كيف أعرف أن طفلي مملوع وما هو علاج الملع أو
غالباً ما تحصل حالة الملع أو الخلع عند الأطفال الرضع في الشهور الأولى، حيث يكون الأطفال الأكبر سنّاً أكثر قدرة على مقاومة العوامل التي تسبب الخلع، وتتنوع علاجات الطفل المملوع حسب الحالة وتشخيصها، حيث تتراوح بين الراحة التامة والأربطة الضاغطة والأدوية الموضعية، وقد تصل إلى العمليات الجراحية.
الطفل المملوع أو المخلوع أو الملوي أو المنتوع أو الممصوع؛ جميعها تدل على حالة خلع أو التواء في كتف الطفل الرضيع، تسبب ألماً شديداً وبكاءً غير طبيعي ولا يرتبط بالأسباب الاعتيادية مثل الجوع والحفاض، ويتزايد ألم الطفل المملوع عند تحريكه أو حمله أو في وضعيات معينة، مع ظهور علامات التورم أو بروز العظم.
يكون السبب في الملع أو الخلع حمل الرضيع بطريقة خاطئة أو سحبه من يديه بطريقة معاكسة مما يسبب إصابة هيكلية، ويسبب الملع ألماً شديداً للطفل الرضيع عند تحريكه أو حمله أو حتى عند إصابته بالتشنجات العادية والمغص.
هناك بعض الأعراض والعلامات التي تظهر على طفلك والتي تشير إلى احتمالية إصابته بالخلع أو الملع ومن أهم تلك الأعراض: [1-2]
- الشعور بالألم الشديد: غالباً ما يؤدي الخلع في مكان الأذية إلى شعور مؤلم يتناسب مع شدة الإصابة، وقد يتراوح ما بين الألم الشديد الذي لا يحتمل أو الألم البسيط غير الظاهر تماماً، وفي الحالتين يجب تسكين الألم بأي طريقة، كما أن الطفل الصغير لا يستطيع البوح بألمه إلا عن طريق البكاء الشديد والشد العضلي مما يؤخر التشخيص لاعتقاد الأهل أن بكاء الطفل مرتبط بأسباب تقليدية مثل المغص أو الجوع.
- احمرار وحرارة مكان الملع: يتظاهر فجأةً على جلد مكان الإصابة ويعتبر ثاني التظاهرات التي تدل على اضطراب ما وذلك بعد الألم والبكاء غير المفسر، وينتج الحرارة والاحمرار من الالتهاب الموضعي في تلك المنطقة.
- التورم والنتوء أو البروز: تصاب منطقة الملع بالتورم والانتفاخ بسبب الالتهاب الحاصل ضمنها ويظهر ذلك على شكل كدمات جلدية ( تغير لون الجلد للأزرق) مع تورم فيها، وقد يظهر بروز عظمي دون وجود تورم أو ازرقاق.
- صعوبة الحركة: يتظاهر ذلك في صعوبة تحريك الطرف المصاب مع ألم شديد أثناء الحركة، كما يظهر الألم في وضعيات معينة أكثر من غيرها، ويتزايد مع تحريك الطفل أو حمله.
- سماع فرقعة أو طقطقة المفصل: قد تسمع صوت غريب عند تحريك المكان المملوع نتيجة احتكاك العظم، وقد تنجك فرقعة المفاصل عن فقاعات غاز النتروجين نتيجةً للالتهاب الحاصل فيسبب عندها طقطقة المفاصل.
تتنوع أسباب الملع عند الأطفال ولكن النتيجة واحدة وإن أي بكاء غير مفسر للطفل يجعلنا نفكر أنه مصاب بالملع ومنها:[2-4]
- حمل الطفل بطريقة خاطئة: يقوم الكثير من الناس بحمل الطفل بطريقة خاطئة ومعكوسة من يديه وبسبب فقد الطفل لمرونة الحركة ففي بعض الأحيان تسبب شدة الحركة الخاطئة في خلع أو كسر طرف الطفل.
