تختلف أعراض بدء الحمل بين سيدة وأخرى، وهذا يجعل تحديد يوم بدء الحمل أمر غير دقيق نوعاً ما، وعلى الرغم من أن الطبيب وحده القادر على تأكيد الحمل من خلال الفحص السريري إلا أنه يمكن التنبؤ بوجود الحمل من خلال عدة أعراض وعلامات دون تحاليل سوف نوضح تفاصيلها من خلال المقال التالي.
يحدث الحمل عندما يتم تلقيح البويضة بعد أن يتم إطلاقها من المبيض عند السيدة بواسطة حيوان منوي من الرجل، وتبدأ بعدها مرحلة الانغراس في الرحم لبدء التعشيش ونمو الخلايا حتى الوصول لجنين متكامل، وهذه العملية لها عدة علامات تدل على حدوث الحمل دون تحليل مثل:
نزيف الانغراس: يبدأ الانغراس بعد حوالي 6 إلى 7 أيام من الحمل وخلال هذه الفترة تلتصق البويضة ببطانة الرحم بقوة مما يؤدي إلى تفتيت بعض الأوعية الدموية داخل جدار الرحم، وهذا قد يسبب نزيف خفيف وبسيط، وهو من العلامات المبكرة للحمل التي تظهر في الأسبوع الأول تقريباً، ويتميز عن دماء الدورة الشهرية بأنه قطرات خفيفة قد تستمر لعدة ساعات.التشنج: قد تشعر بعض السيدات بتشنجات في البطن أو الحوض أو أسفل الظهر، ويأتي الشعور كإحساس بالوخز والألم، وغالباً ما تختفي هذ التشنجات خلال الأيام الأولى للحمل.آلام في الثديين: قد تلاحظ السيدة نتيجة بدء التغيرات الهرمونية في جسدها بألم في الثديين، وقد تصبح العروق الزرقاء واضحة أكثر من الأوقات الطبيعية نتيجة التغذية الدموية الشديدة لهذه المنطقة، تمهيداً لبدء إفراز الحليب من غدد الثدي، وهو ما تشعر فيه السيدة على شكل تحجر ووخز.الوهن العام: قد لا تلاحظ السيدة منذ الأسبوع الأول تغيرات الحمل ولكن عند إتمام عملية التلقيح يبدأ الجسم بالتكيف مع الوضع الجديد، فتتغير العديد من العمليات الحيوية فيه، وهو ما تشعر فيه السيدة على شكل وهن عام، وإرهاق لا تعلم ماهيته، فتشعر بأنه لا شيء حقيقي يؤلمها بنفس الوقت هي غير قادرة على إنجاز أي شيء، وترغب بالنوم فقط، وذلك لأن جسمها يتحضر لبدء مرحلة جديدة.صداع في الرأس: من علامات الحمل المبكرة التي تترافق مع العلامات الأخرى أيضاً هو الصداع الذي لا يمكن التخلص منه، ومن المهم عند بدء الشعور بهذه الأعراض الابتعاد عن المسكنات للتخلص من الصداع، لأن السيدة قد تجهل في بداية الأمر ما هي المسكنات الآمنة خلال هذه الفترة، لذلك عند بدء الشك بوجود الحمل يجب الابتعاد عن الأدوية بشكل عام حتى يتم رؤية طبيب ووصف الأدوية الآمنة.تقلبات المزاج: تعتبر تقلبات المزاج من العلامات المبكرة للحمل، وتنتج بشكل عام عن الاضطرابات الهرمونية في هذه الفترة، مما يجعلها دليل كافي للشك بوجود الحمل ورؤية طبيب، فقد تشعر السيدة بالغضب الشديد مع سرعة الانفعال، أو بالحزن المفاجئ، وقد تثار عاطفتها بشكل غير معتاد، وتشعر بالسعادة والحب، وقد يحصل العكس تماماً وتنفر حتى من زوجها ومن رائحته، وكل ما يتعلق فيه، وتعتبر هذه الاضطرابات طبيعية يجب على الزوج تفهمها. [1،2،4]الاضطرابات الهضمية بشكل عام من العلامات الشائعة للحمل في الثلث الأول بشكل كامل، فقد يمكن الشك بوجود الحمل عند ملاحظة هذه العلامات قبل القيام بالتحليل الطبي:
