فقدان العذرية قبل الزواج بين الخوف والبحث عن
في كثير من المجتمعات ترتبط عذرية الفتاة بغشاء البكاءة الذي يعبّر عن العفّة والشرف، وفي حال فقدت البنت عذريتها أو بكارتها قبل الزواج لأي سبب كان قد تتعرض لأشكال مختلفة من الفضائح والعنف وقد تصل حتى القتل، فما هي الأسباب التي يحدث فيها فقدان العذرية، وكيف يمكن التعامل مع فقدان العذرية قبل الزواج.
في فتوى للداعية الدكتور مبروك عطية إجابة على سؤال فتاة "باقي على فرحي شهر ولست عذراء هل أخبره؟" قال ليس على الفتاة إخبار خطيبها بفقدان عذريتها، ولا يجب أن تقول لها أنها ليست عذراء ولا تتحدث له عن سبب فقدان عذريتها، فإن دقّق الزوج بالأمر في ليلة الدخلة على الفتاة أن تكتم الأمر، وإن تهمها عليها أن تصمت ولا تقل شيئاً.
ويضيف مبروك أن هذه النصيحة أو الفتوى ليست تدليساً أو استهانةً بغشاء البكارة، لكنها من باب الستر إذا أحبت الفتاة الستر وتابت، وليس لذلك أثر شرعي على صحة عقد الزواج لأنه لا يشترط فيه البكارة، والله أعلم.
ونشير إلى أن هناك الكثير من العوامل التي يجب أن تفكري بها قبل أخبرت خطيبي أنني لست عذارء هل سيعايرني، خصوصاً إن لم يكن من الممكن حل المشكلة من خلال عمليات ترقيع وخياطة غشاء البكارة، منها معرفتك بخطيبكِ ومدى تفهمه للأمر، وإن كان أهلك يعلمون بفقدانك العذرية أم لا، وإن كنتِ تملكين سبباً لتمزق غشاء البكارة يجعل الأمر أهون، وغيرها من العوامل التي لا بد من التفكير بها بروية.
اقرئي أيضاً آراء القراء والخبراء في سؤال على موقع حِلوها بعنوان "مقبلة على الزواج ولست عذراء ماذا أفعل" من خلال النقر هنا.
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى فقدان العذرية وتمزق غشاء البكارة قبل الزواج، منها ما هو إرادي ومنها ما هو غير إرادي، ومن أسباب فقدان العذرية قبل الزواج: [2]
- حادث لا إرادي: يمكن أن تتعرض الفتاة لحوادث كثيرة قد تؤدي إلى فقدانها عذريتها بشكل لا إرادي، فمثلاً الجلوس على شي مدبب عن طريق الخطأ أو السقوط العنيف على المنطقة أو اصطدام المنطقة الحساسة بشيء صلب، عند الشك بتمزق غشاء البكارة نتيجة مثل هذه الحوادث ينصح باللجوء إلى الطبيب للاطمئنان.
- التعرض للتحرش والاغتصاب: وفي هذه الحالة يجب القيام على الفور بمراجعة طبيب للحصول على شهادة طبية تثبت حادثة الاغتصاب أو الاعتداء الجنسي، بحيث يمكن أن يحدد في الشهادة سبب وتاريخ فقدان العذرية، أما في حال التأخر في مراجعة الطبيب فإن الجرح غالباً يلتئم ولا يعود الطبيب قادراً على تأكيد أن فقدان العذية قد كان حديثاً أو أنه قد نتج عن واقعة الاغتصاب.
- ممارسة أحد أنواع الرياضات: يمكن أن تسبب بعض الرياضات وخاصة العنيفة منها إلى حدوث تمزق في غشاء البكارة، لكن هذه الحالة نادرة جداً ولا يوجد الكثير من الأدلة العلمية على إمكانية حدوثها، وأكثر الرياضات التي يتقد أنها قد تؤدي إلى فقدان العذرية هي ركوب الخيل والجمباز والركوب الدراجات، ويشير بعض الأطباء إلى ارتباط ذلك بالحوادث التي يمكن أن تتعرض لها البنت في هذه الرياضات وليس بالرياضات نفسها.
- ممارسة العادة السرية باستخدام الأدوات: قد يتسبب إدخال أدوات طويلة أو مدببة أو حادة أو إدخال الأصابع إلى عمق المهبل بتمزق غشاء البكارة وفقدان العذرية قبل الزواج، سواء كان ذلك بدافع الفضول أو بدافع الاستثارة.
