مشاعر الأمومة لأول مرة وهل عدم الشعور بها
تختبر الأم الجديدة مجموعة متنوعة من الأحاسيس والمشاعر متنقلة في آن واحد ما بين الفرحة والخوف والتعب والاستغراب وغير ذلك، ويظهر هذا الارتباك عند الكثير من الأمهات مباشرة بعد ولادة المولود الأول، فما هي مشاعر الأمومة ومتى تبدأ؟ وكيف تتغلب الأم الجديدة على مخاوفها؟
هل غريزة الأمومة موجودة عند كل النساء!
مشاعر الأمومة هي مجموعة من الأحاسيس والمشاعر تشعر بها المرأة تجاه أبنائها وتبني عليها علاقة قوية وفريدة، وتربط معظم الثقافات والمجتمعات بين مشاعر الأمومة وغريزة الأمومة، حيث يسود الاعتقاد أن كل امرأة تملك غريزة فطرية تجعلها ترغب بالإنجاب وقادرة على العناية بالأطفال وتكوين رابط عاطفي معهم بالفطرة! إلا أن وجهة النظر العلمية تشير إلى وجود مبالغة بوصف غريزة الأمومة واعتبار أن كل امرأة تريد وتستطيع أن تكون أمّاً بالضرورة.
مشاعر الأمومة هي مشاعر مكتسبة ومتنامية تبدأ منذ مع ولادة الطفل وليست غريزية، لأن الغريزة سلوك فطري يتضمن استجابة ثابتة تجاه محفز معين ولا يحتاج لتعلّم، وبالتالي يقود هذا إلى أن الأمّ يجب أن تكون على دراية تامة بما يجب أن تفعله منذ لحظة ولادة طفلها بشكل فطري، وهذا ما يجعل فكرة غريزة الأمومة مرفوضة إلى حدٍ ما علمياً.
وبدلاً من ذلك يعتقد أن مشاعر الأمومة مكتسبة تتطور بشكل تدريجي بعد ولادة الأم لطفلها خصوصاً طفلها الأول، كما أنها تنتج عن عمليات نفسية معقدة تتأثر بعوامل مختلفة، تربوية وثقافية ونفسية وبيولوجية وهرمونية، والبعض كان يعتقد أنها تتعلق بالحمل والولادة فقط إلا أنها تخلق أيضاً مع التبني. [1-2]
مشاعر الأمومة لأول مرة تتطور بشكل تدريجي ولا تبدأ بشكل مفاجئ، وهناك العديد من الأوقات المفصلية والهامة التي يكون لها دور خاص بتعزيز بدء مشاعر الأمومة، وعلى الرغم أن البداية الفعلية لمشاعر الأمومة مرتبطة بالحمل ومتطورة بشكل مستمر مع ولادة الطفل ونموه، لكنها تبدأ بشكل خامل في مرحلة مبكرة متأثرةً بالعوامل الاجتماعية والثقافية والتربوية، وأهم مراحل تطور مشاعر الأمومة تتمثل فيما يلي:
تتخوف كثير من الأمهات عندما ينجبن طفلهن الأول بسبب عدم شعورهن بمشاعر الأمومة المبالغ فيها والقوية الموجودة كصورة نمطية في أذهانهن، وهذا ما يخلق لديهن شعوراً بتأنيب الضمير ومن أسباب اكتئاب ما بعد الولادة، كالاعتقاد بأنهن أمهات غير صالحات، لكن في الحقيقة وجود هذه المشاعر أمر طبيعي ولا يدعو للقلق.
فالأمومة تجربة كبيرة ومعقدة مبينة على التعويد والممارسة وتتطور مع الوقت ومعظم الخبراء أقروا بوجود مبالغة بوصف مشاعر الأمومة أو غريزة الأمومة في مختلف الثقافات، وهذا ما يضع النساء في كثير من الأحيان أمام تحديات ومخاوف ليس لها سبب.
كما أن اختلاف الشخصيات أيضاً له دور مهم في طريقة الإحساس بمشاعر الأمومة فلا يمكن أن تتصرف جميع النساء في جميع أنحاء العالم بنفس الطريقة عندما يأتي مولود جديد، فالشخصية العاطفية مثلاً تكون أكثر تأثراً بفكرة مشاعر الأمومة من الشخصية غير العاطفية.
