-

كيف يؤثر الحمل على دماغ المرأة؟

كيف يؤثر الحمل على دماغ المرأة؟
(اخر تعديل 2024-09-22 12:39:11 )

هل يحمل الحمل أسراراً غير متوقعة للدماغ؟

في دراسة جديدة، يكتشف الباحثون أن تجربة الحمل ليست مجرد تغيير في الجسم، بل هي تحول جذري في الدماغ أيضاً. فكيف يؤثر الحمل على وظائف الدماغ؟ هذه الدراسة تسلط الضوء على تأثيرات الحمل على المخ، وتفتح أبواباً لفهم أعمق لهذا المجال الذي لا يزال مليئاً بالأسرار.

فقد تمكن الباحثون في "جامعة كاليفورنيا سانتا باربرا" من رسم خريطة دقيقة للتغيرات التي تطرأ على الدماغ خلال فترة الحمل. وقد أظهرت النتائج أن بعض مناطق الدماغ تتقلص أثناء الحمل، في الوقت الذي تزداد فيه قدرة الدماغ على الاتصال بين أجزائه، وهو ما يعد أمراً مثيراً للغاية.

الدراسة، التي نشرت في مجلة "Nature Neuroscience"، اعتمدت على تجربة فريدة عندما قررت أستاذة في الجامعة، تُدعى الدكتورة إليزابيث كراستيل، أن تكون موضوع بحثها الخاص. فقد خضعت لعملية تخصيب في المختبر، وتابعت أنشطتها الدراسية منذ ثلاثة أسابيع قبل الحمل وحتى عامين بعد ولادة طفلها.

الدكتورة إميلي جاكوبس، الأستاذة المساعدة بقسم العلوم النفسية والدماغية، تشير إلى أن الدراسات السابقة كانت تعتمد غالباً على تحليل فوري للدماغ في لحظة زمنية واحدة، مما لا يعطي صورة شاملة عن التغييرات المستمرة التي تحدث، خاصةً مع تدفق الهرمونات وانحسارها.

استخدمت الدراسة تقنيات تصوير متقدمة لفهم كيفية استجابة الدماغ للتحولات الكبيرة التي تحدث في الغدد الصماء العصبية. وهذه الغدد تلعب دوراً حيوياً في إفراز الهرمونات التي تؤثر على النمو والتكاثر والتمثيل الغذائي.
أمي مدبلج الحلقة 44

خلال الدراسة، أجرى الباحثون 26 فحصاً بالرنين المغناطيسي، بالإضافة إلى اختبارات دم، وقاموا بمقارنة النتائج بتغيرات دماغية لوحظت في مجموعة من النساء غير الحوامل. تشير جاكوبس إلى أن الحمل يعد من أكبر التحولات التي يمكن أن يمر بها الجسم، لكن لا يزال هناك الكثير لفهمه عن كيفية تأثيره على الدماغ.

وبحلول الأسبوع التاسع من الحمل، لاحظ الباحثون انخفاضاً ملحوظاً في كمية المادة الرمادية في الدماغ، والتي تلعب دوراً أساسياً في مشاعرنا وكلماتنا وأفكارنا وذاكرتنا. كما لوحظ زيادة في السائل النخاعي، الذي يمد الدماغ بالتغذية اللازمة، فضلاً عن زيادة في المادة البيضاء التي تعزز التواصل بين مناطق الدماغ.

بعض هذه التغييرات استمرت لمدة عامين بعد الولادة، بينما عادت تغييرات أخرى إلى مستويات ما قبل الحمل في فترة زمنية أقرب، تقريباً بعد شهرين من الولادة.

ومع ذلك، فإن الباحثين يحذرون من أن هذه التغييرات العصبية قد لا تحدث بنفس الدرجة لدى جميع النساء. ومن هنا، ينصحون بإجراء المزيد من الأبحاث لفهم الآثار الطويلة المدى للحمل على صحة الدماغ، وكذلك للتنبؤ باحتمالية حدوث اكتئاب ما بعد الولادة قبل أن يظهر.