كيفية حدوث الحمل وطرق الاستعداد
تعاني بعض السيدات من مشاكل في الإنجاب قد تكون مرضية وقد تكون نتيجة عدم معرفتها بالمعلومات الكافية حول كيفية حدوث الحمل، وماذا تحتاج في هذه المرحلة، وقد تجرب لسنوات عديدة دون حمل ودون أن يكون هنالك عائق مرضي في حدوث الحمل، لذلك من المهم معرفة المعلومات الكافية خاصة في بداية الحياة الزوجية، فكيف يحدث الحمل، وكيف تستعد السيدة للحمل، وما هو النظام الغذائي الذي يساعدها على ذلك؟ وكيف تعرف أنه حصل الحمل لديها؟ هذا ما سنتعرف عليه في المقال التالي.
يحدث الحمل نتيجة تلقيح بويضة الأنثى بحيوان منوي من الرجل، ويتطلب ذلك ممارسة العلاقة الزوجية في أوقات الإباضة وفي ظروف تساعد على تلقيح البويضة بشكل طبيعي وناجح، وتبدأ مراحل الحمل من اليوم الأول للتلقيح فيما تتأخر الأعراض حوالي 3 أسابيع لتبدأ بالظهور، لكن أعراض الحمل المؤكدة تظهر بعد حوالي 5 أسابيع، ويمكن أن يتم التأكد من الحمل بوسائل الاختبار المختلفة بين الأسبوع الخامس والثامن من التلقيح.
تشريحياً يتكون الجهاز التناسلي الأنثوي من المبيضين وقناة فالوب والرحم والمهبل، وتخضع كل سيدة لدورات جنسية منتظمة تقريباً، في حال لم يكن هنالك أمراض عضوية تؤثر على التنظيم الهرموني للدورة، حيث تستمر الدورة الكاملة بشكل وسطي 28 يوم وهذا يختلف من سيدة لأخرى.
فتبدأ الدورة الشهرية منذ بدء اليوم الأول للنزيف وحتى اليوم الأول للنزف من الدورة التالية، خلال هذه الأيام يبدأ جسم السيدة بإنتاج بويضة من المبيضين، وتمر هذه البويضة عبر قناة فالوب إلى الرحم، وفي حال حصل تلقيح للبويضة خلال فترة الإباضة تصل البويضة الملقحة إلى الرحم لتبدأ بالانغراس والتعشيش ويحدث الحمل.
وفي حال لم يحدث الحمل تصل البويضة للرحم وتتمزق وتخرج خارج الجسم على شكل قطرات من الدماء ، هو ما يعرف بنزف الدورة الشهرية لدى السيدة، والتي تستمر لما يقارب الأسبوع قبل أن تبدأ دورة جنسية جديدة، ويكون مستوى هرمون الأنوثة الأستروجين منخفض مع بدء أيام النزف، ويبدأ بالارتفاع مع انتهاء الدورة النزفية حتى يصل إلى مستويات مرتفعة خلال أيام الإباضة، وهو الذي يعطي السيدة نشاط وطاقة ورغبة جنسية.
هنالك خطوات منظمة يحدث من خلالها الحمل بدءً من ممارسة العلاقة الزوجية وحتى بدء الانغراس في الرحم، وسوف نوضح هذه الخطوات بالتفصيل: [1]
- ممارسة العلاقة الزوجية بالوقت المناسب: الخطوة الأولى والأهم لزيادة احتمال الحمل بسرعة، هي معرفة الوقت الصحيح لممارسة العلاقة الزوجية، والذي يحصل فيه الحمل، ففي حال كانت الدورة كاملة منتظمة لدى السيدة سوف تبدأ فترة الإباضة تقريباً في اليوم 14 من الدورة، وهي الفترة التي تنطلق فيها البويضة من المبيض أي بعد أسبوعين من أول يوم يبدأ فيه النزيف، وتعتبر هذه الفترة هي فترة الخصوبة التي يحدث فيها الحمل، ويجب أن يتم ممارسة العلاقة الزوجية في الأيام التي تسبق الإباضة مع أيام الإباضة بشكل منتظم كل يومين إلى ثلاثة حيث أن النطاف تعيش داخل الجهاز التناسلي الأنثوي لعدة أيام.
