كيف أتخلص من الفضيحة وآثارها على حياتي؟
إن كنت تعاني من مشاعر سيئة كالخوف والخجل واهتزاز الثقة بالنفس بعد تعرضك لإشاعة أو فضيحة ما فهذا طبيعي، وهو يحدث مع الكثير من الناس، ويمكن حلّه باتباع عدد من الإجراءات أولها الصبر والحكمة في التصرف، ومن ثم يليها حسن اختيار الأشخاص الذين سيساندونك في مسيرة استعادة نفسك والثقة بها.
إن كنت تظن أن ما تمرّ به فضيحة فلا تتسرع بالحكم، قد تكون مجرد ثرثرة لا تأثير لها، وفي هذا المقال سنعرفك على ماهية الفضيحة، وتأثيرها المحتمل، بالإضافة للطرق التي تساعدك على تجاوزها وبناء سمعة جيدة.. لتعرف أكثر تابع المقال التالي.
يمكن توضيح ما تدل عليه الفضيحة من تعريف عالم الاجتماع إرفينج جوفمان لها حيث عرَّف وصمة العار أو الفضيحة بأنها "الظاهرة التي يتم بموجبها رفض الفرد من قبل المجتمع نتيجة لسمة معينة لدى هذا الشخص غير موجودة في المجتمع".
وقد تكون الفضيحة مستندة إلى الحقيقة أو مجرد إشاعات، ولكنها بالنتيجة يمكن أن تقوّض مصداقية الشخص في أي دور اجتماعي يحاول أن يقوم به، كما تعتبر الفضيحة إحدى الأساليب التي يلجأ لها العاطلون عن الضمير لتدمير حياة الآخرين سواء بسبب المنافسة أو كنوع من الانتقام أو حتى على سبيل التنمر والتسلية! [1]
إذا كنت تعرضت لفضيحة في مجال ما فإنها قد تؤثر على حياتك كما يلي: [1]
- التعرض للنبذ الاجتماعي: قد يشعر الفرد أكثر من مرة أنه يتم عزله أو تجنبه أو إحباطه من قبل محيطه البعيد وحتى القريب المتضمن عائلته أو شركاءه أو أصدقاءه.
- فقدام الأهمية الاجتماعية: يمكن أن يكون تأثير الفضيحة عليك في عدم أخذك على محمل الجد من قبل الآخرين في أي دور قد تسعى للقيام به أو اقتراح تريد تقديمه.
- فقدان الحقوق: إذا تم وصمك بسبب أمر أخلاقي لا تستطيع السيطرة عليه بنفسك، قد يصل الأمر إلى تهميشك من قبل الآخرين بشكل غير عادل، وقد تفقد بعض حقوقك الطبيعية في أسرتك أو مجتمعك أو مكان عملك.
- التعرض للتنمر: غالباً ما يعاني الأشخاص الذين تعرضوا للفضيحة من التنمر الشديد في حياتهم اليومية، هذا التنمر يسبب ضغطاً كبيراً على الأفراد قد يدفعهم إلى العزلة وفي بعض الحالات يدفعهم إلى إيذاء أنفسهم.
- التهديد والعقوبة: في بعض الحالات قد يتعرض الشخص للعقوبة الأسرية والاجتماعية بسبب الفضيحة خصوصاً عندما تكون فضيحة أخلاقية، وعلى أقل تقدير قد تستمر التهديدات لفترة طويلة بمعاقبته.
- الابتزاز والاستغلال: على الرغم أن الابتزاز والاستغلال يسبق الفضيحة عادةً، لكن في بعض الحالات قد تكون الفضيحة سبباً للمزيد من الابتزاز والاستغلال، فعندما تتعرض الفتاة لفضيحة جنسية مثلاً ستتعرض لمزيد من التحرشات ومحاولة استدراجه لعلاقات مشبوهة على اعتبار أنها خاضت مثل هذه العلاقة سابقاً.
على الرغم من الآثار النفسية السلبية التي قد تتركها الفضيحة السابقة لديك، إلا أن هذه ليست نهاية العالم حيث يمكن التخلص من آثارها من خلال ما يلي: [2]
- دافع عن نفسك: إذا كنت ضحية في هذه الفضيحة كأن يتم اختراق خصوصيتك أو تلفيق الفضيحة لك؛ تأكد أن تدافع نفسك بشراسة، وأن تسعى لمحاسبة المسؤولين عن الفضيحة الملفقة.
- حاول التحكم بالضرر الناجم عن الفضيحة: من خلال تقييمك مدى السوء الذي طال سمعتك وتحديد الجزء الذي تأثر في حياتك قد تأثر، والتمييز بين الأثر الحقيقي والتعليقات السطحية التي لا طائل منها، مع النظر إلى الشخص الذي يصدر عنه الحكم عليك ومدى أهميته بالنسبة لك وتأثيره على حياتك.
