كيف أتحدث مع طفلي الرضيع؟
تصلنا على حلوها أسئلة حول التفاعل مع الجنين والطفل حديث الولادة من خلال الكلام، مثل، "هل يسمع الجنين في الشهر الخامس؟"، "هل يسمع الجنين صوت أمه في الشهر السابع؟"، "متى أبدأ الكلام مع الرضيع؟"، "كيف أتحدث مع طفلي الرضيع؟"... وغيرها من الأسئلة حول فوائد وأهمية وكيفية الحديث مع الطفل الرضيع والتحدث مع الجنين في الرحم، نجيب عنها في هذا المقال بالتفصيل.
أهمية التحدث مع الجنين في الرحم
هل الجنين يسمع في بطن أمه؟ هل الجنين يسمع الأصوات الخارجية في الشهر الخامس؟ خلال المراحل الأخيرة من الحمل، يبدأ الطفل بسماع الأصوات وفك شيفرتها. وبالطبع فإن صوت الأم هو أول الأصوات التي يسمعها الطفل، مما يساعده على التعرف عليها والتواصل معها بعد الولادة.
ما أهمية التكلم مع الجنين وهو في بطن أمه؟
إضافة إلى ما ذكر قبل قليل، فإن التحدث مع الجنين أثناء الحمل يشعره بالأمان خلال وجوده في الرحم، ويخفف عنه أي شعور بالتوتر، كما يشعره بالراحة عند الخروج إلى العالم الجديد، لأنه يعرف صوت أمه ويشعر بالقرب منها.
يساعد التحدث مع الجنين أيضاً في تطوير لغته وقدرته على الكلام، حيث أنه يبدأ في فهم الكلمات وتذكرها منذ وجوده في الرحم. ويمكن لبعض الأطفال أحياناً التمييز بين اللغات.
لا تقتصر فائدة التكلم مع الجنين عليه فقط، بل تصل الفائدة إلى الوالدين أيضاً في حال استخدما الحديث مع الجنين كنشاط مشترك وكوقت للترابط بين أفراد الأسرة؛ الأم والأب، والإخوة أيضاً. فمن المفيد للطفل في بطن أمه أن يسمع صوت والده وإخوته يحدثونه ويشعر بحماسهم لاستقباله عن قريب، وفي حال كان الوالد في مكان بعيد، أو غير متواجد بشكل دائم، يمكن استخدام التسجيل الصوتي وسماعات الرأس. [1]
كانت هذه أهم فوائد التحدث مع الجنين في الرحم، لكن ماذا عن أهمية الحديث مع الطفل الرضيع؟
ما أهمية التحدث مع الرضيع؟
ينمو 80% من دماغ الطفل خلال السنوات الثلاثة الأولى من حياته، وتتشكل المشابك العصبية، وهي الروابط التي يحتاجها للتفكير والتعلم ومعالجة المعلومات.
يحفز التحدث مع الرضيع هذه المشابك العصبية في جزء الدماغ المسؤول عن اللغة. وكلما زاد عدد الكلمات التي يسمعها الطفل، زادت قوة الروابط الذهنية، مما يعزز أيضاً مهارات الطفل اللغوية المستقبلية وقدرته الإجمالية على التعلم.
ومن الجدير بالذكر أن الأطفال الرضع الذين يُوجه لهم أحاديث أكثر، يعرفون كلمات أكثر من أقرانهم بحلول سن الثانية. [2]
ولا تعود فائدة الحديث مع الطفل الرضيع على إتقانه للكلام فقط، بل أيضاً على إتقانه لمهارة القراءة! فقد أظهرت دراسة خاصة حول الموضوع أن طلاب الصف الثالث الذين تحدث آباؤهم معهم كثيراً عندما كانوا أطفالاً أظهروا نتائج أفضل في اختبارات الاستعداد للقراءة، وامتلكوا عدد مفردات أكبر، وزاد احتمال تمتعهم بمهارات لغوية أعلى. [3]
وجدت دراسات أخرى أيضاً أن عدد المفردات التي يستخدمها الطفل في عمر 11 عاماً تعتمد على عدد الكلمات التي يسمعها في السنوات الثلاثة الأولى من حياته أكثر من اعتمادها على أي عامل آخر تمت دراسته، بما في ذلك مدرسة الطفل ومعدل ذكاء الوالدين والوضع الاجتماعي والاقتصادي للأسرة. وبالتالي، كلما زاد عدد الكلمات التي يسمعها طفلك في السنوات الثلاثة الأولى، زاد احتمال تمتعه بمخزون لغوي أكبر في وقت لاحق في مرحلة الطفولة.
وفي دراسة حديثة، وجد باحثو جامعة ستانفورد اختلافات في سرعة معالجة الدماغ عند الأطفال في عمر 18 شهراً، تُعزى إلى نوع البيئات اللغوية التي عاش بها الأطفال في وقت مبكر جداً من حياتهم.
ففي الأسر ذات المستوى الاجتماعي-الاقتصادي المرتفع (حيث يتم بالعادة نطق المزيد من الكلمات)، لم يظهر الأطفال قابلية لفهم كلمات أكثر فحسب، بل تمكنوا أيضاً من تعلم كلمات جديدة بمعدلات أسرع، كما تمتع هؤلاء الأطفال بسرعة معالجة دماغية أعلى من أطفال الأسر ذات الحالة الاجتماعية-الاقتصادية المنخفضة، حيث يسمع الأطفال عموماً كلمات أقل.