في النهاية ليس من الغريب أن تكون تجربة المولود الأول صعبة ومرهقة وتحمل الكثير من المتاعب والمخاوف والتحديات للأم، ومع كل ذلك التعب والانشغال ومع كل التغيرات التي ترافق الأم الجديدة في حياتها، يكون من الطبيعي تأخر الشعور بلذة الأمومة وبقوة مشاعرها، لكن طالما أن الأمور تسير ضمن سياقها الطبيعي فسيكون الوقت كفيل للتخلص من مشكلة عدم وجود مشاعر تجاه الطفل، أما في حال وجود عوائق كبيرة وغير منطقية مثل محاولة الأم إيذاء طفلها أو التعرض لاكتئاب ما بعد الولادة، فهنا يكون من الضروري استشارة طبيب للمساعدة.
فيما يلي أهم النصائح التي تساعد الأمهات الجدد على تخطي بعض صعوبات ومخاوف الولادة والاعتناء بالطفل الرضيع وتخفف من عبئ المسؤوليات المختلفة:
- اطلبي المساعدة: من الطبيعي أن تحتاج الأم الجديدة للمساعدة والاستشارة لتعلم طريقة العناية بالرضيع في مختلف مراحل نموه بما يتضمن طريقة إطعامه والوقت الصحيح لنومه وطريقة تحميم الرضيع وما إلى ذلك، ويفضل أن تكون هذه الاستشارات من أشخاص مختصين خصوصاً فيما يتعلق بصحة الرضيع ونوع طعامه وأساليب التعامل مع مشاكله الصحية وأمراضه.
- امنحي وقتاً لنفسكِ: الرابطة بينك وبين طفلك تتعزز مع الوقت ولا تخلق بشكل مفاجئ لذا لا تستعجلي الإحساس بشعور حبك لمولودك الجديد، وامنحي نفسك بعض الوقت لتتطور العلاقة بينكما وتنمو مشاعرك تجاهه.
- ضعي في حسبانك أن الخوف مرحلة طبيعية:الخوف من مسؤوليات طفلك الأول مسألة طبيعية جداً، نتيجة للتغيرات الكثيرة والمسؤوليات المفاجئة التي وضعت أمامك، لذا يجب أن تضعي في حسابك أن شعورك هذا بالخوف أمر طبيعي ولا يجب أن يؤثر عليك وحاولي تجاهله قدر الامكان وستجدين أنه اختفى مع الوقت.
- دوني أغراض الرضيع: لتسهيل مهمة الاعتناء بطفلك الأول دوني كل ما قد يحتاجه من أغراض مع طريقة استخدام كل غرض لعدم نسيان شيء، مثل أغراض إرضاع الطفل وأغراض تحميمه وبعض اللباس الضروري وسلة قابلة للحمل وما إلى ذلك.
- نظمي وقتك وضعي جدول لمهامك: بما أن الأم الجديدة تقع في مشكلة تعدد المهام المنزلية مثل الترتيب والطبخ والمهام الزوجية، بالإضافة إلى مسؤوليات الطفل فهي بحاجة لتنظيم الوقت ووضع جدول مهام يساعدها في التخلص من الفوضى مع القدرة على إنجاز الأعمال بأقل جهد وبدون نسيان أي شيء.
- نامي في وقت نوم طفلك: قلة النوم من أكثر المشاكل التي تعاني منها الأمهات الجدد، ويمكن أن تساعدك نصيحة النوم في وقت نوم طفلك على التقليل من التعب والانزعاج الذي تسببه هذه المشكلة.
- قوي علاقتك مع طفلك: وجود طفلك في حياتك نعمة كبيرة وعلى الرغم من المتاعب الكثيرة التي ترافق إنجاب مولود جديد، إلا أنها من أكثر اللحظات الممتعة في الحياة، لذا احرصي على قضاء وقت مع طفلك واحتضانه وإرضاعه، هذا سيعزز علاقتك بطفلك ويقوي رابط الأمومة وينسيك المتاعب كلها.
- مارسي رياضة المشي: مع ضيق وقت الأم الجديدة قد يكون من الصعب عليها ممارسة تمارين رياضية منتظمة أو الخروج للجيم، لذا يفضل الاستعاضة عنها برياضة المشي فهي مفيدة جداً للتخلص من التغيرات الجسدية الحاصلة بعد الولادة، كما أنها تفيد الأم نفسياً وتجدد لها طاقتها. [4]