- الإصابة ببعض الأمراض: هناك بعض الأمراض الجنسية التي قد تسبب فقدان العذرية إما بسبب تكون التقرحات والأورام في المهبل وبشكل خاص في المكان الذي يوجد فيه غشاء البكارة، مما يسبب في حدوث شق فيه، أو بسبب ما ينتج عنه من تحسس أو طفح حول الغشاء فقد تؤدي الحكة لهذا المكان إلى تمزق الغشاء وفقدان العذرية، وخاصة لدى الفتيات الصغار، عند حدوث تمزق نتيجة هذا النوع من الأمراض يفضل أخذ شهادة طبية تؤكد أن فقدان العذرية قد نتج عن هذا المرض.
- الخضوع لعمليات جراحية: إن العمليات الجراحية التي تحدث في منطقة المهبل قد تؤدي إلى حدوث تمزق لغشاء البكارة عند الفتاة قبل الزواج، وعندها غالباً ما يقوم الفريق الطبي الذي أشرف على الجراحة بمنح تقرير طبي يوضح ذلك للمريضة.
- ممارسة العلاقة الجنسية قبل الزواج: العلاقة الجنسية الكاملة للمرة الأولى تعتبر السبب الرئيسي لفقدان العذرية وفض غشاء البكارة مباشرة بعد الإيلاج الكامل.
من الصعب تحديد علامات مشتركة لفقدان العذرية قبل الزواج، فغالباً لا تكون هناك أعراض جسدية تنتج عن تمزق غشاء البكارة، وذلك يرجع إلى نوع الغشاء وسماكته عند كل فتاة، ولكن هناك بعض الأعراض التي يمكن أن تحدد فيما إذا كان قد حدث تمزق للغشاء أم لا: [3]
- نزول قطرات من الدم: من أكثر العلامات التي تدل على تمزق غشاء البكارة قبل الزواج هو نزول قطرات من الدم باللون الفاتح من المهبل، ولكن هناك حالات لا ينزل منها الدم رغم تمزق الغشاء، وذلك عندما يكون الغشاء رقيقاً جداً ولا يحتوي على شعيرات دموية تسبب نزول الدم.
- الشعور بألم في المنطقة: غالباً ما يتسبب فقدان العذرية بألم في المنطقة التناسلية لا يستمر طويلاً، كذلك يسبب الشعور بعدم الارتياح أثناء الجلوس.
- بعض الالتهابات: كما ذكرنا سابقاً أن هذه الأعراض لا يشترط وجودها عند كل فتاة، لكن يمكن أن يحدث بعض الالتهابات المهبلية نتيجة تمزق غشاء البكارة والذي يزول بعد عدة أيام.
- بعض التغيرات في الدورة الشهرية: يمكن أن يحدث تأخر أو تقدم في موعد الدورة الشهرية اللاحقة لفقدان العذرية وفض غشاء البكارة، لكن هذا العرض قليل الحدوث.
- الشعور بالجلد الممزق: تشعر الفتاة بغشاء البكارة الممزق فهو جزء من الجسم وهذا الشعور لا يستمر طويلاً، بل يقتصر على اليوم الأول لفقدان العذرية وقد يمتد لليوم التالي.
- التغيرات الهرمونية: بعد فقدان العذرية تبدأ التغيرات الهرمونية في جسد الفتاة فيصبح الثدي أكثر نضجاً وثباتاً نتيجة انتفاخ الأنسجة وتوسع الأوعية الدموية في الثدي بالإضافة إلى حساسية الحلمات.
تحاول الفتيات اللواتي فقدن عذريتهن قبل الزواج -لأي سبب كان- استرجاعها، وخاصة في حال كن مقبلات على الزواج خوفاً من رد فعل الزوج والأهل والمجتمع، وهذه بعض الحلول والعلاجات لترقيع واستعادة غشاء البكارة: [4]
- عملية رتق غشاء البكارة: من أكثر الوسائل المضمونة لاستعادة غشاء البكارة، حيث يقوم الطبيب بتجميع أجزاء الغشاء الممزقة وخياطتها باستخدام بعض الخيوط التي تتحلل بعد التئام الجرح، غالباً ما تستمر العملية ثلاثة أرباع الساعة.
- استرجاع الغشاء بالليزر: يعتبر استرجاع الغشاء بالليزر إجراء غير جراحي، حيث يستخدم الليزر لإصلاح غشاء البكارة الممزق.
- رأب المهبل: رأب المهبل هو الحل الجراحي في حال عدم وجود غشاء أصلاً لترقيعه، بحيث يقوم الطبيب بشد أنسجة المهبل لتشكيل غشاء بكارة.
- غشاء البكارة الاصطناعي: وهو نسيج اصطناعي ذو حجم صغير يوضع في داخل المهبل وذلك قبل ممارسة العلاقة الجنسية بربع ساعة، عند إيلاج القضيب في المهبل يتمزق هذا الغشاء الاصطناعي ويسيل منه مادة حمراء بنفس لون الدم مما يوهم الزوج أن غشاء البكارة تمزق وأن زوجته عذراء.
