كيف أساعد شخص يفكر بالانتحار وماذا أقول له!
ليس من السهل التعامل مع شخص فقد شعوره بقيمة الحياة ولديه رغبة قهرية في إنهاء حياته والابتعاد عن عالمنا، لكن التدخل لمساعدة شخص يفكر بالانتحار قد يكون فعالاً بشكلٍ مذهل، خصوصاً إذا كان هذا التدخل في الوقت المناسب، وبالطريقة المناسبة، ومن الشخص المناسب.
معرفة العلامات المبكرة التي قد تدل على تفكير شخص بالانتحار تساعدك على تقديم المساعدة له في وقت مبكّر قبل أن تتحول الأفكار الانتحارية لدوافع قوية لا يمكن السيطرة عليها، غالباً ما تظهر هذه العلامات على الأشخاص الذين سيقدمون على الانتحار بفترة طويلة نسبياً قد تصل إلى عدة شهور أو حتى سنوات، وفي بعض الحالات قد يكون القرار سريعاً بالكاد يمكن ملاحظة مقدماته قبل أيام قليلة أو بضع ساعات، وفي كل الأحوال يجب عليك أن تتعرف إلى علامات الخطر والإنذار المتعلقة بالانتحار:
- لقد لاحظت بأنك لم تكن على طبيعتك مؤخراً... أخبرني هل كل شيء على ما يرام؟ هل هناك مشكلة ما؟
- لقد بدأت أشعر بالقلق عليك ... هل يمكنك إخباري عما يزعجك؟
- من الواضح أنك تبدو (محبطاً/ حزيناً/ غاضباً..) في الآونة الأخيرة، هذا جعلني أقلق بأنك قد تفكر في إيذاء نفسك... هل يمكن أن نتحدث بهذا الخصوص؟
- قل له أنا هنا من أجلك ومستعدٌ للحديث إن رغبت بذلك وتقديم المساعدة بأي شكلٍ.
- في حال كان الشخص يُعاني بسبب مشكلة محددة حاول أن تعرض عليه بعض الحلول إن كنت قادراً على ذلك.
- أخبره بأن المشاعر التي تنتابه قد تكون طبيعية وتصيب أياً كان وأن هناك بعض الحلول الممكنة للتغلب على هذه المشاكل حتى وإن لم تكن واضحة في هذه اللحظة.
- أظهر احترامك وتفهمك للموقف واحترامك لحزنه، ولا تشعره بالخزي أو الاحتقار لأنه يفكر بهذه الطريقة.
- تأكد من الاستماع له بشكل جيد وفهم ما يقوله وكيف يفكر.
- اعرض عليه أملاً حقيقياً، أخبره مثلاً أنّ الأمور يمكن أن تتحول للأفضل في المستقبل وأن الحلول ستظهر.
- تجنب الردود السطحية: عند الحديث مع شخص يفكر بالانتحار يجب أن تتجنب الردود العادية أو السطحية التي تدل أنّك غير مهتم أو لا تنظر للموضوع بالجديَّة الكافية، يجب أن تظهر له اهتماماً كبيراً من خلال الردود وخصوصاً الأسئلة التي تطرحها عليه لتظهر اهتمامك بفهم ما يمر به.
- لا تسخر منه ولا تحتقره: أحد الأخطاء التي يرتكبها الناس في التعامل مع شخص يفكر بالانتحار هي احتقار طريقة تفكيره ونعته بالجبان أو تخويفه من سمعته بعد موته وسمعة أهله إذا انتحر أو أنه سيموت كافراً، هذه الطريقة غالباً ما تزيد من الضغط النفسي والإحباط وتدني احترام الذات.
- تجنب الحديث عمّا بعد الموت: عند التعامل مع شخص يفكر بالانتحار لا تتحدث معه عمّا بعد موته! لا تخبره افتراضات إذا انتحر ما الذي سيحصل، لأنك بذلك تساعده على رسم سيناريو عقلي للانتحار، بل حاول أن تقطع الفكرة بشكل كامل وتبتعد عن افتراضات المستقبل في حال نفذ قرار الانتحار.
- لا تقل له "لن تضر إلّا نفسك": عند التعامل مع شخص يفكر بالانتحار لا يجب عليك إشعاره أن الأمر يتعلق به وحده، وأن الحياة ستستمر وهو الوحيد الذي سيخسر في هذا القرار، لأن ذلك يعتبر "طمأنة سلبية" قد تكون أكبر محفز له على تنفيذ ما يفكر به، أنت تخبره ببساطة أن عليه الانتحار لأن الأمر لا يعني أحد!
- لا تفترض أنك الشخص المناسب: اسأل نفسك إذا كنت الشخص المناسب لتقديم المساعدة أو النصيحة، وهل أنت سبب من الأسباب التي تجعل هذا الشخص كئيباً أو يائساً! بغض النظر عن حبّك له أو العلاقة التي تجمعكما، يجب أن تتأكد أنك فعلاً الشخص الذي يحتاجه في هذه الظروف، أو أن تطلب المساعدة من الشخص المناسب.
- تجنب إشعاره بالهيمنة والسيطرة: ما يجب أن يشعر به الشخص اليائس هو الدعم والمساندة والتفهّم والتقبّل، وليس السيطرة والهيمنة أو التعامل مع منقذ ذو قدرات خارقة، لذلك يجب أن تتجنب حالة الهيمنة والسيطرة وفرض الذات، وتحاول أن تكون لطيفاً وودواً.
- تجنب إخباره بأن هناك من يعانون أكثر منه: تذكر أننا لسنا في منافسة حيث يسمح للبعض بالاكتئاب ويمنع الآخرون من ذلك، عندما يعاني أحدنا من اليأس والإحباط والأفكار الانتحارية فالمهم هو مساعدته وليس مقارنته بالآخرين.
- لا تتحداه ولا تستفزه: يعتقد البعض أن تحدي الشخص الذي يفكر بالانتحار واستفزازه يجعله يبتعد عن الفكرة، لكن للأسف غالباً ما يحمل التحدي أثراً سلبياً، لأن الشخص الذي يفكر بالانتحار يفتقر لدوافع ومحفزات التحدي والمواجهة.