تمارين تقوية الحاسة السادسة وهل هي حقيقة
لدى البشر خمس حواس أساسية؛ اللمس والبصر والسمع والشم والتذوق، ترسل أجهزة الاستشعار المرتبطة بكل حاسة معلومات إلى الدماغ لمساعدتنا على فهم وإدراك العالم من حولنا، فهل يمتلك الإنسان حواساً أخرى بالإضافة إلى الحواس الخمسة الأساسية! ربما أشهرها الحاسة السادسة التي تمثّل التنبؤ بالنتائج أو الشعور بالأشياء قبل وقوعها.
يمكن تعريف الحاسة السادسة (بالإنجليزية: The Sixth Sense) أنها القدرة على معرفة النتائج دون وجود معطيات عقلية، وربما القدرة على الشعور ببعض الأحداث قبل وقوعها، ولا بد من التركيز على كلمة "الشعور" لأن هذا التنبؤ يختلف عن التنبؤ العقلي المبني على التحليل، وإنما يرتبط بما يمكن تسميته الحدس (Intuition).
وربما يكون هذا الحدس الذي يمكن الشخص من إصدار حكم أو قرار صحيح دون الاستخدام الواعي للحواس الخمسة أو العمليات المعرفية العادية، هو ما قد يُعتبر حاسة سادسة فعلاً!
صفات وعلامات الشخص الذي يمتلك حاسة سادسة
ممارسة التأمل:
التأمّل من أسهل التمارين لاكتساب وتقوية حاستك السادسة، حيث ساعد التأمل على تحقيق الصفاء الذهني والتواصل القوي بين الحواس الخمسة والحاسة السادسة، كما يعزّز التأمل الذهني الشعور بالمشاعر وفهمها وإدراكها بشكلٍ أفضل، عليك ممارسة التأمل لعشرة دقائق كل يوم لتطوير حاستك السادسة وتقويتها.تمرين التراكا من اليوغا:
يعتبر هذا التمرين من رياضة اليوغا أحد أفضل وسائل تقوية الحاسة السادسة، التراكا تمرين بسيط يقوم على تركيز النظر على نقطة واحدة لأطول فترة ممكنة مع تجنب رمشة العين أو إغلاقها، يمكنك أن تستعمل شمعة أو نقطة على ورقة.تمارين التنفس برانايما (Pranayama):
وهو من تمارين التنفس العميق في اليوغا والذي يساعد على تحقيق الاسترخاء ودفع الطاقات الحيوية وتنشيط قدرات العقل والجسد، ويعتبر من أفضل تمارين تقوية الحاسة السادسة.التواصل العميق مع الذات:
الحاسة السادسة من أنواع التواصل العميق مع اللاوعي، لذلك يحتاج تطوير وتقوية الحاسة السادسة إلى تواصل عميق مع الذات وفهم أعمق للمشاعر من خلال التفكير بها وتفسيرها والتواصل مع الماضي والطفل الداخلي.التواصل مع الطبيعة:
من طرق تقوية وتنشيط الحاسة السادسة العودة إلى الطبيعة وممارسة التأمل في الأماكن المفتوحة والخضراء، وتقوية التواصل مع الكائنات الأخرى في الطبيعة مثل الطيور والحشرات والحيوانات الأليفة والنباتات.مراقبة الأحلام وتدوينها:
قد تكون الأحلام والمنامات إحدى طرق التعبير عن الحاسة السادسة، لذلك ستكون كتابة وتدوين الأحلام ومحاولة تفسيرها جزءاً من تقوية وتمرين الحاسة السادسة.تعزيز القدرة على التخيل:
الخيال من أهم القوى العقلية على الإطلاق، ويساعدك التخيل على تطوير وتقوية الحاسة السادسة إلى جانب مجموعة كبيرة من المهارات التلقائية وقدرات اللاوعي، ويجب أن يكون التخيّل واقعياً قدر الممكن، تخيّل نفسك في كهفٍ دافئ تجلس مع الحيوان الذي تحبه أو مع شخص تحبه وتتبادلان الحديث، أو تخيّل أن تقوم بزراعة ورودٍ بالغة الجمال في حديقة خلّابة.مواجهة الصوت الناقد:
من العقبات الكبيرة التي تقف أمام تطوير الحاسة السادسة هي الصوت الداخلي الناقد، فعندما تتعرض لموقف ما وتنقل إليك الحاسة السادسة أو الحدس انطباعاً معيناً يسارع العقل الواعي إلى انتقاد هذا الحدس أو الشعور لأنه لا يقوم على أدلة عقلية منطقية، ولتقوية الحاسة السادسة يجب أن تعطيها المجال لتعطيك بعض الإشارات دون انتقادها أو رفضها ذهنياً بشكل عنيف.الاستماع إلى الحاسة السادسة:
عندما تشعر شعوراً غير مفهوم من الارتياح أو الانزعاج في موقف تتعرض له للمرة الأولى، جرب أن تفسر هذا الشعور وأن تستمع له بهدوء، وتفكر لماذا أنت غير مرتاح لهذا الشخص على الرغم أنها المرة الأولى التي تقابله فيها.في محاولة تفسير الحاسة السادسة يعتقد علماء معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا أن لدينا ميراثاً "لحاسة مغناطيسية" اعتبروه ماضٍ خارجَ الحواس، ومشترك مع الرئيسيات من القرود التي استخدمت هذه الحاسة لتحقيق التوازن في عيشيها فوق الأشجار على أقل تقدير، وتم بناء هذا الاستنتاج على تجارب حديثة أظهرت خلالها مخططات كهرباء الدماغ للمشاركين أن بعض المجالات المغناطيسية عززت استجابة قوية، ولم تنعكس رغم ذلك على شكل مشاعر، هذه القصة على الأرجح أكثر تعقيداً ووفقاً للعلماء: "لا يزال يتعين علينا اكتشاف المدى الكامل لميراثنا المغناطيسي ذاك" والذي قد يرشدنا إلى أدلة على تطور الحاسة السادسة.
