا أفعل؟
من المواقف التي قد تتعرض لها الكثير من الفتيات هو الطلب من قبل حبيبها أن ترسل له صور لها، وقد يستخدم الكثير من الذرائع أو الضغوطات عليها لإقناعها بذلك، وهذا ما يضع الفتاة في موقف محرج بين أن تسايره وتعرض نفسها لمواقف الابتزاز والاستغلال أو ترفض وتعيش مع خوفها من فقدان العلاقة وتهديداته له، كيف يجي أن تتصرف الفتاة في هذه الحالة.
العديد من الأسباب تجعل الشاب يطلب الصور من حبيبته، وخاصة إذا كانت علاقتهما جديدة أو عبر وسائل التواصل، والحقيقة أن جميع الشبان يهتمون بشكل الفتاة وجمالها ولكن في كثير من الأحيان قد يكون الطلب عن سوء نية، ومن هذه الأسباب:
- يريد اختبار أخلاق الفتاة: يرى بعض الشبان أن طلب صور خاصة من البنت وسيلة لاختبارها أخلاقياً، فإن هي رضيت بذلك فهذا يعني أنها فتاة متهورة وجريئة وسهلة المنال، وقد تلبي هذا الطلب لأي شاب آخر وبالتالي فهي لا تصلح أن تكون شريكة حياته.
- التسلية واللعب: بعض الشبان يحاولون الحصول على صور للفتاة لكي يتباهوا بذلك أمام أصدقائهم وتجميع صور الفتيات اللواتي دخلوا معهن في علاقات، وربما التسلية بالصور مثل وضع بعض العلامات عليها ونشرها أو نشرها في مجموعات خاصة بالشبان على وسائل التواصل الاجتماعي.
- يريد استغلالك وابتزازك: يطلب الشاب صور عارية أو صور بملابس خفيفة متذرّعاً بالشوق والحنين وقوة العلاقة مع البنت، أو حقه عليها أن يرى جسدها لأنه سيخطبها، وعندما يحصل على ما يريد فقد يبدأ باستغلالك لتلبية طلباته خوفاً من نشر صورك وإيذائك، وقد يكون هذا الاستغلال مادياً أو جنسياً.
- الرغبة الجنسية: الكثير من الشبان لا يرون في الفتاة سوى وسيلة لإشباع حاجاتهم ورغباتهم الجنسية، وإذا كانت العلاقة لم تصل لحدود الزواج أو الارتباط الجدي فقد يسعى الشاب لطلب صورة من حبيبته وخاصة الصور الشخصية كأن تكون في الملابس الداخلية أو ملابس خفيفة فقط بدافع الإثارة وإشباع رغبته، لكنه بكل تأكيد لن يقبل لاحقاً الارتباط بفتاة أرسلت صورها الخاصة له.
- الإعجاب والرغبة برؤيتها بشكل مستمر: وهذا ليس سبباً شائعاً، فقد يطلب الشاب صور من حبيبته بحجة أنه يريد أن يراها دائماً قريبة منه أو أنه يشعر بالطمأنينة عند رؤية صورها! قولي له أن يتقدم لخطبتك والزواج منك ليشعر بالطمأنينة كل يوم وكل ساعة.
تتساءل الفتيات عن معنى أن يطلب منها الحبيب صور لها لتعرف كيف يجب أن تتصرف وترد على طلبه، وهل هذا الطلب دائماً يكون عن سوء نية أم يوجد حالات أخرى؟ ومن الحالات التي قد تدفع الشبان لطلب صور الفتيات:
- يريد معرفة الشخص المتحدّث إليه: هذه الحالة تكون في حالات التعارف عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فالجميع يريد أن يتعرف على شكل الشخص الذي يتكلم معه، وهو أمر طبيعي ما لم يكون هناك سوء نية، مع ذلك إن لم تكن الفتاة تضع صورتها على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل طبيعي فلا يجب أن ترسل له أي صور.
- يرغب بمعرفة حدودك: طلب الصور من البنت من الطرق التي يتبعها الشاب لمعرفة مدى سهولة استدراج الفتاة إلى ما هو أبعد من الصور، مثل مكالمات الفيديو أو حتى اللقاء في مكان خاص، وغالباً ما ينسحب الشاب من العلاقة عندما ترفض الفتاة إرسال صورها، أو أن يكون جاداً ويتقدم إليكِ بالطرق الطبيعية والمشروعة.
- يطلب الصور من كل فتاة يحادثها: غالباً هذا الشاب الذي يطلب صوركِ يفعل ذات الشيء مع كل بنت يتحدث معها على مواقع التواصل الاجتماعي، ننصحك بصدق؛ بمجرد أن يطلب منك شاب صوراً خاصة لكِ تأكّدي أنه متلاعب وليس هو الشخص الذي يمكن أن يؤتمن على حبّكِ، ارفضي وسيكون موفقه فاضحاً لنواياه.