الغثيان والقيء الصباحي: من علامات الحمل التي لا تحتاج إلى تحليل للتأكد من وجود الحمل، هو الغثيان الذي قد يترافق مع قيء في الصباح، وهذا الأمر قد يحصل في أي وقت مع السيدة ولكن تكراره بشكل دائم دون التخلص منه بأي شكل من الأشكال يعتبر من العلامات الهضمية للحمل.الشعور بالنفخة: من العلامات الخاصة بالجهاز الهضمي أيضاً هو الشعور بالنفخة والانزعاج والآلام التي تحتاج لروتين معين من الغذاء للتخلص منه، ويحدث بسبب التغيرات الهرمونية التي تؤدي إلى تباطؤ عمل الجهاز الهضمي.تغيرات في الشهية: تتعرض السيدة في بداية الحمل لتغيرات واضحة في الشهية قد تشير إلى بداية الحمل قبل إجراء التحليل، فمثلاً هنالك سيدات بعد أن يحدث الانغراس تنفر من الطعام بشكل كامل، ولا تستطيع أن تتناول أي نوع مهما كانت تفضله من قبل، وعلى العكس هنالك سيدات تزداد شهيتها تجاه الطعام بشكل مبالغ فيه، وقد تتناول أطعمة غريبة جداً.الشعور بطعم معدني في الفم: التغيرات في المذاق هي أحد نتائج التغيرات الهرمونية التي تحدث في بداية الحمل أيضاً، وقد تشعر السيدة بطعم معدني في فمها نتيجة الخلل بحاسة التذوق وقد يزداد هذا الشعور عند تناول الكربوهيدرات.آلام حول الحوض والبطن: من الدلائل أيضاً على وجود الحمل دون تحليل هو الألم الذي يحصل لدى السيدة حول الحوض والبطن، وغالباً ما يكون السبب هو بدء تكيف الرحم مع وجود الجنين وتأهيله لتغذيته وبدء تطور حجمه ليتوافق مع تطور الجنين. [1،2،3]هنالك بعض التغيرات التي تحدث عند إتمام الحمل وقبل موعد الدورة الشهرية، وهنا يتوجب على السيدة مراجعة الطبيب المختص عند ملاحظة هذه الأعراض للتأكد من وجود الحمل، فمثلاً قد تعاني السيدة من: [2،4]
انقطاع أو تأخر الدورة الشهرية: إن انقطاع الدورة الشهرية أو تأخرها عن موعدها هو سبب كافي للشك بوجود الحمل، فكل يوم تأخير عن الحد الطبيعي يكون وراءه سبب مرضي، أو فيزيولوجي كالحمل.زيادة التبول: إن زيادة تدفق الدورة الدموية خلال الفترة الأولى من الحمل، يؤدي إلى محاولة الجسم للتخلص من الماء الزائد بشكل سريع، وهذا يتطلب من السيدة زيادة التبول بشكل غير معتاد.النفور من العلاقة الزوجية: التغيرات الهرمونية التي تحدث خلال الفترة الأولى من الحمل تؤثر على العلاقة الزوجية بشكل سلبي، حيث أن النفور من ممارسة العلاقة الزوجية يعتبر من الأدلة الخاصة على الحمل قبل إجراء التحليل الطبي.ألم في الظهر: إن بداية تكوين الأجنة والتغيرات الخاصة بهيكلية الرحم، تؤدي إلى آلام في الظهر، يمكن التخلص منها مع التدليك أو ممارسة بعض التمارين البسيطة مثل اليوغا.تغيرات في البشرة: التغيرات الهرمونية في بداية الحمل تؤثر على البشرة بشكل سلبي فتظهر البشرة بلون باهت، وقد تظهر بعض الحبوب والبثور، كما قد تتحسس البشرة لأي عامل خارجي بسيط، وجميع هذه الأعراض عندما تترافق مع الأعراض الأخرى قد تدل على الحمل.إن تزامن بعض العلامات التي تم ذكرها في نفس الوقت، هو دليل كافي على ضرورة الاستشارة الطبية التي تؤكد أو تنفي وجود الحمل، حيث يتم التأكد من الحمل عن طريق:
التحليل بجهاز فحص الحمل في المنزل
يعتبر التحليل الطبي دليل مبدئي على وجود الحمل، حيث يمكن للسيدة أن تقوم بإجراء التحليل في المنزل، فهو عبارة عن جهاز صغير يتم شراؤه من الصيدليات، تضع السيدة قطرات من البول على هذا الجهاز وبناءً على نسبة وجود هرمون الحمل HCG في البول، يعطي الجهاز نتيجة إيجابية أو سلبية.الفحص الطبي السريري لوجود حمل
بعد رؤية النتيجة الإيجابية في التحليل المنزلي يجب أن تطلب السيدة استشارة طبية من طبيب مختص من أجل الفحص الطبي السريري، للتأكد من وجود الحمل.