- استعن بأشخاص مناسبين للمساعدة: اعمل على الاستعانة بمتخصصين إما تقنيين أو نفسيين للتحكم بالفضيحة التي تطالك وآثارها، حيث يعمل المتخصص التقني على محاولة إزالة وجود ما يسبب لك الفضيحة إن كان انتشارها على الإنترنت أو إدارة استخدامك لمواقع الويب والتواصل الاجتماعي بما يصحح الصورة المأخوذة عنك، كما يعمل المتخصص النفسي على مساعدتك لتجاوز الآثار النفسية السلبية التي قد سببتها الفضيحة.
- اطوِ الصفحة وابدأ من جديد: قابل أناساً جدداً واعمل على تغيير محيطك ودائرتك القريبة والبعيدة كذلك، فهي تؤثر على طريقة النظر إليك من قبل الآخرين البعيدين وعلى نظرتك لنفسك، وابتعد عن قضاء الوقت مع من يضرون بسمعتك، ابحث عن أصدقاء أفضل ومجموعات أخرى تقضي معها نشاطات تدخل التجديد الإيجابي إلى حياتك.
- خذ استراحة من وسائل التواصل الاجتماعي: فإن هذه فرصة لينشغل الآخرون عنك وينسوك وينسوا أي تفاصيل سلبية متعلقة بك، وفي هذا الوقت اقض الوقت الأكبر مع المقربين الإيجابيين كالعائلة والأصدقاء المتفهمين لما أنت به، وعندما تعود للتواصل الاجتماعي عبر الإنترنت اتبع طرقاً جديدة للتواصل وأظهر التغيير الذي حصل لشخصيتك بشكل إيجابي.
- غيّر حياتك: إن كنت تعاني بعض الانعكاسات السلبية بسبب الفضيحة فحاول إجراء تغييرات حقيقية في حياتك تنعكس بشكل فعلي على تفاصيلها وصورتك لدى الأشخاص الذين تتعامل معهم، جدد شخصيتك للأفضل بدءاً من علاج الشعور بالذنب أو الخجل والتخلص منه، وكن متيقناً أنك لست الوحيد في هذا العالم الذي وقع بخطأ معين.
في حال وضعتك الفضيحة السابقة التي تعرضت لها بموقع سمعة سيئة فيمكنك التعامل مع هذا الأمر كما يلي: [3]
- حافظ على تصورك الإيجابي لذاتك: وحاول إدراك ماهية شعورك تجاه نفسك، بمعنى أن تنتقد ذاتك وسلوكك الحالي وشخصيتك بصدق ومسؤولية وتضع لنفسك خطوطاً عريضة تحدد الإيجابيات والسلبيات لديك للحفاظ على حسناتك والتخلص من الأشياء التي لا تحبها في نفسك.
- اطلب وجهات نظر تقييمية لك ممن تثق بهم: كأشخاص من الأصدقاء والعائلة، فإن هذه التغذية الراجعة يمكن أن تساعدك لتصحيح مسارك ووضعك على طريق اجتماعي جديد، ولا ضير في طلب النصيحة ممن يحبونك بصدق لإصلاح ما تضرر من سمعتك.
- واجه من يسيء لسمعتك: في بعض الحالات قد تكون السمعة السلبية التي تطالك ليست بسبب شيء سيء صدر عنك أو غير متعلقة بفضيحة؛ وإنما مجرد ثرثرة من أشخاص يكيدون لك لأسباب معينة تتعلق بتحيزاتهم الشخصية وهنا عليك التفريق بين الأمرين فالنوع الثاني مؤذٍ وغير عادل، ويتطلب منك مواجهة المجتمع وأن تقرر مدى رغبتك في التبرير لذلك أو تجاهله.
- قيم علاقاتك مع المحيط: وافرز أصدقاءك الحقيقيين عن المزيفين، فالحقيقيون سيساعدونك بنشر إيجابياتك والتغطية على التفاصيل السلبية التي تسعى أنت لتلافيها ومعالجتها، والأصدقاء والمقربون الحقيقيون يكونون عاملاً أساسياً في طيّ الفضيحة أياً كانت.
- احذف أي منشورات سلبية كنت قد نشرتها على مواقع التواصل الاجتماعي: واعمل بالمقابل على نشر بعض المشاركات العامة الإيجابية، فهذا يساهم في تصدير صورة إيجابية عنك لدى الآخرين، وحاول أصلاً انتقاء أصدقائك الافتراضيين واستبعاد أولئك الذي يسببون لك الأذى بمجرد مراقبتهم لك وبث السلبية عنك، وضع في اعتبارك أنك إن أحسنت بناء صورتك الافتراضية على وسائل التواصل الاجتماعي فسيصعب على الناس تصديق الأكاذيب أو القيل والقال الذي يحاول تشويه صورتك.