- حركات الشد والتشنج العضلي: يقوم الطفل أحياناً بشد ظهره للخلف أو يقوم بحركات تشنجية ناتجة عن عدة أسباب منها المغص الشديد أو البكاء الشديد وهذا يسبب الملع بشكل مفاجئ وسريع لديهم.
- سقوط الطفل: عندما يبدأ الطفل بالمشي وخاصةً في بداية الشهر التاسع يبقى بحالة عدم قدرة على التوازن مما يسبب كثرة السقوط والتعرض للخلوع، كذلك الأمر في حالة سقوط الطفل من السرير أو سقوط الأم أثناء حملها للطفل، لذلك يجب فحص الطفل بشكل جيد عند تعرضه للسقوط.
- ضعف الأربطة العضلية: قد يتسبب أحد الأمراض أو المتلازمات الخلقية مثل متلازمة داون بضعف الأربطة وقلة مرونتها وقد يشير ذلك إلى هشاشة الطرف مما يؤدي إلى الكسور المرضية (وهي كسور ناتجة عن ضعف الأربطة وهشاشة العظام وتشيع عند الأطفال).
نظراً للمضاعفات والأضرار التي تنتج عن الملع عند الأطفال فإن السرعة في العلاج أهم خطوة بعد تحديد السبب وتتعدد طرق العلاج حسب درجة الإصابة من علاج تلطيفي (بسيط) إلى علاج أشد وذلك بعد استشارة الطبيب المختص، ومن طرق العلاج:[1-2-3]
- تهدئة الطفل: إن الملع عند الرضيع يسبب بكاء الطفل بطريقة غير طبيعية، ويجب أن تعمل الأم على تهدئة الطفل بحمله بطريقة مناسبة وصحيحة، ومحاولة استكشاف الوضعية المناسبة التي تجعل الألم أقل، ثم الوصول إلى أقرب طبيب أطفل أو مركز طبي.
- الراحة وتثبيت مكان الخلع: ويكون ذلك بعد مراجعة الطبيب الذي ينصح بإراحة الرضيع رحة تامة ومحاولة تثبيت المكان المصاب بوضعية صحيحة، وذلك إما باستخدام رباط ضاغط على المنطقة المصابة لتعود وظيفتها بعد عدة أيام، أو استخدام معلاق (دعامة) لتقوّي العضلات وتخفيف الوزن على تلك المنطقة.
- تدليك المنطقة: إن تدليك العضلات المتصلّبة والأربطة المتوترة يساعد في تخفيف الالتهاب والتورم مما يسبب تهدئة الألم إلى حدٍ ما، لكن في المقابل يجب أن تتم عملية التدليك بطريقة هادئة وصحيحة للحصول على نتيجة فعالة، وذلك بعد استشارة الطبيب المختص.
- كمادات الماء الدافئ: استخدام كمادات دافئة على المنطقة المصابة يساعد في إرخاء العضلات في تلك المنطقة وتهدئة الألم الناتج عن فعل الملع أو تمزق الأوتار أو الأربطة بالإضافة، إلى ذلك فإن الاستحمام بالماء الساخن أو الدافئ يعطي ذات النتيجة السابقة في استخدام الكمادات.
- أدوية علاج الطفل المملوع: تطبّق الأدوية الموضعية أو الفموية لعلاج الطفل المملوع تحت إشراف الطبيب، إذ أنه قد يقوم بوصف بعض الأدوية المهدئة والمسكنة للألم أو بعض المراهم الموضعية التي تسبب انتعاش الجلد تحتها وبرودته وتخفيف الالتهاب الموضعي وبالتالي إراحة الطفل نسبياً، ونذكر على سبيل المثال مرهم الفولتارين.
- جراحة علاج الطفل الممصوع: الجراحة علاج نادر ويستخدم في حالات الاختلاطات والمضاعفات الناتجة عن الملع عند الأطفال وهي كسر طرف أو عظم أو خلع مفصل بشكل تام، وذلك بعد تأكيد التشخيص ومتابعة الطبيب المختص.
