-

هل يشفى الطفل من نقص الأكسجين وما هي خطوات

هل يشفى الطفل من نقص الأكسجين وما هي خطوات
(اخر تعديل 2024-09-09 11:09:39 )

يعتبر نقص الأكسجين من المضاعفات الخطيرة لبعض الحالات عند الأطفال، وتسبب العديد من المخاطر التي قد تستمر معه طيلة حياته، ما يسبب قلق شديد للأهل حول هذه المخاطر وكيفية التعامل معها، فما هو نقص الأكسجين عند الأطفال؟ وهل يشفى الطفل منه؟ وكيف يتم علاجها؟ هذا ما سنتحدث عنه من خلال هذا المقال.

نقص الأوكسجين عند الأطفال (بالإنجليزية: Hypoxic Ischemic Encephalopathy) أو الاعتلال الدماغي الناتج عن نقص الأكسجة هو إصابة دماغية تنتج عن انقطاع الأكسجين عن الدماغ عند الطفل وفي الغالب تكون إصابة خطيرة، خصوصاً عندما يتعرض الطفل الوليد لنقص الأوكسجين لفترة طويلة أو ما يعرف باختناق الولادة (Birth Asphyxia).

يصيب نقص الأكسجين الأطفال والبالغين في أي عمر لكنه أكثر شيوعاً عند الولادة خصوصاً الأطفال الخدّج الذين يولدون قبل الأوان أو الأطفال الذين عانوا من نقص الأكسجة في رحم الأم، ويعتبر نقص الأكسجين من الأسباب الرئيسية لوفاة الأطفال حديثي الولادة حول العالم، كما يترك نقص الأكسجين عند الولادة آثار متفاوتة في الحدة والخطورة على الطفل حسب حجم الإصابة في خلايا الدماغ وأعضاء الجسم والتدابير الطبية المتخذة في اللحظات الأولى للولادة.

يمكن أن يشفى الطفل من نقص الأكسجين عند الولادة إذا كانت الإصابة طفيفة إلى متوسطة وتم تقديم الإسعافات اللازمة للطفل قبل أن يتسبب انقطاع الأكسجين بتلف خلايا الدماغ وتضرر الأعضاء الحيوية في الجسم، فيما تسبب حالات نقص الأوكسجين الشديدة إصابات دائمة للأطفال لا يمكن علاجها أو الشفاء منها بشكل تام، حيث تكون الأضرار التي لحقت بالدماغ والقلب والرئتين والأعضاء الحيوية مزمنة ودائمة.

يتوقف الشفاء التام من نقص الأوكسجين عند الأطفال على شدة الحالة ومدة انقطاع الأكسجة والمضاعفات بالدرجة الأولى، كما يختلف العلاج المطلوب والفترة اللازمة للشفاء التام حسب هذه الحالات، وأهم عاملين لتحديد فرص شفاء الطفل من نقص الأكسجين بشكل تام أو جزئي:

