كيفية التعامل مع هروب الزوج من النقاش
تحل الكثير من المشكلات التي نواجهها في الحياة مع الآخرين بنقاشهم فيها بهدوء، والاستماع لهم لمعرفة دوافع السلوك وما وراء ما حدث، للتفهم وإيجاد الحلول والتسامح.
وخاصة مع الرجل والمرأة اللذان يتكلمان بلغات مختلفة، وهكذا يفعل الأزواج عادة. لكن أحياناً يتهرب أحدهما أو كلاهما من النقاش. في هذه المقالة سنناقش كيفية التعامل مع هروب الزوج من النقاش.
هناك علامات وإشارات تدلك أن زوجك يهرب من النقاش ولا يريد الخوض فيه، من أهم هذه العلامات: [3]
- يغير الموضوع ويختلق مشكلة: فعندما تلاحظين أن زوجك يقلب الأمور ويحولها عن مجراها الأساسي ويفتعل المشكلات، اعرفي أنه يهرب من النقاش. فقد تقولين له مثلاً أنكِ عندما ذهبت لزيارة أهلك اليوم قالوا لك أنك بحاجة لملابس جديدة لأنهم لاحظوا أنك لم تعودي أنيقة كما كنتِ من قبل، لتوصلي له أنك بحاجة للمال لشراء بعض الحاجيات، لكنه يفتعل مشكلة لأنك ذهبت لزيارة أهلك دون إذنه، ويصبح هذا الأمر هو موضوع النقاش الرئيسي بالنسبة له.
- يتهمك بالمبالغة والسطحية: فقد يكون هذا أسلوب للهروب من النقاش؛ فيتقصد إهانتك بهذه الطريقة ليقنعك أنه لا يود النقاش.
- يتركك ويذهب أثناء النقاش: فهذه العلامة واضحة ومباشرة للهروب من النقاش وربما يكون هذا السلوك من أسوأ أنماط التهرب من النقاش.
- يسمع لكنه لا يستمع: قد يتركك زوجك أحياناً لتقولي ما في بالك حتى النهاية، ويبدو أنه يسمعك، لكنه في الحقيقة لا يستمع لك، أي لا يبدي اهتماماً بالموضوع لأنه يشغل نفسه بأمر آخر أو يسرح أو حتى قد يمثل أنه يستمع لك. وستعرفين بهذا عندما تناقشا نفس الموضوع أكثر من مرة ويخيل لك أنكما قد توصلتما لحل لها، لكنها تعود لتظهر على الساحة بنفس الطريقة السابقة.
لا بد أن كلاً من الزوج والزوجة يعرف أن عليه النقاش مع شريكه في كثير من الأمور التي تخصهما، لكن أحياناً يتهرب الزوج من النقاش، لماذا؟
- عدم وعيه بأهمية النقاش بين الزوجين: مع أن الكثير من الأزواج والزوجات يعون جيداً لأهمية النقاش الكبيرة، لكن منهم من يعتبره مضيعة للوقت وأن لا فائدة منه.
- تجاهل الاختلافات النفسية بين الرجل والمرأة: فهناك اختلاف بين الرجل والمرأة، يجعل كل منهما يتصرف بطريقة مختلفة عند النقاش كاهتمام المرأة بالمشاعر وبالتفاصيل، بينما يهتم الرجل بالحقائق ويفصل المشاعر عادة عنها. كما تلجأ المرأة للنقاش عادة للفضفضة فقط، بينما يعتبر الرجل أن ما يتم مناقشته معه هو مشكلة تستدهي منه التفكير في الحلول، وهو يكره منها إسداء الأوامر وإعطاء الحلول وكأنها تعتبره عاجزاً عن حلها.
- لا يجيد النقاش والحوار: فعندما يفتقر الزوج لمهارات التواصل والحوار كالاستماع والنقاش فإنه ينسحب من النقاشات أو يتجنبها.
- الهروب من المسؤولية: فيخاف الزوج في بعض الأحيان من النقاش ويهرب منه حتى لا تواجهه زوجته بأخطائه، ويظهر بأنه مخطئ ومقصر في مسؤولياته أمامها أو حتى أمام نفسه.
- اعتقاده أن التجاهل هو الحل: فقد يعتقد الزوج أن هروبه من النقاش وتجاهلك يجعل المشكلة تختفي مع الوقت بإطفائها.
- الخوف من المعارضة والرفض: فقد يخاف الزوج من أن يعبر عن وجهة نظره لزوجته فتعارضه أو ترفض ما يقول، ما يجرح كبرياءه. وقد يكون العكس؛ فيخاف الزوج من قول كلمة "لا" لزوجته حرصاً على مشاعرها أو تجنباً لأمر ما، فيجد أنه من الأفضل أن تتهمه بالهروب من النقاش على أن تتهمه بالمعارضة.
- عدم أهمية موضوع النقاش: فالرجل يختار نقاشاته مع زوجته أكثر مما تفعل هي عادة، أحياناً يكون سبب هروب الزوج من النقاش هو موضوع النقاش نفسه، فقد يكون لا يستهويه أو لا يهمه أو قد يكون مكرراً أو محسوماً برأيه.
