عنف الإنترنت وتأثيره على الجرائم الحقيقية

عنف الإنترنت وتأثيره على الجرائم الحقيقية

تثير ظاهرة العنف عبر الإنترنت الكثير من القلق في أوساط خبراء القانون والمجتمع. حيث يرى الكثيرون أن هذه الظاهرة قد تكون مرتبطة بشكل مباشر بزيادة عدد الجرائم العنيفة في العالم الحقيقي. وفي هذا السياق، تعبر مستشارة قانونية لشبكة قانون السلامة عن قلقها بشأن عدم كفاية التنظيم الذاتي الذي تعتمد عليه منصات التواصل الاجتماعي في معالجة هذه المشكلة.

ارتباط العنف الرقمي بالعنف في الحياة الواقعية

وفقًا لتصريحات عدد من الخبراء، يظهر ارتباط قوي بين مشاهدة مقاطع العنف عبر الإنترنت وتنفيذ الجرائم في العالم الحقيقي. حيث أشاروا إلى أن هناك نوعًا جديدًا من القتلة، الذين يتحولون من مجرد مشاهدين لمحتوى يعبر عن العنف إلى مرتكبي جرائم عنيفة، مما يدل على أن هناك رابطًا بين العنف الشديد في الفضاء الرقمي والواقع.

دعوات لتغيير السياسات الأمنية

في تقرير نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية، دعا خبراء العدالة الجنائية إلى تبني نهج جديد في محاربة هذه الظاهرة، مستلهمين من أساليب مكافحة الإرهاب، بهدف التعرف على نوع جديد من القتلة الذين لم يتم إدانتهم سابقًا. يأتي ذلك بعد حوادث مأساوية مثل حادثة نيكولاس بروسبر، الذي ارتكب جريمة قتل عائلته وهدد بارتكاب مجزرة في مدرسة ابتدائية.

دعوة للتفكير في دور الإنترنت

قال جوناثان هول، المراجع المستقل للحكومة بشأن تشريعات الإرهاب، إن ما يحدث من سلوكيات عنيفة لم يكن ليظهر لولا وجود الإنترنت، الذي يوفر بيئة تبرر بعض أشكال العنف كحلول. هذه الآراء تدعو إلى ضرورة التعامل بصرامة مع هذه الظواهر.

البحث في العلاقات المعقدة

ومن جانبه، أشار ديفيد ويلسون، أستاذ علم الإجرام الفخري في جامعة برمنجهام سيتي، إلى أن دراسة العلاقة بين العنف على الإنترنت والعنف في الحياة الواقعية لا تزال في مرحلة مبكرة. ورغم أن الأبحاث السابقة قد شككت في المخاوف الأخلاقية المرتبطة بالعنف في الألعاب والأفلام، إلا أن ويلسون يعتبر أن وسائل التواصل الاجتماعي تختلف تمامًا، إذ إنها توفر محتوى مستمرًا يدفع الأفراد نحو مزيد من التطرف.
شهادة معاملة اطفال الحلقة 3

في الختام، يمكن القول إن مواجهة ظاهرة العنف عبر الإنترنت تتطلب استجابة شاملة تشمل الأبحاث، والتشريعات، وتعاون جميع الأطراف المعنية لضمان سلامة المجتمع.