فترة الحمل هي الفترة الحساسة التي تتغير فيها كل طباع الزوجة نتيجة التقلبات المزاجية التي تحصل لها خلال هذه الفترة، ومن جملة العادات اليومية التي تتغير لديها هي رغبتها في ممارسة العلاقة الزوجية، فما هي الأسباب وراء تغير هذه الرغبة مع بدء الحمل، وهل هنالك فوائد للجماع خلال الحمل؟ وكيف تتم إثارة الزوجة وزيادة رغبتها، وما هو دور الزوج في هذه الحالة؟ هذا ما سنتعرف عليه في المقال التالي.
تتغير الرغبة الجنسية خلال الحمل بشكل واضح نتيجة تقلبات المشاعر المتناقضة التي تشعر بها السيدة في كل يوم، وذلك يتبع للعديد من الأسباب الفيزيولوجية التي تؤثر على السيدة مثل: [1-2]
الرغبة الجنسية في الثلث الأول من الحمل
الأشهر الثلاثة الأولى تبدأ منذ تلقيح البويضة وحتى الأسبوع الثالث عشر وفي هذه الفترة تنخفض الرغبة الجنسية لدى السيدة نتيجة التغيرات الهرمونية التي تحصل من جهة، بالإضافة إلى الأعراض المزعجة التي ترافق هذه الأشهر من غثيان وصداع وآلام في الثدي من جهة أخرى، وهذه العوامل تجتمع لتؤثر على مزاج السيدة وتبعدها عن العلاقة الجنسية ويصبح من الصعب إثارتها وجعلها تستمتع بممارسة العلاقة.
الرغبة عند الحامل الثلث الثاني من الحمل
الثلث الثاني من الحمل والذي يمتد بين الأسبوع الرابع عشر إلى الأسبوع السابع والعشرين، وفيه تزيد الرغبة الجنسية لدى السيدة نتيجة لزيادة إفراز هرمون الأستروجين والبروجسترون لدعم نمو الجنين والذي بدوره يعطي الأم طاقة أكبر ويخفف من الأعراض العصبية والهضمية المرافقة، وعلى وجه الخصوص يؤدي ارتفاع هرمون الأستروجين في هذه المرحلة إلى زيادة تزليق المهبل نتيجة زيادة تدفق الدم إلى الجهاز التناسلي الانثوي وبالتالي يزيد من الحساسية والإثارة والمتعة بين الزوجين.
الرغبة الجنسية في الثلث الثالث من الحمل
في الجزء الأخير من الحمل الذي يمتد بين الأسبوع السابع والعشرين وحتى الأسبوع السادس والثلاثين، قد ترغب السيدة بممارسة العلاقة الزوجية ولكنها تجد صعوبة كبيرة نتيجة تورم الجسم وزيادة الوزن السريعة التي تكون مرهقة لجسد السيدة، بالإضافة إلى الإرهاق والآلام التي تشعر فيها في الفترة الأخيرة والتي تجعلها تنفر من العلاقة وتجدها غير مريحة بالنسبة لها.
من المهم تفهُّم الزوج أن الرغبة الجنسية لدى الزوجة خلال الحمل سوف تتأثر ولا يجب الضغط على الزوجة بما لا ترغب فيه، ويجب العمل من قبل الطرفين على زيادة الرغبة في ممارسة العلاقة الزوجية خلال فترة الحمل من خلال هذه الخطوات: [3-4-5]
فهم السبب وراء انخفاض الرغبة: يجب على كلا الطرفين تفهم الأسباب وراء انخفاض الرغبة الجنسية ونفور الزوجة من العلاقة خلال الحمل، وذلك لمحاولة إيجاد حلول لهذه الأسباب>
ومن المهم أن يكون بين الزوجين ثقة متبادلة وصراحة مطلقة تجعل الزوجة تقول ما يزعجها في العلاقة فقد يكون السبب هو طريقة الزوج، أو كلمات يقولها، أو حركة خاطئة قد تؤلمها وقد يكون السبب من الزوجة بأنها تشعر بعدم قدرتها على إسعاد الزوج وإعطاءه ما يريده، أو قد يكون خوف من الزوجة على الجنين وعدم الوعي الكافي بممارسة العلاقة خلال الحمل، وهنا يفيد النقاش حول السبب بصراحة في حل المشكلة وتفادي مشكلات أخرى.اختيار الوضعيات المريحة في الجماع: يوجد بعض الوضعيات التي تكون مؤلمة ومجهدة بالنسبة للزوجة خلال الحمل، وهذا الألم يكون وراء انخفاض الرغبة الجنسية لدى الزوجة لذلك من المهم اختيار الوضعية التي تكون مريحة للطرفين وآمنة للزوجة والجنين وذلك من أجل إعطاء الزوجة الأمان الكافي لجعلها تستمتع بالعلاقة دون خوف وحذر، ومن أهم الوضعيات الآمنة هي الاستلقاء الجانبي أو النوم على الظهر.