اكتشفت أن ابنتي المراهقة تكلم شاباً كيف أتصرف؟
تصلنا الكثير من الاستشارات إلى موقع حِلّوها من آباء وأمهات حول كيفية التعامل مع العلاقات العاطفية للفتيات المراهقات، وكيف يمكن التعامل مع موقف اكتشاف البنت تكلم شاباً، ثم كيف يمكن حماية البنات المراهقات من هذه العلاقات، سنحاول في هذا المقال أن نضيء على أهم الحلول لهذه القضية.
لو اكتشفتِ يوماً ما أن ابنتك المراهقة تكلم شاباً، وأردت أن تعرفي كيف تتعاملين مع الموقف فإليك النصائح التالية:
- أن تسمعا بعضكما: إن ظهر عليك التوتر والعصبية فلن تستطيعي سماع ابنتك وهي لن تسمعك كذلك.
- لتقللي من عنادها: وخاصة أن العناد هو أحد خصائص مرحلة المراهقة، وفي هذا الموقف يجب أن تفكري بكيفية بناء جسر معها للتواصل ولن يكون ذلك ممكناً دون تذليل عقبة العناد بالهدوء والرويّة.
- لأن هذا أمر طبيعي: فالتفكير في الحديث مع الشباب وبناء العلاقات العاطفية معهم هي سمة من سمات مراهقة الفتيات، وهنا يأتي دور الأهل والمربين في التدخل لحماية الفتاة ومساعدتها على تجاوز هذه المرحلة، ما يجب أن يكون أولية بالنسبة للأهل.
- لأنك لا تربينها وحدك: فهناك المدرسة والنادي والشارع ووسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، كل هؤلاء يساهمون في تشكيل أخلاقها وتربيتها معك مهما حاولتِ قطعها عن العالم، لذلك يجب أن تكوني حكيمة في التعامل مع الموقف.
- لأن زمنها ليس كزمنك: وهذا للأسف يزيد الفجوة بينك وبينها، وعليك أن تسعي لتضييقها بنفسك، ولن يكون ذلك ممكناً بالعصبية والعقوبات القاسية.
قولي لها أنها ما زالت صغيرة وتكتشف جسدها ومشاعرها، وأن الشباب كذلك، وأنهم مهما بدوا جديين فقد تصدر عنهم تصرفات غير لائقة، أو قد لا يحدث هذا ولكنهم مازالوا غير متأكدين من مشاعرهم، وأن الفتيات عادة يكن أكثر تعلقاً وهذا الأمر قد يسبب لهن الجرح عندما يتخلى الشاب عنها أو تتوقف العلاقة بينهما.
تختلف قواعد الضبط الاجتماعية للعلاقة بين الفتيات والشبان من مجتمع لآخر ومن بيئة لأخرى، حيث تكون فكرة الحديث مع الشباب والتواصل معهم مرفوضة رفضاً قاطعاً في أسرة ما، فيما تكون مسموحة بضوابط معينة في أسرة أخرى، من باب الزمالة في الدراسة أو العمل أو الجيرة أو غير ذلك من أوساط اختلاط الفتيات بالشبان.
وهنا يجب على الأم أن تخبر ابنتها عن هذه الضوابط والقواعد التي يجب أن تحدد علاقتها بالشباب في أوساط الاختلاط الطبيعية مثل المدرسة والجامعة وغيرها، وأبرز هذه القواعد:
- ألا تخرج معه لوحدهما.
- ألا يتحدثا على الموبايل أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أو بأي طريقة كانت في ساعات الليل المتأخرة.
- أن تكون محادثتهما قصيرة ومحددة بموضوع معين وليست محادثة مفتوحة زمنياً.
- أن يكون الحديث بينهما عاماً وألا يتجاوز الخطوط الحمراء بعد أن تعلم الفتاة تمييز التحرش وتجاوز الخطوط الحمراء الذي قد يصدر عن الشاب.