حيث يمكن للطبيب أن يؤكد ذلك من خلال التصوير بالسونار (جهاز الإيكو)، لرؤية الأجنة بوضوح داخل الرحم، ويمكنه أن يحدد موعد الأسبوع الأول للحمل، ثم يضع جدول صحي يتم التقيد فيه لإتمام أشهر الحمل بشكل سليم، ويوضح الطبيب من خلاله الأشياء التي يجب أن تفعلها السيدة والأشياء التي يتوجب الابتعاد عنها.
كما يعطي بعض المكملات الدوائية التي تساعد على تغذية الأم ونمو الجنين مثل حمض الفوليك والحديد والكالسيوم، ويجب بعدها بدء الفحص بشكل دوري كل شهر للتأكد من سلامة الجنين.
إن التحليل والفحص الطبي هو من يحدد أولاً وأخيراً وجود الحمل من عدمه، لذلك لا يجب الاعتماد على الطرق البديلة عن التحليل لإثبات الحمل، فهنالك أمراض تتشابه أعراضها مع أعراض الحمل مثل: [2]
- متلازمة المبيض متعدد الكيسات: تعتبر متلازمة المبيض متعدد الكيسات من المتلازمات التي تتشابه مع أعراض الحمل كالتعب العام والألم في الحوض والظهر بالإضافة إلى أنها تؤثر على أوقات الدورة الشهرية، فالسيدة المصابة بها قد تتأخر أو تنقطع عنها الدورة الشهرية لأشهر، وهنا الفحص الطبي يحدد العلاج الصحيح وينفي وجود الحمل، وهنا يجب التنويه إلى أن هذه المتلازمة تصيب الفتيات أيضاً في عمر صغير ولا تقتصر على النساء المتزوجات.
- اضطرابات الغدة الدرقية: التغيرات الهرمونية هي السبب الرئيسي في ظهور جميع الدلالات الأولية للحمل، وهنالك بعض الأمراض التي تسبب خلل بهذه الهرمونات ينتج عنه نفس الأعراض ولكن دون وجود حمل مثل اضطرابات الغدة الدرقية التي تؤثر على انتظام الدورة الشهرية، والاضطرابات الهضمية وغيرها.
- الحمل الكاذب: قد تظهر علامات الحمل التي تم ذكرها ولكن دون حمل حقيقي وهو ما يعرف بالحمل الكاذب وغالباً ما يكون السبب وراء ظهور الأعراض نفسي بحت، ومن المهم استشارة الطبيب في هذه المرحلة.
- تأثير بعض الأدوية: قد تتشابه أعراض الحمل أيضاً مع الآثار الجانبية لبعض الأدوية مثل الأدوية الهرمونية والتي تعطي ردود فعل مختلفة بين كل شخص وآخر.
- سرطان عنق الرحم: إن وجود سرطان في عنق الرحم سوف ينتج عنه أعراض تتشابه مع الحمل كاضطرابات الدورة الشهرية وآلام شديدة حول البطن والحوض والظهر وتغيرات في الشهية، ولكن هنالك عرض أساسي يميز سرطان عنق الرحم عن الحمل، وهو النزف الذي يتبع كل جماع، لذلك يعتبر الأطباء أن هذا النزف هو سرطان عنق رحم حتى يثبت العكس.
المصادر و المراجعaddremove
أحدث أسئلة الحمل والولادة