تحسين نمط الغذاء: الغذاء من أهم الأشياء التي يمكن عن طريقها زيادة الرغبة الجنسية لدى السيدة بشكل عام، ومن الأطعمة التي تزيد الرغبة عند المرأة هي الأسماك والشوكولا الداكنة واللحوم الحمراء والمكسرات والعسل، بالإضافة إلى العديد من أنواع الفاكهة كالتفاح لأنه يحتوي على هرمون الاستروجين النباتي.عدم إهمال الجانب النفسي: الجانب النفسي هو العنصر الأهم في زيادة الرغبة عند السيدة لأن ممارسة العلاقة الزوجية خلال الحمل هي آمنة تماماً ما لم يكون هنالك مرض عضوي يشير إليه الطبيب ويمنع من ممارسة العلاقة في الحمل، ويمكن دعم الزوجة عن طريق الاهتمام بها وبجسدها وتقبيلها واحتضانها وتفهم أسباب برودها، ويجب ألا تشعر بأن تغيرات الحمل قد أثرت على استمتاع الزوج معها، كما يجب عدم إجبارها على شيء حتى تعود إلى ممارسة العلاقة الزوجية برغبتها المطلقة دون أن تشعر بأنها واجب عليها فقط.استشارة الطبيب عند اللزوم: في حال فشلت طرق زيادة الرغبة الجنسية عند السيدة يمكن استشارة الطبيب المشرف على الحالة والذي قد يشخص سبباً عضوياً لضعف الرغبة يتطلب علاج، وفي حال لم يكن هنالك أي سبب طبي للبرود الجنسي يمكن أن يصف الطبيب محفزات جنسية للسيدة آمنة على الجنين.إن انخفاض الرغبة الجنسية لدى السيدة هو أمر طبيعي خلال فترة الحمل كما ذكرنا، وهنا يكون دور الرجل مهم جداً في إثارة الزوجة من أجل زيادة تحفيز رغبتها عن طريق: [3-4-5]
المداعبة المطولة: تعتبر المداعبة خلال ممارسة العلاقة الزوجية من النقاط الهامة التي يتوجب على الزوج القيام بها من أجل جعل الزوجة تستمتع وترغب بالممارسة بإرادتها، وإعطاء الزوجة الوقت الكافي بالمداعبة يجعلها تتخلص من مشاعر الخوف على الجنين والتوتر المرافق له وتسترخي وبهذه الطريقة يزيد الزوج بلا وعي من رغبة المرأة بممارسة العلاقة الزوجية.اختيار الوقت المناسب للجماع: يجب مراعاة الوقت المناسب الذي تكون فيه الزوجة مستعدة لممارسة العلاقة الزوجية من أجل ضمان وصولها للذروة وشعور الطرفين بالمتعة، ففي حال وجد الرجل الزوجة متعبة ومرهقة ولا تقوى على الممارسة لا يجب الضغط عليها، وفي حال وجدها في حالة نفسية سيئة يمكن التخفيف عنها والاهتمام فيها دون ممارسة العلاقة، وذلك من أجل إعطائها شعور بأنه لن يجبرها على شيء لا ترغب فيه.احتواء الزوجة الحامل والعناية بها: من المهم في حال شعر الزوج بانخفاض رغبة الزوجة نتيجة لحالة نفسية سيئة تمر بها أو ألم ما تشعر به، يجب أن يزيد من اهتمامه فيها ويعطيها الشعور بالأمان ويكون قادر على احتواء مشاعرها ومراعاة حساسيتها التي سوف تزداد بشكل مضاعف في الحمل نتيجة التقلبات الهرمونية، وبهذه الطريقة يعزز من ثقة الزوجة فيه ويجعل رغبتها تزداد في ممارسة العلاقة لأنها تريد الوصول لدرجة الإشباع من مشاعر الأمان التي تشعر فيها بقربه.تجريب مواقف جنسية جديدة: فترة الحمل تحد من القدرة الجسدية للسيدة وقد تعجز عن ممارسة العلاقة الزوجية بالقدرة التي كانت عليها قبل الحمل، مما يجعل رغبتها تنخفض وهنا يمكن تجريب مواقف جنسية جديدة آمنة وتكون قادرة على تأديتها وفي هذه الحالة تتغلب على انخفاض رغبتها تجاه العلاقة.استخدام الوسادات: الوسادات من الأشياء التي تساعد الزوجين على ممارسة العلاقة والوصول للذروة والاستمتاع والإثارة، دون أن تتعرض الزوجة للإجهاد مما يجعلها تتقبل ممارسة العلاقة، ويتم وضع الوسادات تحت الرقبة وتحت الورك فتساعد الزوج دون أن تؤلم المرأة أو تشكل خطر على الجنين.