- أثناء فترة الإباضة: خلال فترة الإباضة تحدث تغيرات جسدية لدى السيدة تساعد على وصول الحيوانات المنوية إلى البويضة من أجل تلقيحها، كازدياد مخاط عنق الرحم الذي يساعد في تسهيل ممارسة العلاقة الزوجية من جهة، وتسهيل اندفاع الحيوانات المنوية باتجاه البويضة أثناء مرورها عبر قناة فالوب إلى الرحم من جهة ثانية، كما تزداد سماكة جدار الرحم لاستقبال البيضة الملقحة.
- بعد التلقيح: عند وصول الحيوانات المنوية للبويضة سوف يتم تلقيح البويضة بواسطة نطفة واحدة، وسوف تنتج البيضة الملقحة والتي تصل إلى الرحم لتبدأ مرحلة الانغراس.
- وصول البويضة الملقحة إلى الرحم: يجب أن تلتصق البيضة الملقحة ببطانة الرحم وهو ما يسمى بالانغراس، وهذا يدل على بداية الحمل، وسوف تزداد بعدها سماكة جدار الرحم من أجل الحفاظ على البيضة الملقحة ومساعدتها في التعشيش داخل الرحم واستمرار الحمل حتى النهاية.
يجب على السيدة التي تريد الحمل أن تكون على علم كافي بكيفية الاستعداد للحمل وماذا يحصل خلال هذه الأيام فمثلاً يتوجب عليها: [2،3]
- تسجيل أيام تكرار الدورة: إن تسجيل أيام الدورة في كل مرة يفيد في معرفة أيام التبويض بدقة وهي الأيام التي يطلق فيها المبيضان البويضة والتي تكون فرصة الحمل فيها كبيرة، حيث أن تخصيب البويضة يتم خلال 12 إلى 24 ساعة بعد إطلاقها من المبيض، ويجب معرفة هذه الأيام بدقة وبدء ممارسة العلاقة الزوجية بشكل منتظم بين اليوم العاشر إلى اليوم 16 من بدء الدورة، لكي تصل إحدى الحيوانات المنوية إلى البويضة في الوقت الصحيح لحدوث الحمل، ففي حال لم تتم ممارسة العلاقة الزوجية خلال هذه الأيام لن يحدث الحمل مهما تكررت العلاقة فالأمر محكوم بالوقت المناسب، وليس بعدد مرات ممارسة العلاقة أو عدد الحيوانات المنوية، لأنه في النهاية نطفة واحدة فقط التي سوف تصل وتلقح البويضة.
- الحفاظ على وزن صحي: يؤثر وزن السيدة بشكل سلبي على فرص الحمل لديها، حيث أن الدراسات تشير إلى أن فرص الحمل لدى السيدات ذوات الوزن الصحي ضعف السيدات اللواتي يعانين من السمنة المفرطة، وعلى العكس تماماً السيدة ذات النحف الشديد أيضاً تعتبر فرصها قليلة بالمقارنة مع السيدات الأصحاء لذلك من المهم أن تسعى السيدة لوزن صحي وسليم دون زيادة أو نقصان عن الحدود الطبيعية في حال كانت ترغب بالحمل.
- تناول فيتامينات تساعد الجسم على الحمل: من المهم مساعدة الجسم وتقويته لتحمل فترة الحمل، ومساعدة الجسم على تغذية الجنين بشكل سليم خلال التسع أشهر، لذلك يجب أن تستعد السيدة للحمل من خلال تناول الفيتامينات الهامة لهذه الفترة مثل حمض الفوليك B9 ، والذي يساعد في منع العيوب الخلقية في الجهاز العصبي أثناء تشكل الجنين، بالإضافة إلى عدة فيتامينات أخرى مثل فيتامين C وD وبعض المعادن مثل الحديد والكالسيوم والزنك.