- أخبر الناس بالحقيقة: حاول الاستقصاء عن سوء الفهم إن كان صادراً عن أشخاص يهمك رأيهم بك، وإذا تضررت سمعتك بسبب الشائعات اعمل على إخبار الناس بالحقيقة، والمواجهة حل جيد وخاصة للأشخاص الذي علمت أنهم تناولوك بحديث سيء أو بنشر شائعة أو أكاذيب، واسألهم عن سبب نشرهم للنميمة، واطلب منهم التوقف عن ذلك.
في مقابل الخطوات التي قد تتبعها للتخلص من السمعة السيئة التي يمكن أن تكون لحقت بك بسبب فضيحة ما أو وشاية؛ هذه بعض الطرق التي يمكنك اتباعها لبناء سمعة جيدة كما يلي: [3]
- خطط لمستقبلك: ضع لنفسك خططاً استناداً على ما تريد أن تكون عليه أنت في المستقبل، ارسم ملامح شخصيتك التي تحبها وتريد ترسيخها في أذهان الناس الذين يهمك أمرهم، حدد أهدافك وأولوياتك من حيث المبادئ التي تقرب منك نمطاً معيناً من الناس.
- اعمل على تكريس صورة إيجابية: كرّس تركيزك وجهدك لإظهار حقيقتك وخصالك الفعلية أمام الناس، وحاول أن تعيش قدر الإمكان بحسب قيمك التي وضعتها لنفسك وعلى أساس اعتقاداتك الإيجابية عن نفسك.. فكر في كرنك جذاباً أو قوياً أو محبوباً وخيراً، وعش بصدق قدر ما تستطيع لأنك ستكون مرتاحاً وراضياً عن نفسك وواثقاً بها، وستحقق بالتالي سمعة طيبة كما تريد.
- اتخذ شخصاً تثق به كمحاسب لك على سلوكك: عندما تجد نفسك قد خطوت خطواتٍ جيدة وحقيقية في تحسين سمعتك وبناء صورة طيبة عنك لدى الآخرين، قد يكون أحداً من عائلتك أو من أصدقائك المقربين ممن تثق برأيه، بحيث يكون هذا الشخص مراقباً لتصرفاتك وأحاديثك قدر المستطاع ويخبرك بالإيجابي لتطوره والسلبي لتتجنبه، ما يساعدك على تقويم تصرفاتك بعد تقييمها، ويبني لك على المدى الطويل ثقة بالنفس وبصوابية ما تقوم به، إذ عادة ما تكون العيون المحايدة أصدق بالمراقبة والمحاسبة من عينيك أنت.
- كن أنت ولا أحد آخر: رغم ضرورة أن تغير الأمور السلبية بشخصيتك إلا أنه من الضروري المحافظة على خصالك الجيدة الإيجابية، وكذلك الإبقاء على هويتك وطابعك الخاص بك وعد التشبه بأحد، كن أنت الأفضل لا سواك، واسأل نفسك ما إذا كانت تصرفاتك ونبرة صوتك ومظهرك ولغة جسدك تعبر عنك بالحقيقة أم تسيء إلى حقيقتك.
- كن صبوراً قدر الإمكان: فالصبر هو السمة التي ستساعدك على تجاوز الكثير من الصعاب أثناء مسيرة تطوير شخصيتك وبناء سمعتك الجيدة، ذلك أن التغيير الذي ترنو إليه لن يحدث بين لحظة وأخرى بل هو تراكمي على المدى الطويل، وستحتاج بعض الوقت حتى يدرك الآخرون أنك تغيرت وأصبحت أفضل من قبل، أو حتى يصلوا لحقيقتك الإيجابية وجوهرك الطيب، وتغيير الآراء يحتاج وقتاً طويلاً.
إن كنت ممن عانوا من فضيحة جراء أمر ما نشر عبر الإنترنت فإليك الطريقة التي ستساعدك في التعامل مع هذا الأمر والتخلص من المحتوى الذي يسيء إليك، وهناك اثنتا عشرة طريقة فعالة لإزالة المحتوى من الإنترنت يمكنك الاستعانة بمختص لتطبيقها وتشمل: [4]
كلمة أخيرة.. بالتأكيد لست الأول الذي يتعرض لفضيحة أو تشهير ولن تكون الأخير لأن الأشخاص السيئين والذين يريدون السوء للآخرين موجودون في كل مكان، النصيحة الأولى لك أن تبقى حذراً عند التعامل مع المجتمع المحيط بك، والنصيحة الثانية هي أن تعتدّ بنفسك وتحاول تجاوز أخطاءك بمساعدة المحيطين المقربين الذين يريدون الخير لك، وبالاستعانة بمختصين تقنيين واستشاريين نفسيين.. ربما تكون التجربة التي مررت بها صعبة جداً لكنها ليست نهاية العالم، كن على ثقة.