- طرق طبيعية لاستعادة العذرية: تدعي العديد من مواقع الانترنت أنه يمكن استعادة غشاء البكارة بطرق طبيعية من خلال تناول بعض الأعشاب مثل عتب الثعلب أو أوك غال أو من خلال ممارسة تمارين معينة مثل تمارين الحوض، ولكن كل هذه الطرق غير منطقية ولم تثبت فعاليتها فلا يمكن استعادة غشاء البكارة إلا من خلال الإجراءات السابقة.
في هذه الفقرة تم تجميع أكثر الأسئلة الشائعة والمتكررة حول العذرية وفقدانها، وقد قمنا بالإجابة عن هذه التساؤلات بشكل واضح ومفصل، ومن هذه الأسئلة: [5]
- هل نزول الدم دليل على العذرية؟ لا ليس دائماً، حيث أنه في العديد من الحالات لا ينزل دم على الرغم من وجود غشاء البكارة أو فضه، بالتالي فمن الممكن أن تكون الفتاة عذراء حتى لو لم ينزل منها الدم بعد أول علاقة جنسية.
- هل يمكن تحديد سبب فقدان العذرية؟ من الصعب تحديد سبب فقدان العذرية بشكل جازم، لكن يمكن للطبيب الشرعي ترجيح احتمال على آخر من خلال مكان تمزق غشاء البكارة وما يرافقها من رضوض وعلامات، وذلك خلال وقت قليل من تمزق الغشاء.
- هل يمكن تحديد تاريخ فقدان العذرية؟ إذا حدث الفحص بعد تمزق غشاء البكارة بيوم أو يومين يمكن أن يعرف الطبيب أن فقدان العذرية حديث العهد، أما بعد ذلك فالجرح يلتأم ولا يمكن تحديد تاريخ فض البكارة.
- هل الشعور بالألم في فتحة المهبل دليل على فقدان العذرية؟ لا، في حال عدم إدخال شيء في المهبل وعدم الإيلاج فلا يدل الألم في فتحة المهبل على فقدان العذرية، قد يكون الألم ناتج عن عدوى فطرية أو بكتيرية.
- هل يمكن فقدان العذرية نتيجة وضع إصبع في تلك المنطقة؟ نعم يمكن فقدان العذرية وتمزق غشاء البكارة إذا ما تم إدخال الإصبع بعنف وعمق وكان الغشاء ضيقاً.
في سؤال على موقع حِلّوها وهو من الأسئلة المتكررة، حكت إحدى المتابعات مشكلتها وهي أنها فتاة بعمر السابعة عشر أدخلت شيء ما في مهبلها جهلاً منها بوجود الغشاء ونزلت قطرات من الدم، وأن هذا الأمر تسبب لها في قلق وخوف ولا تستطيع إخبار أي أحد من عائلتها وتسأل إذا كان هذا الدم يعني فقدانها لعذريتها.
وكان الرد من قبل طبيب الأسرة في موقع حلوها بأنه ما دام تم إدخال شيء في المهبل ونزلت قطرات الدم فقد يكون الغشاء قد تمزق جزئياً ولكن في حال عدم تكرار الممارسة فقد يلتحم الغشاء ونصحها بالذهاب إلى طبيبة نسائية للتأكد من العذرية كما نصحها بإخبار والدتها حتى تكون عوناً لها في هذه المشكلة.
لمراجعة الاستشارة وآراء الخبراء وتفاعل مجتمع حِلّوها أنقر على الرابط، كما يمكنكم في أي وقت طلب الاستشارة من الخبراء المختصين في موقع حِلّوها من خلال النقر على هذا الربط.
إن مفهوم العذرية مفهوم يختلف من مجتمع لآخر، لذلك لا يوجد تعريف واضح له ولكن بشكل عام يطلق مصطلح العذراء أو البتول على الفتاة التي لم تمارس الجنس أبداً بأي شكل من أشكال الاتصال الجنسي مثل الجنس المهبلي أو الجنس الفموي أو الجنس الشرجي أو من خلال الأصابع أو باستخدام الألعاب الجنسية، فيما يطلق لفظ البكر على الفتاة التي لم يسبق لها الزواج أو الاتصال الجنسي فحافظت على بكارتها.
في بعض المجتمعات كالمجتمع العربي يتم ربط العذرية بغشاء البكارة بحيث طالما أن الغشاء موجود تعتبر الفتاة عذراء، أما في حال عدم وجود الغشاء أو عدم نزول الدم الناتج عن تمزق الغشاء عند فضه في ليلة الدخلة، فلا تعتبر الفتاة عذراء وتتهم بشرفها وعفتها، على الرغم من وجود الكثير من الأسباب لتمزق غشاء البكارة غير الجنس، وكذلك وجود الكثير من الممارسات التي تفقد الفتاة عذريتها دون أن تفقد بكارتها!