- يريد تبادل الصور بينكما: قد يطلب الشاب صور لحبيبته لكي يدفعها أن تطلب هي بدورها صور له، وقد يريد بذلك تبادل الأحاديث ومواضيع النقاش لجذب الفتاة وتعميق العلاقة معها، لكن هذا النوع من الشبان يبحث عن علاقة عابرة قد لا تتعدى تبادل الصور! وليس الشاب الذي تريدين الارتباط به بكل تأكيد.
- سينشر صورك بين أصدقائه: يطلب بعض الرجال المزيّفون (صاحبيّ الشخصية السلبية والسيئة) صور كثيرة خاصّة من البنت بحجة شغفهم وحبهم، وما أن يحصلوا على مرادهم يقومون بنشرها وتبادلها بين بعضهم البعض للسخرية والابتزاز وأذى الآخر.
هناك العديد من الإجابات التي تستطيعين أن تقدميها لحبيبك أو خطيبك عندما يطلب صورك دون التطرّف والتعصب في الردّ وبطريقة هادئة دون تخسريه، ومن بينها:
- التصرّف بصدق: ليس عليك إلا أن تكوني ذات شخصية صادقة مع حبيبك، وتظهري رفضك بلطف أمامه في حال لم تكوني راضية عن طلبه، كأن تقولي لا أقبل أو لا أرغب بإرسال صور خاصّة لي دون أن يكون هناك ارتباط رسمي وشرعي بيننا.
- الرفض بشكل قاطع: رفض إرسال صورك للشاب ليس فقط أكثر أماناً، وإنما هو اختبار حقيقي لجديته وأخلاقه، فإذا ابتعد وقطع العلاقة لا تلومي نفسكِ، لأنه كان سيطلب ما هو أكثر من الصور، وكان سيبتعد على كل حال.
- إعلام الأهل: إحدى الطرق المثالية هي إعلام الأهل بما يطلبه حبيبك وأخذ المشورة منهم فهم أعلم بمصلحتك، وهم سيقررون التصرف الأصلح في هذه الحالة، وإن لم يكن من الممكن إعلام أهلك بالأمر فلا ترسلي له أية صور.
- اعتماد مبدأ التسويف: تستطيعين اعتماد مبدأ التسويف والتأجيل في كل مرة يسأل بها عن صورك، كأن تقولي له: أفضّل الانتظار حتى أحصل على صورة مثالية لي تعجبني وهذه الحالة فقط بحال الإحراج وعدم الثقة ولكن بشكل عام يفضل الرفض بصدق.
- تقديم الأعذار: ربما كنت لا ترغبين في أن تتبعي القول والتصرّف الصادق مع من تحبين كي لا تظهرين بشخصيّة فظّة نوعاً ما، فيمكنك عندها تقديم بعض الأعذار كما لو أنك لا تملكين الوقت الكافي لالتقاط صورة، أو ليس لديكِ قدرة على ذلك بسبب أهلك أو أن الكاميرا عاطلة عن العمل.
- التحكم بنوع الصور: في حال كانت لديك الرغبة في إرسال صور لحبيبكِ فلا يجب أن تكون غير الصور التي تشاركينها مع العامة مثل الصورة الشخصية على حسابك على فيسبوك مثلاً.
لا بد من ظهور نتائج عديدة جرّاء إرسال صور خاصة لك إلى حبيبك عن طريق شبكة الانترنت نادراً ما تكون نتائج مُرضية، إلا أن العديد من الآثار تكون مزعجة وخطيرة أحياناً ومن أهمها:
- قطع العلاقة بك: إحدى أهم النتائج التي قد تحصلين عليها بعد إرسالك صور لحبيبك أن يقطع علاقته بكِ، فقد يكون من أولئك الرجال الذين يفضلون عدم الارتباط بالأنثى التي تلبي جميع متطلبات الرجل وعلى رأسها الصور الشخصية، وهذا يسبب شعورك باليأس والإحباط.
- محاولات الابتزاز والاستغلال: بأنواعه الابتزاز العاطفي والجسدي والمادي، تعد هذه النتيجة من أخطر الآثار التي تترتب على إرسال الصور الحساسة والجريئة إلى حبيبك، حيث قد يكون من الشخصيات السيئة والمزيفة التي تسيء إليك وتستغل عفويتك وثقتك المفرطة بالطرف الآخر.
