طرق الكشف المبكر للسرطان الثدي وأهميته
يتم اكتشاف سرطان الثدي عادة من خلال الأعراض الجسدية التي تلاحظها السيدة والتغيرات في منطقة الثدي، لكن هناك سيدات لا تظهر عليهن هذه الأعراض والعلامات حتى ينتشر السرطان في باقي أعضاء الجسم، مما يزيد من أهمية الفحص المنتظم للثدي خصوصاً بعد سن الأربعين وعند السيدات الأكثر عرضة لخطر الإصابة، ويعتبر الكشف المبكر للسرطان من أهم العوامل في نجاح العلاج وتجنب بعض الإجراءات القاسية.
- تغيرات في الثدي: من علامات سرطان الثدي هو ظهور تغيرات في شكل الثدي بحيث يبدو أكبر من المعتاد ويكون هناك اختلاف بين الثديين من حيث الشكل والحجم كما يكون شكل الثدي متعرجاً وغير مستوي.
- الإحساس بوجود كتل: إن الشعور بوجود كتل صلبة في الثدي أو تحت الإبط يمكن أن يكون عرض لسرطان الثدي ويمكن أن يرافقه ألم عند الضغط ولكن ليس بالضرورة الإحساس بالألم.
- التغيرات الجلدية: غالباً ما يظهر لدى مريض سرطان الثدي تغيرات جلدية تشمل وجود طفح جلدي في المنطقة أو تقشر أو سماكة في الجلد كما يمكن أن تنتشر الدمامل في المنطقة.
- تغيرات في حلمة الثدي:من أعراض سرطان الثدي ظهور تغيرات في الحلمة من حيث الشكل أو الحجم حيث يمكن أن يحدث انقلاب في حلمة الثدي إلى الداخل وهذا أحد الأعراض المهمة، كما يمكن أن يشعر المريض بألم عند الضغط عليها.
- خروج إفرازات من الحلمة: في بعض أنواع سرطان الثدي يمكن أن تلاحظ المريضة خروج إفرازات من حلمة الثدي قد يرافقها ظهور دماء.
- الفحص السريري لسرطان الثدي: يتم إجراء الفحص السريري لسرطان الثدي من قبل الطبيب لاكتشاف أي تشوهات أو تكتلات في الثدي، وذلك من خلال ملاحظة الاختلاف بين الثديين في الحجم أو الشكل وملاحظة أي علامات جلدية غير طبيعية في المنطقة وإفرازات الحلمة في حال وجودها وكل ذلك باستخدام اليدين، في حال لاحظ الطبيب أي من العلامات التحذيرية فيطلب إجراء أحد الاختبارات الأخرى التي تؤكد وجود الورم أو تنفيه.
- فحص الماموجرام: يعتبر فحص الماموجرام أكثر الطرق دقة للكشف عن سرطان الثدي خصوصاً في الحالات التي لم تظهر عليها أية أعراض بعد، والماموجرام هي تقنية تعتمد على الأشعة السينية لتصوير نسيج الثدي للكشف عن التغيرات التي تحدث في أنسجة الثدي، وينصح الأطباء النساء بإجراء فحص الماموجرام مرة واحدة في السنة بعد تجاوز سن 45 عاماً وفي مرحلة أبكر للحالات الأكثر عرضة للإصابة.
- الفحص بالموجات فوق الصوتية: الموجات فوق الصوتية أو الإيكو تستخدم موجات عالية التردد من أجل تشكيل صور لأنسجة وهياكل الثدي باللونين الأسود والأبيض، يستخدم هذا الإجراء لتقييم شكل وحجم أورام الثدي وفيما إذا كان الورم صلباً أو أن الكتل مملوءة بالسوائل.
غالباً ما يتم اللجوء إلى هذه التقنية في الحالات التي لا يحبذ لها أن تتعرض للإشعاعات مثل الحوامل أو من هن أقل من 25 عام، كما تستخدم الموجات فوق الصوتية لمساعدة الطبيب في توجيه الإبرة التي سيتم فيها أخذ خزعة من الثدي بحيث تؤخذ من أنسجة الكتلة المشكوك فيها.
فحص الثدي بالموجات فوق الصوتية إجراء آمن وغير مؤلم ونتائجه سريعة، يقوم الطبيب بوضع هلام على الثدي ثم يعرضها للموجات فوق الصوتية من خلال جهاز يشبه العصا يمر فوق الثدي ويرسل الموجات، فتظهر على شاشة العرض أنسجة الثدي وهياكله وتلتقط صور ثابتة له، عادة ما تكون النتائج جاهزة بنفس اليوم أو بعد أيام قليلة. - التصوير بالرنين المغناطيسي: يستخدم هذا التصوير المجالات المغناطيسية وموجات الراديو من أجل تشكيل صورة مقطعية لأنسجة الثدي الرخوة، وعادة ما يتم اللجوء إليه لتقييم أورام الثدي بعد تشخيص الإصابة بالسرطان أو كوسيلة لفحص السيدات المعرضات بشكل كبير للإصابة بسرطان الثدي، كما يساعد في تحديد مرحلة السرطان من خلال حجم الخلايا أو الأنسجة السرطانية وانتشارها.
