كيف أحمي نفسي من الابتزاز والتهديد وأواجه
بعد أن أصبحت كافة جوانب حياتنا مرتبطةً بالأجهزة الالكترونية، وحيث أنّ هواتفنا وحواسيبنا المحمولة تحتوي الكثير من المعلومات الشخصية والصور الخاصة أصبحنا جميعاً معرضين لاختراق خصوصياتنا وسرقة بعض بياناتنا الشخصية من قبل أشخاصٍ سيئين. سواء تمّ الأمر بسبب عدم المعرفة الجيدة لجوانب الأمن المعلوماتي أو نتيجة ثغرة معينة أو مهما كانت الطريقة فمن الممكن أن تجدي نفسك وقد تحولتِ لضحية ابتزاز.
اليوم تُعاني الكثير من الفتيات اللواتي يتعرضن للابتزاز من الارتباك والخوف وهو ما قد يدفعهنّ إلى اتخاذ قراراتٍ خاطئة يمكن أن تزيد من سوء الموقف، ولكن كيف يجب أن يكون التصرف الصحيح وما هي أفضل طريقة لمواجهة الابتزاز؟
ينظر الكثيرون إلى الابتزاز على أنّه الحالة التي يقوم فيها شخصٌ ما بتهديد أحدهم بفعل شيء ما أو كشف معلوماتٍ سلبية عنه ما لم يمنحه المال أو بنفذ له طلبات معيّنة، ورغم أنّ هذا التعريف صحيح إلا أنّ التعريف القانوني للابتزاز هو "جريمة التهديد بالكشف عن معلومات ضارة عن شخصٍ ما لم يتم الحصول على أموال أو بعض المزايا الأخرى"، في بعض الأحيان يمكن أن يحاول المبتز الحصول على خدمات جنسية أو السيطرة على الضحية بشكلٍ ما.
يحدث الابتزاز عند التهديد بالكشف عن المعلومات المضرة أو المهينة للضحية وطلب تعويض بشكلٍ ما منها، وهنا من الضروري أن تلاحظي أنّ الجريمة تقع بمجرد قيام الجاني بالتهديد ولا يتطلب الأمر انتقال الأموال إليه حتى يُعتبر الأمر جريمةً. [1]
من حيث طبيعة العلاقة التي تجمع بين المبتز والضحية يتم تقسيم الابتزاز إلى ابتزاز مباشرة وابتزاز وابتزاز إلكتروني، أما من حيث هدف الابتزاز فمن الممكن أن نقوم بتصنيف الابتزاز المادي ضمن ثلاثة أنواع أساسية: [2،3]
الابتزاز المادي (المالي)
في الابتزاز المادي يقوم الجاني بجمع معلومات عن الضحية أو يقوم باستغلال معرفته لمعلومات مهينة لها أو صورها سواء كانت ذات طابعٍ جنسي أو لا، وفي هذا النوع من الابتزاز يقوم التهديد على طلب الأموال من الضحية مقابل حذف المواد التي يمتلكها أو عدم إفشائه لها. في الحقيق يمكن أن يستغل بعض المبتزين ضحاياهم ويطلبون منهنّ الدفع بشكل متكرر مستغلين الخوف وقد يطلبون من الضحية دفع المال بطرقٍ يصعب فيها تعقبه ومعرفته من قبل الشرطة.
الابتزاز الجنسي
يُعتبر من أهم وأخطر أنواع الابتزاز في الوقت الحالي، يحدث الابتزاز الجنسي عندما يمتلك المبتز صوراً أو مقاطع فيديو تخص الضحية فيستغل هذه المواد الجنسية بهدف تهديدها والاستفادة جنسياً منها بأشكالٍ مختلفة. يمكن أن تتنوع أشكال الابتزاز الجنسي كثيراً؛ وفقاً للمبتز ومستوى اضطرابه فقد يطلب من الضحية إرسال بعض الصور الشبيهة بالمحتوى الذي يمتلكه سلفاً أو تصوير مقاطع فيديو إباحية وقد يتمادى الأمر ليصل إلى طلب ممارسة الجنس معه أو مع أشخاصٍ معينين.