تعزز الثقة بالنفس: إن التقلبات النفسية والجسدية التي تحدث خلال فترة الحمل تؤثر على ثقة السيدة بنفسها، وخاصة مع ازدياد الوزن والتورم نتيجة احتباس السوائل وهنا دور الرجل عند ممارسة العلاقة الزوجية، يجب عليه إظهار الحب والاهتمام بجميع التفاصيل التي تتغير في جسد المرأة من أجل بناء عائلة صغيرة لهما معاً، ويمكن من خلال ممارسة العلاقة الزوجية إعطاء الزوجة شعوراً بالأمان والاستمتاع مما يجعلها تقوي ثقتها بنفسها وبزوجها.يساهم الجماع في حرق السعرات الحرارية: إن ممارسة العلاقة الزوجية تعتبر بالنسبة للسيدة بمثابة تمارين رياضية بسيطة تساهم في حرق السعرات الحرارية لديها وتساعدها على تحريك كافة عضلات جسدها وبالتالي تساهم في الحد من زيادة الوزن الذي تتعرض له السيدة بشكل طبيعي في الحمل.زيادة الرابط العاطفي: إن التقلبات المزاجية خلال فترة الحمل قد تزيد من عبء الخلافات بين الزوجين وقد ينفر الزوج من طباع المرأة خاصة عندما تبدأ الاضطرابات الجسدية بالظهور أيضاً، وهنا تساعد زيادة ممارسة العلاقة الزوجية في تقوية الرابط العاطفي بين الزوجين وجعل الزوج يشارك زوجته معاناتها ويشعر بألمها مما يزيد من عطفه وحنانه تجاهها.تقوية جهاز المناعة: تذكر بعض الدراسات أن ممارسة العلاقة الزوجية في الحمل تقوي من الجهاز المناعي للسيدة كونه يزيد من إنتاج الغلوبولين المناعي وهو نوع من البروتينات المناعية التي تلتصق بالأجسام الغريبة التي تدخل إلى الجسم كالفيروسات والبكتريا وتساعد الجسم على التخلص منها.تخفيف آلام المخاض: إن ممارسة العلاقة الزوجية في الشهر الأخيرة من الحمل تفيد في تخفيف آلام المخاض حيث أنها تعمل على توسيع عنق الرحم وبالتالي تسهيل عملية الولادة الطبيعية. بشكل عام تعتبر ممارسة العلاقة الزوجية آمنة خلال فترة الحمل ما لم يوصي الأطباء بتجنب العلاقة، وهنا بعض الحالات التي يكون فيها الجماع غير آمن: [4-5]
احتمال الولادة المبكرة: تم ذكر أن ممارسة العلاقة الزوجية تسهل عملية الولادة ولكن في حال كانت السيدة معرضة لاحتمال ولادة مبكرة أو قد أسبق لها وأجهضت الطفل بوقت مبكر يجب عليها تجنب العلاقة الزوجية لما بعد الولادة.الحمل بتوائم: إن الحمل بتوأم يجعل حجم الرحم مضاعفاً عن الحمل الطبيعي وقد تشعر السيدة دائماً بهبوط الرحم، لذلك في الأشهر الأخيرة يجب تجنب ممارسة العلاقة الزوجية لكي لا يتأثر الحمل والزوجة معاً، فمن الصعب جداً عليها التحرك بحرية ولن تستطيع السيطرة على توترها وخوفها على الأجنة.وجود نزيف خلال الحمل: في حال كانت السيدة تتعرض لنزيف خلال أشهر الحمل يجب عليها تجنب ممارسة العلاقة بشكل نهائي قبل تشخيص سبب النزيف وعلاجه وسماح الأطباء للسيدة بالعودة لممارسة العلاقة الزوجية.وجود التهابات مهبلية: إن وجود التهابات شديدة لدى السيدة خلال فترة الحمل يمنعها من ممارسة العلاقة الزوجية لأنها سوف تزيد من شدة الالتهابات وقد تنتقل الالتهابات للأعضاء التناسلية الداخلية للسيدة وتؤذي الجنين.وجود أمراض تنتقل جنسياً: في حال كان لدى الزوج مرض ينتقل عن طريق الجنس في هذه الحالة لا يمكن للزوجين ممارسة العلاقة الزوجية خوفاً من انتقال المرض للزوجة والتأثير على الحمل والجنين.انزياح المشيمة: في حال كانت المشيمة تصل لفتحة عنق الرحم هنا يجب ألا تتم ممارسة العلاقة الزوجية خوفاً من تعرض السيدة لخطر الإجهاض.المصادر و المراجعaddremove
أحدث أسئلة العلاقات الزوجية