-

السجائر الإلكترونية وتأثيرها على جماجم الأجنّة

السجائر الإلكترونية وتأثيرها على جماجم الأجنّة
(اخر تعديل 2025-07-20 01:02:18 )

في دراسة جديدة ومثيرة للدهشة، تم الكشف عن أضرار تدخين السجائر الإلكترونية وتأثيرها الضار على جماجم الأجنّة، حتى وإن كانت السجائر المستخدمة خالية من النيكوتين. هذا ما أظهرته دراسة أميركية حديثة نُشرت في مجلة PLOS One، حيث أبدى الباحثون قلقهم من النتائج التي قد تُحدث تغييرًا جذريًا في فهمنا لمخاطر هذه المنتجات.

نتائج الدراسة: تشوهات غير متوقعة

كشفت الدراسة عن تأثيرات جديدة من تدخين السجائر الإلكترونية، والتي تتجاوز المخاطر المعروفة، مثل تقصير العمر الافتراضي وإتلاف حاسة التذوق. فقد أظهرت النتائج أن تعرض الأجنّة لبخار السجائر الإلكترونية قد يؤدي إلى تشوهات جليّة في نمو جماجمهم، حتى عند استخدام الأنواع الخالية من النيكوتين.

تجارب على الفئران الحوامل

أجرى باحثون من جامعة ولاية "أوهايو" تجارب على فئران حوامل، حيث تم تعريضهن لبخار يحتوي على مزيج من "البروبيلين غليكول" و"الغليسرول"، وهما المكونان الرئيسيان في السجائر الإلكترونية. وكانت النتائج مروعة، حيث أظهرت الفئران التي تعرضت للبخار تشوهات في الجمجمة، بما في ذلك قصر طولها وضيق ملامح الوجه، بالإضافة إلى انخفاض ملحوظ في الوزن عند الولادة.

تركيبة البخار وتأثيرها

تجدر الإشارة إلى أن التأثيرات السلبية كانت أكثر وضوحًا عند استخدام تركيبة تحتوي على نسبة أعلى من "الغليسرول" (70%) مقارنة بـ"البروبيلين غليكول" (30%). وهذا يتعارض تمامًا مع التوقعات العلمية، مما يثير تساؤلات حول مدى صحة الادعاءات التسويقية للشركات المصنعة.
غرفة لشخصين الحلقة 7

فئة الشباب: الأكثر تضرراً

تتزايد المخاوف بشأن الفئة العمرية الأكثر استخدامًا للسجائر الإلكترونية، والتي تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا، وهي الفئة في ذروة سنوات الإنجاب. ومن المقلق أن تطور الجمجمة يحدث في مراحل مبكرة جدًا من الحمل، مما يعني أن النساء قد يواصلن استخدام السجائر الإلكترونية دون أن يعرفن أنهن حوامل، مما يعرض أجنتهن لتأثيرات دائمة.

تحذيرات من المنظمات الصحية

تأتي هذه النتائج في وقت تتصاعد فيه التحذيرات من منظمات صحية مرموقة مثل "جمعية القلب الأميركية"، والتي تعتبر انتشار السجائر الإلكترونية بين الشباب "تهديدًا خطيرًا للصحة العامة". فمعظم هذه المنتجات تحتوي على نيكوتين شديد الإدمان، بالإضافة إلى مواد كيميائية أخرى مثل "الدياسيتيل" والمعادن الثقيلة.

الدروس المستفادة والحاجة للمزيد من البحث

بالرغم من أن السجائر الإلكترونية قد تعتبر "أقل ضرراً" من السجائر التقليدية، إلا أنها لا تزال تحمل مخاطر كبيرة، خصوصًا للحوامل والأجنّة. وهذا يفتح المجال لأسئلة معقدة حول الآليات البيولوجية التي تمكن هذه المواد من إحداث تشوهات، ويؤكد على الحاجة الملحة لإجراء المزيد من الأبحاث حول تأثيرات المكونات الأخرى في السجائر الإلكترونية.

في النهاية، تظل صحة الأجيال القادمة في خطر، مما يستدعي وعيًا أكبر من المجتمع والأفراد حول مخاطر هذه المنتجات.