في كثيرٍ من الحالات تجد الفتاة نفسها تقوم بما يطلبه المبتز وترسل إليه ما طلبه منها بدافع الخوف من الفضيحة، ولكن المشكلة في هذا التصرف أنّه سيدفع المجرم إلى التمادي أكثر وطلب المزيد أو استمراره في الابتزاز واستغلال الفتاة مستغلاً خوفها.
الابتزاز لإجبار الضحية على خدمة المبتز
حيث يكون الهدف من الابتزاز في هذه الحالة الحصول على امتيازات معينة من الضحية إذا كانت في منصب مرموق أو تتحكم ببعض الأعمال التي يحتاج المبتزّ إلى الوصول إليها وتسهيليها، وهذا النوع أكثر شيوعاً في عالم الأعمال والسياسة، لكن أي شخص يمكن أن يتعرض لهذا النوع من الابتزاز لتسريب معلومات عن مكان عمله أو تقديم تسهيلات مخالفة أو القيام بأعمال غير قانونية لصالح المبتز، وتحت هذه الفئة من الابتزاز يندرج أيضاً الابتزاز للحفاظ على الوضع الراهن، بمعنى ابتزاز الضحية لإجبارها على البقاء في علاقة مع المبتز مهما كان نوع هذه العلاقة.
المشكلة التي تتعرض لها الكثير من الفتيات هي عدم معرفة كيفية التعامل مع المبتز فما يحدث هو أنّهن يتصرفن بناءً على الخوف المحض: [4،5]
في حال تعرضتِ إلى الابتزاز من شخص مجهول الهوية سيكون اتباع الخطوات السابقة ضرورياً ولكن مع محاولة استدراج الشخص المبتز لإعطاء معلومات يمكن أن تُشير إلى هويته وتُساعد على القبض عليه، تتضمن هذه المعلومات:
- معرفة اسمه إن أمكن.
- الاحتفاظ برقم هاتفه على الواتساب ومحاولة اكتشاف هويته.
- أو معرفة رقم حسابه البنكي بحجة الانصياع للتحويل.
بالطبع في مثل هذه الحالات يُنصح باستشارة المحامي أو المنظمات المعنية بالتعامل مع الابتزاز للاستفادة من خبرتهم في التعامل بهذه الأمور. [6]
مهما كانت الدولة التي تقطنين فيها فمن الضروري ألا تستسلمي للمبتز وأن تلجئي للقانون من أجل إيقاف المبتز عند حده وتركه يواجه عقابه لتهديدكِ.
هناك طرقٌ مختلفة للتبليغ وقد تختلف الإجراءات القانونية لمواجهة المبتز من بلدٍ لآخر لكن يمكن في أي بلد التوجه إلى أقرب قسم للشرطة وتقديم بلاغ مباشر بتعرضكِ للابتزاز، وفي حالة تقديم البلاغ سيكون من المفيد أن تقومي بإرفاق الأرقام التي استخدمها المبتز للتواصل أو الحسابات مع تبيان الطلبات والتهديدات التي قام بها.
عقوبة التهديد والابتزاز
يمكن أن تختلف عقوبة الابتزاز والتهديد طبقاً لقوانين الدولة التي وقع فيها الابتزاز، ففي القانون السعودي يمكن أن ينال من يقوم بجرم التهديد والابتزاز عقوبةً تتضمن السجن لمدة سنة مع غرامة قد تصل إلى نصف مليون ريال سعودي.
أما في الإمارات العربية المتحدة فينص القانون على أنّ العقوبة للتهديد والابتزاز الالكتروني تتضمن السجن لمدة لا تزيد عن السنتين مع غرامة تتراوح بين 250 ألف درهم وحتى 500 ألف درهم. [7،8]
اقرئي أكثر عن عقوبات الابتزاز الإلكتروني من خلال النقر هنا.