ووفق نتائج دراسة أجريت عام 2008 منشورة في المجلة البريطانية لعلم النفس فإن الحدس "هو ما يحدث عندما يعتمد الدماغ على التجارب السابقة والإشارات الخارجية لاتخاذ قرار - لكنه يحدث بسرعة بحيث يكون رد الفعل على مستوى اللاوعي". [2,7]
واعتبر بعض العلماء الحاسة السادسة هي ذاتها الحس العميق والقدرة على تحديد الموقع بالصدى على غرار الخفافيش أو الدلافين، حيث أظهر باحثون في اليابان ما يثبت "أنه يمكن للبشر استخدام تحديد الموقع بالصدى (القدرة على تحديد موقع الأشياء من خلال الصوت المنعكس) لتحديد شكل الأجسام المختلفة بدون ضوء".
ويقول مؤلف الدراسة البروفسور ميوا سوميا، والباحث في مركز المعلومات والشبكات العصبية في أوساكا باليابان: "إذا تمكن البشر من التعرف على هذه الأنماط الصوتية ثلاثية الأبعاد، فيمكن أن يوسع ذلك كيفية رؤيتنا للعالم حرفياً".
ويضيف سومييا: "إن دراسة كيفية اكتساب البشر لقدرات استشعار جديدة للتعرف على البيئات باستخدام الأصوات، أو تحديد الموقع بالصدى، قد يؤدي إلى فهم مرونة أدمغة الإنسان، كما قد نتمكن كذلك من اكتساب أفكار حول استراتيجيات الاستشعار، من خلال المقارنة مع المعرفة المكتسبة في دراسات تحديد البشر للموقع بالصدى"، وهذه الدراسة وفق باحثيها "دليل على أن البشر قادرون على تفسير تحديد الموقع بالصدى المتغير بمرور الوقت". [3]
في المحصلة.. من المهم التحدث عن تطور ملموس للحاسة السادسة والتي اعتبرناها هنا هي ذاتها الحس العميق وتحديد الموقع بالصدى كما ذكرنا آنفاً، لأن الحاسة السادسة في إطار القدرة الحسية اللاشعورية أو فوق الشعورية (ESP) والإدراك ما بعد الحواس الخمسة، ستكون ضمن المواضيع الخارقة للطبيعة بما في ذلك القدرة على التنبؤ بالمستقبل، ولسنا بصدد الحديث عنها هنا.
تعتمد المرأة على الحاسة السادسة والحدس لإصدار أحكام سريعة وقرارات غالباً ما تغير حياتها، ويعتمد حدس المرأة على مشاعر تتعلق بعدم الراحة في المعدة أو ما يسميه العلماء غريزة الأمعاء (Gut instinct)، فمثلاً عندما تدخل المرأة مكاناً للمرة الأولى أو تلتقي بشخص لأول مرة، يكون لديها حدس غريزي بالراحة أو عدم الراحة للمكان أو الشخص، قد تتعلق هذه المشاعر الغريبة بتجارب سابقة أو مواقف من الماضي على مستوى اللاوعي ولا تتذكرها، لكن نسميها مجازاً الحاسة السادسة التي تخبركِ بهذه التصورات وكأنها يقين.
ويمكنكِ ملاحظة الحدس والحاسة السادسة من خلال الانتباه لاستجاباتك الجسدية، مثلاً تحاولين اتخاذ قرار بقبول وظيفة جديدة تدفع ضعف راتبك الحالي، يقول المنطق: "سأوافق.. هذا كثير من المال"، لكنك تشعرين بعدم الراحة أو ربما الألم في معدتكِ، قد يكون ذلك دليلاً بديهياً على أنه يجب عليك التراجع عن قرار الموافقة إذا تمت، وفحص العرض بشكل أكثر تعمق.