- الفحص الدوري لدى الطبيب: عندما تبدأ السيدة بالاستعداد للحمل يجب أن تزور الطبيب بشكل دوري للتأكد من عدم وجود أي مشكلات عضوية قد تؤدي إلى منع الحمل مثل متلازمة المبيض متعدد الكيسات، أو أي اضطرابات أخرى.
- استخدام المزلقات: يعتمد الحمل على سرعة وصول الحيوانات المنوية للبويضة وتلقيحها بالوقت الصحيح كما ذكرنا، لذلك يفيد استخدام المزلقات قبل ممارسة العلاقة الزوجية في تسريع هذه العملية ويمكن استخدام الفازلين أو غيره من المزلقات التي لا تتحسس منها السيدة.
النظام الغذائي هو الخط الرئيسي الذي يساهم في بدء واستمرار الحمل، ومهما حاولت السيدة تعويض النقص من خلال المكملات الدوائية إلا أنه لا يمكن أن يحل محل الغذاء الطبيعي والمتنوع، فمثلاً يمكن اتباع نظام غذائي كالتالي: [4]
- أطعمة غنية بمضادات الأكسدة: الأغذية المضادة للأكسدة تساعد على زيادة الخصوبة لدى كل من الزوج والزوجة، حيث أنها تقوم بمقاومة الجذور الحرة التي تتسبب في تلف الحيوانات المنوية والبويضات، ومن هذه الأطعمة الفاكهة الحمضية والمكسرات والخضروات الورقية.
- عدم تجاهل وجبة الفطور: إن الالتزام بتناول وجبة فطور غنية بالفيتامينات والمعادن يساعد في تحسين التنظيم الهرموني وبالتالي القدرة على التنبؤ بأيام الإباضة الصحيحة.
- تقليل السكريات والدهون: إن تقليل تناول السكريات والدهون يؤدي إلى الحفاظ على وزن صحي، وجسد قوي، كما يقلل من مستويات هرمون الأنسولين وبالتالي ضبط سكر الدم، وهذا يؤدي في نهاية المطاف إلى تنظيم الدورة الشهرية، وهو النقطة الأساسية التي يمكن من خلالها التنبؤ بموعد حدوث الإباضة.
- زيادة النشاط: زيادة النشاط البدني بشكل عام يساهم في زيادة الخصوبة لدى السيدة، وتنظيم الهرمونات الانثوية، لذلك من المهم عند الرغبة بالحمل عدم تجاهل ممارسة التمارين الرياضية البسيطة.
- الحد من الكافئين: لا يوجد صلة كبيرة بين تناول الكافئين وعدم حدوث الحمل، ولكن بشكل وسطي المجال الآمن لتناول الكافئين هو ما يقارب فنجان إلى فنجانين من القهوة يومياً لتجنب تأثير الكافئين على الهرمونات التي تتحكم بالإباضة.
- تناول كميات كافية من المياه: الجسد الصحي يعتمد بشكل رئيسي على تناول كميات كافية من المياه فهي تساعد الجسم على تنظيم عملياته الاستقلابية والحيوية والهرمونية.
بعد ممارسة العلاقة الزوجية هنالك عدة علامات تدل السيدة على أن البويضة قد تم تلقيحها، وبدأت مرحلة الانغراس ومن هذه العلامات نذكر: [2،3]
- توقف الدورة الشهرية: العرض الأهم والرئيسي لبدء الحمل هو غياب الدورة الشهرية عن موعدها، فهذا يدل على إلقاح البويضة وانغراسها في الرحم بدلاً من تمزقها.
- آلام في الثديين: إن فترة الحمل هي أكثر فترة يحصل فيها تغيرات هرمونية لدى السيدة والتي ينتج عنها العديد من الآثار السلبية مثل آلام الثدي المؤلمة جداً للسيدة خلال الفترة الأولى.