  • التدخل الإسعافي المبكّر: تقديم الإسعافات اللازمة الفورية للطفل المصاب بنقص الأكسجين في الوقت المناسب أهم العوامل التي تتحكم بحجم الضرر والإصابات في الدماغ والأعضاء، وتحدد فرص الشفاء من مضاعفات نقص الأكسجين عند الطفل مستقبلاً، ويقاس أثر التدخل المبكر في هذه الحالات بالثواني وليس بالدقائق أو الساعات! سواء في حالات اختناق الولادة والأطفال الخدّج أو حتى في الأطفال والبالغين الذين يتعرضون لحوادث وحالات صحية تسبب نقص الأكسجين والتروية.
  • درجة الضرر الناتج عن نقص الأكسجين: العامل الثاني في تحديد فرص شفاء الطفل من نقص الأكسجين هو تحديد حجم الضرر والبدء المبكر بالعلاج، وذلك بعد تجاوز مرحلة نقص الأكسجة واستعادة مستويات الأكسجين الطبيعية في الجسم، حيث يقوم الأطباء بفحوصات مباشرة للطفل لتحديد مستوى الضرر، كما تتطلب بعض الآثار والأضرار إعادة الفحص في مراحل عمرية مختلفة.
    الحالات الخفيفة والمتوسطة من نقص الأكسجين عند الرضع والأطفال يمكن أن يتم علاجها بشكل تام أو على الأقل بشكل يسمح بالتعايش معها في معظم الحالات، لكن لا يمكن علاج الحالات المتقدمة والحادة بسبب التلف الكبير في خلايا المخ والأعضاء الحيوية، والذي قد يصل إلى الشلل الدماغي أو الموت السريري والغيبوبة أو الوفاة.
  • هل يمكن التخلص من آثار نقص الأوكسجين عند الأطفال؟ فعلياً يتم علاج نقص الأكسجين عند الأطفال فور حدوثه، وما يحتاج للعلاج لاحقاً هو مضاعفات نقص الأكسجين وآثاره على الطفل، وأهم خطوات علاج نقص الأكسجين عند الأطفال والرضع:

  • تقديم الرعاية الطبية الفورية: يتم تقديم العلاج اللازم على الفور لحالات نقص الأكسجين عند الأطفال بما يتناسب مع الحالة والعامل المسبب، والهدف من التدخل الفوري هو إعادة الأوكسجين إلى مستوياته الطبيعية في الجسم تجنباً لتلف الدماغ والخلايا والأعضاء والذي قد يقود للوفاة، وتصنّف هذه الإجراءات بوصفها "إسعافية".
  • التشخيص وتقدير الحالة: تبدأ مراحل علاج مضاعفات نقص الأكسجين عند الأطفال من التشخيص الصحيح الذي يقود لاستبعاد تكرار حالة نقص الأكسجين بالدرجة الأولى، ثم في تحديد نوع وحجم الضرر في الدماغ الناتج عن نقص الأكسجة، وتحديد الاضطرابات الناتجة عنه مثل فرط الحركة وصعوبة الانتباه وصعوبات التعلم والنطق وغيرها.
  • العلاج التأهيلي: يتم توفير العلاج التأهيلي المناسب حسب عمر الطفل لتعزيز التطور الحركي والعصبي ومعالجة صعوبات التعلم واللغة، ويشمل علاج إعادة تأهيل الطفل المصاب بنقص الأكسجة العلاجات الدوائية والطبيعية والتأهيلية والنفسية.
  • التدخل الجراحي: في الحالات الشديدة من نقص الأكسجين عند الأطفال يمكن أن يتطلب الأمر التدخل الجراحي لتحسين الوظائف الحركية والعصبية، والتي يمكن أن تشمل العمليات الجراحية على العضلات والأعصاب والعظام أو العمليات الدقيقة في الدماغ.
  • التقييم الطبي المستمرللأطفال الذين عانوا من نقص الأكسجين: لا يتوقف علاج آثار ومضاعفات نقص الأكسجين عند الأطفال عند التشخيص في وقت الإصابة، بل يجب متابعة حالة الطفل بشكل دوري بواسطة الأطباء المختصين، وذلك لتقييم تحسن حالته ومتابعة التأثيرات الجانبية، وتحديد العلاج المناسب وضبط الجرعات، وتتبع المضاعفات التي قد تتأخر بالظهور.
    ويجب أن يلتزم الأهل بتوجيهات الأطباء والفريق الطبي واتباع الخطة العلاجية بشكل صارم، ويجب عليهم الاتصال بالطبيب المعالج في حالة حدوث أي تغيير في حالة الطفل أو ظهور أي أعراض جانبية جديدة.
  • نقص الأكسجين قبل الولادة والذي يصاب به الجنين خاصة في مراحل الحمل الوسيطة والمتقدمة، ومنها عملقة الجنين والتفاف الحبل السري وانسمام الحمل ومشاكل ضغط الدم عند الحامل، إضافة إلى آثر الأدوية والعقاقير والتدخين خلال الحمل على مستويات الأكسجين التي تصل للجنين.
  • نقص الأكسجين عند الولادة والذي يرتبط بظروف المخاض والولادة نفسها حتى وإن كانت حالة الجنين طبيعية قبل الولادة، وأهم أسبابه عسر الولادة أو الولادة الطبيعية بتوأم، إضافة إلى المخاض الطويل، وقد يكون سبب نقص الأكسجين عند الولادة متعلقاً بالإهمال الطبي.
  • نقص الأكسجين عند الأطفال بعد الولادة، وهو مرتبط بشكل خاص بحالات الولادة المبكرة والأطفال الخدّج الذين يعانون من عدم اكتمال الرئة ويحتاجون لرعاية خاصة وفورية بعد الولادة، إضافة إلى حالات أكثر ندرة مثل التشوهات القلبية الولادية وفقر الدم الانحلالي وانتان الرضيع أو الإصابات التنفسية الخطيرة بعد الولادة.
    • التشوهات الخلقية التي تسبب خللاً في مستويات الأكسجين في الدم، والتي يمكن التعايش معها في بعض الحالات لكن إهمالها يعرض المريض لخطر نقص التروية ونقص الأكسجين في أي وقت.
    • أمراض الجهاز التنفسي الحادة والمزمنة، مثل الربو والالتهاب الرئوي الوخيم وبعض الفيروسات التنفسية الخطيرة مثل السارس وكوفيد-19 وعدوى السل.
    • فقر الدم والذي ينتج عنه انخفاض مستوى الأكسجين في الدم عند الأطفال والبالغين، وقد يكون نقص الأكسحين في بعض هذه الحالات خفيفاً ولا يسبب مضاعفات طويلة الأمد، لكنه أيضاً قد يصل لمستويات خطيرة خصوصاً في حالات فقر الدم المنجلي وفقر الدم الانحلالي.
    • التعرض لصعقة كهربائية بشدة ومدة تؤدي إلى تشنج العضلات الملساء للقصبات الهوائية، وبالتالي انقطاع التنفس ونقص الأكسجين، كما أن الصعقة الكهربائية قد تؤثر على وظائف النسج مثل القلب وبالتالي ضعف ضخ الدم المحمل بالأكسجين لباقي أنحاء الجسم.
    • نقص الأكسجين في البيئة المحيطة والذي نادراً ما يقود إلى آثار طويلة الأمد وخطيرة، لكنه يؤثر على التطور النمائي للطفل، كالأطفال الذين يعيشون في بيئة مدخنين أو في أماكن سيئة التهوية.
    • حالات الاختناق أو استنشاق الأبخرة السامة، حيث يسبب الاختناق المباشر بقطع الأكسجين عند الدماغ وأعضاء الجسم والذي ينتج عنه آثار خطيرة قد تصل للشلل التام والموت السرير وحتى الوفاة، كاستنشاق الدخان في الحرائق أو استنشاق الأبخرة والغازات السامة.

    المصادر و المراجعaddremove

  • مقال Tatian V. Serebrovskaya & Lei Xi "نقص الأكسجة المتقطع في الطفولة: العواقب الضارة مقابل الفوائد مقابل الفوائد المحتملة للاستخدامات العلاجية" منشور في ncbi.nlm.nih.gov تمت مراجعته بتاريخ 1452023.
  • مقال Jill Seladi- Schulman "ما هو نقص الأكسجين؟" منشور في healthline.com تمت مراجعته بتاريخ 1452023.
  • مقال Jennifer Huizen "ماذا تعرف حول نقص الأوكسجين" منشور في medicalnewstoday.com تمت مراجعته بتاريخ 1452023.
  • مقال Fred Alexerov "ما هو نقص الأكسجين؟" منشور في medicalnewstoday.com تمت مراجعته بتاريخ 1452023.
  • أحدث أسئلة العناية بالرضع وحديثي الولادة