- فقدان الثقة بالنفس: إن عدم الرضى أو فقدان شعور الثقة بالنفس أمراً محتّماً عندما تكونين غير راضية على إرسال الصور وفعلتيها كي لا تخسري من تحبين، ويعتبر هذا الأمر خاطئاً لأن العلاقة الصحيحة تجعلك طموحة وتزيد ثقتك بنفسك.
- الاستهانة والتقليل من شأنك: من المحتمل أن يتعمد حبيبك إهانتك عبر نشر صورك بين رفاقه وقد تلاحظين أنهم يتقربون منك ويجعلونك تشعرين أنك شخصية مستساغة وسهلة الوصول وهذا يثير الرغبة بالانتقام والطرق الخاطئة لرد الاعتبار.
- توثيق روابط المحبة والثقة: تعد هذه النتيجة نادرة إلى حد ما فمن 1% من الرجال ستجدينه متعلقاً ومعجباً بك حتى بعد إرسالك الصور التي يريد، قد تزداد الثقة بينكما والإعجاب ويزيد الحب وتتعمق العلاقات ويظهر ذلك أكثر في حال كان خطيبك أو كصفة رسمية أكثر.
حلل الإسلام رؤية الخاطبين لبعضهما ضمن محيط الأسرة، ويمكن تحديد حكم إرسال البنت صورها للشاب كالآتي: [1]
- في حال كان هناك ثقة بين الطرفين: لا يوجد في الإسلام ما يمنع من رؤية الخاطب لصور خطيبته إن كان ينوي الخطبة وبمعرفة الأهل، وقد خصصّ ذلك في حال تعذّرت الرؤية المباشرة ضمن إطار الخطبة والزواج والنظرة الشرعية المباشرة، على ألّا تكون هذه الصور بغير الصورة التي تظهر عليها الفتاة بين العامّة من الناس.
- إرسال الصور بشروط: إلى جانب أن تكون الفتاة تثق بالشاب وتعرفه بالطرق المسموحة كأن يكون قريباً أو جاراً أو زميلاً، وإضافة إلى ضرورة علم واستشارة الأهل قبل إرسال أي صور للشاب، فيجب أن تكون الصورة المرسلة ساترة للعورة وبالحجاب.
- النظر إلى صور المخطوبة: أباح الشرع أن يرى الشاب صورة الفتاة التي يريد خطبتها قبل الخطبة على أن تكون تلك الصور قد وصلت إليه بعلم الفتاة وولي أمرها وألّا تكون مختلسة وألّا يحتفظ بها، كما فضّل أهل العلم النظرة الشرعية المباشرة على النظر إلى الصورة.
- حكم الاحتفاظ بصور بنت قبل الخطوبة: ليس من الجائز الاحتفاظ بصور الفتاة قبل عقد القِران والزواج حتى إن تمت الخطوبة أو الفاتحة.
- في حال كان الرجل غير معروف: إن كان الرجل غريب أو صديق تعرّفتِ عليه عبر الانترنت أو حتى شخص تعرفينه من الجوار أو العمل؛ من غير الجائز إرسال صورك له، وإن كان جاداً فعليه أن يتقدم لخطبتك من أهلك وإن كان في غير بلادك، ويطلب رؤية صورك من ولي أمرك في إطار النظرة الشرعية.
نقدم إليك بعض التحذيرات والنقاط الهامة كي تتجنبي الوقوع ضحيّة الابتزاز الالكتروني وتبتعدي عن الفضيحة والأذى الذي قد يلحق بك:
- تمهلّي قليلاً: قبل إرسال صورك الخاصّة لشاب أو صديق تعرّفتِ عليه عبر الانترنت منذ فترة قصيرة، واختبري جديته بالارتباط من خلال الطلب الصريح والمباشر أن يتقدم لكِ، ولا تجيبي طلبه بإرسال أية صور خاصة لكِ.
- حددي الصورة المناسبة: في حال قررتِ إرسال صورة لكِ للشاب يجب أن تكون محتشِمة قدر الإمكان، ومن الصور التي يوافق عليها أهلكِ.
- لا ترسلي صوراً خاصة أبداً: بحجّة موقعه في حياتك كحبيب قديم أو خطيب أو حتى زوج وشريك أو إقناعك بشوقه ولهفته عليك، ما عليك إلا إظهار رفضك بلطف أمامه.
- اتخذي القرار دون تأثير منه: إذا هدّدكِ حبيبكِ بإنهاء العلاقة بسبب رفضكِ إرسال صور خاصة فاعلمي أن الأسلم لكِ إنهاء العلاقة من طرفكِ، لا تخضعي للتهديد والابتزاز العاطفي أبداً، فالشاب الذي سينهي علاقته معكِ لأنكِ لم ترسلي له صوركِ، بكل تأكيد سينهي علاقته معكِ عندما يحصل على غاياته منكِ.