- ألا يتحدثا أو يتواجدا معاً لوحدهما في غرفة مغلقة.
- ألّا يتضمن الحديث بينهما تبادلاً للوسائط المصورة بأي شكلٍ من الأشكال.
- ألّا تسمح بوجود أحاديث سريّة لا تستطيع البوح بها لأمها على الأقل، وأن تتعلم كيف تختصر الحديث إذا شعرت أنه غير مناسب.
اقرئي أيضاً: كيف أتعامل مع ابنتي المراهقة وأحميها من الجوال والإنترنت والشباب؟
قبل أن تقول الأم "اكتشفت أن ابنتي تكلم شاباً" وتتساءل ماذا تفعل بهذا الموضوع، فعليها أولاً أن تعرف الأسباب التي دعت ابنتها المراهقة إلى هذا، أهمها: [2]
- طبيعة سن المراهقة: شئنا أم أبينا، يعتبر البحث عن الحب والعلاقات العاطفية وحتى الإشباع الجنسية من أكبر هواجس المراهقين الذكور والإناث، إن هذه المرحلة بمثابة اكتشاف لعالم العاطفة والجنس يترتب عليها فهم العلاقة بين الإناث والذكور بكل أبعادها، وكلّما كانت البنت قريبة من أهلها وقادرةً على طرح الأسئلة عليهم ومصارحتهم بمشاعرها؛ كلّما استطاعت تخطي هذه المرحلة بسلام.
- نضج الفتاة قبل الشاب: فنضج الفتاة قبل الفتى وبلوغها قبله يجعلها تفكر في العلاقات العاطفية والحياة الجنسية قبله، كما أن هذا يجعلها ضحية للعلاقات مع الشباب الأكبر سناً منها أو حتى الرجال البالغين أحياناً مما يوقعها في مشاكل كبيرة.
- الرسائل الإعلامية المشوهة: فوسائل الإعلام والإعلان ووسائل التواصل الاجتماعي وحتى الكثير من البرامج والمحتويات تؤثر في الفتيات المراهقات من خلال بث رسائل إعلامية مشبوهة؛ وتصوير كلام الفتاة مع الشاب بقصد بناء علاقة عاطفية معه أمر طبيعي بل وصورة من صور التقدم والرقي، وتصوير الفتاة الجميلة الجذابة بأنها محط أنظار الشباب، والفتاة التي لا يكلمها الشباب أنها بشعة وغير جذابة ولا متحضرة.
- تأثرها بمن حولها: فقد تتأثر ابنتك المراهقة التي تكلم شاباً بمن حولها من صديقات أو قريبات، وقد تكون قد أخذتك أنت وأبيها أو أي علاقة حب انتهت بالزواج مثالاً إن كنت قد ارتبطت بوالدها بعد علاقة حب، فاعتقدت أن كل العلاقات ستؤدي بالنهاية للزواج حتى علاقات المراهقة، مستبعدة العلاقات غير الجدية وعلاقات المصلحة وغيرها، وذلك لقلة خبرتها في الحياة.
- قلة الاهتمام من قبل الذكور في حياتها: وأهم هؤلاء الذكور هو الأب ومن ثم الاخوة والأقارب، فغياب الأب له دور كبير في علاقات ابنته العاطفية؛ فقد وجدت الأبحاث أن الفتيات اللاتي يعانين من غياب دور الأب في حياتهن – إما لأنه متوفٍ أو لأنه بعيد عنهن سواء بالمسافة أو بالروابط- فإنهن يواجهن حياة جنسية صعبة في مرحلة البلوغ؛ فإن كانت ابنتك لم تحظ باهتمام والدها وحبه فستبحث عن هذه العلاقة في الخارج، وستكون ضحية لكثير من الشباب الذين يمطرونها بالكلام المعسول مستغلين حاجتها له.
