كيف أتخلص من شعور عدم الرضا عن الذات
قد يبدو سؤالاً عادياً: كيف أتخلص من شعور عدم الرضا؟ لكنه يعبّر عن تشويش ذهني قد يمنع السائل من التمتع بسلام وهدوء الحياة في أدق التفاصيل وأبسط الأمور، فعدم الرضا عن الذات وانعدام الشعور بالمعنى في حياتك شعورٌ رهيب، ومن الجيد أن تتعلم كيفية التخلص من هذا الإحباط، لأنك طالما تبحث عن حلول لعدم الرضا؛ فإنك حتماً ستجده عاجلاً أم آجلاً، هذا المقال بمثابة تذكير ببعضٍ من أهم خطواتِ رحلةِ البحثِ عن الرضا عن نفسك وحياتك.
احترام الذات أو الرضا عن الذات هو الاحترام والإعجاب بنفسك، وتُعرِّف الجمعية الأمريكية لعلم النفس الرضا الذاتي واحترام الذات بأنه "النظرُ بإيجابية إلى الصفات والإمكانيات التي تميز شخصيتك"، بمعنى الإيجابية التي تشعر بها حيال نفسك، بما في ذلك شخصيتك وإنجازاتك ومواهبك وقدراتك وخلفيتك العلمية والثقافية وخبراتك وعلاقاتك وجسدك، كذلك إدراكك لكيفية رؤية الآخرين لك.
وما يجب أن تعرفه وتؤمن به أن عدم الرضا عن الذات لا يعكس بالضرورة عيوباً أو سلبيات موضوعية في الشخصية تدفعك لعدم الرضا، بقدر ما يعكس مشكلة في تقييم الذات ومعرفة نقاط القوة وتطويرها ومعرفة نقاط الضعف وإصلاحها أو التصالح معها. [1]
عليك أن تتعلم أن تمسك به وتلاحظه وتضعه تحت مراقبتك فور حدوثه! وأن تتحدى هذه الأفكار السلبية وغير المنطقية بوعي، فاسأل نفسك أسئلة مثل: "هل أفكاري واقعية؟"، "هل هذا الموقف سيء كما أفترض؟" أو "ما الذي يمكنني فعله لمساعدتي في حل المشكلة؟"، هذا التفكير الواقعي سيغدو إيجابياً مجرد بدأت من خلاله مواجهة صوتك الداخلي والناقد اللاذع، وبالنتيجة سوف تتغلب على الأفكار المدمرة للثقة واحترام الذات وتشعر بالرضا.
- هل يستمعون إليك عندما تنفتح عليهم؟
- هل يحكمون عليك لأشياء خارجة عن إرادتك؟
- هل يضغطون عليك للقيام بأشياء لا تفضل فعلها؟
- هل يبادلونك مستوى الرعاية والاحترام الذي تظهره لهم؟
- ليس من السهل الإجابة على هذه الأسئلة بصدق دائماً، خاصة أنهم قد يكونون من العائلة أو الأخوة أو أحد الوالدين أو الشريك، لكن من المهم لتحقيق الرضا عن نفسك وفي حياتك بالعموم أن تبني شبكة الدعم الصحية، لأنها أحد أهم الأمور للتمتع بالرفاهية وجودة الحياة.
وقد يتطلب تحقيق التعاطف الذاتي مزيداً من الالتزام، مثل حضور جلسات العلاج أو التدريب أو الاستشارة، وفي جوهره فإن التعاطف مع الذات هو تذكيرك بأنك إنسان، تحتاج إلى الراحة بدلاً من العمل أحياناً، أو تطلب المساعدة المتخصصة عندما تكافح مع تدني احترام الذات، أو مجرد فعل شيء للاستمتاع به فقط.
سيؤدي الاهتمام بنفسك إلى امتلاكك المشاعر نفسها. لذا خصص وقتاً كل يوم لنفسك للقيام بالأشياء التي تحبها، فقد ثبت علمياً أن الاهتمام بنفسك يحسن احترام الذات والشعور بالرضا.
قد تكون غير راضٍ ومحبطاً للحد الذي يدفعك للشك في قدراتك على تحمل أي ضغط آخر في حياتك، تشك في كل شيء وتفقد الأمل فلا تسمع حتى نصيحة شخص محِب، مع ذلك يمكنك التقليل من إحباطك من خلال:
- تنظيم نفسك خلال لحظات الإحباط وانتظار اللحظة المناسبة للتعبير عن نفسك.
- ممارسة التعاطف مع الآخرين، وخاصة الأشخاص الذين يميلون إلى إحباطك.
- تذكر أن كل المشاعر عابرة، بما في ذلك الإحباط.
- راقب مشاعرك حتى تتمكن من التصرف بشكل مناسب.
عندما تكون غير راضٍ أو محبط ومتوتر من الصعب عليك أن تشعر بالتحسن في المزاج، إلا أن هناك الكثير من الخطوات القابلة للتنفيذ التي يمكنك اتخاذها:
تتحد شبكة معقدة من التأثيرات لتشكيل هويتك وشخصيتك ومفهومك لذاتك وشعورك بالرضا بالنتيجة، "الإنسان لغز محيّر ومن الضروري أن تعمل على تحليل رموزه".. إلا أن هناك عوامل محددة تتنبأ بتقدير الذات المرتفع أو المنخفض، كتلقيك تربية داعمة أم لا حيث تم تقييم احتياجاتك ومشاعرك ومساهماتك وأفكار، كما أن التفكير الإيجابي والوراثة والنظرة الشخصية وضغط أقرانك كلها عوامل مهمة أيضاً.
والتعرض لأحداث الحياة الصعبة أو الصدمات مثل الطلاق أو العنف أو العنصرية أو الإهمال أو الفقر أو كارثة طبيعية أو التعرض للتنمر أو سوء المعاملة؛ يمكن أن يساهم في تدني احترام الذات.
لكن أحد المكونات المهمة لتقدير الذات والشعور بالرضا، هو نمط تفكيرك وما تركز عليه وتفاؤلك بدلاً من مجرد خضوعك لتأثيرات الوقائع أو الأحداث في حياتك، ويتعلق الأمر بما تراه (وتقوله لنفسك) عند النظر إلى نفسك وجسدك ومهاراتك وإنجازاتك وإمكاناتك.
يتطلب بناء احترامك للذات والرضا العمل والتصميم والاستعداد لفحص الأفكار السلبية عن نفسك والتصدي لها، ثم تعزيز صورتك الذاتية بأفكار إيجابية، ومن الضروري أن تمنح نفسك التقدير والاستحقاق، وأن تتخلى عن بعض الأشياء التي تزعجك وتعزيز العمل على الجوانب التي يمكنك (وتريد) تغييرها.
ثم أنه من الصعب أن تشعر بالرضا إذا كنت تفكر بشكل سيء في نفسك، حيث تشير الدراسات إلى أن مسامحة النفس على الأشياء التي تندم عليها يمكن أن تساعد في تحسين احترامك لذاتك أي قبول وحب نفسك كما أنت،
في الختام.. الرضا عن النفس لا يعني بالضرورة أنك مقسوم لنصفين أنت وذاتك تلك البعيدة عنك! على العكس فأنت واحد لكن تفعيل مراقبة عقلك وأفكارك ووضع كل هذه المشاعر الصعبة تحت ملاحظتك الواعية واليقِظة؛ سيمنحك بالتأكيد فرصة لتحسين موقفك ورضاك عن حياتك بشكل عام وفي كل مجال.