تأثير حبوب الغدة الدرقية على الوزن والشهية
لأمراض وعلاجات الغدة الدرقية -سواء فرط نشاط أو قصور- علاقة وثيقة بزيادة ونقصان الوزن، حيث يساهم علاج مشاكل الغدة في تنظيم إفراز الهرمونات التي تفرزها الغدة الدرقية وبالتالي تنظيم عملية التمثيل الغذائي والنمو ودرجة حرارة الجسم، سنناقش في هذا المقال كيف يمكن لحبوب الغدة الدرقية أن تؤثر في الوزن والشهية.
تقع الغدة الدرقية تقع في مقدمة الرقبة أمام القصبة الهوائية، وتفرز هرمونات مهمة جداً وظيفتها الأساسية تنظيم عملية الأيض وإنتاج وتوزيع الطاقة ولها تأثير كبير على الوزن والشهية، لذلك غالباً ما تؤثر أمراض الغدة الدرقية بشكل مباشر على الوزن، حيث يسبب فرط نشاط الغدة الدرقية بانخفاض الوزن، ويسبب قصور الغدة الدرقية زيادة الوزن.
ولا يشترط أن يرتبط ذلك بكمية الطعام أو الشهية دائماً، فقد تكون الشهية اعتيادية لكن عملية الحرق وتوزيع الطاقة غير متوازنة ما يسبب زيادة الوزن في حالة قصور الدرقية، كما تكون الشهية مفتوحة مع نقصان الوزن في حالة فرط افراز هرمونات الدرقية.
هل حبوب الغدة الدرقية تفتح الشهية؟
لا تسبب حبوب الغدة الدرقية زيادة الوزن ما دامت تؤخذ بجرعات صحيحة سواء أدوية علاج فرط أو قصور الدرقية، حيث تعمل أدوية علاج قصور الغدة الدرقية أو حبوب الثيروكسين على تعويض نقص إفراز الهرمونات للوصول إلى حالة الاستقلاب المتوازن والطبيعي، ولا تسبب السمنة أو زيادة الوزن إلى إذا كانت الجرعة غير كافية حيث تستمر مشكلة نقص هرمونات الدرقية ما يؤدي لزيادة الوزن مترافقاً بأعراض قصور الدرقية.
بالمقابل بعض الأدوية التي تعمل على علاج فرط إفراز الغدة الدرقية وتعديل الخلل الناتج عنه في عملية الأيض قد تسبب زيادة في الوزن عند أخذ جرعات عالية ينتج عنها قصور في الدرق، كذلك الأمر في حالة العلاج باليود المشع أو الاستئصال الجزئي أو الكلي للغدة الدرقية والذي قد يسبب السمنة وزيادة الوزن، ويحتاج المريض إلى التعويض بحبوب الثيروكسين بجرعات مدروسة بناء على تحاليل دورية لمحفزات الغدة الدرقية (TSH).
الخلاصة أن الجرعات المناسبة من الثيروكسين أو حبوب علاج خمول الدرقية ستحافظ على توازن عملية انتاج واستهلاك الطاقة في الجسم وستحافظ على الشهية والوزن في الحدود الطبيعة ولن تكون سبباً لزيادة الوزن، وتسبب الجرعات أقل من الحاجة من الثيروكسين زيادة في الوزن مرتبطاً بتباطؤ الأيض، فيما تسبب الجرعات المرتفعة فوق الحاجة من الثيروكسين زيادة في معدلات الأيض ونقصاً غير مبرر في الوزن مترافقاً مع زيادة الشهية وفرط النشاط وأعراض فرط هرمونات الدرقية الأخرى.
في حال لاحظ المريض زيادة غير مبررة بالوزن أو اضطرابات في الشهية بعد تناول دواء الثيروكسين يجب أن يراجع الطبيب المختص لضبط الجرعة، ويكون ذلك بناء على تحاليل الغدة الدرقية (T3, T4) وتحليل الهرمون المحفز للدرقية (TSH)، ويوصي الطبيب بخفض أو زيادة الجرعة بمعدل 25 ميكروجرام أو 50 ميكروجرام من التيروكسين بناء على نتائج التحليل، على أن تتم إعادة الاختبارات عدة مرات كل 6 أسابيع أو 8 أسابيع للتأكد من انتظام الجرعة، ثم كل 3 أو 6 أشهر حسب ما يوصي الطبيب.
والجدير بالذكر أن المرضى الذين أجروا عملية استئصال كلي للغدة الدرقية يحتاجون فقط لإجراء اختبار الهرمون المحفز للدرق (TSH) لأن هرمونات (T3, T4) تفرزها الغدة الدرقية نفسها ولن يكون هناك معنى لإجرائها في هذه الحالة، وقد يحتاجون لإجراء تحاليل جارات الدرق للتأكد من عملها بشكل جيد في حال لم يتم استئصالها.
لا يجب أن تلجأ لاستعمال حبوب الغدة الدرقية بهدف إنقاص الوزن، فعلى الرغم أن الجرعات الزائدة من الثيروكسين قد يكون لها تأثير قوي على الوزن وتسبب النحافة، لكنها تتداخل مع الكثير من العمليات الأخرى في الجسم، وينتج عنها آثار جانبية قد تكون مهددة للحياة.
حبوب علاج خمول الغدة الدرقية تستخدم فقط لعلاج حالات اعتلال الغدة الدرقية وكعلاج تعويضي في حالات استئصال الغدة، أي أن هدف حبوب الغدة الدرقية هو إصلاح الخلل الهرموني في الجسم، وعندما لا يكون هذا الخلل موجوداً فإن استعمال علاج الغدة الدرقية سيكون السبب في حدوث الخلل وما يترافق معه من أعراض أخرى لفرط نشاط الغدة الدرقية.
من المشاركات على موقع حلوها من قبل سيدة تقول أنها تعاني من خمول الغدة الدرقية، وبدأت منذ حوالي شهر تأخذ هرمون لعلاج هذا الخمول، ولكن المشكلة أن شهيتها للطعام زادت بشكل كبير وزاد وزنها، وهي تسأل الخبراء في موقع حلوها فيما إذا كانت زيادة الجرعة أو نقصانها هو المسؤول عن هذه المشكلة.
وأضافت بأنها تعاني العديد من الآلام والأعراض بسبب تناول هذا الدواء من تساقط للشعر وخمول وألم في المعدة والأهم من ذلك الجوع الدائم والشهية المفتوحة.
وكان الرد من طبيب الأسرة في موقع حلوها أن نقص الهرمون هو الذي يسبب زيادة الشهية وتعويض هذا النقص يساهم في العلاج ومنع زيادة الوزن، وأضاف أنه في حالتها هي تتناول جرعة أقل من المطلوبة ونصيحها بأن تجري فحص دوري كل شهر أو شهرين لتعديل الجرعة بما يناسب حاجتها فسواء الجرعة الزائدة أو الناقصة يكون له أضرار وآثار جانبية.
لمراجعة الاستشارة كاملة وآراء الخبراء وتعليقات مجتمع حلوها انقر على الرابط، كما يمكنكم طلب الاستشارة من الخبراء المختصين في موقع حلوها وذلك في أي وقت من خلال النقر على هذا الرابط.