من المهم التأكيد هنا أن سبب الاختلاف في المخزون اللغوي وسرعة معالجة الدماغ عند هؤلاء الأطفال ليس الوضع الاجتماعي والاقتصادي للعائلة، بل البيئات اللغوية. [4]
بغض النظر عن دخلك ومستواك الاجتماعي وأي عوامل أخرى، يمكنك دائماً مساعدة طفلك على تعلم المهارات اللغوية، وسنزودك لاحقاً في هذا المقال بمجموعة طرق وتقنيات ونصائح مهمة حول كيفية التحدث إلى الطفل الرضيع.
متى أبدأ الحديث مع الطفل الرضيع؟
السؤال الأول الذي ربما تطرحينه على نفسك هو، متى أبدأ الكلام مع طفلي؟ الجواب بسيط؛ في أسرع وقت ممكن!
في الواقع، يمكن للجنين بدء سماع الأصوات في الرحم في الأسبوع الثامن عشر، وبدء التفاعل مع الأصوات في الرحم في عمر 25 أسبوعاً. لذا، فإن البدء بالحديث مع الطفل قبل الولادة يعتبر أمراً مهماً ومفيداً جداً لك ولطفلك، ويمكنك الاستمرار في الحديث مع الطفل فور ولادته ورؤيته الضوء، وستشعرين بتفاعله معك أكثر يوماً بعد يوم! ولقد فصلنا في بداية هذا المقال فوائد التحدث مع الجنين في الرحم، وأهمية الحديث مع الطفل الرضيع. [3]
لنتعرف الآن على كيفية التحدث مع الطفل الرضيع.
كيفية التحدث مع الطفل الرضيع
كيف أتحدث مع طفلي الرضيع؟ من المهم تغيير الطريقة التي تتحدثين فيها مع طفلك كلما اكتسب مخزوناً لغوياً أكبر. ابدئي بالتحدث إلى مولودك الجديد بطريقة محببة ومبهجة واستخدمي النصائح التالية التي تركز على جودة التفاعلات اللفظية، ولا تستند على عمر الطفل بقدر استنادها على ما اكتسبه من مهارات لغوية حتى الآن: [4]
- انطقي كلمة (يد) أكثر من مرة، ليسمع الكلمة جيداً.
- المسي يد الطفل خلال نطق كلمة يد، ثم انطقي جملاً تحتوي على ضمائر وعلى اسم الطفل؛ (هذه يدك)، (هذه يد أحمد).
- أري الطفل كلمة وصورة يد على بطاقة من البطاقات المكتوبة والمصورة.
- أري طفلك يدك، ضعيها أمام وجهه وقولي له (هذه يد ماما)، ثم اجعليه يلمسها.
- أري طفلك يد والده أو يد أحد إخوته، ضعيها أمام وجهه وقولي له (هذه يد بابا) أو (هذه يد سمر)، ثم اجعليه يلمسها.
فمثلاً عند رؤية الثياب؛ من الأهم أن يتمكن الطفل من تصنيفها إلى قمصان وبناطيل وفساتين وملابس داخلية…. إلخ، كون هذا التصنيف أكثر فاعلية من تصنيفها حسب الحجم أو اللون أو نوع القماش. كذلك الحال مع الألعاب، وأدوات المطبخ والأدوات المكتبية وغيرها. تعاملي مع الكلمات المكتوبة على البطاقات بنفس الطريقة أيضاً.
أري الطفل الكلمة نفسها مكتوبة بعدة ألوان على بطاقات مختلفة، مثل كلمة (طائرة) على سبيل المثال؛ أريه 4 بطاقات تحمل كلمة طائرة في 4 ألوان مختلفة؛ ليميز أن الكلمة نفسها مهما اختلف لونها، فاختلاف اللون لن يغير الكلمة.
كما يمكنك أن تريه 4 صور لطائرات بألوان مختلفة، ليتعلم أن كلها طائرات حتى لو اختلف لونها. هذا لا يعني بالطبع عدم تعليم الطفل الألوان والأحجام وغيرها من المواصفات والمقاييس، ولكن وجب التنبيه إلى النقطة التي تفوت معظم الأهالي.
هل يوجد قصص تقرأ للجنين؟
ما أفضل عبارات للجنين في بطن أمه؟ هل قراءة القرآن للجنين في بطن أمه مفيدة؟ كيف أتحدث مع جنيني خلال الحمل؟
في الشهر الخامس، وأحياناً الرابع، يبدأ الجنين بسماع صوتك، هناك العديد من الطرق التي يمكنك من خلالها التفاعل مع طفلك خلال الحمل، وأهمها الحديث معه، فكما ذكرنا في بداية المقال، للحديث مع الجنين فوائد جمة لدماغه ونفسيته وعلاقته مع والديه.
إليك مجموعة من النصائح حول كيفية الحديث مع الجنين في الرحم: [1]
- اقرئي للجنين القرآن الكريم كي يشعر بالراحة والاطمئنان.
- غني للجنين أغانٍ هادئة.
- اقرئي الجريدة أو أي كتب تفضلينها بصوت عال.
- اقرئي للجنين قصص الأطفال.
- تحدثي إلى الجنين بكلمات محببة ومليئة بالأمل والحماس.
- تحدثي إلى الجنين خلال تجوالك في المتجر أو السوق أو الحديقة. يمكنك إخباره عما تفعلينه، أو تصفي له ما ترينه.
- ضعي سماعات الرأس على بطنك للسماح لطفلك بالاستماع إلى الموسيقى في الرحم.
- اجعلي زوجك وأولاك يتحدثون معه وهم يضعون أيديهم على بطنك.
ختاماً، ذكرنا لك عزيزتي الأم في هذا المقال أهمية وفوائد وطرق الحديث مع الجنين والطفل الرضيع. في حال كان لديك أية أسئلة أو استفسارات، يمكنك طرح سؤالك أو مشكلتك هنا.