- معاناته من القلق والتوتر: فقد يكون الزوج مثقلاً فعلياً من القلق والتوتر لأسباب عدة متعلقة بالعائلة أو العمل أو أي أمر آخر، وهذا يجعله غير راغب بالأخذ والعطاء.
- أسلوبكِ أنتِ في النقاش: في بعض الحالات قد يكون أسلوب الزوجة في النقاش هو المشكلة وليس موضوع النقاش، فالإلحاح الشديد أو الخوض في تفاصيل غير مهمة أو حتى البدء بالنقاش في أوقات غير مناسبة.. كل ذلك سيجعل زوجك يتهرب من النقاش. [2]
بغض النظر عن السبب فعليك التعامل مع هروب زوجك من النقاش وجعله يستمع إليك ويشاركك الحديث.
لحل مشكلة هروب الزوج من الحوار والنقاش لا بد أن تتجنبي هذه الأخطاء:
- أسلوب النقاش العدواني: فقد يتمتع الزوج بأسلوب التواصل والحوار والنقاش لكن الزوجة تفتقر لهذه المهارة، فيسأم من الأمر ويكره الدخول في نقاش عقيم معها؛ لأنها ستقضيه بالصراخ والاتهامات وعدم الاستماع والتمسك برأيها وعدم قبول الرأي الآخر وإلقاء المحاضرات وتذكيره بأخطائه الماضية.
- الاستسلام لتهرب الزوج: فاستسلام الزوجة مرة بعد مرة، وعدم إصرارها على نقاش الزوج يجعله يفهم أن تجاهله للنقاش وهروبه منه قد أعطى نتيجة مع زوجته، أو قد لا يعلم فعلياً أن الزوجة تحتاج لنقاش حول قضية ما.
- استخدام كلمات وتفاصيل كثيرة: فمن أهم الاختلافات بين الرجل والمرأة أن الرجل يرى الصورة الكلية فقط، أما المرأة فترى تفاصيل التفاصيل؛ وهذا يجعلها تستخدم كلمات كثيرة وتطيل في الشرح والخوض في التفاصيل عند النقاش، فتضيّع الفكرة الرئيسية. ويحتاج الزوج المعتاد على رؤية الصورة الكلية فقط إلى كثير من الوقت والجهد لاستخلاصها، فتراه أحياناً يتهرب من النقاش لهذا السبب.
- الرغبة في النقاش بكل شيء: فبالنسبة للمرأة التي تحب التعبير والتواصل، هي ترى أن نقاشها لزوجها في كل كبيرة وصغيرة هو احتراماً له، أما هو فيرى أن هذا مضيعة للوقت، وأن هناك أمور تتحمل هي مسؤوليتها ولا داعي لإشراكه بها. كما أنها تلجأ للنقاش للمشاركة في كثير من الأحيان ليس إلا، وليس للوصول لحل، كما قلنا من قبل.
- المبالغة في المشاعر: فالمرأة تنتبه للمشاعر وتعبر عنها وتدخلها في كل شيء، بينما يفصل الرجل المشاعر عن القضايا الأخرى غالباً، وعندما تدخل المرأة مشاعرها في موضوع النقاش يعتبر أنها عاطفية بشكل زائد وأنها لا تفكر بعقلانية، فيتهرب من النقاش.
- التوقيت أو المكان غير المناسبين: فقد تخطئ الزوجة باختيار وقت النقاش؛ فتناقشه وهو محمل بأعباء العمل فور وصوله للمنزل، أو في المكان فتناقش بموضوع جدي أمام الغرباء مثلاً. وهذا يجعله يتهرب من النقاش.
ليس هناك علاقة زوجية سليمة قائمة دون نقاش بين الزوج والزوجة، فيناقشا القضايا الزوجية والأسرية وحتى المهنية وغيرها. فللنقاش أهمية بالغة في الحياة الزوجية تتلخص في:
- إيجاد حلول للمشكلات التي يواجهانها: فعندما يواجه الزوجان مشكلة ما ويناقشانها سوياً، فغالباً أنهما سيصلا لحل لها.
- التفهم: فيفهم كل منهما الآخر من خلال النقاش معه، فيفهم طريقة تفكيره وتقديره للأمور، ونقاط قوته ونقاط ضعفه. كما يتفهم كل منهما مشاعر الآخر ودوافعه للسلوك.
- إنقاذ الحياة الزوجية: فالنقاش الصحي والسليم ينقذ الحياة الزوجية من الانهيار، لأن الهروب المتكرر من النقاش يغضب الطرف الآخر، كما يعلق المشكلات دون حلول ويراكمها لتصبح العلاقة بينهما في خطر.
- قدوة للأبناء: فعندما يناقش الزوجان أمورهما متبعين أساسيات النقاش السليم يتعلم الأبناء هذا منهما، فتتطور لديهم مهارات التواصل والاستماع ويزيد وعيهم بأمور كثيرة، ويتعلمون الاحترام والتقبل والتعاون وتحمل المسؤولية، وينشؤون أقوياء اجتماعياً.