مع ذلك عليكِ التأكد من أنكِ لا تخطئين في اعتبار المشاعر القوية ومشاعر غريزة البقاء حدساً.. بحيث يمكن للخوف والرغبة والذعر أن تشكل عوائق في وجه اكتشاف حدسك السليم وصوتكِ الداخلي الحقيقي.
أخيراً.. لا ضير من الإصغاء لحدسكِ والوثوق بحاستكِ السادسة؛ لا سيما في حال الشعور بعدم الراحة، لأنها بمثابة البوصلة الداخلية أو الحاسة السادسة الطبيعية لديكِ، مع ذلك احتفظي بهدوئكِ عند الشعور بالخطر مثلاً، تنفسي بعمق واصغي لأعماقكِ (صوت ذاتك الحقيقية)، لا تدعي الفوضى والتفكير السطحي يؤثر على قراراتكِ.. حتى لو تعلق الأمر بشراء حذاء جديد!
خلافاً للاعتقاد السائد، ليست النساء فقط من يمتلكن هذه الغريزة "الغامضة" أو الحاسة السادسة، حيث يمكن أن يتمتع الرجال بالحاسة السادسة والحدس القوي، لكن ربما يكون معظم الرجال أقل إصغاءً للحدس ما يجعلهم يهملون الحاسة السادسة.
مختلف الثقافات تعتبر الحدس أو الحاسة السادسة شيئاً دافئاً وغامضاً وأنثوياً، أو باختصار ليس ذكورياً، بالتالي يفقد الرجل قدرته على الاتصال بهذه المشاعر أو الأحاسيس الغريزية والإحساسات العميقة، فيتم الإشادة بالفتيات والنساء لكونهن حساسات، بينما يتم حثّ الأولاد والرجال على أن يكونوا أكثر منطقية في تفكيرهم بدلاً من الإصغاء إلى مشاعرهم. [7]
يمكن أن يكون الحَدْس عاملاً مهماً جداً في اتخاذ القرارات، وهو القدرة على معرفة شيء ما دون أي دليل، يُعرف أحيانًا باسم "الشعور الغريزي" أو "الغريزة" أو مجدداً "الحاسة السادسة".
منذ مئات السنين كان للحدس سمعة سيئة بين العلماء، إذ يُنظر إليه غالباً على أنه غير منطقي. لكن حالياً يعتقد العديد من الباحثين أن "الحدس هو طريقة عقولنا لاختصار الطريق بناءً على ذاكرتنا ومعرفتنا وقد يكون حدسنا دقيقاً لكنه في أحيانٍ كثيرة غير دقيق". [4]
رغم ذلك كان الحدس جزءاً من ثقافات الأمم والشعوب، وكثيرون يعتقدون أن حدسهم هو من دلّهم على شريك الحياة مثلاً، والحدس أساساً يُنتج الفن والموسيقى، في الوقت نفسه، لا يكون الحدس منطقياً بالفعل، إذ تميل أدمغتنا لبعض التحيزات المعرفية (بسبب معارفك المسبقة والصور النمطية حول موضوع معين)، على سبيل المثال تميل أدمغتنا إلى الاعتقاد بأن الشعر الأشقر جذاب دوماً، في حين أن هذا ليس بالضرورة صحيح.
كما نميل إلى الاهتمام بالمعلومات التي تؤكد معتقداتنا ونتجاهل المعلومات التي تتحدى هذه المعتقدات، مما يجعلنا نصدق أشياء خاطئة، وفي بعض الأحيان نتخذ قراراً سريعاً دون التفكير في جميع الخيارات الممكنة وينتهي بنا الأمر للندم، نتيجة لذلك من الحكمة استخدام توازن العقل والحدس في صنع القرارات.
لكن هذا "الشعور الغريزي" يأخذ حيزه بمجال البحث في عالمنا المعاصر وفي ظل إعادة بعث ممارسة الطقوس الروحية والنمو الروحي لدى الكثيرين حول العالم، لذا عرّف علماء الحدس بأنه: "القدرة على اتخاذ قرارات ناجحة دون التفكير العقلاني أو التحليلي أو الاستدلال".. وينصحونك بما يلي: [5]
في النهاية.. قد تتجاوز الحواس الخمسة التقليدية هذا العدد ، الذي يختلف حتى بين الباحثين أنفسهم، ويمكن أن تشمل القائمة الإدراك الزمني أو الإحساس بمرور الوقت، والإدراك الداخلي أو الأحاسيس القادمة من داخل الأعضاء (مثل غريزة الأمعاء)، كذلك الإحساس بالتوازن والإحساس الحراري... ولا يزال استقبال الحس العميق غامض وينطوي على إشارات معقدة في أجسامنا. ولا يزال الفهم العلمي "للحاسة السادسة" محدوداً والكثير حولها ينتظر من يكتشفه. لما يؤثر به على حياتنا اليومية.