-

تحديد نوع جديد من اضطرابات تخثّر الدم

تحديد نوع جديد من اضطرابات تخثّر الدم
(اخر تعديل 2025-02-15 06:09:28 )

اكتشاف جديد في عالم اضطرابات تخثر الدم

تُعتبر عملية تخثر الدم آلية حيوية تهدف إلى حماية الجسم من النزيف في حال حدوث جروح، حيث تتضمن سلسلة من التفاعلات الكيميائية التي تؤدي إلى زيادة سماكة الدم. لكن، عندما يتعرض تدفق الدم إلى عوائق، قد يبدأ بالتجمد ويتحول من سائل إلى هلام شبه صلب، مما يشكل خطراً على الصحة.

في خطوة مثيرة، توصل فريق من الباحثين في جامعة ماكماستر إلى اكتشاف يحمل دلالات هامة حول سبب استمرار حالات تخثر الدم العفوي وغير المعتاد لدى بعض المرضى، حتى مع تلقيهم الجرعات الكافية من مميعات الدم.
حكاية ليلة مترجم الحلقة 22

نتائج الدراسة وأهميتها

بحسب دراسة مثيرة نُشرت في مجلة "نيو إنغلاند الطبية"، تشير النتائج إلى أن هذا الاكتشاف قد يُحدث تغييراً في أساليب التشخيص والعلاج للمرضى الذين يعانون من تخثر دم غير مبرر، مما قد يُحسن من نتائج العلاجات المتاحة.

كما أوضح الباحثون أن الاضطراب المكتشف حديثاً يشبه حالة نقص الصفيحات المناعي الناتج عن اللقاح (VITT)، وهو اضطراب تخثّر نادر لكنه شديد، والذي ظهر لدى بعض الأفراد الذين تلقوا لقاحات "كوفيد-19" التي تم وقف استخدامها.

التأثيرات الجديدة على المرضى

أظهرت الدراسة أن بعض المرضى قد يواجهون تخثراً دموياً حاداً نتيجة وجود أجسام مضادة تشبه تلك المرتبطة بـ VITT، حتى في غياب المحفزات المعروفة مثل مميعات الدم أو اللقاحات السابقة.

أطلق الباحثون على هذا الاضطراب الجديد اسم "اعتلال غاما أحادي النسيلة ذو الأهمية الخثارية (MGTS)"، نظراً لتشابهه مع VITT.

التشخيص الدقيق أولوية

في حديثه عن هذا الاكتشاف، أكد الدكتور ثيودور (تيد) واركنتين، المعد المشارك الأول للدراسة وأستاذ علم الأمراض والطب الجزيئي بجامعة ماكماستر، على أهمية التعرف على هذا الاضطراب الجديد. حيث أن التشخيص الدقيق يمكن أن يسهم في تطوير استراتيجيات علاجية أكثر فعالية تتجاوز الطرق التقليدية.

تم إجراء اختبارات متخصصة في مختبر مناعة الصفائح الدموية بجامعة ماكماستر، وهو المختبر الوحيد في كندا الذي يمتلك جميع الفحوص اللازمة لتحديد الأجسام المضادة المشابهة لـ VITT التي تستهدف بروتين PF4.

نتائج التحليلات

أظهرت النتائج أن المرضى الذين يعانون من هذا الاضطراب يمتلكون بروتينات M، التي تُعتبر مؤشراً على اضطرابات الخلايا البلازمية، بالإضافة إلى استمرار استجابة مشابهة لـ VITT لمدة لا تقل عن 12 شهراً، مما يشير إلى وجود اضطراب دائم وليس مجرد حالة عابرة.

أكد الدكتور إسحاق نازي، المعد المشارك الرئيسي للدراسة والمدير العلمي لمختبر مناعة الصفائح الدموية، أن هذه النتائج تُبرز قدرة الأبحاث الجزيئية على كشف آليات المرض، مما يتيح تشخيصاً أدق وعلاجات مبتكرة حتى للأمراض غير المعروفة سابقاً.

العلاج والتعاون الدولي

كما أظهرت الدراسة أن المرضى لم يستجيبوا للعلاج التقليدي بمميعات الدم، ولكنهم أبدوا تحسناً مع علاجات بديلة مثل "غلوبولين" المناعي الوريدي بجرعات عالية (IVIG)، بالإضافة إلى مثبطات بروتون تيروزين كيناز (إبروتينيب) والعلاجات المستهدفة للخلايا البلازمية المستخدمة في علاج الورم النقوي المتعدد.

شارك في هذه الدراسة باحثون من كندا ونيوزيلندا وفرنسا وإسبانيا وألمانيا، حيث تم جمع بيانات من خمسة مرضى خضعوا للعلاج في هذه الدول، مما يعكس أهمية التعاون الدولي في مجال البحث العلمي.