تتواجد في بعض الدول العربية بعض الطرق السريعة للإبلاغ عن جرائم الابتزاز الالكتروني والتهديد، مثل:
- الإبلاغ غم الابتزاز في السعودية: الاتصال بالرقم التابع لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المملكة العربية السعودية (1909).
- التبليغ عن الابتزاز في الإمارات: استخدام تطبيقات مثل تطبيق "مجتمعي آمن" أو البريد الالكتروني مثل خدمة الأمين في دبي [email protected]، وخدمة أمان في أبو ظبي [email protected]، وخدمة نجيد في الشارقة [email protected] والتي تتيح السرية للمواطنين.
- الإبلاغ عن الابتزاز في الكويت: من خلال التواصل مع الشرطة الإلكترونية في الكويت على الرقم 96525660142+، أو من خلال البريد الإلكتروني [email protected]، أو التوجه إلى أقرب مركز شرطة.
- الإبلاغ عن الابتزاز في مصر: من خلال الاتصال على الرقم الساخن 108 للإبلاغ عن الابتزاز الإلكتروني، أو توجه لأقرب قسم شرطة وتنظيم محضر ابتزاز وتهديد.
- الإبلاغ عن الابتزاز في الأردن: من خلال الاتصال بالرقم الموحّد لمديرية الأمن العام في الأردن 911، والاتصال من خارج الأردن بإضافة صفرين (00911).
- الإبلاغ عن الابتزاز الإلكتروني في تونس: من خلال الاتصال على الرقم 197، أو التوجه إلى شرطة مكافحة الابتزاز الإلكتروني التونسية.
المشكلة التي تُواجه العديد من الفتيات اللواتي يتعرضن للابتزاز هي التصرف لوحدهنّ دون اللجوء للأهل، هذا يمكن أن يقود إلى اتخاذ بعض القرارات الخاطئة وخاصة عندما تكون الفتاة التي تتعرض للابتزاز قاصراً لم تصل لسن البلوغ بعد، والسبب الذي يدفع الكثير من الفتيات لعدم التبليغ هو الخوف من ردود فعل الأهل ولهذا من الأفضل عند التعرض للابتزاز أن تقومي باختيار شخصٍ مقربٍ منكِ لإخباره بالأمر.
في كثير من الأحيان يوصي الخبراء بطلب مساعدة الأهل حيث يجب أن يكون الأهل أصدقاء لأبنائهم وخاصة المراهقين منهم، ولكن لا يجب إهمال سلامة حياة الضحية ففي حال كانت الضحية تخشى فقدان حياتها في حال معرفة الأهل سيكون من الأفضل اللجوء للجهات المختصة وأحد المعارف الذين تثق بهم الضحية.
إن حماية خصوصيتك وخصوصية أفراد عائلتك تعتبر من الأمور بالغة الأهمية، فعندما يتعلم الصغار كيفية حماية الخصوصية ويتجنبون التعامل مع الأشخاص غير الموثوقين يمكن أن تقل احتمالية تعرضهم للابتزاز بشكل كبير، وبما أنّ معظم حالات الابتزاز تحدث نتيجة اختراق الأجهزة أو اختراق الخصوصية فإنّ أفضل طريقة لحماية نفسك من الابتزاز والمبتزين تتضمن القيام بالتالي: [9،10]
في الختام من الضروري أن تتذكري دوماً أنّ القانون سيكون إلى جانبك ويدافع عنكِ إن كنتِ ضحية الابتزاز فلا يجب أن تخافي من المبتز أو تنصاعي له، أما بالنسبة للأهل فمن الضروري أن يتذكروا دوماً أنّ أطفالهم معرضون للخطأ دوماً وأنّ من واجب عائلاتهم أن تُساندهم وتحميهم مهما كانت الظروف.