يترك الملع آثار كبيرة على صحة الأطفال قد ينتج عنه مضاعفات خطيرة وتعيق حياته، ومن أهم تلك المضاعفات:[1]
- الكسور والخلوع: نتيجةً للملع الشديد والحمل الخاطئ والشد القويّ قد يتسبب ذلك في خلع مفصل الكتف أو كسور عظمية شديدة، وغالباً ما ينتج ذلك عن إهمال العلاج وتأخر التشخيص.
- تمزق الأربطة: بالنسبة للأربطة والأوتار فهي تعمل على ربط مختلف العظام بالعضلات والعمل على تحريك الطرف بمرونة عالية، ويعتبر تمزق هذه الأربطة والتهابها من المضاعفات الخطير للملع أو الخلع عند الرضع.
- تصلّب العضلات: في حال إهمال العلاج السريع، أو العلاج بطريقة غير فعالة تماماً أو استمرار السبب الذي يؤدي إلى الملع عند الأطفال، فإن ذلك يجعل من العضلات متصلّبة وقاسية الملمس وهذا يجعل الطرف فيما بعد يفقد وظيفته الأساسية تدريجياً.
- تشوّه الطرف المصاب: يعد من الأضرار والمضاعفات النادرة التي تنتج عن الملع عند الأطفال، قد يشكل تبارز الطرف المملوع أو انحراف محور العظم إلى تشوه شكلي قد لا يمكن إصلاحه فيما بعد.
- تقوّس ظهر الطفل نحو الخلف: قد يسبب إهمال الملع عند الرضيع على المدى الطويل تقوس وانحناء ظهر الطفل نحو الخلف والذي يصعب علاجه مع مرور الزمن.
إليك بعض النصائح الهامة جداً في حماية طفلك والتي يجب اتباعها في التعامل مع طفلك أثناء حمله أو اللعب معه وذلك تجنباً للإصابة بالملع أو الاختلاطات الناتجة عنه، وهي:[1-2-3]
- حمل الطفل بطريقة صحيحة: نوصي الأمهات دائماً بالحرص الشديد عند التعامل مع أطفالهن وخاصةً في حال الانشغال واللعب معهم، فعند حملهم يجب أن يتم ذلك من قدميه مع وضع اليد وراء الظهر بطريقة تمنع إجراء حركة مفاجئة للطرف.
- تجنّب الرضّ أو السقوط: يجب تلافي حمل الطفل أثناء العمل أو الانشغال بمهام تنظيف المنزل ويجب إما وضعه في سريره أو في عربته الخاصة والتي تعمل على حمايته، كما يجب إبعاد الأدوات الخطيرة حول الطفل وخاصةٍ في بداية مشيه.
- ارتداء الملابس بهدوء: وخاصةً عند الأطفال الأكبر سناً فإن طريقة لبس الملابس قد تسبب خلع أو التواء، وطريقة اللباس الصحيّة يجب أن تكون بهدوء وجعل الطفل يضع طرفه في الملابس بطريقة يتحكم فيها الطفل في اللباس وليست الطريقة المعاكسة، وفي بعض الحالات قد يكون الطفل بحاجة إلى تخفيف الألبسة في حال كانت ثقيلة وتسبب إجهاد أو إعاقة في حركته.
- مساج للطفل: إن الطفل يقوم خلال النهار بأفعال وحركات غريبة مستمرة كما أنه يقضي أغلب وقته في اللعب وحمل الأشياء ليصل في نهاية اليوم متعباً ومنهكاً، قد يكون المساج اللطيف لعضلاته مع تحريكها بطريقة صحيّة مفيداً في إراحة العضلات وإبعادها عن الملع الناتج عن الحركات الالتوائية المفاجئة فيها.
- الاستحمام الدوري: طريقة تساهم إلى جانب المساج في إراحة العضلات والحصول على جسم مريح وعضلات غير متقلّصة ويجب أن تكون حرارة الماء للاستحمام أعلى من 70 درجة مئوية لتساعد في عملية الاسترخاء.
- الرياضة: إن أهمية الرياضة تكمن في جعل العضلات حيوية دائماً بالإضافة إلى أنها تبعد التقلّص أو التشنج العضلي عند الأطفال الأكبر في السن وخاصّةً في حال تم ممارستها يومياً وبشكل دوري.