يتم اللجوء للرنين المغناطيسي للكشف المبكر لسرطان الثدي في حال وجود طفرة جينية أو تاريخ عائلي للمريضة، ويتم هذا الاختبار من خلال حقن المريضة بصبغة في الوريد قبل وقت من الاختبار حتى تظهر صورة الرنين ملونة، ويتم إدخال المريضة إلى جهاز الرنين المغناطيسي، يلتقط الجهاز صوراً لأنسجة الثدي بحيث تظهر الأنسجة السرطانية في حال وجودها كمناطق بيضاء في الصورة، يأخذ التصوير بالرنين المغناطيسي نصف ساعة إلى ساعة. - الخزعة: تتضمن خزعة الثدي أخذ عينة من خلايا أو نسيج الثدي من أجل اختبارها ومعرفة فيما إذا كانت مسرطنة أم لا، يمكن أن يلجأ الطبيب لهذه الطريقة في حال ظهرت خلال التصوير الإشعاعي نتائج غير طبيعية أو في حال وجود كتلة في الثدي أو الغدد اللمفاوية تحت الإبط أو تغيرات في حلمة الثدي، ويكون أخذ الخزعة من خلال تمرير الإبرة عبر الجلد لسحب العينة بهدف تحليلها.
- اختبارات أخرى للكشف المبكر عن سرطان الثدي: هناك اختبارات أخرى للكشف عن سرطان الثدي مثل التصوير الإشعاعي للثدي المحسن وتصوير المقاومة الكهربائية والتصوير الإشعاعي بالانبعاث البوزيتروني أو التصوير الجزئي للثدي.
يعتبر الماموغرام من أفضل الاختبارات المتاحة والتي يمكن لها أن تكشف علامات سرطان الثدي المبكرة، والماموغرام هو فحص يعتمد على تعريض الثدي لموجة منخفضة من الأشعة السينية، وهو إجراء سريع وغير جراحي يستغرق حوالي 20 دقيقة، ويتم من خلال وضع الثدي بين لوحين لالتقاط صورة مسطحة له تسمح هذه الصور للطبيب باكتشاف إذا ما كان هناك تغيرات غير طبيعية في الثدي.
متى تظهر نتائج الماموغرام؟ تحتاج نتائج الماموجرام للثدي حوالي أسبوع حتى تكون جاهزة، يمكن أن يكشف الماموغرام وجود أورام في الثدي ولكن لا يمكن أن يحدد إذا ما كانت هذه الأورام سرطانية أم لا، وإذا كانت نتائج الاختبار إيجابية فهذا يعني وجود ورم في الثدي حيث يطلب الطبيب بعدها إجراء اختبارات أخرى بالموجات فوق الصوتية أو التصوير بالرنين المغناطيسي أو أخذ خزعة من أنسجة الثدي، كما يطلب تحاليل للدم لتأكيد الإصابة أو نفيها.
سلبيات فحص الثدي بالماموغرام
لا يمكن للماموغرام أن يكشف كل أنواع سرطان الثدي خاصة سرطان الثدي الالتهابي الذي يقوم على إحداث تغيرات في الجلد وألم والتهاب بدون أن يكون هناك تورم أو كتل بالضرورة، كما أن نتائج تصوير الثدي بالأشعة السينية ليست دائماً دقيقة وصحيحة فالعديد من النتائج الإيجابية والسلبية تكون خاطئة، وتعتبر صور الثدي بالماموغرام آمنة ولكن يجب الأخذ بالاعتبار بأن الجسد يتعرض لمستويات من الأشعة وإن كانت قليلة لذلك لا يوصي الطبيب بإجرائه خلال فترة الحمل.
يكون الكشف عن سرطان الثدي في المنزل أو ما يسمى الفحص الذاتي للثدي من خلال قيام المرأة بتتبع التغيرات التي تحدث في الثدي من حيث الملمس والشكل، حيث يساعد ذلك على الكشف المبكر لسرطان الثدي الأمر الذي يزيد من فرصة العلاج بشكل أسرع وتحديد نوع العلاج والمدة اللازمة.
ينصح الأطباء أن تبدأ الفتيات والسيدات بتتبع وملاحظة أي تغيرات على شكل الثدي وإجراء الفحص الذاتي للثديين من عمر 20 سنة ومدى الحياة، مرة واحدة في الشهر أو مرة كل 3 أشهر على الأقل، ويجب أن يكون وقت الفحص بعيداً عن وقت الحيض لاستبعاد تغيرات الثدي المرتبطة بالدورة الشهرية.
كيفية عمل الفحص الذاتي للثدي
- فحص الثدي من خلال النظر وملاحظة الاختلاف بين الثديين من حيث الشكل والحجم، والبحث عن أي مظهر غير اعتيادي، ويكون الفحص أمام المرأة مع تغيير وضعية اليدين بين الرفع والإرخاء والرفع خلف الرأس.
- فحص الحلمتين من خلال عصرهما بلطف للتأكد من عدم خروج أي افرازات أو سوائل منها.
- تدليك الثدي كاملاً بشكل دائري وبوضعيات مختلفة للتأكد من عدم وجود أي عقد.
- فحص المنطقة تحت الإبط بحثاً عن أي نتوء أو كتل.
ولمزيد من المعلومات والتفصيل حول طريقة الكشف المبكر لسرطان الثدي في المنزل ننصح بقراءة مقالة الفحص الذاتي للثدي للكشف المبكر عن السرطان.
هل الفحص الذاتي للثدي دقيق؟
لا يغني الفحص الذاتي للثدي عن المراجعة الدورية للطبيب واجراء الفحوصات الدورية ولا يعتبر دقيقاً، لكن يمكن أن يساعد بالإضافة للمراجعة الدورية في الكشف المبكر عن السرطان، كما أن وجود تغيرات مريبة في الثدي خلال الفحص الذاتي لا يعني بالضرورة أن يكون علامة على وجود سرطان في الثدي.