- انخفاض قيمتها الذاتية: فالفتيات اللاتي يعانين من انخفاض القيمة الذاتية وقلة الثقة بالنفس، ويجدن اهتماماً من قبل الآخرين بهن وخاصة الجنس الآخر، فهذا سيعلقهن بهم كثيراً لأن هؤلاء الشباب بالنسبة لهن منحوهم الحب والقيمة الذاتية التي يحتاجون.
الانخراط في الأمور غير الأخلاقية: فقد تتطور العلاقة بينهما بسرعة، وقد تقبل الفتاة طلبات الشاب المختلفة، وقد ترسل للشاب الذي تكلمه صوراً أو حتى أموالاً لنيل رضاه، وقد يتطور الموضوع أكثر حتى يصل إلى الاستغلال الجنسي والذي قد ينتهي بالابتزاز. [2]
- تشويه سمعتها: فليس هناك أسهل على الناس من الحديث عن الفتيات اللاتي يقضين أوقاتهن مع الشباب ويبنين علاقات عاطفية معهن، وخاصة لو تعدت هذه العلاقات حدودها.
- تكوين صورة مشوهة عن العلاقات العاطفية والجنس الآخر: بما أن معظم علاقات مرحلة المراهقة غير جدية وطيارة وأحياناً كاذبة، فهذا يؤثر على نظرة الفتاة للجنس الآخر وللعلاقات العاطفية ويجعلها تأخذ موقفاً منهم، وهذا يؤثر على قرار ارتباطها بالشخص المناسب لها في المستقبل، وحتى على تعاملاتهم مع الجنس الآخر بشكل عام.
- ترك بعض النشاطات والمهمات: فقد تترك الفتاة درس الباليه الذي التزمت به وأحبته منذ صغرها لأن ليس فيه مجال لملاقاة الشباب والحديث معهم، وقد تفكر بتغيير مدرستها لمدرسة أخرى فيها شباب أكثر. ما يؤثر على مستقبلها وعلى اهتماماتها وأمور أخرى.
- تشتيت انتباهها عن دراستها: فتصبح تفكر طوال الوقت بالشباب وكيفية لفت انتباههم، والحصول على فرصة للخروج معهم بدلاً من الاهتمام بدراستها.
- تخليها عن صديقاتها: فقد تتخلى عن صديقاتها ومجتمعها لأنها لا تتكلم إلا عن عن هذا الشاب أو عن الشباب بشكل عام، ولأنها تقضي وقتها معه وتتجاهلهن.
- خلق المشكلات مع أهلها: فتضرب بكلامهم ونصحهم لها عرض الحائط، وتضع أمام عينيها هذا الشاب ورضاه فقط.
يرى الدكتور هاني الغامدي المتخصص بالاستشارات الأسرية أن مواجهة الأهل لبنتهم التي تكلم شاب -مهما كانت طبيعية العلاقة- لا بد أن تبدأ من فهم الفجوة بين جيل الأبناء وجيل الآباء، ويقول الغامدي أن الاحتواء هو الحل وليس العنف الذي قد يقود إلى تطور المشكلة إلى خارج حدود السيطرة، والاحتواء لا يعني ترك الأمور تسير دون تدخل، بل يعني الاهتمام بالنتيجة التي تتلخص باستعادة الفتاة لدائرة الأمان الأخلاقية والاجتماعية دون مواجهة عنيفة غالباً ما تقود لعكس النتيجة المرجوة.
شاهد ما يقوله الدكتور هاني الغامدي عن الطريقة الصحيحة للتعامل عندما تكتشف بنتك تكلم شاب! من خلال النقر على علامة التشغيل أو الانتقال إلى حِلّوها tv عبر النقر على هذا الرابط.
نتمنى أن نكون قد أفدنا الأم التي أرسلت لنا أنها اكتشفت أن ابنتها المراهقة تكلم شاباً، وطلبت أن نرشدها ماذا تفعل، وكذلك الأمهات اللاتي في نفس موقفها.