- الشعور بالإرهاق والصداع: من أكثر علامات الحمل شيوعاً هو الشعور العام بالإرهاق والرغبة بالنوم، والصداع المستمر، وتعود هذه الآثار جميعها التغيرات الهرمونية.
- تقلبات المزاج: ينتج عن التغيرات الهرمونية أيضاً تغيرات في المزاج، فقد تصبح السيدة عاطفية بشكل مبالغ فيه، أو قد يصبح العكس تماماً وتعطي ردود أفعال باردة جداً، أو قد تصبح عدوانية، وهنا يكون الاحتواء النفسي والعاطفي لها مع بداية مرحلة صعبة جداً عليها، أفضل من العلاج الجسدي.
- اضطرابات هضمية: تشعر السيدة عند بداية الحمل بالعديد من الاضطرابات الهضمية مثل النفخة والحرقة والإمساك وكثرة التبول.
قد تتساءل العديد من السيدات حول بعض الأمور الخاصة بالحمل لذلك تم جمع بعض الاستفسارات الخاصة ليتم توضحها بالشكل التالي: [2]
هل يحدث الحمل من أول لقاء؟
لا يوجد أسباب طبية تمنع حدوث الحمل من المرة الأولى، فالأمر كما تم توضيحه من قبل يعود فقط للأيام الصحيحة التي يتم فيها وصول النطاف للبويضة، وبالتالي قد يحدث الحمل من اللقاء الأول في حال كانت السيدة تملك دورة منتظمة، وقد عملت على تنسيق اللقاء الأول مع أيام التبويض لديها.
متى لا يحدث الحمل؟
قد لا يحدث الحمل لفترة طويلة بعد الزواج على الرغم من عدم اتخاذ أي وسيلة لمنع الحمل، ولكن المشكلة هنا تكون إما عضوية نتيجة مرض معين لدى أحد الزوجين، مثل متلازمة المبيض متعدد الكيسات لدى المرأة، أو النقص في أعداد الحيوانات المنوية لدى الرجل، بالمقابل قد لا يحدث الحمل نتيجة الحساب الخاطئ لأيام التبويض فقط، لأنه خارج هذه الأيام تكون فرصة الحمل منخفضة جداً فمهما تكررت العلاقة الزوجية قد لا تصل ولا أي نطفة للبويضة.
كيف يحدث الحمل بالخطأ؟
يحدث الحمل بالخطأ نتيجة لبعض التغيرات الهرمونية مثل عدم انتظام الدورة الشهرية لدى السيدة وبالتالي عدم قدرتها على حساب أيام التبويض بدقة فقد تتم ممارسة العلاقة الزوجية خلال أيام التبويض دون علم السيدة بذلك، ويحصل الحمل فيما بعد، أو قد يحصل الحمل نتيجة عدم أخذ الاحتياطات الوقائية اللازمة مثل الخطأ في توقيت حبوب منع الحمل أو نسيان تناول الحبة أو عند الاكتفاء بالواقي الذكري كوسيلة لمنع الحمل.
هل الرضاعة تمنع الحمل؟
يعد إفراز الهرمون الذي يدر الحليب من الأشياء التي تمنع الحمل خلال الأشهر الأولى من الولادة فقط، وبعدها تعود الإباضة إلى الحالة الطبيعية، وهذا يختلف من سيدة إلى أخرى، ولكن بعد مضي الثلاث أشهر الأولى تقريباً من الولادة يمكن أن يحصل الحمل حتى ولو استمر الإرضاع.
من المسؤول عن إنجاب الذكور؟
من المهم معرفة أنه لا يمكن تحديد جنس المولود قبل الحمل على الإطلاق، ويعود تحديد جنس الجنين سواء كان ذكر أو أنثى، للرجل فقط تبعاً للصيغة الصبغية التي تحملها النطفة التي قامت بتلقيح البويضة.